شرح الصبر على الأذى وكظم الغيظ

تظهر أخلاق المرء وصفاته عندما يتمكن الغضب منه، فعند غضب المرء تتلاشي الكثير من سلوكيات الآداب وقد يصدر منه أبشع الألفاظ والشتائم وربما يصل به الأمر إلى الأذى الشديد للآخرين. وسنتعرف في السطور التالية عبر موقع مقال maqall.net على شرح الصبر على الأذى وكظم الغيظ.

الصبر على الأذى وكظم الغيظ

الصبر على الأذى وكظم الغيظ هما من الفضائل العظيمة التي يحث عليها الإسلام وتُعتبر أساسًا لبناء علاقات صحية وتطوير شخصية قوية. إن القدرة على تحمل الضغوطات والاحتفاظ بالهدوء في وجه المحن والاعتداءات تعكس نضج الشخصية وقوتها العقلية والروحية. يعتبر الصبر على الأذى وكظم الغيظ طريقة لتطوير الرفاقة الاجتماعية وتحسين الحياة النفسية.

الصبر على الأذى يعني قدرة الشخص على تحمل الضغوطات والمعاناة بكل هدوء وثبات، سواء كانت هذه المعاناة ناجمة عن أحداث خارجية كالفقد أو الإصابة بالأذى، أو ناجمة عن تحديات الحياة اليومية مثل الصعوبات المالية أو المشاكل العائلية. يُعَد الصبر على الأذى سمة من سمات النفوس القوية، حيث يساعد على تجاوز الصعوبات بكل ثقة وإيمان بالقدر والتوكل على الله.

أما كظم الغيظ فيعني القدرة على السيطرة على الغضب وعدم الانفعال في وجه المواقف الصعبة أو الإساءات التي يتعرض لها الشخص. إن كظم الغيظ يُظهر قوة الشخصية والتحكم في السلوك والعواطف، وهو أساس في بناء العلاقات الإيجابية والحفاظ على السلام النفسي والاجتماعي.

يُعتبر الصبر على الأذى وكظم الغيظ قيمًا مهمة في العديد من الأديان والفلسفات، وهما جوهرًا في تعزيز السلام الداخلي وتحسين جودة الحياة. من المهم التأكيد على أن الصبر لا يعني الاستسلام أو الضعف، بل هو علامة على القوة والثبات في وجه التحديات والصعاب.

كيف يكون الصبر على الأذى وكظم الغيظ

يجب اتباع بعض الأمور لتحقيق الصبر وكظم الغيظ ومنها:

  • أن يؤمن الإنسان أن هذا قدره وهذا ما كتبه الله له، وأن ما أصابه ما كان ليخطئه، وما أخطئه ما كان ليصيبه.
  • أن يعرف مدي عظمة عاقبة الصبر والعفو والحلم، ويتأمل فيما أعده الله للصابرين من أجر وجزاء عظيم وحسن عاقبه، ولن ينال ذلك الثواب إلا بالصبر على الأذى.
  • وأن يقابل الإساءة بالإحسان، ويعلم أن ذلك من فضل الله عليه، وأنهم قدموا إليه معروفاً عندما أساءوا إليه؛ لأنهم حملوا عنه وزراَ ودفعوه إلى الإحسان إليهم.
  • أن يتخذ الصالحين والأنبياء والمرسلين قدوة له، فقد كانوا أكثر البشر تعرضاً للأذى، وكانوا صابرين محتسبين أجرهم على الله كاظمين غيظهم يرجون الثواب من الله.
  • أن يحرص الإنسان على سلامة الصدر فلا ينشغل بالغل والحقد، ويعلم أنه إذا صبر على الأذى وكظم غيظه يكون قد انشغل وترفع عنه سفاهة الأمور ويشغل نفسه بما هو أهم وانفع لدينه ولنفسه أيضا.
  • ويحمد الله أنه منَ عليه وجعله مظلوماً وأنه لم يكن ظالماً وما يستدعي غضب الله عليه وعقابه، ويرجو من الله النصر على من ظلمه وجار عليه.
  • ويعلم أن الله يكفر بهذا الفعل عن خطاياه، فما يصيب العبد من شيء حتى الشوكة يشاكها إلا يكفر بها الله عن العبد الذنوب والخطايا.
  • ويؤمن أن بصبره على الأذى ينال شرف النفس ويسمو بنفسه فوق هذا المقام ويترفع عن السباب والأذى.
  • عليه أن يحفظ الود والمعروف والجميل السابق، فإذا كان الذي تسبب بالأذى صاحب معروف، فعليه تذكر هذا المعروف ويصبر على الأذى لإسداء ذلك المعروف له.
  • عليه أن يعلم جيداً أن الصبر على الأذى علامة ضمن علامات قوة الإيمان فقد قال الله تعالي في كتابه الشريف (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)، ولذلك عليه أن يعمل جاهداً على أن يصبر على الأذى ويكظم غيظه، وإذا كان صاحب حق عليه الاستعانة بأهل الخير لاسترداد حقه.

