مفهوم النظام الرأسمالي مزاياه وعيوبه

يوجد العديد من أنواع الأنظمة الاقتصادية حول العالم، ويعتبر النظام الرأسمالي والنظام الاشتراكي هما أبرز هذه الأنظمة وهما أيضاً نظامان نقيضان لبعضهما البعض.

فهما يختلفان في الأسلوب والأسس والعديد من الأمور الأخرى، واختارت كل دولة حول العالم النظام الاقتصادي الذي تطبقه.

فعلى سبيل المثال روسيا والصين اختارتا النظام الاشتراكي، بينما اختارت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا النظام الرأسمالي وتابعوا موقعنا المتميز دوماً مقال maqall.net.

بداية النظام الرأسمالي

  • بدأت فكرة الرأسمالية في الظهور عقب النظام البرجوازي أو النظام الإقطاعي، وانتشرت بشكل كبير عقب فترات الثورات والحروب.
  • والتي مرت بها معظم دول العالم في القرن السادس عشر، مما أدى إلى تراكم المال والثروات.
  • وبدأت الملامح الأولى للنظام الرأسمالي في الظهور، بعد المناداة بعزل البابا والتقليل من دوره.
    • وفصل الدين عن المعاملات التجارية.
  • ثم بدأت المطالبة بسن قوانين للاقتصاد، وأنه لا يجوز لأي شخص مهما كان أن يسيطر أو يؤثر بقوته على الاقتصاد.
  • وبذلك تمت المطالبة في فرنسا بشكل خاص، بمنع الدولة من التدخل في الاقتصاد.
    • وأن يقتصر دورها على حماية الأفراد وحماية ممتلكاتهم فقط.
  • ومع قيام الثورة الصناعية نهاية القرن السابع عشر شهدت الرأسمالية تطوراً ملحوظاً، مما أدى إلى حالة من الركود.
    • الناتج عن التركيز على السلع الاستهلاكية التي تحقق الربح السريع، وتوجيه رؤوس الأموال إلى المشروعات الاقتصادية المستحدثة.

اقرأ أيضاً: موضوع عن النظام الإقتصادي الذي يقوم على الملكية الخاصة للموارد

معنى الرأسمالية في اللغة

  • ذكرت كلمة رأسمالية في معجم المعاني كاسم منسوب لكلمة “رأس المال، وفي الاقتصاد فهي تعني نظام اقتصادي.
    • يعتمد على امتلاك رؤوس الأموال لأصحابها فقط وليس للعمال.
  • كما ذكرت في قاموس المعجم الوسيط، بأنها نظام اقتصادي تعتبر فيه الوسائل المستخدمة في الإنتاج.
    • مثل المصانع والأراضي وغيرها ملكية خاصة، تستخدم من أجل تحقيق الربح فقط وتكون حكراً على عدد معين من الأفراد.

مفهوم النظام الرأسمالي

  • فالرأسمالية هي نظام اقتصادي يعتمد على رفع شأن المادة، حتى تكون في قائمة الأولويات في المجال الاقتصادي.
  • ومن أهم مبادئه فصل الدين عن الحياة، كما يركز على الملكية الفردية وتنمية رؤوس الأموال.
  • والعمل على زيادتها بكل الطرق والأساليب، بهدف تلبية احتياجات الإنسان بكامل جوانبها الأساسية والكمالية.
  • وتركز الرأسمالية على زيادة ثروات الأفراد بعيداً عن تدخلات النظام السياسي والدولة، فتستند على البيع والشراء والتملك والتصدير والاستيراد.
  • وغير ذلك من مختلف الأنشطة الاقتصادية، كما تلغي الرأسمالية حرية الآخرين في حالة الاحتياج لذلك.
    • من أجل حماية الأموال والممتلكات من خلال سن قوانين اقتصادية محددة دون مراعاة الغير.

مميزات النظام الرأسمالي

  1. تعتمد الرأسمالية على الملكية الفردية لعناصر الإنتاج، مما يعني حرية تصرف كل شخص في ثرواته وممتلكاته.
    1. ويقتصر دور المجتمع على حماية أصحاب رؤوس الأموال وممتلكاتهم.
  2. الدافع الأساسي لهذا النظام هو زيادة الربح مما يعني زيادة الإنتاج.
  3. حاجة المستهلك هي ما تحدد نوع، وكمية الإنتاج الذي يطرحه التجار في الأسواق.
    1. فرغبات المستهلك هي الأساس للإنتاج.
  4. تتميز الرأسمالية بالتنافس من أجل زيادة الربح، مما ينعكس بشكل إيجابي على زيادة الإنتاج.
    1. وتنوع المنتجات وزيادة كمياتها.
  5. تساهم في زيادة الدخل القومي بسبب زيادة الإنتاج وزيادة الأيدي العاملة.
  6. تساعد في تطوير القدرات العلمية للمنتجين والصنّاع، بهدف زيادة التطور والتقدم في وسائل الإنتاج.
  7. لا شك أن روح المنافسة الحرة تساعد في خلق نوع من الابتكار مع زيادة الجودة.

