شواهد عن التسامح في التاريخ العربي

التسامح هي واحدة من أهم السمات المحبوبة والتي حثنا عليها الإسلام فمنذ قديم الزمن نجد شواهد على تلك الصفة الحميدة تابعوا معنا موقعنا مقال maqall.net حيث سنذكر شواهد عن التسامح في التاريخ العربي.

معنى التسامح

  • التسامح بشكل عام هو واحد من صفات الإسلام النبيلة، والتي تتمثل في الصفح والعفو عند المقدرة والمسامحة للغير وخاصةً حينما يعترف بخطئه لنا.
  • بالنسبة لمعنى التسامح في اللغة فهي تأتي من مصدر الفعل سمح الثلاثي، وتدل على السماحة وطيب القلب والكرم والعفو واللين والرفق.
  • ولكن في الاصطلاح فالمقصود بها، الابتعاد عن الضيق والتشدد في أي أمر حيث إن الشخص حينما يسامح غيره فهو يصبح جواد وكريم الأصل.
  • وهو إحدى أهم الدعائم المركزية والرئيسية في الإسلام والذي يزيد من الود والتقارب بين الجميع، وهو إحدى أهم التعاملات بين أفراد المجتمع لكي يتحقق السلام.
  • والتسامح أيضاً هو القبول الخاص بالاختلاف الذي يتواجد فيما بين الناس، كما إنه يعني القبول من الرأي الأخر للناس وهو العفو والتجاوز عن الآخرين.

اقرأ أيضاً: مقال حول التسامح

شواهد عن التسامح في التاريخ العربي

العفو عند أبي بكر الصديق عن مسطح بن أثاثه

  • هو صاحب رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم والذي يسير على نهجه بلا شك، كما إنه يتأثر به وبأخلاقه وهو من سار على نهج الكتاب الكريم.
  • واحدة من صور التسامح فيما بين أبي بكر الصديق كانت خلال مشكلته مع مسطح بن أثاثه، حيث إنه كان من أقاربه وقد كان أبي بكر ينفق عليه من ماله الخاص.
  • حيث كان مسطح من الفقراء، وبعد أن تمت حادثة الإفك والتي قد كانت بكلام غير سليم عن السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها حيث كان ممن يتحدثون بالإفك عنها.
  • فلما ظهرت براءة عائشة من الله عز وجل، فقد قال أبي بكر إنه سوف لن ينفق ماله نهائياً على مسطح وإنه سوف يحرمه منه لما قاله عليها من كلام.
  • ولكن الله عز وجل قد أنزل الآية الكريمة في تلك الحادثة، والتي كانت تتكلم عن التسامح.
  • حيث كانت تقول” ولا يأتل أولو الفضل منكم” وحتى الآية” والله غفور رحيم” صدق الله العظيم.
  • مما جعل أبي بكر يقول إنه سوف لن يكون غاضب لله عز وجل، وإنه سوف يرجع عما قاله من أجل أن يغفر الله له خطيئته وبالتالي ظل يدفع نفقته لمسطح.
  • ليس هذا فقط بل أيضاً قد قام بعهد على نفسه بأنه سوف لن ينزعها منه نهائياً مهما صدر منه من مواقف أخرى مسيئة، فسوف يصفح عنه ويسامحه.
  • وبالتالي يهي واحدة من أقوى وأكبر الصور للتسامح والعفو عند المقدرة، وإلزام الدفع للنفقة ودوام الود مع قريبه على الرغم من كلامه الفظ عنها.

