قصة هود عليه السلام

قصة هود عليه السلام، من إحدى القصص القرآنية التي تقص رحلة الصراع الدائم بين الحق والباطل، والإيمان والكفر، ولقد أرسل الله عز وجل سيدنا هود عليه السلام إلى قومه يدعوهم لعبادة الله وحده، ولكنهم استمروا في كفرهم وأصروا عليه، فجاء عقاب الله لهم بإرسال ريحًا قوية، ونجا هود عليه السلام والذين آمنوا معه.

قصة هود عليه السلام

  • وقعت أحداث قصة هود عليه السلام في منطقة أسمها (الأحقاف: أي جبال الرمال)، وتعرف اليوم بالربع الخالي في أرض الجزيرة العربية.
  • أرسل الله عز وجل نبيه هود عليه السلام إلى قوم عاد، وهي قبيلة عربية بائدة.
  • دعا هود عليه السلام قومه إلى عبادة الله الواحد الأحد، وترك عبادة الأصنام.
  • ولكن قوم هود عليه السلام كذبوه، وأصروا على الكفر والعناد فلم يؤمن إلا قليل، قال الله تعالى:” قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ” صدق الله العظيم.
  • دعا هود عليه السلام الله تعالى أن ينصره على قومه؛ فأرسل الله عليهم ريحًا صرصرًا عاتية سبعة ليال وثمانية أيام، فأهلكتهم ودمرت كل شيء بأمر ربها.
  • قال الله تعالى: “وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ” صدق الله العظيم.

كما أدعوك للتعرف على: قصة سيدنا إبراهيم وإسماعيل

هود عليه السلام

  • هو عابر ابن شالخ ابن ارفخشد ابن سام بن نوح.
  • وقيل هو ابن عبد الله ابن رباح الجارود بن عاد بن إرم ابن سام ابن نوح.
  • ذكر أسمه سبع مرات في القرآن الكريم؛ خمس مرات بسورة “هود”، ومرة واحدة في كلًا من سورة الشعراء، وسورة الأعراف.

قوم هود عليه السلام

  • قبيلة عاد كانت تسكن الأحقاف، وهي تقع في بين عمان وحضرموت في اليمن.
  • أولى مراحل دعوة هود عليه السلام لقومه هي مرحلة إثبات النبوة لقوم عاد.
  • تميز قوم هود عليه السلام بقوة أجسادهم فقد زادهم الله بسطة في الخلق.
  • تمتعوا بالحياة المترفة في كافة الجوانب فسكنوا القصور الفخمة، ورزقهم الله بالبنين، والأنعام، والجنات.
  • كانوا جبارين ينكرون الدار الآخرة، ويعبدون الأصنام.

العلاقة بين قوم هود عليه السلام وقوم نوح عليه

  • قوم هود عليه السلام أوَّل من عبدوا الأصنام بعد أن أهلك الله قوم نوح عليه السلام بالطوفان.
  • اشترك قوم هود عليه السلام، وقوم نوح عليه السلام في كونهم طغاة متمردين أصروا على الكفر بالله رغم ما كانوا يروا من آيات تدل على وحدانية الله عز وجل شأنه.
    • لذا ذَكَرَهُم نبي الله هود عليه السلام بقوم نوح محذرًا لهم من أن يصيبهم نفس ما أصاب قوم نوح من عذاب.
  • أتبع سيدنا هود عليه السلام نفس أسلوب سيدنا نوح في الدعوة.
    • فأتت ردود أفعال أقوامهما نحو دعوتهما متشابهة من حيث الاستكبار والإصرار على كفرهم.
    • حتى عاقبهم الله عز وجل بالعذاب، ونجى رسوله ومن اتبعه من المؤمنين.

كما يمكنكم الاطلاع على: قصة سيدنا موسى عليه السلام كاملة بالعربية

عذاب قوم عاد

  • أنكر قوم هود عليه السلام رسالته فاستحقوا العذاب من الله عز وجل قال الله تعالى: قالُوا أَجِئْتَنا لِتَأْفِكَنا عَنْ آلِهَتِنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ” صدق الله العظيم.
  • تبرأ هود عليه السلام من قومه الكافرون لإيمانه بوجوب وقوع عذاب الله لهم على الرغم من قوتهم وثروتهم.
  • بدأ العذاب بأن رأى قوم هود عليه السلام السحاب في السماء فاعتقدوا أنه يحمل لهم المطر.
    • قال الله تعالى: “لَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا هذا عارِضٌ ممْطِرُنا، بَلْ هوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ” صدق الله العظيم.
  • جفت الأرض وتوقفت السماء عن المطر فذهب قوم هود عليه السلام إليه ليسألوه عن سبب الجفاف.
    • ففسره بأنه غضب الله عليهم وأن بأيمانهم فسيرضى الله عنهم.
  • ولكن قوم هود عليه السلام سخر منه وأصروا على عنادهم فزاد الجفاف أكثر فأكثر.
  • وفي يوم وامتلأت السماء بالسحب ففرح قوم هود عليه السلام، ولكنها كانت تحمل لهم الرياح العاصفة الباردة 7 ليال 8 أيام في دمرتهم ودمرت مساكنهم.
    • قال الله تعالى: “تدَمِّرُ كلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها فَأَصْبَحُوا لا يرى إِلَّا مَساكِنُهُمْ كَذلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ”.
    • وقال تعالى: “وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ” صدق الله العظيم.
  • ولقد نجا هود عليه السلام، ومن آمن معه فلم يروا من الريح إلا النسيم العليل الذي تطيب به النفس.

 قبر هود عليه السلام

تعددت الأقوال في موقع قبر سيدنا هود عليه السلام، ومنها:

  • قيل إن قبر هود عليه السلام في قرية مهجورة في حضرموت “شِعْب هود”.
  • ويقال إن قبر هود عليه السلام في مكة المكرمة بالقرب من بئر زمزم.
  • ويقال أيضًا أن قبر هود عليه السلام يقع في دمشق جهة الجدار الجنوبي من المسجد.
  • وهناك رأي يقول بأن قبر هود عليه السلام في وادي السلام بنجف الأشرف بالعراق.

الدروس المستفادة من قصة هود عليه السلام

  • تحوي قصة هود عليه السلام الكثير من الدروس المستفادة، منها:
  • النهي عن الغرور بالقوة والبطش؛ لأنهما يقودان إلى النتائج الوخيمة، وهي إهلاك الله تبارك وتعالى لهم
  • ضرورة الشكر الدائم لله عز وجل على النعم لتدوم فجحودها يؤدي لخسارتها.
  • للدعوة أسلوبان أساسيان هما: الترغيب والترهيب، ولا يمكن الاكتفاء بأحدهما دون الآخر؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف الدعوة وهو عبادة الله الواحد الأحد.

اقرأ أيضا: قصة سيدنا ابراهيم في القران الكريم

وهنا انتهت عبر موقع مقال maqall.net قصة هود عليه السلام، وهي من روائع القصص القرآني التي تحمل في طياتها الكثير من العبر والدروس التي يتعلم منها المؤمنون، وتثبت بداخلهم الإيمان بوحدانية الله تبارك وتعالى فهو وحده المستحق للعبادة والشكر على نعمه التي لا تحصى ولا تعد.

مقالات ذات صلة