قصيدة البردة لكعب بن زهير

قصيدة البردة لكعب بن زهير، هذه القصيدة كتبها كعب بن زهير في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسميت بالبردة بسبب كسوة النبي عليه الصلاة والسلام لكعب بن زهير ببردته، ولذلك فإن موقع مقال maqall.net يقدم لكم شرح هذه القصيدة.

نبذة عن كعب بن زهير

  • هذا الشاعر هو شاعر مخضرم يسمى: كعب بن زهير بن أبي موسى الأشعري المزني أبو المضرب.
  • يعود نسب هذا الشاعر إلى قبيلة مزينة وهي من قبائل مضر.
  • كما أنه شاعر عاش في عصري ما قبل الإسلام، وفي عصر صدر الإسلام أيضًا، ولذلك يسمى بالشاعر المخضرم.
  • كذلك فإنه ورث الشعر عن والده، وعلمه لأبنائه منذ الصغر.
  • ولكن مواقف زهير لم تكن أبدًا مشرفة قبل الإسلام لأنه شبب نساء المسلمين وهجا النبي عليه الصلاة والسلام.
  • كما أنه قد اشتهر بقصيدة البردة والتي يطلق عليها أيضًا: “بانت سعاد”، التي اعتذر فيها لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
    • وأنشدها بين يديه حتى أعجب بها عليه أفضل الصلاة والسلام وأهدى لكعب بردته بسببها، ولذلك سميت القصيدة بالبردة.
  • كما أن جميع قصائد كعب اشتهرت بالرصانة في اللغة العربية الفصحى وبفخامة أسلوبه أيضًا مثلما ظهر تمامًا في قصيدة البردة.

ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: شرح قصيدة البردة للبوصيري

مناسبة قصيدة البردة

  • لقد عاش كعب بن الزهير في العصر الجاهلي قبل بداية الإسلام وعاصر بدايته أيضًا.
  • وعندما بدأ الإسلام بالانتشار وتحدث الجميع عن الدين الجديد، ذهب كعب مع أخيه بجيرا إلى المدينة المنورة للاستطلاع عن أمر الدين الجديد.
  • كما أن توجه كعب إلى المدينة كان بسبب تواجد الرسول هناك وكان قد بلغه والده قبل مماته بخبر مهم.
    • حيث قال له: ” يا بني، إنه سينزل حبل من السماء فتمسكوا به” فكانت هذه الوصية أيضًا من أهم أسباب تتبع كعب للدين الجديد.
  • وعند وصول كعب وبجير للمدينة أرسل كعب أخوه ليلتقي برسول الله عليه الصلاة والسلام.
    • لكنه قد تأخر كثيرًا، وهنا أرسل كعب بن الزهير قصيدة هجاء نظمها للرسول صلى الله عليه وسلم.
    • حيث كان غاضبًا من تأخر أخيه.
  • كما أن مطلع قصيدة الهجاء التي نظمها كعب بسبب تأخر أخيه تقول: ألا أبلغا عني بجيرا رسالة، فهل لك فيما قلت ويحك هل لكا.
    • سقاك بها المامون كاسًا روية، فانهلك منها المامون وعلكا.
    • ففارقت أسباب الهدى واتبعته، على أي شيء ويب غيرك دلكا.
    • على مذهب لم تلف به أما ولا أبا، عليه ولم تعرف عليه أخا لكا.
    • فإن أنت لم تفعل فلست بآسف، ولا قائل إما عثرت لعا لكَ.
  • وعند استماع رسول الله صلى الله عليه وسلم للقصيدة غضب غضبًا شديدًا، وأمر بإهدار دمه.
  • كما نرى بأن بجير أخو كعب أخبره بذلك وحذره بأن عليه الاعتذار لرسول الله.
    • ولكن كعب اتجه إلى الاحتماء بأقاربه وقبيلته، لكنه تفاجأ بأنهم قد تخلو عنه.
    • وهنا قرر كعب بن الزهير الدخول في الإسلام، وذهب للنبي عليه الصلاة والسلام في المسجد النبوي واعتذر له.
    • وطلب منه العفو والمسامحة، ومن ثم نسج قصيدته المشهورة “البردة” أو ما يطلق عليها “بانت سعاد” وقرأها على النبي.
  • كما أن كعب مدح رسول الله في هذه القصيدة، حتى أعجب بها الرسول عليه الصلاة والسلام.
    • فقام بخلع بردته وأهداه لها واحتفظ بها كعب بن زهير حتى وفاته ولم يسمع ببيعها أبدًا.
    • ولكن أبناءه قد باعوها بعد مماته إلى معاوية، ولذلك سميت قصيدة “بانت سعاد” بالبردة.

