موضوع عن الفرق بين العفو والمغفرة

العفو والمغفرة والصفح كلها مفردات متشابهة لمصطلح واحد وهو المسامحة، فكما قال الله سبحانه وتعالى.

“يا أيّها الّذين آمنوا إنّ منْ أزْواجكمْ وأوْلادكمْ عدواً لّكمْ فاحْذروهمْ ۚ وإن تعْفوا وتصْفحوا وتغْفروا فإنّ اللّه غفور رّحيم”، فما الفرق بين العفو والمغفرة والصفح فتابعوا معنا موقعنا مقال maqall.net.

تعريف العفو والمغفرة

المغفرة

  • المغفرة هي المصدر من الفعل غفر، وغفر للشخص أي تجاوز عن أخطائه.
  • ومغفرة الذنوب هي التجاوز عنها، وغفر الشيء بمعنى خبأه وستره.
  • فالمغفرة تعني ستر الذنوب وإسقاطها من العقاب، ومن أسماء الله الحسنى الغفور.
  • فالله تعالي يغفر الذنب أي يسامح المرء على ذنوبه، ولكن يبقى الذنب مسجلاً في صحيفته.
    • فيذكر بها المرء يوم الحساب ولكنه لا يحاسب عليها.

اقرأ أيضاً: موضوع حول التسامح والعفو مقدمة عرض خاتمة

العفو

  • العفو هو المصدر للفعل عفا، وعفا عن شخص تعني أسقط عنه العقاب.
  • كذلك من أسماء الله الحسنى اسم العفوّ، بمعنى الذي يمحي ويزيل الذنب وآثاره، وتعني أيضاً كثير الفضل.
  • فالعفو هو التجاوز عن الخطأ، وعدم التحدث عنه أو ذكره بشكل نهائي، فالعفو أبلغ وأعمق من المغفرة.
  • فعند العفو يمحو الله كل الذنوب من صحيفة المرء، -وهو الكتاب الذي يسجل فيه كل أعمال المرء-فيمحيها الله.
    • ولا يكون لها أي أثر يوم الحساب.

الصفح

  • الصفح هو أبلغ وأعمق من العفو، فقد يعفو الإنسان ولكن لا يصفح، فالصفح هو التجاوز عن الخطأ.
    • والتخلص من أثاره في النفس، والبعد عن التأنيب.
  • أي محو الخطأ وكأنه لم يكن من الأساس، والدليل على ذلك قول الله سبحانه وتعالى: “فاعفوا واصفحوا”.
  • فالعفو هو إسقاط الذنب وعدم التحدث عنه أو التأنيب به، والصفح هو إزالة أثار الخطأ من النفس.
    • وقد يحدث الصفح بعد العتاب.

العفو والمغفرة في القرآن الكريم

  • ذكر العفو والمغفرة والصفح في العديد من المواضع في القرآن الكريم، مما يدل على عظيم هذه الأمور وأهميتها.
  • “خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ”.
  • “وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ “.
  • ﴿ فَمَن عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾.

اسم الله العفو والغفور

  • من أقوال الإمام الغزالي رحمه الله، إن من أسماء الله الحسنى اسم الغفور.
  • وهو يعنى الغفار ولكن الغفور يشير إلى نوع من المبالغة، فالغفار هو من يبالغ في المغفرة بشكل متكرر مرة تلو الأخرى.
  • فصيغة المبالغة فعال تعني كثرة تكرار الفعل، وصيغة المبالغة الفعول تعني جودة وكمال الفعل وشموله.
    • فالغفور تعنى تمام المغفرة والغفران حتى تبلغ أقصى درجات المغفرة.

الفرق بين العفو والمغفرة والصفح

  • المغفرة هي إسقاط العقاب والحصول على الثواب فقط، ولا يستحق المغفرة إلا المؤمن.
    • ولا تكون المغفرة إلا في حق الله سبحانه وتعالى.
  • أما العفو فهو يقتضي إسقاط الذم واللوم، ولا يشترط الحصول على الثواب.
    • وهو للعباد، فقط يحصل العفو بعد حصول العقوبة أو قبلها.
  • أما المغفرة فلا يكون معها عقوبة إطلاقاً فلا يوصف بالعفو إلا من يقدر عليه، ففي العفو إسقاط للعقاب.
    • وفي المغفرة ستر للذنوب وصون من الفضيحة والخزي.
  • أما الصفح فهو متقارب في معناه مع العفو، فيقال أفصحت عنه أي أعرضت عن ذنبه.
    • ولكن الصفح أبلغ من العفو، فقد يعفو الشخص ولا يصفح.

قد يهمك: خمسة احاديث تتناول شمائل مثل الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد مكتوبة

أسباب المغفرة

  • عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول.
  • قال الله تعالى: (يا ابن آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوتَنِى وَرَجَوتَنِى غَفَرت لَكَ عَلى مَا كَانَ مِنكَ وَلاَ أبَالِى.
    • يَا ابنَ آدَمَ لَو بَلَغَت ذنوبكَ عَنَانَ السَّماءِ ثمَّ استَغفَرتَنِى غَفَرت لَكَ.
  • يَا ابنَ آدَمَ إِنَّكَ لَو أَتَيتَنِى بِقرَابِ الأَرضِ خَطَايَا ثمَّ لَقِيتَنِى لا تشرِك بِى شَيئاً لأَتَيتكَ بقرَابِها مَغفِرَةً).
    • رواه الترمذى وقال: حديث حسن صحيح.
  • ومن ذلك الحديث نستخلص إن المغفرة تتطلب بعض الأسباب، لكي يحصل المؤمن عليها.