قد يهمك: أنواع التسامح في الإسلام

العفو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المشركين

  • حيث إن العفو عند رسولنا الكريم هو واحد من أهم صفاته مع التسامح وخاصةً تجاه المشركين، حيث قام العديد من المشركين بإيذائه والإساءة له بطريقة كبيرة.
  • دوماً تحملهم ولم يجزع منهم ولم يجرحهم أو حتى لم يتعامل معهم بطريقة غير مرغوبة، حيث إنه عفا عنهم وصفح ولم يرد لهم الإساءة.
  • وعلى الرغم من كل المساوئ التي قد مر بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من إهانة وإساءة من المشركين، إلا إنه صفح عنهم وكان يتمنى لو يجد منهم شخص موحد بالله واحد.
  • يوم فتح مكة لقد كانت هناك مقولة مشهورة من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهي” أذهبوا فأنتم الطلقاء “، حيث قالها رسولنا الكريم.
  • حينما أمر الملك بطرد قومه ليس هذا فقط بل وإيذائهم أيضاً ولكن على الرغم من هذا لم يرد الإساءة بإساءة نهائياً، فقد كان سمحاً حتى مع من يعامله بسوء.

العفو عند سيدنا يوسف عليه السلام عن إخوته

  • قصة سيدنا يوسف مشهورة بشكل كبير وهي إن إخوته كانوا يحقدوا عليه، اعتقاداً منهم بأن أبوهم يحبه أكثر منهم ويفضله عنهم مما جعله يرغبوا في الانتقام منه.
  • وبالفعل أخذوه من والدهم بحجة اللعب معاً في الحديقة، واتفقوا معاً على أن يتخلصوا منه وبالفعل نجحوا في هذا حيث رموه في البئر.
  •  وقاموا بإخبار والدهم بالكذب إن الذئب قد أكله ومرت الأيام، وقد أصبح سيدنا يوسف من الأبناء المتبناة لعزيز مصر حيث وجده في البئر وأخذه لرعايته عنده هو وزوجته.
  • ولم يعلم عن أهله أي أمر لمدة أربعين عاماً، وأصبح هو عزيز مصر وقد جاء إخوته ليشتروا منه الطعام المصري وحينما تعرف عليهم لم يرفض أن يعطيهم الطعام.
  • ولم يحمل في قلبه الانتقام منهم نظير كل تلك السنوات، بل على العكس من ذلك فقد كان عفواً وسامحهم وصفح عنهم وأعطاهم ما يرغبوا به.

شاهد أيضاً: دور التسامح في بناء المجتمعات ورقيها

عفو سليمان بن عبد الملك عن خالد القسري

كان سليمان بن عبدالملك غاضبًا على خالد القسري، ولما ذهب إليه قال: يا أمير المؤمنين إن القدرة تذهب الخفيظة، وإنك تجلّ عن العقوبة، فإن تعف فأهل لذلك أنت، وإن تعاقب فأهل لذلك أنا، فما كان منه إلا أنه عفا عنه.

وبالجدير ذكره أن سليمان بن عبد الملك كان الخليفة الأموي الرابع والعشرين، حكم من عام 715 إلى عام 717 ميلاديًا. وقد اشتهر بسياسته الرشيدة وحكمه العادل. يُعتبر سليمان بن عبد الملك واحدًا من أبرز الخلفاء الذين سعوا إلى تحقيق العدل والتسامح في حكمهم.

أما خالد بن الوليد القسري، فهو شخصية تاريخية معروفة في الإسلام، وهو من القادة العسكريين المميزين الذين أسهموا في انتصارات الإسلام المبكرة. وقد خدم خالد بن الوليد تحت حكم الخليفة أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، وشارك في العديد من المعارك الهامة مثل معركة اليرموك ومعركة القادسية.

شواهد قرآنية على الأمر بالتسامح

تتعدد الشواهد القرآنية على الأمر بالتسامح، ومن آيات القرآن الكريم التي تأمر بالتسامح ما يلي:

  • قال تعالى: {خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ}.
  • قال تعالى: {فَمَن عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}.
  • قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ}.
  • قال تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ}.