اقرأ أيضا: موضوع عن الصبر على البلاء

أحاديث عن الصبر على الأذى وكظم الغيظ

جاء أحاديث كثيرة عن النبي-صلى الله عليه وسلم-عن الغضب وكظم الغيظ، سوف نتناولها في السطور التالية:

  • حيث قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- (مَن كَظَمَ غيظًا وهو قادرٌ على أن يَنْفِذَه دعاه اللهُ عزَّ وجلَّ على رؤوسِ الخلائقِ يومَ القيامةِ حتى يُخَيِّرُه اللهُ مِن الحُورِ ما شاءَ)، فينال هذا الذي كظم غيظه وصبر على الأذى ثواب عظيم من الله تعالى، ويقف يوم القيامة أمام الخلق كلهم ويختار من الحور العين ما يشاء.
  • وجاء في حديث أخر أنه قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- (فَما تَعُدُّونَ الصُّرَعَةَ فِيكُمْ؟ قالَ قُلْنا: الذي لا يَصْرَعُهُ الرِّجالُ، قالَ: ليسَ بذلكَ، ولَكِنَّهُ الذي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ).
  • ففي منهج النبي -صلى الله عليه وسلم- المفاهيم والمصطلحات الصحيحة لتصحيح التربية، فبفهمهم الصحابة الدنيوي الرجل ذو الصرعة هو الذي لا تغلبه الرجال، ولكن من منظور النبي -صلى الله عليه وسلم- هو الرجل الذي لا يسمح للغضب أن يتملكه.

كما يمكنكم التعرف على: موضوع تعبير عن الصبر

آيات عن العفو عن الآخرين والصبر على الأذى

  • قال -تعالى-: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
  • قال -تعالى-: (وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً).
  • أيضا قال -تعالى-: (إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا).
  • قال -تعالى-: (وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
  • قال -تعالى-: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).

كما يمكنكم الاطلاع على: آيات عن العوض من الله

أحاديث عن العفو عن الناس

  • قال النبي عليه الصلاة والسلام- ليحثنا عن العفو عن الناس: (ما نَقَصَتْ صَدَقةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحَدٌ للَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ).
  • قال نبي الله -صلى الله عليه وسلم- حديث عن العفو عن الناس: (ارحَموا تُرحَموا واغفِروا يَغفرِ اللَّهُ لكُم ويلٌ لأقماعِ القَولِ ويلٌ للمُصرِّينَ الذينَ يصرُّونَ على ما فعلوا وهم يَعلَمونَ).
  • قال النبي عليه الصلاة والسلام: (ثَلاثٌ، والذي نَفْسُ محمدٍ بِيَدِهِ، إنْ كنتُ لَحالِفًا عليهِنَّ: لا يَنقُصُ مالٌ مِن صَدَقةٍ؛ فتَصَدَّقوا، ولا يَعفو عَبدٌ عن مَظلَمةٍ؛ يَبتَغي بها وَجْهَ اللهِ، إلَّا رفَعَهُ اللهُ بها عِزًّا [وفي لفظ]: إلَّا زادهُ اللهُ بها عِزًّا يَومَ القيامةِ-، ولا يَفتَحُ عَبدٌ بابَ مَسألةٍ، إلَّا فتَحَ اللهُ عليه بابَ فَقرٍ).

فضل الصبر على أذى الخلق

  •  حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على الصبر على أذى الخلق حيث قال: «الْمُسْلِمُ إِذَا كَانَ مُخَالِطًا للنَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، خَيْرٌ مِنَ الْمُسْلمِ الَّذِي لاَ يُخَالِطُّ النَّاسَ، وَلا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ».
  • وفي سنن ابن ماجه، أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «مَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ وَهُوَ يَقْدِر عَلَى أَنْ يَنْتَصِرْ دَعَاهُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى رُؤوسِ الْخَلاَئِقِ حَتّى يُخْيّرَهُ فِي حُورِ الْعِينِ أَيَتُهنَّ شَاءَ. وحسنه الألباني.
  • وقد قال الله تعالى: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ».

أسئلة شائعة حول الصبر على الأذى

سؤال: ما هو الصبر على الأذى؟

جواب: الصبر على الأذى هو قدرة الشخص على تحمل الضغوطات والمعاناة بكل هدوء وثبات، سواء كانت هذه المعاناة ناجمة عن أحداث خارجية كالفقد أو الإصابة بالأذى، أو ناجمة عن تحديات الحياة اليومية مثل الصعوبات المالية أو المشاكل العائلية.

سؤال: ما معنى كظم الغيظ؟

جواب: كظم الغيظ يعني القدرة على السيطرة على الغضب وعدم الانفعال في وجه المواقف الصعبة أو الإساءات التي يتعرض لها الشخص.

سؤال: ما الذي يُظهره الصبر على الأذى؟

جواب: الصبر على الأذى يُظهر قوة الشخصية والثبات في وجه التحديات والصعوبات، ويساعد على تجاوز المحن بكل ثقة وإيمان بالقدر والتوكل على الله.

سؤال: لماذا يُعتبر كظم الغيظ مهمًا؟

جواب: كظم الغيظ يُظهر قوة الشخصية والتحكم في السلوك والعواطف، وهو أساس في بناء العلاقات الإيجابية والحفاظ على السلام النفسي والاجتماعي.

سؤال: هل الصبر على الأذى يعني الضعف؟

جواب: لا، الصبر على الأذى لا يعني الضعف، بل هو علامة على القوة والثبات في وجه التحديات والصعوبات.

مقالات ذات صلة