خصائص الأخلاق في الإسلام

تمتاز الأخلاق الإسلامية بأنها واقعية عملية وليست خيالية، كما أن دين الإسلام هو دين السماحة والأخلاق الحميدة الكريمة التي يجب أن يتحلى بها كل مسلم في حياته حتى ينعم بنعيم الدنيا ويحظى بنعيم الآخرة.

ومكارم الأخلاق من الأمور التي لو توفرت في الشخص يصبح هذا الشخص محل احترام وتقدير وحب من الناس لذلك سنعرف اليوم عبر موقع مقال maqall.net خصائص الأخلاق في الإسلام.

خصائص الأخلاق في الإسلام

ربانية المصدر

  • إن الأخلاق الإسلامية مصدرها هو كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ولا مكان فيها للآراء البشرية أو النظم الموضوعية أو حتى الأفكار الفلسفية.
  • لذلك تتسم الأخلاق في الإسلام بسمات عديدة مثل الخلود والصدق والأمانة والكرم والجود.

اقرأ أيضا: أهمية الأخلاق في بناء المجتمع

الشمول والتكامل

  • من أهم الخصائص في الأخلاق الإسلامية هي أنها شاملة ومتكاملة وهي خاصية ناتجة من الأولى ألا وهي الربانية، وذلك لأنها تراعي الإنسان والمجتمع الذي يعيش فيه وأهدافه وأهداف حياته وغاياته واهتماماته.
  • تشمل الأخلاق الإسلامية جميع أنشطة الإنسان وكافة توجيهاته وتفهم وتستوعب حياته بأكملها من جميع جوانبها وهي لا تقف عند حدود الدنيا فقط بل تصل بصاحبها إلى نعيم الآخرة.

الصلاحية العامة لكل زمانٍ ومكانٍ

  • لما كانت الأخلاق الإسلامية ربانية المصدر والأساس، لما كانت صالحة لجميع البشر وكل الناس في كل زمان وفي أي مكان وذلك تبعا لما تتميز به من خصائص فريدة.
  • إن الأخلاق الإسلامية لا يطرأ عليها أي تغير أو تبديل لشيء ما بها بسبب مثلا تغير الظروف والأزمنة وذلك لأنها من وحي الله سبحانه وتعالى لنبيه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

كما يمكنكم الاطلاع على: أهمية الأخلاق في المجتمع

الإقناع العقلي والوجداني

  • تتوافق وتتلاءم تشريعات دين الإسلام مع العقول الصحيحة وتتوافق مع الفطرة السليمة وتحدث القناعة الكاملة والانسجام التام مع ما أتت به الشريعة الإسلامية من نظم أخلاقية.
  • إن الأخلاق الإسلامية يقتنع بها العقل السليم والصحيح ويرضى بها القلب، فيجد الإنسان ارتياحا شديدا في نفسه واطمئنانا تجاه الأخلاق الحسنة والكريمة ويجد النفور والقلق تجاه السيئ من الأخلاق.

المسئولية

  • الأخلاق الإسلامية تجعل الإنسان مسئولا عن الأشياء التي تصدر منه في كل جوانب الحياة سواء كانت هذه المسئولية من المسؤوليات الشخصية أو الجماعية أو أيا كان نوع هذه المسؤوليات ولا تجعل الشخص اتكاليا لا يأبه بما يدور من حوله من أمور.
  • هذه المسئولية هي سمة وخصيصة من خصائص أخلاقنا التي انفردت بها وتميزت الشريعة الإسلامية ويقصد بالمسئولية الشخصية هنا هو أن الإنسان مسئول عن كل شيء يصدر منه سواء كان في الخير أو كان في الشر ويقول الله تعالى عن هذا الموضوع: “كل أمرئ بما كسب رهين”.
  • يقول الله سبحانه وتعالى: “ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه”، ويقول أيضًا المولى عز وجل: “إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا”.
  • هذه الآيات الكريمة السابقة تبين لنا أهمية المسئولية التي تلقى على عاتق الإنسان عما يصدر منه ومن أفعال وأقوال.
  • يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “وإنَّ العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالًا يهوي بها في جهنم”، ويقول ابن حجر في شرح الحديث: “لا يلقي لها بالًا: أي: لا يتأمل بخاطره، ولا يتفكر في عاقبتها، ولا يظنُّ أنَّها تؤثر شيئًا”
  • يجب على الإنسان أن يتحرى الدقة في حدثه قبل أن يتفوه بالكلمات وأن يعطي نفسه فرصة للتفكير في هل أن ما سيقوله يرضي الله ورسوله أم يغضب الله، وهل ستكون عاقبته ونتيجته خير أم شر؟ وطالما لم تخرج إذا أنت مالكها، وإذا خرجت الكلمات إذا أنت أسيرها وإذا كان هذا الكلام في سائر التصرفات من باب أولى.
  • المسئولة هنا يقصد بها الجماعة: أي تلك المسئولية التي تراعي الصالح العام للناس، فلا يكون الرجل إمعة متكاسلا أو سلبيا بل عليه أن يكون متسامحا وذو قرار منفصل وأن يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر.
  • عن النبي صلى الله عليه وسلم ورد عنه حيث في المسئولية حول هذا الأمر حيث قال: “من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وهذا أضعف الإيمان”.