أهمية خلق التسامح

خلق التسامح يعتبر أمرًا مهمًا لعدة أسباب:

  • تعزيز التعايش السلمي: يساهم التسامح في بناء مجتمعات متعددة الثقافات والمعتقدات، حيث يعيش الناس معًا بسلام وتفاهم، ويحترمون تنوع الآراء والعقائد.
  • الحد من التوترات الاجتماعية: عندما يمارس الناس التسامح، يقللون من الصراعات والاحتكاكات بين المجموعات المختلفة، مما يقلل من التوترات الاجتماعية ويعزز السلام المجتمعي.
  • تعزيز العدالة والمساواة: يعتبر التسامح جزءًا أساسيًا من قيم العدالة والمساواة، حيث يتيح للجميع فرصًا متساوية للتعبير عن آرائهم وممارسة طقوسهم الدينية دون تمييز أو قيود.
  • تعزيز الديمقراطية: في المجتمعات التي تمارس التسامح، يمكن للأفراد أن يشعروا بالحرية في التعبير عن آرائهم والمشاركة في صنع القرارات، مما يعزز الديمقراطية والمشاركة المجتمعية.
  • الحد من العنف والتطرف: التسامح يلعب دورًا هامًا في تقليل العنف والتطرف، حيث يعمل على تشجيع الحوار والتفاهم بين الثقافات المختلفة، ويمنع انزلاق الأفراد إلى التطرف والعنف بسبب الانغلاق الثقافي أو الديني.

عبارات عن التسامح

بالطبع، إليك بعض العبارات عن التسامح:

  • “التسامح هو جسر يربط بين القلوب ويخلق مجتمعًا من التفاهم والسلام.”
  • “التسامح ليس ضعفًا، بل هو قوة حقيقية تساعدنا على تحقيق السلام والتعايش السلمي.”
  • “عندما نمارس التسامح، نفتح أبواب الفهم والمحبة، ونحقق التقارب بين الثقافات والأفكار.”
  • “التسامح يعني أن نتقبل الآخر كما هو، دون التشديد على الاختلافات أو الخلافات.”
  • “التسامح يجعل العالم أكثر إنسانية، حيث يعيش الناس بسلام وتعاون، دون تمييز أو تعصب.”
  • “إن التسامح هو بذرة السلام التي تزرعها في قلوب الناس، لتنمو وتزدهر وتملأ العالم بالحب والوئام.”
  • “عندما نتسامح مع الآخرين، نفتح صفحة جديدة من الحوار والتعاون، ونبني جسورًا من الفهم والاحترام.”
  • “التسامح هو لغة القلوب الناطقة، التي تفهم الآخرين بدون كلمات، وتصل إلى أعماق الروح بالمحبة والتقدير.”
  • “إن التسامح هو أساس العلاقات الإنسانية الصحية، حيث يعزز الاحترام المتبادل ويحقق السلام الداخلي والخارجي.”
  • “التسامح يعني أن نعيش بقلوب مفتوحة وعقول مستنيرة، نستقبل الآخرين بكل محبة وتفهم، ونبني مستقبلًا أفضل معًا.”

أسئلة شائعة حول التسامح

س: ما هو التسامح؟

ج: التسامح هو قبول الآخرين بمختلف آرائهم ومعتقداتهم دون تمييز أو حكم، والتعامل معهم بالاحترام والتفهم.

س: لماذا يعتبر التسامح مهمًا؟

ج: التسامح يعزز السلام المجتمعي، ويقلل من التوترات والصراعات، كما يساهم في بناء علاقات إيجابية وتعاونية بين الأفراد والمجتمعات.

س: ما هي فوائد التسامح؟

ج: التسامح يعزز التعايش السلمي ويحقق الوئام بين الناس، ويساهم في تقليل الصراعات والعنف، كما يعزز الاحترام المتبادل والتفاهم بين الأفراد.

س: كيف يمكن تعزيز التسامح في المجتمع؟

ج: يمكن تعزيز التسامح من خلال التثقيف والتوعية بأهميته، وتشجيع الحوار والتفاهم بين الثقافات المختلفة، وتعزيز قيم الاحترام والمساواة.

س: هل التسامح يعني الموافقة على كل شيء؟

ج: لا، التسامح لا يعني الموافقة على كل شيء، بل يعني قبول واحترام الآخرين وتعاملهم بالاحترام والتفهم رغم الاختلافات.

مقالات ذات صلة