علم النفس الجنائي في مصر

علم النفس الجنائي في مصر، إن علم النفس الجنائي هو أحد فروع علم النفس التي يتم تدريسها في كثير من الكليات التي تحمل الطابع القانوني أو علم النفس أو الطب، ويهتم بدراسة الدوافع النفسية خلف ارتكاب المجرمين جرائمهم.

ومحاولة التنبؤ بطرق لتفادي إصابة تلك الدوافع لأشخاص أخرين، وفيما يلي سنتعرف أكثر على علم النفس الجنائي في مصر.

تعريف علم النفس الجنائي

  • علم النفس الجنائي أو علم الجريمة هو علم يدرس الأفعال، والأفكار، والنوايا.
    • وردود أفعال المجرمين قبل أو بعد ارتكاب الجريمة وكل ما يرتبط ضمن السلوك الإجرامي. 
  • ويتمحور أسلوب دراسة السلوك الإجرامي حول اكتشاف عقلية الشخص المجرم والدوافع التي دفعت المجرم إلى ارتكاب الجريمة.
    • والتنبؤ بتصرفاتهم وخطواتهم المستقبلية، ومساعدة المجتمع على التخلص من تلك الفئة، وازدياد الجرائم في المُجتمعات. 
  • وفي المعتاد يساعد متخصصي وعُلماء النفس الجنائي في القضايا الجنائية بدور الشهود بعد أن يقوموا بتشخيص المجرم لتقديم دوافعه أو أعذاره المرضية التي قد تساهم في إعطاء المشورة للقضاة. 

شاهد أيضًا: اسئلة تحليل الشخصية في علم النفس مكتوبة

تاريخ علم النفس الجنائي

  •  ظهر علم النفس الجنائي في بدايات عام 1904 الميلادي لتفسير وتشخيص شخصية أدولف هتلر.
    • والذي اقترح القيام بهذه الدراسة هو مكتب الخدمات الاستراتيجيَّة الأمريكية من الطبيب النفسي والتر لانغر. 
  • وفيما بعد قامَ البروفيسور ليونيل هاورد الذي عمل بوقت سابق في سلاح الجو الملكي بإنشاء قائمة من الخصائص.
    • التي كانَ يميل لها مجرمين الحرب للكشف عن الميول الإجرامية للأسرى الحربيين، والطيارين، ومعرفة نمط شخصيتهم العمومي.
  •  استمر علم النفس الجنائي بتطوير نفسه من خلال علمائه، واشتهر عن الأخصائي النفسي الإيطالي سيزار لومبروزو.
    • بأنه كان أول عالم جنائي يصنف المجرمينَ رسمياً حسب السن.
    • والجنس، والخصائص الفيزيائية، والعِرق، والتعليم، والمنطقة الجغرافية. 

حتى يستطيع تفسير وإدراك هذه الخصائص المتماثلة التي تجمع بينهم، وفهم مصدر التصرفات الإجرامية، واكتشف إن المجرمون ينقسمون إلى ثلاثة أنواع، وهي:

  •  المجرمون منذ الولادة الذين امتلكوا طبع الإجرام، والمجرمونَ الذينَ مروا بتجارب وظروف عنيفة دفعتهم للتبدل وامتلاك ميول إجرامية.
    • والمجرمين الذين يعانون من أمراض نفسية عقلية تدفعهم للجرائم دون إرادة.

 التشخيص في علم النفس الجنائي

  •  في عام 1981 قام البروفيسور ليونيل هاورد lionel haward الذي يعتبر من مؤسسي علم النفس الجنائي.
    • بوضع أربعة قواعد رئيسية تؤدي إلى فهم وتشخيص المجرمينَ نفسياً. 
  • ولا تزال تلك القواعد تستخدم حتى وقتنا الحالي، حيث يمر العالم النفسي الجنائي بالعديد من القضايا.
    • التي تتطلب منه المثول أمام المحكمة  كشاهد من أجل إعطاء رأيه بناءًا على معلومات.
    • مثبتة للمحكمة بحالة المتهم المجرم النفسية حتى يساعدهم في اتخاذ الحُكم الصحيح ضد المتهم. 

ومن الضروري تتبع علماء النفس الجنائي بعض الخطوات، والمراحل للحصول على هذا التحليل والتشخيص لشخصية المجرم لتقديمها إلى المحكمة كأدلة ملموسة، وتتمثل تلك الإجراءات في التالي:

  • الفحص السريريّ: هو تحليل المُجرم سريرياً أو طبيًا عن طريق استخدام آليات التقييم.
    • والجلسات الشخصيّة في مقابلة الفحص حتى يتم تشخيص حالة عقله النفسية والذهنية. 
  • إذ يساهم التشخيص في مساعدة رجال الشرطة ورجال القانون في الوصول إلى طريقة فعالة من أجل استجواب المجرم لمعرفة الحقيقة.
    • أي معرفة مدى أهليته أو قدرته العقلية والتي تحدد إذا كان يمكنه المثول أمام المحكمة أم لا، وإثبات أي مرض عقلي يُعاني منه.
  • الفحص التجريبي: يقوم الطبيب أو العالم النفسي فيها بإجراء أبحاثاً من أجل معرفة تفاصيل القضيّة بكل جوانبها.
    • والتي تحتوي على اختبارات تجريبيّة لأدوات التوضيح أو تقديم المزيد من المعلومات عن القضيّة لهيئة القضاة. 
  • تقديم الإحصاءات: يقدم في هذه الخطوة العالم النفسي الجنائي إحصائيات ودراسات بغرض الإلمام بالقضيّة الموكل بها.
    • مثل إعطاء احتماليّة إحصائيّة لوقوع الحدث أو تسبب المُجرم بالحادث للقاضي بنسبة تقريبية.
  • الاستشارة القانونيّة: في هذه المرحلة يُطلب من العالم النفسي الجنائي إعطاء آرائه في كيفيّة المضي قدماً في استجواب.
    • والتحقيق في قضيّة معينة، مثل أسرع وسيلة يُمكن استخدامها في دفع هذا النوع من المجرمين للاعتراف أو اكتشاف الجاني. 