العبرة بالظاهر والباطن من الأعمال والأمور معا

  • إن أخلاقنا الإسلامية لا تكتفي بالظاهر فقط بل تهتم أيضا بباطن الأمور والأشياء ولا تحكم عليه بالخير أو الشر بمقتضى الحكم الظاهري فقط ولكن يمتد الحكم ليشمل النوايا والمقاصد.
  • إن النوايا والمقاصد هي أمور باطنية والعبرة هنا بالنية حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى”، والنية هنا محلها القلب وأيضا هي مدار التكليف، وعلى هذا الأمر فإن الإسلام يراعي نية الإنسان في الحكم على عمله الظاهر الجلي.

كما أدعوك للتعرف على: الفرق بين الأخلاق الفلسفية والأخلاق الدينية

الرقابة الدينية

  • وتعني الرقابة هنا مراقبة المسلم لجانب ربه سبحانه وتعالى في جميع أمور الحياة ونواحيها.
    • وعلى هذا فإن الرقابة في الأخلاق الإسلامية لها دلالتها المستقلة والمختلفة عن الرقابة في المصادر الأخرى، حيث أن الرقابة تكون خارجية من الغير وتتمثل في رقابة السلطة والأفراد.
  • أما عن الرقابة في الإسلام فيه رقابة ذاتية في المقام الأول وهذا الرقابة ناتجة من التربية الإسلامية الصحيحة وناتجة أيضا عن إيقاظ الضمير، فإذا كان المسلم يعرف أن الله يراقبه ويستشعر وجود الله أيضا ومعية الله وأنه مطلع عليه في كل حركة في كل همسة وفعل وحركة فإنه يمون رقيبا على نفسه في ذلك الوقت ولا يحتاج إلى الرقابة من الغير.
  • وكان البرهان الرباني على هذا الأمر قد جاء في القران الكريم حيث قال الله تعالى: “وهو معكم أينما كنتم”، ويقول أيضا سبحانه وتعالى: “يعلم السر وأخفى”، وأيضا: “إن الله كان عليكم رقيبا”. فعند قراءة المسلم لهذه الآيات ومعرفة معناها والتفقه بها يتقين تمام اليقين بأنه لن يتمكن من الإفلات من رقابة الله سبحانه وتعالى.

الأخلاق الإسلامية ترتبط بالجزاء في الدنيا والآخرة

  • عن الأخلاق في الإسلام ترتبط ارتباطا وثيقا سواء كان في الدنيا أو الآخرة، لذا ظهر الوعد والوعيد والترغيب والترهيب.
  • فالناس الطيبين الأخيار جزاؤهم عند الله كبير للغاية سواء كانفي الدنيا والآخرة ولقد أعد الله لهم في الآخرة جزاء ونعيما كبيرا حيث قال الله تعالى: “وعد الله المؤمنين المؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم”.
  • أيضا وعدهم الله-عز وجل-النعيم والجزاء الطيب في الدنيا قبل الآخرة حيث قال تعالى: “ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب”، وقال الله تعالى أيضا: “للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب”.
  • أما عن الناس الأشرار فقد توعد الله عز وجل لهم حيث قال الله تعالى: “فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق”.
  • أما عن جزاؤهم في الدنيا فقد قال الله تعالى عنه: “وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون”.