قصيدة البردة لكعب بن زهير

بانَتْ سُعادُ فَقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ – مُتَيَّمٌ إثْرَها لم يُفْدَ مَكْبولُ
وَمَا سُعَادُ غَداةَ البَيْن إِذْ رَحَلوا – إِلاّ أَغَنُّ غضيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ
هَيْفاءُ مُقْبِلَةً عَجْزاءُ مُدْبِرَةً – لا يُشْتَكى قِصَرٌ مِنها ولا طُولُ
تَجْلُو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابْتَسَمَتْ – كأنَّهُ مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلُولُ
شُجَّتْ بِذي شَبَمٍ مِنْ ماءِ مَعْنِيةٍ – صافٍ بأَبْطَحَ أضْحَى وهْومَشْمولُ
تَنْفِي الرِّياحُ القَذَى عَنْهُ وأفْرَطُهُ – مِنْ صَوْبِ سارِيَةٍ بِيضٌ يَعالِيلُ
أكْرِمْ بِها خُلَّةً لوْ أنَّها صَدَقَتْ – مَوْعودَها أَو ْلَوَ أَنَ النُّصْحَ مَقْبولُ
لكِنَّها خُلَّةٌ قَدْ سِيطَ مِنْ دَمِها – فَجْعٌ ووَلَعٌ وإِخْلافٌ وتَبْديلُ
فما تَدومُ عَلَى حالٍ تكونُ بِها – كَما تَلَوَّنُ في أثْوابِها الغُولُ
ولا تَمَسَّكُ بالعَهْدِ الذي زَعَمْتْ – إلاَّ كَما يُمْسِكُ الماءَ الغَرابِيلُ
فلا يَغُرَّنْكَ ما مَنَّتْ وما وَعَدَتْ – إنَّ الأمانِيَّ والأحْلامَ تَضْليلُ
كانَتْ مَواعيدُ عُرْقوبٍ لَها مَثَلا – وما مَواعِيدُها إلاَّ الأباطيلُ
أرْجو وآمُلُ أنْ تَدْنو مَوَدَّتُها – وما إِخالُ لَدَيْنا مِنْكِ تَنْويلُ
أمْسَتْ سُعادُ بِأرْضٍ لا يُبَلِّغُها – إلاَّ العِتاقُ النَّجيباتُ المَراسِيلُ
ولَنْ يُبَلِّغَها إلاّ غُذافِرَةٌ – لها عَلَى الأيْنِ إرْقالٌ وتَبْغيلُ
مِنْ كُلِّ نَضَّاخَةِ الذِّفْرَى إذا عَرِقَتْ – عُرْضَتُها طامِسُ الأعْلامِ مَجْهولُ
تَرْمِي الغُيوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرَدٍ لَهِقٍ – إذا تَوَقَّدَتِ الحَزَّازُ والمِيلُ
ضَخْمٌ مُقَلَّدُها فَعْم مُقَيَّدُها – في خَلْقِها عَنْ بَناتِ الفَحْلِ تَفْضيلُ
غَلْباءُ وَجْناءُ عَلْكوم مُذَكَّرْةٌ – في دَفْها سَعَةٌ قُدَّامَها مِيلُ
وجِلْدُها مِنْ أُطومٍ لا يُؤَيِّسُهُ – طَلْحٌ بضاحِيَةِ المَتْنَيْنِ مَهْزولُ
حَرْفٌ أخوها أبوها مِن مُهَجَّنَةٍ – وعَمُّها خالُها قَوْداءُ شْمِليلُ
يَمْشي القُرادُ عَليْها ثُمَّ يُزْلِقُهُ – مِنْها لِبانٌ وأقْرابٌ زَهالِيلُ
عَيْرانَةٌ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عَنْ عُرُضٍ – مِرْفَقُها عَنْ بَناتِ الزُّورِ مَفْتولُ
كأنَّما فاتَ عَيْنَيْها ومَذْبَحَها – مِنْ خَطْمِها ومِن الَّلحْيَيْنِ بِرْطيلُ
تَمُرُّ مِثْلَ عَسيبِ النَّخْلِ ذا خُصَلٍ – في غارِزٍ لَمْ تُخَوِّنْهُ الأحاليلُ
قَنْواءُ في حَرَّتَيْها لِلْبَصيرِ بِها – عَتَقٌ مُبينٌ وفي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ
تُخْدِي عَلَى يَسَراتٍ وهي لاحِقَةٌ – ذَوابِلٌ مَسُّهُنَّ الأرضَ تَحْليلُ
سُمْرُ العَجاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصَى زِيماً – لم يَقِهِنَّ رُؤوسَ الأُكْمِ تَنْعيلُ
كأنَّ أَوْبَ ذِراعَيْها إذا عَرِقَتْ – وقد تَلَفَّعَ بالكورِ العَساقيلُ