عيوب النظام الرأسمالي

  1. تؤدي إلى ظهور فكرة الطبقية، واستغلال العمال الناتج عن مبدأ النظام في العمل بالأسعار الحرة.
  2. تركيز رؤوس الأموال في أيدي فئة معينة من المجتمع وسيطرتهم عليها بالكامل.
  3. تفاقم الأزمات الاقتصادية وازدياد نسبة البطالة، بسبب أنانية التجار وأصحاب رؤوس الأموال وابتزازهم للعمال.
    1. بما يتناسب مع مصالحهم ما يؤدي إلى زيادة نسبة الفقر بين المستهلكين.
  4. الاهتمام بالأمور المادية وتحقيق الأرباح فقط دون مراعاة لأي أمور أخرى.
  5. تقييد حكومات الدول والسياسات الكبرى في الدولة، أمام الكيانات الرأسمالية الاقتصادية الكبرى.
    1. وتأثيرها على القرارات السياسية والتحكم فيها، فيؤدي ذلك إلى انحياز السياسة في الدول إلى طبقة معينة.
    2. مما يؤدي إلى ضعف الخدمات العامة، ويحدث ذلك بشكلٍ خاص في الدول النامية.
  6. انتشار المنافسة، والتي قد تؤدي بالتجار وأصحاب رؤوس الأموال إلى استخدام طرق ملتوية لتحقيق مصالحهم.
    1. مما يؤدي إلى انتشار الكراهية والمشاحنات والعداوة.
  7. زيادة نسبة المستهلكين في مقابل تقلص شريحة المنتجين، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على المستهلكين.
    1. وزيادة نسبة الفقر وخلق فجوة بين فئات المجتمع وانتشار الحقد.
  8. على الرغم من نجاح النظام الرأسمالي في تحقيق الأرباح وزيادة الاستثمارات، إلا إنه فشل في تحقيق الفائدة للمواطنين.
    1. وبالتالي فإن المستثمر هو الوحيد الذي يستفيد من ذلك، مما أدى إلى انهيار الطبقة المتوسطة في المجتمع.
    2. وأصبح المجتمع يتكون من شريحة المستثمرين وشريحة المستهلكين فقط، مما زاد من الصراع بين الطبقتين.

أنواع النظام الرأسمالي

  1. الرأسمالية الحديثة: وهي تسمح بتدخل الدولة في بعض المجالات.
  2. الرأسمالية المستغلة: وهي تعتمد على توظيف الأموال لصالح مالكها بدون مراعاة للصالح العام.
  3. الرأسمالية الوطنية: وهي تعتمد على توظيف الأموال لصالح مالكها مع الوضع في الاعتبار الصالح العام.

قد يهمك: النظام الاشتراكي الاقتصادي

أشكال النظام الرأسمالي

  1. الرأسمالية التجارية: وهي ظهرت في القرن السادس عشر عقب مرحلة النظام الإقطاعي، حيث قام التجار في ذلك الوقت بنقل منتجاتهم من مكانٍ إلى آخر.
    1. وفقاً لطلب السوق واحتياج المستهلك، ومن خلال ذلك أصبح التاجر وسيطاً بين المنتج والمستهلك.
  2. الرأسمالية الصناعية: التقدم الصناعي واختراع الآلة البخارية عام 1770م، والتي اخترعها جيمس وات.
  3. والمغزل الآلي عام 1785م، ساعد كثيراً في ظهور هذا النوع من الرأسمالية، ونتج عن ذلك قيام الثورة الصناعية في أوروبا بشكلٍ عام.
    1. وفي انجلترا بشكلٍ خاص خلال القرن التاسع عشر، ويعتمد هذا الشكل من الرأسمالية على مبدأ الفصل بين رأس المال والعامل.
    2. أو الفصل بين الإنسان والآلة.
  4. الرأسمالية التنافسية: ويعتمد هذا الشكل على التنافس بين المنتجين، من خلال تخفيض أسعار المنتجات.
    1. مع تخفيض الأجور وزيادة عدد ساعات العمل، ومن المعروف إن الاستمرار في التنافس بهذا الشكل.
      1. يخلق شركات احتكارية كبرى تقضي على التنافس.

أسس النظام الرأسمالي

1- الملكية الفردية

  • حيث تعتمد الرأسمالية على احترام حقوق الملكية الخاصة للفرد، وإن للمالك كامل الحرية في التصرف في ثروته.
    • طالما لا يتعارض مع قوانين الدولة.
  • وتساعد الملكية الفردية كل فرد في الحفاظ على ثروته وعدم تبديدها أو الإسراف فيها، بل يعمل على استثمارها وزيادتها.
    • مما يساعد على تنمية الثروة العامة للبلد، وتقليل التكاليف التي تنشأ عن الإهمال في الملكية العامة.

2- الحرية الاقتصادية

  • وهذه القاعدة تعتبر نتاج طبيعي للملكية الفردية، فكل فرد له مطلق الحرية في تحقيق مصالحه الشخصية.
    • واختيار نشاطهم أو مجال عملهم، وحرية العمل والتملك.
  • فالحرية الاقتصادية تطلق يد الأفراد في الإنتاج والاستهلاك، والتعاقد بعيداً عن التدخل الحكومي.
    • فهو ينظر إلى الإنتاج بأنه ينظم نفسه بنفسه.

3- المنافسة

وتعتبر من أهم عوامل الرأسمالية التي تزيد من الإنتاج وكفاءته، فالمنتجون يتنافسون لجذب عدد أكبر من المستهلكين.

مما يؤدي إلى انخفاض الأسعار في مقابل زيادة الانتاج، وتخلص السوق من المنتجات والمنتجين الأقل كفاءة.

4- حافز الربح

وهو أكبر دافع لزيادة الإنتاج، والمحرك الأساسي لقرارات المنتجين.

فكل فرد يتصرف بما يتناسب مع مصلحته الشخصية وأهدافه الخاصة، دون النظر لأي اعتبارات أخرى.

شاهد أيضاً: ما هو النظام الاقتصادي الذي يقوم على الملكية الخاصة

ومن ثمَّ، فإن النظام الرأسمالي يرتبط دائماً بالأزمات الاقتصادية وزيادة نسبة البطالة والتقلبات الدورية.

ولا نجاة منه إلا بالابتعاد عن الطمع والاحتكار والربا واستغلال الأيدي العاملة واستغلال المستهلكين، دمتم بخير.

مقالات ذات صلة