عدل عمر بن الخطاب

لا يستطيع الكلام وصف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لما له من فضل عظيم على الإسلام والمسلمين، لقد تميز الفاروق بورعه وتقواه وزهده.

وعلى الرغم من شدته التي عرف بها إلا إنه كان رحيماً مع رعيته، فكان شديد على الظالم حتى ينتهي عن الظلم، ورحيماً بالمظلوم حتى يعود إليه حقه فتابعوا موقعنا مقال maqall.net.

عدل عمر بن الخطَّاب

  • لقد ظهر عدل الفاروق عُمر بن الخطاب بشدّةٍ مُنذ توليه شئون الخلافة، وذلك لأنه كان يؤمن أنَّ النّظام الإسلاميّ يقوم على العدل
  • ولا سبيلَ لإصلاحه إلّا بتطبيق العدل، وظهر ذلك واضحاً في خطبته التي ألقاها على مسامع الناس.
  • فكان حُكمه قائم على العدل بين كل أفراد المُجتمع، لذلك اقترن اسمه الفاروق بِالعدل.
  • وكان عمر لا يفرّق بين أحد من رعيته؛ سواء كانوا من أقاربه أو غيرهم، أو أصدقاءً وحتى الأعداء، الصغير أو الكبير.
    • بل كان يقوم حكمه على العدل متجنبًا العواطف.
  • كما أنّ عمر رضي الله عنه، لم يكن يخشى في عدله ولا في تطبيق شرع الله وحقه لومةَ لائمٍ.
  • وكان عندما ينهى النّاسَ عن فعل شيءٍ كان يجَمَع أهله، ويخبرهم بما نهى المسلمون عنه حتى لا يقعوا فيه.
  • كما إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لم يكن يفرِّقُ في الحكم والعدل بين المُسلمِ أو الكافر.
  • وذلك يعتبر من المبادئ التي أقرّها الله سبحانه وتعالي بِقوله.
    • (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).

مواقف من عدل عمر بن الخطَّاب

ظهرت عدالة عمر بن الخطَّاب رضوان الله عليه في العديد من المواقف، ومنها ما يلي ذكره:

موقفهُ مع عُمّاله عندما أتوه في آخر العام

  • حيث جمع الفاروق النّاس وقال لهم: “إنّي لم أبعث عمّالي عليكم ليصيبوا من أبشاركم، ولا من أموالكم، ولا من أعراضكم.
  • إنّما بعثتهم ليحجزوا بينكم، وليقسِّموا فيئكم بينكم، فمن فعِلَ به غير ذلك فليقم”.
  • فقام رجُلٌ منهم وأخبره أنّ أحد عُمّاله قام بضربهِ، فأمرهُ بِضرب من ضربه، ولكنّه افتدى نفسه بمئتي درهم.

موقفه مع قاتل أخيه زيد بن الخطّاب

فلمّا رأى عمر بن الخطاب قال له: “والله لا أُحبُّك أبداً”، فسألهُ قاتل أخيه وكان قد أسلم بعد ذلك: أتمنعني حقي بذلك؟

فأجابه عمر: لا، فظهر عدله حتى مع قاتلِ أخيه، فرحم الله عمر ورضي الله عنه.

موقفهُ في عام الرَّمادة

  • لقد كان أمير المؤمنين ويلبس اللباس المرقع، ويأكُل مما يأكُلُه النّاس أو أقلَّ مما يأكلون.
    • ولم يكن يتكبّرُ عليهم وهو الكبير القامة والقيمة.
  • ومن الجدير بالذكر إنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كان يأمُر المسلمون بالعدل في العطيّة بين الناس.
    • ولا يفرِّقوا في العطية بين كلاً من السّادة والموالي.
  • وفي يومٍ ما جاء مبعوثٌ من الروم وسأل عن قصر أمير المؤمنين عمر.
  • فأخبره الناس بمكان عمر رضي الله عنه.
  • وعندما رأى المبعوثُ عمر وهو نائم تحت ظلّ شجرة قال مقولته الشهيرة: “يا عمر! حكمت، فعدلت، فأمنت، فنمت”.

اقرأ أيضاً: معلومات عن سيدنا عمر بن الخطاب

أخلاق اتّصف بها عمر بن الخطَّاب

لقد وهب الله عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه العديد من الصِّفات، ومنها ما يلي:

الزهد

  • وتلك من الصّفات التي اكتسبها الفاروق بقوة إيمانه، وعدله وخوفه من الله وإرادته القوية، وظهر زهده في ملبسه وطعامه.
  • حيث لم يكن مقبلاً على الدُنيا وما بها من زخارِف، حيث أسلم أمره كله لله ظاهره وباطنه، ولم يرد إلا العمل لآخرته.
  • كما كان يوزع العطاء ويعطيه لمن يستحق، حتى إنه لم يأخذ من البيت إلا كما يأخذ باقي الناس أو أقل.