يَوْماً يَظَلُّ به الحِرْباءُ مُصْطَخِداً – كأنَّ ضاحِيَهُ بالشَّمْسِ مَمْلولُ
وقالَ لِلْقوْمِ حادِيهِمْ وقدْ جَعَلَتْ – وُرْقَ الجَنادِبِ يَرْكُضْنَ الحَصَى قِيلُوا
شَدَّ النَّهارِ ذِراعا عَيْطَلٍ نَصِفٍ – قامَتْ فَجاوَبَها نُكْدٌ مَثاكِيلُ
نَوَّاحَةٌ رِخْوَةُ الضَّبْعَيْنِ لَيْسَ لَها – لَمَّا نَعَى بِكْرَها النَّاعونَ مَعْقولُ
تَفْرِي الُّلبانَ بِكَفَّيْها ومَدْرَعُها – مُشَقَّقٌ عَنْ تَراقيها رَعابيلُ
تَسْعَى الوُشاةُ جَنابَيْها وقَوْلُهُمُ – إنَّك يا ابْنَ أبي سُلْمَى لَمَقْتولُ
وقالَ كُلُّ خَليلٍ كُنْتُ آمُلُهُ – لا أُلْفيَنَّكَ إنِّي عَنْكَ مَشْغولُ
فَقُلْتُ خَلُّوا سَبيلِي لاَ أبا لَكُمُ – فَكُلُّ ما قَدَّرَ الرَّحْمنُ مَفْعولُ
كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وإنْ طالَتْ سَلامَتُهُ – يَوْماً على آلَةٍ حَدْباءَ مَحْمولُ
أُنْبِئْتُ أنَّ رَسُولَ اللهِ أَوْعَدَني – والعَفْوُ عَنْدَ رَسُولِ اللهِ مَأْمُولُ
وقَدْ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ مُعْتَذِراً – والعُذْرُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَقْبولُ
مَهْلاً هَداكَ الذي أَعْطاكَ نافِلَةَ – الْقُرْآنِ فيها مَواعيظٌ وتَفُصيلُ
لا تَأْخُذَنِّي بِأَقْوالِ الوُشاة ولَمْ – أُذْنِبْ وقَدْ كَثُرَتْ فِيَّ الأقاويلُ
لَقَدْ أقْومُ مَقاماً لو يَقومُ بِه – أرَى وأَسْمَعُ ما لم يَسْمَعِ الفيلُ
لَظَلَّ يِرْعُدُ إلاَّ أنْ يكونَ لَهُ مِنَ – الَّرسُولِ بِإِذْنِ اللهِ تَنْويلُ
حَتَّى وَضَعْتُ يَميني لا أُنازِعُهُ – في كَفِّ ذِي نَغَماتٍ قِيلُهُ القِيلُ
لَذاكَ أَهْيَبُ عِنْدي إذْ أُكَلِّمُهُ – وقيلَ إنَّكَ مَنْسوبٌ ومَسْئُولُ
مِنْ خادِرٍ مِنْ لُيوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُهُ – مِنْ بَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دونَهُ غيلُ
يَغْدو فَيُلْحِمُ ضِرْغامَيْنِ عَيْشُهُما – لَحْمٌ مَنَ القَوْمِ مَعْفورٌ خَراديلُ
إِذا يُساوِرُ قِرْناً لا يَحِلُّ لَهُ – أنْ يَتْرُكَ القِرْنَ إلاَّ وهَوَ مَغْلُولُ
مِنْهُ تَظَلُّ سَباعُ الجَوِّ ضامِزَةً – ولا تَمَشَّى بَوادِيهِ الأراجِيلُ
ولا يَزالُ بِواديهِ أخُو ثِقَةٍ – مُطَرَّحَ البَزِّ والدَّرْسانِ مَأْكولُ
إنَّ الرَّسُولَ لَنورٌ يُسْتَضاءُ بِهِ – مُهَنَّدٌ مِنْ سُيوفِ اللهِ مَسْلُولُ
في فِتْيَةٍ مِنْ قُريْشٍ قالَ قائِلُهُمْ – بِبَطْنِ مَكَّةَ لَمَّا أسْلَمُوا زُولُوا
زالُوا فمَا زالَ أَنْكاسٌ ولا كُشُفٌ – عِنْدَ الِّلقاءِ ولا مِيلٌ مَعازيلُ
شُمُّ العَرانِينِ أبْطالٌ لُبوسُهُمْ – مِنْ نَسْجِ دَأوُدَ في الهَيْجَا سَرابيلُ
بِيضٌ سَوَابِغُ قد شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ – كأنَّها حَلَقُ القَفْعاءِ مَجْدولُ
يَمْشونَ مَشْيَ الجِمالِ الزُّهْرِ يَعْصِمُهُمْ – ضَرْبٌ إذا عَرَّدَ السُّودُ التَّنابِيلُ
لا يَفْرَحونَ إذا نَالتْ رِماحُهُمُ – قَوْماً ولَيْسوا مَجازِيعاً إذا نِيلُوا
لا يَقَعُ الطَّعْنُ إلاَّ في نُحورِهِمُ – وما لَهُمْ عَنْ حِياضِ الموتِ تَهْليلُ

