الفرق بين الصبر والصبر الجميل

الفرق بين الصبر والصبر الجميل، الصبر كلمة تحمل معاني كثيرة كما أنها تحمل بين طياتها ألما وحزنا وقهرا ولكن يندمج معه بل يغلب عليه رضا ويقين بالله سبحانه وتعالى.

كما أن هناك درجات متفاوتة للصبر تتحدد على حسب درجات الإيمان، وخلال مقالنا اليوم سوف نتعرف عبر موقع مقال maqall.net على الفرق بين كلا من الصبر والصبر الجميل.

الفرق بين الصبر والصبر الجميل

  • الصبر هو التحكم التام في النفس حتى لا يصدر منها أي فعل غير حسن أو أي تجاوز من قول أو فعل.
  • ويعد من أفضل الخلق التي يحبها الله سبحانه وتعالى في العبد حيث ذكر في القرآن الكريم في العديد من الآيات حب الله عز وجل للصابرين وأنه سبحانه سوف يوفيهم أجورهم بغير حساب.
  • كما أن المسلم يمنع نفسه من أي جزع أو خوف هذا هو الصبر أن يظل رغم كل ألم الصبر على يقين وحسن ظن بالله أن اختيار الله سبحانه وتعالى له هو الأفضل.
  • وقال الله تعالى في كتابه العزيز واصفا سيدنا أيوب عليه السلام (إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِّعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ).
  • أما بالنسبة للصبر الجميل فهو نفس معنى الصبر المذكور في السطور السابقة ولكن يتميز الصبر الجميل أن صاحبه لا يشكو ولا يبوح بآلامه وحزنه أمام أحد من عباد الله.
  • ولكن لا يتعارض مع الصبر الجميل الشكو لله عز وجل والبكاء وطلب العفو ورفع البلاء. الخ.
  • وقد ذكر في القرآن الكريم قول سيدنا يعقوب عندما عبر عن حزنه وألمه لله تعالى حيث قال عليه السلام -: (قالَ إِنَّما أَشكو بَثّي وَحُزني إِلَى اللَّـهِ وَأَعلَمُ مِنَ اللَّـهِ ما لا تَعلَمونَ).
  • ونفهم من ذلك أن شكو الهم والم الصبر لله عز وجل لا ينافي وقوع الصابر في مرتبة الصبر الجميل.
  • ويتحقق الصبر الجميل عندما يصبر الإنسان على فراق حبيب، سواء في غربته أو حتى وفاته، وأيضا عندما يمرض العبد ولا يشكو ألمه احتسابا لوجه الله تعالي فيندرج هذا تحت مصطلح الصبر الجميل.
  • وذكر لنا القرآن الكريم قصة سيدنا يعقوب عندما أتى أخوة يوسف بدم كذب على قميصه وأخبروا سيدنا يعقوب عن موت يوسف عليه السلام فقال تعالى (وَجاءوا عَلى قَميصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قالَ بَل سَوَّلَت لَكُم أَنفُسُكُم أَمرًا فَصَبرٌ جَميلٌ وَاللَّـهُ المُستَعانُ عَلى ما تَصِفونَ).
  • وأيضا عندما أراد الله سبحانه وتعالى أن يزيد من ابتلاء سيدنا يعقوب، عندما جاء إخوة يوسف وأخبروه أن ابنه الآخر سجن في مصر فكان جوابه أنه سيصبر صبر جميل.
    • حيث قال تعالى في كتابه العزيز قالَ (بَل سَوَّلَت لَكُم أَنفُسُكُم أَمرًا فَصَبرٌ جَميلٌ عَسَى اللَّـهُ أَن يَأتِيَني بِهِم جَميعًا إِنَّهُ هُوَ العَليمُ الحَكيمُ).
  • فالعبد الصابر الذي يحبه الله عز وجل لا يجزع من قدر الله وقدره مهما كان صعبا ومؤلما لكنه خير ورب الخير لا يأتي إلا بخير فالمؤمن الصابر قوي الإيمان يظل صامد في وجه البلاء لا ينحني للجزع أبدًا.
  • لأن الإنسان يعلم أن له رب أعلي وأعلم وأنه مقدر له الخير حتى وإن كان ظاهرة شر وهذا هو الصبر الجميل.

كما يمكنك التعرف على: ما هو الصبر

أنواع الصبر

هناك 3 أنواع من الصبر ويختلف كل منهما عن الآخر في المعنى ولكن يجمعهم سويا التحكم في النفس وتقويمها نحو الطريق الصحيح:

الصبر على الطاعة

  • أولا الصبر على الطاعة وهذا ليس بالصبر الهين لأن المداومة على الطاعة تحتاج من العبد أن يقوم نفسه.
    • مثلما يفعل في قيام الليل حيث يقوم الفطرة الطبيعية وهي النوم وبالمثل في صلاة الفجر يصبر على القيام من النوم والوضوء في أجواء تكون أحيانا شتوية.
    • فيترك فراشه الدافئ ويمشي في الظلمات إلى المساجد ليطيع الله فيما أمر فهذا يعد صبر على الطاعة.
  • وأيضا خلال شهر رمضان المبارك يصبر على القيام بفريضة الصوم بدون مأكل ومشرب وغيرة ابتغاء وجه الله تعالى وتنفيذ أوامره.
    • ويستمر بالجوع والعطش أحيانا عندما تصل درجات الحرارة إلى أعلى الدرجات ولكن يقوم ويصبر احتسابا لله عز وجل.

