ما الفرق بين المسكين والفقير وابن السبيل؟

ما الفرق بين المسكين والفقير وابن السبيل؟، الفرق بين المسكين والفقير وابن السبيل ليس ببعيد، حيث كل منهما يكون في حاجة لتوفير النفقة الكاملة لعائلاتهم دون وجود أي نقص في المأكل والمأوى أو الملبس، لذلك حاول الإسلام حل هذه المشكلة بالزكاة، وهي نفقة يستطيع أن يخرجها كل من له مقدرة لديه زيادة في المال.

الفرق بين المسكين والفقير وابن السبيل

  • اختلف رأي العلماء في تحديد الاختلاف بين المسكين والفقير، فكان الخلاف في تحديد أيهما أكثر حاجة منهما، ولكنهم اجتمعوا على أن جميعا سواء الفقير أو المسكين يكون غير قادر على توفير المال لعائلته واحتياجاته.
  • وفي قوله الله تعالى: (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ) (الكهف: 79) يدل ذلك على أن المسكين حالة أفضل بكثير من الفقير.
  • فجاء الفرق بين الغني والفقير في الدين الإسلامي ليس فيما يمتلك المال أكثر، بل الغنى هو غنى في النفس وراحة البال وحسن الطباع، فالفوز بالأخرة ليس بجمع المال والأبناء وإنما بالأعمال الصالحة.
  • إذا كان المسكين مسكينًا في الفقر وقلة قوته فتجوز له الصدقة، أما إذا كان مسكينًا في غير ذلك أي عدم الحاجة إلى المال فلا تحل له الصدقة.
  • إذا كان الشخص لم يخرج من بلده ولم يتعرض للسفر ولكنه يحتاج إلى نفقة زكاة فهذا لا يجوز لأنه لا يعتبر ابن سبيل.
  • إذا مر ابن السبيل على قرية وكان قد نفذ معه الزاد ونفقته فمن حقه إعطاءه حتى وإن كان من أغنى الأشخاص في بلده.

شاهد أيضًا: كيفية عمل صدقة جارية

من هو الفقير؟

  • الفقير هو الشخص الذي يكون في احتياج لتوفير مال أكثر مما يكسبه في قوت عيشة يستطيع الإنفاق على أهله، أصحاب الحرف البسيطة.
  • والذي يكون جالس في بيته بدون سؤال ولا يعلم الناس به لمساعدته، فلا يستطيع حينها أن يقوم بتوفير المال الكافي والإنفاق على أهله وبيته، على الرغم من وجود الحاجة الشديدة.
  • وجاء وصف الله للفقير في سورة البقرة، حيث قوله تعالى: “لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ”.

من هو المسكين؟

  • هو الشخص المقهور الخاضع لأمره، الذي يملك كسب ولكن لا يستطيع إخفاءه، لذلك حتى ولو كان غنيا ولكنه مسكينًا من جهة المال، فيجب التصدق له.
  • أما تعريف المسكين في الشرع فهو من كان له ملكًا ولكن تكون مصروفاتها أكبر مما يستطيع جنيه أو كسبه فحينها يكون مسكينًا، المسكين شخص سائل أي يسأل عن كفايته وزيادته، ويزول احتياجه عند الاكتفاء.
  • أما الفقير فهو الذي يملك قوتًا ضئيلا، ولا يسأل حاجته ويلزم منزله لذلك تكون حالته أصعب وأشد من حالة المسكين.
  • وجاء وصف المسكين في حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان، ولا اللقمة واللقمتان، وإنما المسكين الذي يتعفف ولا يسأل الناس ولا يتفطن إليه فيتصدق عليه” متفق عليه.

 تعريف المذاهب الأربعة للفقير والمسكين

  • يقول المالكية أنَّ المسكين هو الشخص الغير قادر على الكسب والإنتاج، فجاء لقبه من السكون أي اليد الساكنة عن توفير المال، أما الفقير فلديه القدرة على العمل ولكن لا يوجد ما يكفيه، لذلك بالنسبة للمالكية يكون المسكين أصعب وأشد حال من الفقير.
  • أما الشافعية والحنابلة فيروا أنَّ الفقير يكون في حاجة أكبر عن المسكين، ودلالة على ذلك ما جاء في قصة سيدنا موسى والخضر في القرآن الكريم كما جاء في قوله تعالى (أما السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ).
  • أما الفقير في الحنفية، فهو الشخص الذي يملك أمتعة وأثاث وثياب أو أي شيء يقوم باستعماله في الأساس، أما المسكين فهو الذي لا يملك أي شيء من أمتعة وغيرها يستطيع استخدامها في حاجته.
  • ولكن بعد كل ذلك نستطيع أن نقول بأن الفقير والمسكين يستحقون كلاهما للصدقة والزكاة الواجبة كما جاء في قوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ).