الصبر

وظهر هذا في زهده وخوفه من الله سبحانه وتعالى.

الهيبة

وذلك وإن دل فإنه يدلُ على قوّة شخصية الفاروق.

ومثالاً لذلك إن ابن عباس رضي الله عنه كان يريد سؤاله عن آية، فلم يستطع ذلك إلّا بعد مرور سنةٍ هيبةً وخشيةً منه.

البعد عن المدح والثناء

حيث دخلت عليه ابنته في يوماً ما، وبدأت تمدح فيه رضي الله عنه وهو كان حقاً أهلاً للثناء والمدح.

حيث قال لها: “لا صبر لي على ما أسمع”.

 الكرم

فكان رضي الله عنه كثير الجود والإنفاق على الفقراء وفي سبيل الله وأيضاً في الخير، وكذلك على رعيته.

الشّجاعة

فقد تميز الفاروق بشجاعته قبل الإسلام وبعده، واشتهِر رضي الله عنه بجرأته وشجاعته في الحقِّ.

وعدم تأخّره في سلام أو حرب، إلى جانب فتوحاته العظيمة والمبهرة، والتي حدثت في فترة خلافته.

شدّتهِ في الدين وغيرته على محارم الله سبحانه وتعالى

  • حيث عرف رضي الله عنه بغيرته الشديدة على محارم الله سبحانه.
  • وظهر ذلك في العديد من المواقفِ سواء في عهد رسول الله أو خلال فترة خلافته.
  • قبوله للحقّ وعدم الاستمرار في الخطأ وسرعة الرجوع عند الخطأ.
  • حيث أنه في حال تبين له الحق في أمر قد قضي فيه الأمر رجع يصححه برغم ما عرف عنه من شدة.
  • فلم يكن الفاروق رضي الله عنه ممن يتعصبون لرأيهم في حالة الخطأ.
  • بل كان كل ما يريد تحقيق العدل وإقامة الحق بين جميع رعيته.

قد يهمك: فضائل عمر بن الخطاب

حبه للذِّكر والمواعظ

فقد كان رضي الله عنه يكثر من سماعِ الحكم المواعظ؛ لما توفره المواعظ من ترقيق ولين القلب.

وزيادةِ الإيمان واليقين، ومن الجدير بالذكر إنّه كان يخشي الله سبحانه وتعالي ويخاف منه.

الوَرَع

وذلك بسبب تركه للشُبُهات، وحرصه على ِدينه.

الحلم والتواضع

فبالرغم من شدته وتوليه خلافة المسلمين، إلا أنّه لم يتكبّر أبداً على أحدٍ من رعيته.

وكان دائم الخضوع والتواضع لله جلا في علاه.

صفات أخرى للفاروق

  • القوة، الشجاعة، والرحمة، ورجاحة العقل، إلى جانب الخبرة، وحبه للعلم، وفطنته.
  • والتماس الشورى في مختلف الأمور، وتقبّله رض الله عنه للنقد، ومتابعة ومراقبة الأمراء والولاة.
  • وغير ما سبق من الصفات التي منحها الله للفاروق رضي الله عنه.
  • بالإضافة إلى أخلاقه العظيمة وما تميز به من شخصيّة أبهرت الجميع في كل عصر، رضي الله عن عمر وأرضاه.

قصة عن عدل عمر رضي الله عنه

  • ظهر ذلك عندما غزت بعض الجيوش الإسلامية بلاد الفرس، حتى وصلت إلى نهر بلا جسر فأمر قائد الجيش أحد من جنوده بالنزول إلى النهر.
  • وكان ذلك اليوم شديد البرد، حتى ينظر للجيش لطريق يعبر منها.
  • فقال الجندي: إني أخاف إن دخلت الماء أن أموت.
  • كما دخل الجندي الماء وهو يصرخ: يا عمراه يا عمراه.
  • ولم يلبث أن توفاه الله، فعلم عمر بذلك أثناء سيره في سوق المدينة.
  • فقال: يا لَبَكَياه يا لبكياه، وبعث إلى قائد هذا الجيش فنزعه وطرده.
  • وقال الفاروق: لولا أن تكون سنة لقدت منك، لا تعمل لي عملاً أبداً.

شاهد أيضاً: معلومات عن سيدنا عمر بن الخطاب

إلى هنا ينتهي الحديث عن عدل عمر بن الخطاب عبر موقع مقال، وصفاته العظيمة، ومواقفه الكبيرة، وما قدمه من فتوحات وخير للدولة الإسلامية في عهده دمتم بخير.

مقالات ذات صلة