تحليل رواية ساق البامبو

تحليل رواية ساق البامبو، واحد من المواضيع التي يتم البحث عنها من الأشخاص المهتمين بقراءة الروايات، وخاصة الروايات التي قام بكتابتها الكاتب الكبير سعود السنعوسي، لهذا سوف نقوم بتحليل رواية ساق البامبو في هذا المقال.

تحليل رواية ساق البامبو

  • لقد قام الكاتب الروائي صاحب الجنسية الكويتية سعود السنعوسي بتأليف رواية ساق البامبو، كما حصل على الجائزة العالمية للرواية العربية التي تعرف باسم البوكر في عام 2013 ميلادية.
  • وقد حصلت رواية ساق البامبو على اهتمام كبير وواضح من القراء والنقاد وأيضا الدارسين.
  • حيث قام الكاتب سعود السنعوسي بكتابة رواية ساق البامبو في 400 ورقة يمكن أن يقوم القارئ بقراءتها على 40 يوم إذا قلم بقراءة 10 صفحات من الرواية بشكل يومي.
  • فقد قام الكاتب الروائي الكويتي بطرح قضية هامة في هذه الرواية، وهي قضية الهوية الإنسانية والانتماء بجميع الأشكال الخاصة به، سواء كان الانتماء خاص بثقافة معينة أو دين معين وأيضا أرض معينة.
  • ويوضح الكاتب كذلك الصراع الداخلي الذي يكون متواجد نتيجة هذه القضية الإنسانية، ومن أجل توضيح هذه الفكرة التي قام الكاتب الروائي بمحاولة إيصالها للقارئ.
  • لهذا فإنه من أجل تحليل رواية ساق البامبو يتم تفكيك الرواية إلى عدد من العناصر الأساسية، ويتم تحليل هذه العناصر كما يلي:

عنوان رواية ساق البامبو

  • لقد قام الأستاذ الكبير الداديسي عند قيامه بالدراسة التحليلية لرواية ساق البامبو بالإشارة إلى أن أهم ما يلفت الاهتمام بهذه الرواية هو العنوان الخاص بها، الذي يعد غريب ولكنه مناسب في ذات الوقت من أجل الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها.
  • حيث إن نبات البامبو من النباتات التي تنمو في أي مكان ومن غير جذور، لهذا فأن اختيار هذا النبات يعد معبرا بشكل دقيق عن قضية ضياع الهوية الخاصة ببطل الرواية.
  • لأن بطل الرواية كان طوال الأحداث لديه شعور بأنه ليس لديه جذور أو أنه لديه انتماء لمكان محدد.

مكان الرواية

  • لقد كان مكان الرواية يتراوح بين بلدين وهما دولة الكويت ودولة الفلبين، وتم تقسيمها إلى أماكن مفتوحة منها أرض الجد ميندوزا.
  • وأماكن أخرى كانت مغلقة منها المسجد والمنزل والكنيسة، وتم ملاحظة أن جميع الأماكن التي توجد في الرواية تم اختيارها بشكل دقيق وعناية فائقة.
  • حيث إن جميع الأماكن التي تم ذكرها في الرواية قامت بالتعبير عن التحرر والانطلاق الذي تعبر عنه الأماكن المفتوحة في الرواية، بينما عبرت الأماكن المغلقة عن الضيق والضجر، وهذا الأمر قام بتوليد صراع نفسي كبير لديه.

اقرأ أيضا: نبذة عن رواية أنثى السراب

الشخصيات الرئيسية لرواية ساق البامبو

إن الأحداث التي دارت في رواية ساق البامبو قامت بين عدد من الشخصيات الرئيسية في الرواية، وهذه الشخصيات هي:

عيسى بن راشد الطاروف

  • الشخصية الأساسية في الرواية وبطلها هو عيسى بن راشد الطاروف وهذا اسم الشخصية باللغة العربية، بينما يعد اسم البطل باللغة الفلبينية جوزيه ميندوزا.
  • وترجع الازدواجية في اسم البطل إلى تأكيد حالة التيه التي كان يقع بها بطل الرواية، ويعيش بداخله، بالإضافة إلى أنها توضح ضياع هوية البطل.
  • في أحداث الرواية كان البطل عيسى يقوم بدور الراوي، كما أنه قام بتقديم نفسه بشكل وصفي مباشر في بداية الرواية.
  • ثم بدأ في التعبير عن الحيرة التي كانت بداخله، وعبر عن الرغبة التي توجد بداخله من أجل الانتساب إلى اسم واحد ودين واحد وأيضا هوية واحدة.