مطلع قصيدة البردة لكعب بن زهير

  • في هذه القصيدة يبدأ الشاعر مثل غيره من الشعراء في هذا الجيل بمقدمة الوقوف على الأطلال.
    • التي يتغزل فيها بمحبوبته سعاد التي فارقته، وتدمر قلبه حينها بسبب ذلك.
  • ويقول كعب بن زهير في مطلع قصيدة البردة:

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ** متيّم إثرها لم يفد مكبول.

وما سعاد غداة البين إذ رحلوا ** إلّا أغنّ غضيض الطرف مكحول.

هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة ** لا يشتكى قصر منها ولا طول.

تجلو عوارض ذي ظلمٍ إذا ابتسمت ** كأنّه منهل بالراح معلول.

شجَّت بذي شبَمٍ من ماءٍ مَحنيةٍ ** صافٍ بأبطح أضحى وهو مشمول.

تجلو الرياح القذى عنه وأفرطه ** من صوبِ ساريةٍ بيضٍ يعاليل.

يا ويحها خلّة لو أنّها صدقت ** ما وعدت أو لو أنَّ النصح مقبول.

لكنها خلّة قد سيط من دمها ** فجعٌ وولعٌ وإخلافٌ وتبديل.

فما تدوم على حالٍ تكون بها ** كما تلوَّن في أثوابها الغول.

وما تمسَّك بالوصل الذي زعمت ** إلّا كما تمسك الماء الغرابيل.

كانت مواعيد عرقوب لها مثلًا ** وما مواعيدها إلّا الأباطيل.

أرجو وآمل أن يعجلن في أبدٍ ** وما لهنَّ طوال الدهر تعجيل.

فلا يغرنَّك ما منَّت وما وعدت ** إنَّ الأماني والأحلام تضليل.

