نظريات عن التعاطف

نظريات عن التعاطف ناقشها الكثيرين من علماء النفس التربوي وعلماء الاجتماع، التعاطف هو إظهار مشاعر داعمة ومتضامنة مع شخص آخر.

حيث تجعل الشخص يضع نفسه مكان الطرف الآخر والسعي وراء مساعدته بشتى الطرق الممكنة، ونحن عبر موقعنا maqall.net، نشرح بشكل علمي تلك المشاعر من خلال نظريات علمية.

نظريات عن التعاطف

يعد الدعم النفسي والاجتماعي الذي يقدمه شخص ما تجاه شخص آخر؛ هو إحدى صور العلاقات الاجتماعية الجيدة المبنية على الود، والنفسية السوية، ومن تلك النظريات:

نظرية التعاطف والإيثار

تتطرق هذه النظرية إلى شرح شعور الشخص المتعاطف وحالة الاهتمام العاطفي الشديد تجاه الطرف الأخر والتي تجعله:

  • يهتم بتحقيق رفاهية الطرف الآخر أو كل الأشخاص من حوله دون النظر أو الاهتمام إلى راحته الشخصية.
  • تجعله دائم الدفاع عن المبادئ الأخلاقية التي لا تتصف بالأنانية وحب الذات، وتدفعه تلك المبادئ إلى معالجة المشكلات الاجتماعية التي يواجهها بعيد عن مصلحته الشخصية.

شاهد أيضا: محي الدين بن عربي سيرته وأقواله ونظرياته

نظرية التعاطف والتنظيم

تعتمد هذه النظرية على وجود فوارق بين الجنسين، وتنظيم تلك المشاعر طبقا لقواعد وأسس محددة، وتعمل على تصنيف الأشخاص طبقًا لنوعين من التعاطف هما التعاطف المعرفي والتعاطف العاطفي.

أنواع التعاطف

يميز الباحثون بين نوعين من التعاطف، خاصة في علم النفس الاجتماعي، إلى نوعين هما:

التعاطف العاطفي

هناك علاقة إيجابية بين الشعور بالقلق التعاطفي والاستعداد لمساعدة الآخرين، وفقًا لهودجز ومايرز حيث يرى:

  • يمكن تصنيف التعاطف على أنه استجابة عاطفية أو معرفية.
  • يتألف التعاطف العاطفي من مكونات منفصلة، كما يقول هودجز ومايرز وهما:
    • الأول هو الشعور بنفس المشاعر التي يشعر بها شخص آخر.
    • الثاني هو الضيق الشخصي، والذي يشير إلى مشاعر الضيق لدى الشخص استجابة لإدراك محنة الآخر.
  • من المهم ملاحظة أن مشاعر الضيق المرتبطة بالتعاطف العاطفي؛ كدافع للمساعدة يقوم على الإيثار أو المصلحة الذاتية لا تعكس بالضرورة مشاعر الشخص الآخر.
  • لاحظ هودجز ومايرز أنه بينما يشعر الأشخاص المتعاطفون بالضيق عندما يسقط شخص ما، فإنهم لا يعانون من نفس الألم الجسدي.
  • إن هذا النوع من التعاطف مهم بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بمناقشات السلوك البشري.

التعاطف المعرفي

يوضح هودجز ومايرز إن التعاطف المعرفي والذي يعرف أيضًا باسم (الدقة التعاطفية)، حيث يتسم الأشخاص المتميزين بهذا النوع بعدة سمات:

  • القدرة على معرفة ما يشعر ويفكر به الشخص الآخر بصورة أكبر من التعاطف العاطفي.
  • إن تلك المهارة في التعاطف المعرفي تساعد على فهم الحالة العاطفية ومعالجتها بشكل جيد.
  • يشير إلى مدى قدرة الفرد على إدراكه لاحتياجات الطرف الذي يحتاج إلى التعاطف.