راشد الطاروف

  • إن راشد الطاروف هو والد بطل الرواية عيسى راشد الطاروف، وهو رجل يحمل الجنسية الكويتية، من عائلة عريقة، ويقوم بالعمل في المجال العسكري.
  • كما إن راشد الطاروف يعد رجل العائلة الوحيد، وقام بالزواج من الخادمة التي تحمل الجنسية الفلبينية، وأنجبت له ابنه عيسى.
  • لكن عادات المجتمع والمظاهر التي يهتم بها أصحاب العائلات الكبرى حالت بينه وبين قيامه بدور الأب، وتأمين الحياة المستقرة لابنه.

جوزافين

  • تأتي شخصية جوزافين في الرواية على أنها والدة البطل عيسى، وقد كانت تدين بالديانة المسيحية.
  • كما أن حالتها المادية كانت غير ميسورة وفقيرة، وعلى الرغم من ذلك فقد كانت جوزافين على قدر يسير من العلم والمعرفة.

غنيمة

  • تعتبر شخصية غنيمة هي جدة عيسى، وكانت امرأة أرملة، في العقد الخامس من عمرها، وكانت تعرف باسم السيدة الكبيرة.
  • كانت معروفة بين الجميع بأنها امرأة قوية ويخاف منها الجميع بسبب تسلطها، ويهاب الجميع من غضبها.
  • على الرغم من القوة والتسلط التي كانت تتمتع بهم، إلّا أنها كانت تخاف من نظرات المجتمع، وأيضا تخاف من كلام الناس.

خولة

  • تظهر شخصية خولة في الرواية على أنها أخت البطل عيسى من أبيه، وقد كانت شخصية مثقفة وثرية.
  • قامت بمحاولات من أجل مساعدة عيسى حتى يقوم بالاندماج مع الأسرة، لكنها وقعت تحت سيطرة المجتمع، ونظراته غير الإنسانية.

غسان

  • واحد من رجال الكويت من مجموعة البدون، وهم الأشخاص الذين يعيشون على أرض الكويت منذ سنوات طويلة، لكنهم لا يحملون الجنسية الكويتية.
  • وهو صديق راشد والد البطل عيسى، وتوجد بينه وبين عيسى خيوط مشتركة في قصته.

عمات عيسى

  • كان يوجد للبطل عيسى عمات وهن أخوات أبيه راشد، وهن هند وعواطف ونورية، وكل واحدة منهن كان لها موقف مختلف مع عيسى.
  • حيث كانت هند تقف في صف عيسى، بينما نورية فقد كانت تقف ضد عيسى، إلا عواطف فهي شخصية محايدة بينهم.

كما يمكنكم التعرف على: تحليل رواية الخبز الحافي

الشخصيات الثانوية لرواية ساق البامبو

إلى جانب وجود شخصيات رئيسية في رواية ساق البامبو، توجد أيضا شخصيات ثانوية كانت لها أدوار واضحة ومهمة في أحداث الرواية، وهذه الشخصيات هي:

ميندوزا

  • هو أب جوزافين والدة عيسى، لذلك فهو جد عيسى من جهة الأم، وكانت شخصية ميندوزا تثير حيرة عيسى.
  • وقام البطل عيسى في أحداث الرواية بذكر وصف جده ميندوزا بشكل دقيق، وقام كذلك بوصف مقامراته والصراعات بين الديكة.

آيدا

  • هي أخت جوزافين وخالة عيسى، وقد قام والداها باستخدامها كوسيلة من وسائل العيش، حتى وإن كان ذلك على حساب صحتها النفسية والجسدية.
  • إلى جانب أنها كانت لا تحب حديث جوزافين عن زوجها والد عيسى، كذلك كانت آيدا لا تنتهي عن السخرية من جميع الرجال.