  • فهنا الشاعر يتحدث عن محبوبته التي تركته وهو لا يستطيع نسيانها، ويتحدث عن صفاتها حيث كان في صوتها غنة.
  • كما أنها كان لها صوت مثل صوت صغير الظبي رقيق جدا.
  • كذلك يقول الشاعر بأنه عينيها كانت مكحولتان وتتميز بالحياء.
  • كما أنها كانت نحيلة الخصر وجسمها كان ممشوقًا ومتناسقًا، فلم تكن طويلة ولا قصيرة.
  • أيضًا تحدث عن ابتسامتها وقال بأنها كان لديها ابتسامة جميلة تظهر منها الأسنان البيضاء اللامعة، وكأنها تمامًا مسقية بالخمر.
  • ثم ينتقل الشاعر إلى الحديث عن وصف مواعيد محبوبته التي تشبه مواعيد العرقوب حيث إنها دائمًا ما تخلف المواعيد.
  • ويقول بأنها لو كانت تتقبل نصائحه وتصدق في مواعيدها لكانت أفضل مما هي عليه الآن.
  • كما يتحدث أيضًا عن شخصيتها بأنها من طبعها التبدل وعدم الثبات على رأي مثل الغربال الذي لا تبقى فيه ذرة من الماء.
  • كذلك يوصي في نهاية مطلع القصيدة ألا ينخدع أحد بوعود النساء الكاذبة، لأنهن يضللن الرجل بالآمال والأحلام ثم ينصرفن بدون تحقيق لها.

ولا تتردد في زيارة مقالنا عن: قصيدة نهج البردة للبوصيري مكتوبة

وصف كعب بن زهير للناقة في قصيدة البردة

  • في الجزء الثاني من القصيدة ينتقل الشاعر إلى الحديث عن الناقة، وهذه أيضًا من أحد طرق كتابة الشعر في هذه الفترة.
  • وقد قال كعب بن الزهير في الجزء الثاني من القصيدة في وصف الناقة:

أمست سعاد بأرضٍ لا يبلّغها ** إلّا العتاق النجيبات المراسيل.

ولن يبلّغها إلّا عذافرة ** فيها على الأين إرقالٌ وتبغيل.

  • وقد وصف الشاعر في هذا الجزء الناقة بالقوة والصلابة لأنها تجوب الصحراء بدون أن ترهَق.
  • كما أنها لا يوقفها الحر الشديد أثناء مشيها في الصحراء، كما يثني الشاعر على مشية الناقة في شموخ.
  • كذلك يتحدث أيضًا عن حدة بصرها، ويقول بأنها تستطيع رؤية كل ما يمكن أن يغيب عن بصرها لأنها حادة البصر.
    • ويقول بأن عينيها مثل عيني الثور الوحشي الأبيض.
  • كما تمتاز الناقة عن غيرها من إناث الحيوانات بالقوة وعرض الرقبة، والجسم الأملس.
  • كذلك يقول بأن القراءة لا تستطيع الوقوف على جسمها الأملس.
  • كما يذكر الشاعر الحديث في هذه القصيدة عن ناقة تمتلك ضرعين خليين من الحليب، وهذا لأنها لم تلد.
    • ولذلك فهي اكتسبت القوة والسرعة التي من خلال تضرب بذيلها على ضرعها أثناء السير.

حديث كعب بن الزبير عن عشيرته في قصيدة البردة

  • نرى في الجزء الثالث من قصيدة البردة لكعب بن زهير حديثه عن أقاربه وعشيرته الذين قد تخلوا عنه.
  • فيقول كعب بن زهير في الجزء الثالث من القصيدة:

كل ابن أنثى وإن طالت سلامته ** يومًا على آلة حدباء محمول.

  • يتحدث الشاعر هنا عن قومه وأقاربه الذين تركوه وحيدًا ولم يجد لديهم مخبئًا يحتمي فيه.
  • كما يذكر كعب في الأبيات أن كل ما قدره الله له كائن ويتحدث عن حقيقة الموت التي ستكون هي المصير لكل إنسان.
    • ويقول بأنه لم يتوجب على عشيرته الفرار منه لأنهم سوف يموتون ويسألون عن ذلك.
  • كما يتحدث الشاعر أنه لن يخاف من هذه الحقيقة وهي الموت، لأنه سيتقرَّب من الله ويذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    • وهذا لأنه سوف يطلب العفو والسماح منه عليه أفضل الصلاة والسلام.