الصبر على المعاصي

  • وأيضا من أنواع الصبر هو الصبر على المعاصي، وهو من أقوي أنواع الصبر، لأن النفس فطرة على كل الشهوات، ولكن الله سبحانه وتعالى وضع أسس لهذه الشهوات وحدود للنفس لعدم التمادي.
  • ولكن عندما تتوفر أمام العبد كل السبل لعمل المعصية بعيدا عن أعين الناس وتتوفر جميع الإغراءات ويرفض العبد المعصية ابتغاء وجه الله تعالى فهذا هو الصبر على المعصية.
  • ومثال على ذلك ما فعله سيدنا يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز عندما راودته عن نفسه فأبى المعصية ابتغاء وجه الله مع توافر كل الإغراءات في امرأة العزيز امرأة ذات منصب وجمال ولكنه وضع الله عز وجل نصب أعينه ورفض الفاحشة.

الصبر على البلاء والرضا بالقضاء

  • أما النوع الثالث فهو الصبر على البلاء والرضا بالقضاء، فأكثر الناس بلاء، هم الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ويبتلى المرء على قدر دينه.
  • فيجب على المسلم عدم الضجر من قضاء الله وقدره ويستقبل أي قضاء برضا ويحول مرارة وألم الفاجعة إلى فرصة ليتقرب من رب العباد، ويغلب حزنه وألمه يقينه وثقته وحسن ظنه بالله.
  • حيث أن الله عز وجل جعل أمر المسلم كله خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خير له.
  • فيجب على العبد المؤمن الصبر على العبادات والرضا بقضاء الله وقدره والبعد عن المعاصي حتى يكون مما أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ويكون خالد مخلد فيها.

كما يمكنك الاطلاع على: أنواع الصبر

مثال الصبر من السنة النبوية

  • (مَرَّ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-بامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ، فَقالَ: اتَّقِي اللَّهَ واصْبِرِي قالَتْ: إلَيْكَ عَنِّي، فإنَّكَ لَمْ تُصَبْ بمُصِيبَتِي، ولَمْ تَعْرِفْهُ، فقِيلَ لَهَا: إنَّه النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فأتَتْ بَابَ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ، فَقالَتْ: لَمْ أَعْرِفْكَ، فَقالَ: إنَّما الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى).
  • ويحكي أن رسولنا الكريم مر بامرأة جالسة على قبر أحدهم ورآها تبكي وتصرخ وتقوم بأعمال لا ترضي الله عز وجل.
  • فتقدم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إليها وقال لها أن تتقي الله سبحانه وتعالى وتتوقف عن أفعالها وتصبر وتحتسب.
  • ولكن كان رد فعل المرأة مفاجأة حيث قالت لرسولنا صلى الله عليه وسلم إليك عني أي ابتعد عني فأنت لا تعلم ما أنا فيه ولم يصبك مثله، وكانت المرأة من شدة حزنها وصدمتها لم تتعرف على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • وعندما قيل لها إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن ما قامت به من فعل أقل ما يقال عنه أنه يتنافى مع حسن الأخلاق والإيمان.
  • وعندئذ ذهبت إلى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فلم تجد بوابين، وأخبرته أنها كانت تعاني من شدة الحزن ولم تعرفه قال لها إنما الصبر عند الصدمة الأولى.
  • وهذه لأن في بداية الصدمة يظهر المسلم الحق، الذي يرضي بقضاء الله ويحتسب صبرة على الله سبحانه وتعالى ويردد قول “إنا لله وإنا إليه راجعون”.

جزاء الصبر والصبر الجميل

فالصبر هو تحمل ما يؤذي النفس مع يقين بالله ورضا بقضائه، والثبات وسعة الصدر:

  • حيث قال تعالى في كتابه العزيز مخاطبا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم (فاصبر صبرا جميلا)، حيث أمر الله عز وجل رسوله الكريم.
    • بأن يكون صابرا صبرا جميل خالي من أي ضجر أو حزن وذلك في صبرة على إيذاء المشركين له صلى الله عليه وسلم.
  • يجزي الصابر على صبره خير الجزاء حيث قال تعالى (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)، حيث أن له منزلة في الجزاء لا ينالها غيره من الأعمال الصالحة، كما أن له الأجر الوفير والخير الكثير.
  • يكفي الصابر شرفا أن الله معه {إن الله مع الصابرين}، كما قال تعالي: (والله مع الصابرين)، وينتظر سبحانه منه الصبر فقط حتى يزيل عنه البلاء حيث لا يزال ابتلاء إلا برضا.
  • أن يكون المسلم على يقين أن ما أصابه هو مقدر في كتاب الله عز وجل وهو خير فيجعل المسلم مطمئن النفس واثق في قضاء الله يعلم أن الله معه ولن يتركه للهلاك كقول الله تعالى: (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير).

اقرأ أيضا: ثمرات الصبر على الابتلاء

 إلى هنا نكون قد انتهينا من مقالنا الذي تحدثنا عن صفة من أكثر الصفات التي تظهر المؤمن الحق وهي الصبر مع ذكر الفرق بين الصبر والصبر الجميل، نرجو أن ينال المقال قدر من إعجابكم.

مقالات ذات صلة