الدعاء والرجاء

  • فالدعاء من الأمور المأمورة بشكل صريح في القرآن والسنة، كما أنه موعود بالإجابة من رب العالمين.
  • حيث قال: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادعُونِى أَستَجِب لَكُم}، وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    • حيث قال: “ما كان الله ليفتح على عبدٍ باب الدعاء ويغلق عنه باب الإجابة”.
  • ولكن الدعاء هو سبب للإجابة، مع ضرورة استكمال شروطه وتجنب موانعه.
  • فقد تختلف الإجابة بسبب وجود موانع للدعاء أو لانتقاء بعض شروطه أو آدابه.

فمن أهم شرائط الدعاء ما يلي:

  • حضور القلب أثناء الدعاء ورجاء الإجابة من الله سبحانه وتعالي، وذلك لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    • “ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، وإن الله تعالى لا يقبل دعاء من قلب غافل لاهِ”.
  • كما نهى صلى الله عليه وسلم عن الاستعجال في الحصول على الإجابة وترك الدعاء بسبب تأخر الإجابة.
    • فجعل ذلك أيضاً من موانع إجابة الدعاء، حتى لا تكون سبباً في انقطاع رجاء العبد من إجابة دعاءه.
  • الإلحاح في الدعاء فالله سبحانه وتعالى يحب الملحين في الدعاء، فمادام العبد يدعو ويلح في دعاءه.
    • ويطمع في إجابته ولا يقطع رجاءه في الإجابة فهو قريب من الإجابة.
  • وإن أهم ما يدعو العبد به ويسأل ربه هو مغفرة ذنوبه، وما يقتضي ذلك كدخول الجنة والنجاة من عذاب النار.

الاستغفار

  • فهو سبب الحصول على المغفرة، ولو عظمت الذنوب وبلغت عنان السماء وما انتهى البصر منها.
  • وفي ذلك وردت العديد من الآيات القرآنية، والتي تدل على أهمية الاستغفار وكونه سبباً في الحصول على المغفرة.
  • {وَاٌلَّذِينَ إِذَا فَعَلوا فَاحِشَةً أَو ظَلَموا أَنفسَهم ذَكَروا اللهَ فَاستَغفَروا لِذنوبِهِم وَمَن يَغفِر الذُّنوب إِلاَّ الله}.
  • {وَمَن يَعمَل سوءاً أَو يَظلِم نَفسَه ثمَّ يَستغفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفوراً رَّحِيماً}.
  • {وَاستَغفِروا الله إِنَّ الله غَفورٌ رَّحِيم}.
  • {وَأَنِ استَغفِروا رَبَّكم ثمَّ توبوا إِلَيهِ}.
  • كما إن الاستغفار مقرون بالتوبة، فالاستغفار هو طلب المغفرة باللسان والدعاء.
    • والتوبة هي الإقلاع عن فعل الذنوب بالقلوب والجوارح.
  • فعن أبى هريرة عن النبى ﷺ: (إن عبداً أذنب ذنبا فقال: رب أذنبت ذنبا فاغفر لي.
    • قال الله تعالى: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي.
    • ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبا آخر فذكر مثل الأول مرتين أخريين).
  • وعلى الرغم من ذلك فقد يكون الاستغفار مانعا للإجابة، إذا ما تم الاستغفار باللسان مع إصرار القلب على القيام بالذنب.
    • فذلك دعاء مجرد، قد يرده الله إن شاء وقد يجيبه إن شاء، فقد يكون الإصرار على الذنب مانعاً لإجابة الدعاء.
  • أما الاستغفار التام فهو الموجب للمغفرة، والذي يقترن بعدم الإصرار على الذنب، أما الاستغفار باللسان فقط مع الإصرار على الذنب.
    • فهو توبة الكذابين، فقد قطع النبي ﷺ يدي سارق ثم قال له: (استغفر الله وتب إليه.
    • فقال: أستغفر الله وأتوب إليه فقال: اللهم تب عليه) أخرجه أبو داود.

أفضل أنواع الاستغفار

  • وقد ورد إن أفضل أنواع الاستغفار هو أن يبدأ العبد دعاءه بالثناء على ربه، ثم يثني بالاعتراف بذنوبه.
    • ثم يسأل الله أن يغفر له.
  • وقد ورد في الصحيحين عن عبد الله بن عمرو أن أبا بكر الصديق، قال: يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي.
    • قال: قل (اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك واحمني إنك أنت الغفور الرحيم).

شاهد أيضاً: رمضان شهر الرحمة والمغفرة

وختاماً، تعرفنا معاً على مفهوم العفو والمغفرة وما الفرق بينهما وكيفية تحقيق المغفرة وما هي شروطها.

فاللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وكفر عن سيئاتنا وثبت أقدامنا، دمتم بخير.

مقالات ذات صلة