الثناء على رسول الله في قصيدة البردة لكعب بن زهير

  • في الجزء الرابع من قصيدة البردة لكعب بن زهير يتحدث الشاعر عن الهدف الأساسي من القصيدة وهو الاعتذار والثناء على رسول الله.
  • ويقول كعب بن زهير في حب رسول الله:
    • أنبئت أنَّ رسول الله أوعدني ** والعفو عند رسول الله مأمول.
    • إنَّ الرسول لنورٌ يستضاء به ** مهنَّدٌ من سيوف الله مسلول.
    • في عصبَةٍ مِن قرَيشٍ قالَ قائِلهم ** بِبَطنِ مَكَّةَ لَمّا أَسَلَموا زولوا زَالوا.
    • فَما زالَ أَنكاس وَلا كشف ** عِندَ اللِقاءِ وَلا ميل مَعازيل.
  • في هذه الأبيات يستكمل الشاعر المعاناة التي عاناها مع عشيرته في فرارهم منه.
    • ويقول بأنه لن يحتاج إليهم بعد اليوم لأنه سوف يذهب إلى رسول الله ويعتذر منه.
    • مما صدر منه من هجاء، وأنه سيدخل الإسلام ويحتمي به.
  • كما يؤكد الشاعر في الأبيات أنه على يقين بأن رسول الله سوف يغفر له ويسامحه ويسقط عنه حكم الهدر.
    • وهذا لأن العفو يؤمل عند هذا النبي الصالح صاحب أكثر رسالة سامية، الذي أنزل القرآن الكريم عليه.
  • كما أنه أيضًا يذكر شعوره ورهبته عندما توجه إلى النبي لطلب السماح.
    • ويصور ذلك بأن حتى الفيل الضخم الشجاع يرتعد لهذا الموقف ويرتعش جسمه بسببه.
  • ثم يكمل كعب الثناء على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويصفه بأنه النور الذي جاء لينير الأمة كلها.
  • كما يقول بأن الأمة كلها قد اهتدت على يديه عليه أفضل الصلاة والسلام.
  • كذلك يتحدث عن رسالة الرسول ومجهوده الكبير في توصيلها للناس، حيث أرسله الله تعالى لمحاربة الكفار والمشركين.
    • ويؤكد بأن رسول الله لن يمل أبدًا من محاولاته المتكررة في دعوة الكفار والمشركين للدين الإسلامي.

مدح كعب بن زهير للمهاجرين في قصيدته

  • في الجزء الخامس والأخير من قصيدة كعب بن زهير يخصص سطوره في مدح المهاجرين وذكر صفاتهم الحسنة.
  • فنرى في الأبيات الأخيرة من قصيدة البردة لكعب بن زهير يذكر الشاعر المهاجرين في كلماته بالآتي:

شم العرانين أبطالٌ لبوسهم ** من نسج داوود في الهيجا سرابيل.

بيض سَوابِغ قَد شكَّت لَها حَلَق ** كَأَنَّها حَلَق القَفعاءِ مَجدول.

يمشون مَشيَ الجِمالِ الزهرِ يَعصِمهم ** ضَربٌ إِذا عَرَّدَ السود التَنابيل.

لا يَفرَحونَ إِذا نالَت رِماحهم ** قَوماً وَلَيسوا مَجازيعا إِذا نيلوا.

لا يَقَع الطَعن إِلّا في نحورِهِم ** ما إِن لَهم عَن حِياضِ المَوتِ تَهليل.

  • كما نرى فإن الشاعر يخصص هذه الأبيات الأخيرة في قصيدته لمدح المهاجرين.
  • كذلك يذكر الشاعر بأن المهاجرين هم الذين افتدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأرواحهم.
  • كما أنه وصفهم بالعزة والترفع عن كل ما هو دني.
  • كما أنه يذكر بأنهم يتجهون للقتال في المعارك بشجاعة وإقدام وعزم ولديهم سرعة في ردود الفعل اتجاه العدو.
  • كذلك فقد وصفهم كعب بالشجاعة والقوة والاستبسال في القتال وفي الحروب وأنهم لا يفرحون إلا عندما ينتصرون في المعارك.
    • حيث إنهم من عادتهم بأنهم لا يجزعون من اللقاء بالأعداء وقتالهم، خاصة بأنهم يثقون بالنصر الكبير.

كما يمكنك التعرف على: أجمل ماقيل في مدح الرسول

إن في قصيدة البردة لكعب بن زهير الكثير من الإبداع في تصوير الاعتذار لرسول الله، وفي وصفه للمهاجرين ومدحه لهم، حتى في البكاء على الأطلال والحديث عن محبوبته نرى كل الإبداع اللغوي في سطور كعب بن زهير

مقالات ذات صلة