شاهد أيضًا: كم مقدار إطعام مسكين؟

الفقير والمسكين عند الأئمة الثلاثة

  • فالفقير هو من لا يملك ملبس أو مسكن ولا يستطيع توفير احتياجاته، أي معدوم النفقة ولا يملك درهم كل يوم، فالفقير هو الذي يملك أقل من نصف حاجته.
  • أما المسكين فهو من يكسب ولكن لا تتم كفايته، الشخص الذي يحتاج إلى عشرة دراهم ولا يجد سوى ثلاثة أو أربعة، والمسكين هو من يملك نصف الكفاية.
  • من كان له مسكن ينقص نفقته فهو مسكين أو فقير ويحق له الزكاة، حتى ولو كان المسكن لائق ونفيس وإن باعه سيحصل على ما يكفيه من دخل، في هذا الرأي اتفق البعض واختلف البعض الأخر.
  • وأضافوا على المسكن، أنه إذا كان يملك ثياب لائقة وتعددت معه، أو اعتياد المرأة على لبس حليها للتزين لا يجعلها خارجة عن الفقر والمسكنة، إضافة إلى كتب العلوم المختلفة فقه وأدب وتفسير ولغة.
  • وكمثل كتب العلم أيضًا توجد آلات الحرف التي يعمل بها، فهي لا تخرجه عن الفقر.
  • ومن كان يستطيع أن يعمل في عمل معين ومحترف به ولكنه لا يملك المال فيعد فقيرًا ويحل له الزكاة والصدقة.

حكم إعطاء الزكاة للأخ الفقير

  • إذا كان الأخ يحتاج إلى مال الصدقة فهو خيراً وأولى من الفقير الغريب، فحينها يأخذ الشخص ثوابين إحداهما ثواب صلة الرحم وثواب إيتاء الزكاة.
  • يفضل عدم إعطاء مبلغ الزكاة للأخ على أجزاء حتى لا يتكل عليها ولا يبحث أو يقوم بأي عمل كمصدر دخل له.
  • الأم والأب، والأبناء وأبناء الأبناء، يجوز النفقة عليهما لذلك لا يعتبر إعطائهم المال زكاة أو صدق بل من الأمور الذي يجب إقامتها.
  • ويجب أن نراعي عند إخراج زكاتنا الفقراء أولا ومن ثم المساكين، لأنه كما ذكرنا فالفقير هو المعدوم الذي لا يستطيع الإنفاق على نفسه وعائلته، أي أشد حاجة من المسكين.
  • جاءت صدقة الفقير عند الله أعلى قدرًا من صدقة الغني، وذلك لأنه يكون الإنسان في حاجة وضيق ويكون أيضا بمساعدة غيره من الفقراء فهذا شيء عظيم عند الله.

مصارف الزكاة للفقراء والمساكين في الكتاب والسنة

  • جاءت مصارف الزكاة في كتاب الله حيث قوله تعالى: “إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم “التوبة.
  • أما في السنة فجاء عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل إلى اليمن معاذ وحدثه قائلًا (أعْلِمْهُم أنَّ عليهم صَدَقةً تُؤخَذُ مِن أغْنيائِهم وتُرَدُّ على فُقرائِهم).

من هو أبن السبيل؟

  • السبيل يعني الطريق في اللغة العربية، أما ابن السبيل فهو الشخص المسافر من بلده إلى بلد أخر، وقد صادف أنه مر على بلد آخر غير بلده يملك أي شيء يستطيع أنه يكمل به طريق سفره.
  • وقد أحل الإسلام فريضة الزكاة لابن السبيل، ما دام توافرت فيه الشروط التي تجعله يحتاج إلى الزكاة وهي عدم قدرته على الإنفاق على نفسه خلال سفره.
  • أما إذا كان الشخص لديه الرغبة في السفر ولكنه لا يزال موجودًا في بلده فهو لا يجوز له الزكاة.

آيات في القرآن الكريم ُذكر فيها ابن السبيل

كثرت مواضع الآيات التي ذكرت فيها أهمية الزكاة لأبن السبيل كالتالي:

  • كما في قوله تعالى في سورة البقرة” يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم”.
  • وفي سورة التوبة ” إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم”.
  • وفي سورة النساء ” واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا”.
  • وفي سورة الروم “فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون”.

الحِكمة من الزكاة

  • إتمام ركن من أركان الإسلام الخمسة.
  • سد احتياج الفقير ونفقته في أمور الحياة، حتى لا يكون في قلبه أي نية حسد جهة الشخص الغني.
  • يصبح المجتمع متعاون بحيث يشعر الغني بالفقير ولا يحقد الفقير على الغني فتكون هناك مودة متبادلة بينهما.
  • إعطاء المال كزكاة يعد مقياس الإيمان في القلب، وذلك لأن المال من أحب الأمور للإنسان.

شاهد أيضًا: مكانة اليتيم في الإسلام

في نهاية رحلتنا مع ما الفرق بين المسكين والفقير وابن السبيل؟، ولقد استطعنا في هذا المقال أن نقوم بتوضيح الفرق بين المسكين والفقير وابن السبيل ومتي يجوز لكل منهما أن تكون لهما زكاة، فقلة المال والضيق ليس عيبًا للإنسان، بل يجب أن نقف بجانبهم حتى يستطيعوا أن يؤمنوا لأنفسهم وعائلاتهم حياة كريمة.

مقالات ذات صلة