اقرأ أيضا: أهم النظريات المعرفية وتصنيفاتها

كيف نتعاطف مع الآخرين

قام خبراء في مجال علم الأعصاب الاجتماعي بتطوير مفهوم نظرية التعاطف من خلال توضيح كيف يتعاطف الشخص مع شخص أخر، واعتمد ذلك على طرح نظريتين هما:

نظرية المحاكاة

  • توضح أن التعاطف يحدث لأننا عندما نرى شخصًا آخر يعاني من عاطفة، فإننا” نحاكي أو نمثل نفس المشاعر في أنفسنا؛ حتى نتمكن من معرفة شعوره بشكل أفضل أوأكثر دقة.
  • هناك عامل بيولوجي اكتشفه العلماء كأدلة أولية على وجود “الخلايا العصبية المرآتية” التي تطلق عندما يلاحظ البشر غيرهم، ويتعاطفون معهم من خلال المشاعر.
  • كما أن هناك أيضًا أجزاء من الدماغ في قشرة الفص الجبهي؛ مسؤولة عن أنواع التفكير ذات المستوى الأعلى، والتي تداخل لتنشيط كل الأفكار والأحكام التي تركز على الذات، والأفكار الأخرى التي تركز على الآخرين.

نظرية العقل

  • يعتقد بعض الخبراء أن نظرية العقل هي التفسير العلمي الآخر للتعاطف، والذي يتعارض تمامًا مع نظرية المحاكاة، وهي تبنى على بعض الأسس وهي:
  • تعتمد النظرية على أن القدرة على فهم ما يفكر فيه شخص آخر ويشعر به؛ يكون بناءً على قواعد لكيفية التفكير أو الشعور.
  • تساعد تلك الطريقة على التنبؤ بأفعال الآخرين أو تفسيرها.
  • على الرغم من عدم وجود إجماع واضح من علماء النفس والاجتماع، فمن المحتمل أن التعاطف يتضمن عمليات متعددة تتضمن كلاً من الاستجابات التلقائية، والعاطفية، والتفكير المفاهيمي المكتسب.

التعاطف والصحة النفسية والعقلية

استرسالًا في عرضنا نظريات عن التعاطف في مجال علم النفس، فيعد التعاطف مفهومًا مركزيًا من منظور الصحة العقلية والنفسية للشخص حيث:

  • يتعامل الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من التعاطف بشكل جيد في المجتمع.
  • تكون لديهم دوائر اجتماعية أكبر وعلاقات أكثر إرضاء، وذلك وفقًا لما نشرته جمعية Good Therapy، وهي جمعية لأخصائيي الصحة العقلية.
  • التعاطف أمرًا حيويًا في بناء علاقات شخصية ناجحة في كافة أنواع العلاقات مثل: الأسرة، ومكان العمل، وغير ذلك من علاقات اجتماعية.
  • إن الافتقار إلى التعاطف هو أحد المؤشرات على حالات مثل اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، واضطراب الشخصية النرجسية.
  • بالنسبة لأخصائيي الصحة العقلية مثل المعالجين، فإن التعاطف مع المرضى يعد جزءًا مهمًا من العلاج الناجح.
  • يعد التعاطف السريري عنصرًا مهمًا في جودة الرعاية الصحية في الطب، ليس فقط في الأمراض النفسية، ولكن الأمراض العضوية أيضًا.
  • جديرًا بالذكر إن دراسة التعاطف تلاقي اهتمام الكثير من علماء النفس وعلماء الأعصاب في العديد من المجالات، حيث دومًا ما يكون هناك أبحاث ونظريات جديدة.

شاهد من هنا: بحث عن تعريف الشخصية ونظرياتها وأنواعها

وفقًا لما نشره مركز جريتر جود ساينس الذي أهتم بدراسة نظريات عن التعاطف بشكل أكثر تفصيلًا، أن وضع الأنسان نفسه مكان الشخص الآخر يؤدي إلى تكوين علاقات ناجحة.

ومجتمع مسالم ومحب، كما يساعدنا على فهم احتياجات الطرف الآخر ونواياه وتقديم المساعدة المناسبة له.

مقالات ذات صلة