شاهد أيضًا: تعريف علم النفس الاجتماعي مع المراجع

أبرز موضوعات علم النفس الجنائي في مصر

  • إن علم النفس الجنائي مرتبط بالعديد من المصطلحات والمفاهيم الجنائية والتي ترتبط بعلم الجريمة والعقاب.
    • ومثال على ذلك مفهوم القانون الجنائي والنمو الإجرامي والاعتداءات الإجرامية والمسؤولية الجنائية وغيرها من المصطلحات.
  • إن علم النفس الجنائي ينقسم إلى العديد من الأقسام أو الفروع المختلفة؛ مثل علم النفس الشرطي والانحراف وعلم نفس الجريمة، والخدمات.
    • والعلم المتعلق بحالة الضحايا التي ينبغي علينا تقديمه لهم، وأضف إلى ذلك علم النفس القانوني، وعلم النفس الإصلاحي ونحوها.
  • يقوم علم النفس الجنائي بالاهتمام بدراسة الأطر النفسية لنظام القانون، وقرارات هيئة المحلفين.
    • وشهادات شهود العيان، أضف إلى ذلك البيئة العملية للأخصائيين النفسيين الجنائيين.
  • يوجد الكثير من المواضيع الفرعية والثانوية التي قام علم النفس الجنائي بالاهتمام بها مثل برامج العنف الأسري.
    • وحماية الطفولة ومحاكمها، والمحاكم الخاصة بقضايا المخدرات والصحة النفسية، والبرامج الخاصة بمجرمي القضايا الشاذة الجنسية والنفسية.

العلاقة بين علم النفس الجنائي والإجرام

  • اشتهر علم النفس الجنائي بالمفهوم المميز الدقيق المختص بجنايات معينة على أنه فرع العلم الذي يهتم بتفسير وفهم الأنماط السلوكية الإجرامية، وطرق حدوثها.
    • وتحديد الدوافع خلفها، وطرق تصنيف هذه السلوكيات، عن طريق المنظورات والاتجاهات المتنوعة، مثل التطور القانوني والإدانة الجنائية.
  • يقوم علم النفس الجنائي بالاهتمام بدراسة المنظور الاستبياني لبعض الظواهر السلوكية الإجرامية والشاذة لاكتشاف مدى شيوع السلوك وانتشاره في المجتمع.
    • وفيما يتعلق بالمنظور الوظيفي فإنه يدرس أنواع الضعف الاجتماعي والنفسي الذي يتسبب في حدوث هذا السلوك الإجرامي دونًا عن غيره.
    • ونظر علم النفس الجنائي إلى الجرائم على أنها ناتج عن الدوافع النفسية الغير سوية.
  • قام علم النفس الجنائي بإثبات أن الجريمة ليست قضية تخص القانون والقضاء فقط بل إنها مشكلة وظاهرة نفسية تؤرق المجتمعات ككل.
    • واتضح بهذا أن العلوم القضائية والقانونية مسؤولة عن حماية المجتمعات والمحافظة على اقصى مستوى من الأمان والثبات بها.
    • أما علم النفس فهو يُعنى بالاهتمام بجميع الحالات النفسية التي يمر بها الأفراد خلال تعرضهم للظروف الصعبة المختلفة.

شاهد أيضًا: بحث عن أهداف علم النفس التربوي مع المراجع

 المجالات التطبيقية لعلم النفس الجنائي 

نشأت التطبيقات العملية على علم النفس الجنائي بتعدد تخصصاته، ومن أهم تلك المهام والتطبيقات لهذه الفروع هي التالية:

  • علم النفس الشرطي: يساهم هذا العلم في إعطاء الإرشادات اللائقة لتهيئة الظروف الواقعية الملائمة إلى موظفي دائرة الشرطة.
    • وإعطاء التمرين اللازم للضباط والعاملين حتى يتعلمون كيفية التصرف المناسب مع الأفراد المرضى عقلياً. 
  • علم نفس الجريمة والانحراف: يتابع الدراسات العلمية المتنوعة التي تتناول كل، وأحدث التطورات في مجال الأمراض العقلية.
    • وتطور وإضافة اختبارات نفسية، والتي تساعد في قياس مدى خطورة المجرم، أو التنبؤ بأفعاله الإجرامية لمعرفة العقاب اللازم لردعه.
  • علم النفس القانوني: ومن أظهر أهدافه هو قياس أداء المدّعى عليه لقدرته على المثول أمام المحكمة والقضاة.
    • وإتاحة المساعدة للمحاميين حتى يستطيعوا اختيار أعضاء هيئة المحلّفين عن طريق إجراء الدّراسات الإحصائية المجتمعية. 
  • علم النفس الإصلاحي: يقيم الصحة النفسية للمسجونين بجرائم مثبتة، وخاصة العنيفة، وهم الذين يتم بالفعل دخولهم إلى السجون.
    • والتقصي في مدى ملائمة الظروف الخاصة بالسجن للمسجونين إذ أن هناك بعض المجرمين الخطرين الذين لا يجب تركهم يختلطون بالأخرين أو الذين يحتاجون أخذ أدوية معينة.
    • ويساهم هذا في تطوير برامج تدريب العاملين والحراس في السجون، وفي المؤسسات الإصلاحية على مجابهة الضغوط المختلفة التي تقابلهم خلال العمل.
مقالات ذات صلة