الدوام والديمومة

  • إن مفهوم الدوام أو الديمومة يقصد به الاستمرار بلا انقطاع وهذه الصفة مستمدة من الإيمان بالله سبحانه وتعالى فالعلاقات الإنسانية مليئة بالمقاصد والغايات.
  • وتتميز أغلب العلاقات في المجتمع المسلم بأنها تحت ظل هذا العقيدة الراسخة التي تربط بين أفرادها برباط وثيق ألا وهو رباط الإخوة حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز: “إنما المؤمنون أخوة”.
  • إن علاقة الأخوة هي النسب الوحيد الذي يبقى مدى الحياة والأخوة في العقيدة من أقوى الروابط حتى أنها أقوى من رابطة الإخوة في النسب.
  • وقد حدثتنا كتب السيرة عن تآخي قلوب المهاجرين والأنصار كما كان في غزوة بدر حيث تقابل فيها الأب مع ابنه مع اختلاف العقيدة بينما نرى أن دين الإسلام قد وحد قلوب المؤمنين سواء كان عربي أو أعجمي حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سلمان منا آل البيت”.
  • نشاهد العديد من صداقات تجمعها أسباب عديدة كالتجارة والصناعة وغيرها، وما إن تزول هذه الروابط أو هذه الصلة حتى تنقطع العلاقات ولكن هنا الأمر مختلف فالصلة بالله دائمة الاتصال ولا يجب قطعها أبدا مثل التعامل البشر.

مفهوم الأخلاق في الإسلام

في الإسلام، تُعتبر الأخلاق أساسية جدًا وتحظى بأهمية كبيرة في حياة المسلمين. تُعرف الأخلاق بأنها مجموعة من القيم والمبادئ والسلوكيات التي يُتوقع من المسلمين أن يتبعوها في حياتهم اليومية. تُعتبر الأخلاق الإسلامية توجيهًا للسلوك السليم والتصرف الصالح، وهي جزء لا يتجزأ من العقيدة الإسلامية.

مفهوم الأخلاق في الإسلام يتأسَّس على عدة مبادئ أساسية، منها:

  • التقوى والاتقان: الأخلاق الإسلامية تدعو إلى التقوى والاتقان في كل الأمور، وهي تشمل الاتقان في العبادة والأعمال والعلاقات مع الآخرين.
  • الصدق والأمانة: تعتبر الصدق والأمانة من أهم القيم في الإسلام، حيث يُحث المسلمون على الصدق في الكلام والأفعال، وعلى الوفاء بالعهود والتزام الأمانة في جميع الأمور.
  • العدل والإحسان: يشجع الإسلام على العدل وإظهار الإحسان في التعامل مع الآخرين، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، ويُحث على معاملة الناس بالعدل والإنصاف في كل الأحوال.
  • التواضع والرفق: تدعو الأخلاق الإسلامية إلى التواضع وعدم الغرور، وإلى الرفق واللين في التعامل مع الآخرين، والتعاطف معهم في الأوقات الصعبة.
  • الأخلاق الحميدة: يحث الإسلام على تجنب السلوكيات السلبية مثل الغضب والحسد والكذب، والسعي نحو تحسين الأخلاق الحميدة مثل الصبر والعفة والشجاعة.

أسئلة شائعة حول الأخلاق في الإسلام

س: ما هي أهمية الأخلاق في الإسلام؟

ج: الأخلاق في الإسلام تعتبر جوهرية لسلوك المسلمين، حيث تُعتبر أساسًا للتقوى والتقدم الروحي والاجتماعي.

س: ما هي أبرز القيم الأخلاقية التي يحث عليها الإسلام؟

ج: الإسلام يحث على الصدق، والأمانة، والعدل، والرحمة، والتواضع، والشجاعة، وغيرها من القيم الحميدة.

س: كيف يُعزز الإسلام الأخلاق الإيجابية؟

ج: الإسلام يعزز الأخلاق الإيجابية من خلال توجيهاته في القرآن والسنة، ومن خلال القدوة النبوية والتعليم والتربية.

س: هل يُحث الإسلام على التسامح والعفو؟

ج: نعم، الإسلام يحث على التسامح والعفو والتعامل بالرحمة واللطف مع الآخرين، حتى في حالات الظلم والإساءة.

س: ما هي عقوبة الانحراف عن الأخلاق في الإسلام؟

ج: الإسلام يحث على التوبة والاعتراف بالخطأ والتوبة إلى الله، ويُشجع على تحسين السلوك وتجنب السلوكيات السلبية.

س: هل يُعتبر الإنسان المسلم مسؤولًا عن أخلاقه؟

ج: نعم، في الإسلام يُعتبر الإنسان المسلم مسؤولًا عن سلوكه وأخلاقه، ويُحاسب على أفعاله يوم القيامة.

مقالات ذات صلة