ميرلا

  • من الشخصيات التي كان لها حضور مهم في رواية ساق البامبو، حيث كان حضورها قوي ومتواتر.
  • وهي ابنة خالة عيسى، فهي ابنة آيدا، لذلك فإن أمها كانت فلبينية، بينما والدها يعتقد أنه يحمل الأصل الأوروبي،
  • كما إن قصة حياتها والحياة التي تعيشها تشبه كثيرا قصة حياة عيسى الطاروف بشكل كبير.

المجانين

  • ويعد المجانين مجموعة من الشباب الذين يحملون الجنسية الكويتية، وأسمائهم هي مشعل، تركي، جابر،  وأيضا مهدي وعبد الله.
  • كان هؤلاء الشبان يقومون بالتفاعل مع القضايا الخاصة بوطنهم، وفي ذات الوقت كان لديهم شغف بالسفر والسياحة والاستمتاع، وقام عيسى بمقابلتهم في الفلبين.

أحداث رواية ساق البامبو الرئيسية

عند الحديث عن تحليل رواية ساق البامبو فنجد أنه قد قام المؤلف الروائي الكبير سعود السنعوسي بترتيب أحداث الرواية الرئيسية بطريقة مشوقة وتجذب اهتمام القارئ بشكل كبير، وهذا دليل على نجاح الكاتب وتميزه، والأحداث الرئيسية هي:

  • يحكي الكاتب عن بطل الرواية وهو ولد لامرأة تحمل الجنسية الفلبينية وكانت وتعمل كخادمة لدى عائلة من العائلات الكويتية العريقة.
  • وهذه العائلة الكويتية كانت تتكون من الأم الكبيرة وهي غنيمة، ولديها 3 بنات وهم هند ونورية وعواطف، وولد واحد وهو راشد الطاروف.
  • كان راشد الطاروف يحب فتاة حب شديد، لكن التقاليد الاجتماعية حالت بينهما، مما أدى إلى دخوله في صدمة عاطفية كبيرة.
  • هذه الصدمة جعلته يدخل في علاقة عاطفية مع الخادمة التي كانت تعمل لديهم في المنزل، انتهت هذه العلاقة بزواج عرفي وحمل الخادمة في ابن راشد.
  • عندما علمت أم راشد بهذا الزواج والحمل غضبت بشدة على راشد، وقامت برفض هذا الزواج بشكل نهائي وقاطع.
  • وطلبت من ابنها أن يقوم بالتخلي عن زوجته وابنه عيسى لأنه يجلب العار إلى عائلتها ويعد وصمة سيئة في سمعة العائلة.
  • وهنا تعود الخادمة الفلبينية جوزافين إلى دولتها الفلبين مرة أخرى مع ابنها عيسى، الذي ينشأ في أسرة فقيرة.
  • كما يعيش حالة من التفكك والتيه العاطفي والنفسي والاجتماعي، فهو لا يعرف لنفسه اسم واحد أو دين واحد ولا حتى أرض واحدة.
  • لكنه يظل على أمل أن يعود في يوم من الأيام إلى موطنه الأصلي وهو موطن والده.
  • وتتابع الصراعات والأحداث المختلفة مع عيسى وهو يحاول أن يقوم بإثبات هويته الخاصة به.

العقدة والحل

  • يعيش عيسى حياة مفككة بين جده ميندوزا الذي يهمه مصارعة الديكة، ومعاملته السيئة لعيسى بعد أن انقطع عن إعطائه المال، وأنه التي تذهب للعمل بالخليج لتوفير مصاريف الحياة.
  • ثم التقائه بمجموعة شبان من الكويت، ويعطيه أحدهم ظرف من المال للذهاب للكويت.
  • من هنا سافر عيسى إلى الكويت عن طريق مساعدة غسان صديق والده، لكن عند وصوله اكتشف وفاة والده في حرب الخليج.
  • ولم تتقبله أسرة والده، وانقسمت العائلة بين مؤيد ومعارض لوجوده والاعتراف به.
  • ويظل عيسى في حيرة لوقت، ثم يقرر الرجوع إلى عائلته في الفلبين، وتزوج من ابنة خالته.

كما يمكنكم الاطلاع على: نبذة عن رواية الصخب والعنف

في نهاية مقال عن تحليل رواية ساق البامبو نكون قد عرضنا لكم تحليل شامل للراوية من جوانب مختلفة، ونتمنى ان يكون المقال اعجبكم، وقدم لكم ما تبحثون عنه.

مقالات ذات صلة