كم كانت مدة الدعوة سراً

كم كانت مدة الدعوة سراً، هو سؤال يرغب في معرفة إجابته الكثيرين ولم يفشي الرسول صلى الله عليه وسلم بأمر دعوة الناس إلى الإسلام حتى أمره سبحانه وتعالى بإفشاء سر الدعوة ودعوة الناس إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام وإليكم أولى مراحل الدعوة وهي الدعوة سرا.

مدة الدعوة السرية

  • بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الإسلام في مكة كأمر من الله تعالى حيث قال تعالى له {يأيها المدثر، قم فأنذر، وربك فكبر، وثيابك فطهر، والرجز فهجر، ولا تملل تستكثر، ولربك فاصبر}.
  • فبدأ الرسول بدعوة أهل بيته ثم الأقربين فالأقربين وكانت الدعوة حينها سرية دون أن تعلم بها قريش وقد وصل عدد المستجدين لها إلى 40 منهم خديجة بنت خويلد وزيد ابن حارثة وعلي ابن أبي طالب وأبو بكر الصديق وغيرهم.
  • وعرفت تلك المرحلة من الدعوة بالمرحلة الأرقمية نسبة إلى دار الأرقم إذ كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الصحابة أمور الدين فيها وذلك قبل الهجرة إلى المدينة المنورة.
  • حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجتمع بهم في أرض مكة المكرمة ولما علمت قريش بأمرهم وتوجه بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى دار الأرقم الواقعة على جبل الصفا.
  • واستمرت الدعوة بشكل سري مدة 3 سنوات ثم جاء الأمر من الله بالجهر بها.
  • وتعد المرحلة السرية من أهم مراحل الدعوة وقد امتازت هذه المرحلة بأساليب عدة، حيث حرص النبي صلى الله عليه وسلم على مراعاتها وبيانها بشكل مفصل فيما يأتي.

كما أدعوك للتعرف على: ما هي الدعوة الجهرية

مراحل الدعوة الإسلامية

مبدأ التدرج

  • فقد وعى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ما يجب أن تكون عليه الدعوة من التأني وعدم الاستعجال في الوصول إلى المطلوب وهي قاعدة ينبغي على الدعاة جميعهم باتباعها في دعوتهم.
    • حيث يبدأ في التدرج وأن تكون الدعوة سرية ثم يتم الإعلان عنها فيما بعد أما فيما يتعلق بطول مدة سريتها فيتخلف بحسب الظروف الواقعة فيها ومع أن الرسول صلى الله عليه وسلم كانت دعوته في بدايتها سرية إلا أن هذا المبدأ غير مشروط في كل دعوة.
  • حيث إنما يقرر وجوده حسب الواقع ومن حيث الزمان والمكان كما سار المسلمون في مكة على نهج اعتبار الدعوة مبدأ ثابت ينبغي السير عليه.
  • ومع ارتباط فكرة سرية الدعوة بالتدرج فيها إلا أن التخلي عن مبدأ السرية لا يعني التدرج في الدعوة فالتدرج قاعدة من قواعد الشريعة الإسلامية بمجلاتها جميعها.
  • ومن أمثلة ذلك ما أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم معاذ ابن جبل حينما أرسله إلى اليمن، حيث قال له إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن أطاعوا ذلك فاعلمهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة.
  • فإن هم أطاعوا لذلك فاعلمهم أن الله فرض عليهم صدقة تأخذ من أغنياهم فترد إلى فقرائهم فإن أطاعوا لذلك فإياك وكرائم أموالهم واتقي دعوة المظلوم فإن ليس بينها وبين الله حجاب.

اقرأ أيضا: المدخل إلى علم الدعوة

أخذ الحيطة والحذر

  • وهذا المبدأ يشمل الدعوة بتفاصيلها ومراحلها جميعها وليس المرحلة السرية منها فقط وإنما كانت تأثير لهذا المبدأ في المرحلة السرية كما نبينا محمد أصحابه السير على مبدأ الحيطة والحذر.
  • وظهر ذلك في مجال الدعوة جليا باختبار الرسول صلى لدار الأرقم عما سواها وقد اختارها رسول الله لأن الأرقم لم يتجاوز عمره حينذاك السابعة عشر.
  • فلا يمكن أن يخطر على بال أحد من قريش أن يكون الرسول في مثل هذا البيت وإنما الأصل أن يختار رسول الله بيتا من بيوت كبار الصحابة الذين لا تجرأ قريش عليهم.
  • كما أن دار الأرقم كانت بعيدة عن مراكز تجمعات قريش بالإضافة إلى وقوعها على جبل الصفا مما يسهل عملية مراقبة الطرق المؤدية إليها.
  • ثم إن الأرقم كان من قبيلة بني مخزوم ورسول الله من قبيلة قريش وكانت بين القبيلتين الكثير من النزاعات فلا يمكن أن يخطر على بال أحد أن يتجه رسول الله إلى بيت أحد من تلك القبيلة.
  • وقد أكدت الروايات جميعها أن ذلك البيت لم يتعرض لأي خطر طيلة لقاء الرسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه فيه.

كما يمكنكم الاطلاع على: أهمية الدعوة إلى الله

الاحتواء

  • ويقصد بها التحلي بالحكمة وتقدير المواقف بما تستحق ويظهر ذلك من خلال التعامل مع الأحداث والمراحل والأشخاص خاصة أن الدعوة الإسلامية قامت بين قوم يقدسون عبادة الأصنام.
  • وكان زعماء العرب كلهم يدينون للأوثان فلم يكن من السهل إقناعهم بتغير عقيدتهم والتي تعني تخليهم عن زعامة ورياسة قومهم.
  • فكانت سياسة الاحتواء خير سبيل للتعاون معهم لتهيئة الطريق أمام إعلان الدعوة والجهر بها.

التنوع والاختلاف وعالمية الدعوة

  • فقد وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته إلى أطياف وأجناس المجتمع كله من فقير وغني وأبيض وأسمر اللون والصغير والكبير.
  • لم يترك قبيلة من القبائل إلا وصل إليها ودعاها إلى الدخول في دين جديد وقد انتشر الإسلام بشكل متساوي بين القبائل كلها ولم تبق هناك قبيلة إلا ودخل فيها الإسلام.
  • مما هيئ بيئة خصبة لانتشر الإسلام وعدم اقتصاره على فئة أو قبيلة معينه.

فقه الحفاظ على النفس على وجه العموم

  • فأدراك النبي لذلك دفعه إلى أن تكون الدعوة في بدايتها سرية مع الابتعاد عن القتال وذلك لأسباب عديدة منها.
  • التربية على الصبر والمحافظة على الهدف الأساسي للدعوة وعدم الانشغال بالثأر الذي يؤدي إلى انتشار الحقد والكراهية بين الناس إلى غير ذلك من الأسباب فترتب على ذلك إمكان الحفاظ على النفس التي هي ضرورة من ضرورات الإسلام.

فقه الإعداد والبناء

وترتكز هذه النقطة على النقطة السابقة فقد منع رسول الله صلى الله عليه وسلم القتال ليتفرغ من إعداد المسلمين إعدادًا عقليا سليما يساعده على المضي قدما في الدعوة.

فقه الأخذ بالأسباب

فقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم الدعوة السرية واختار مكانا للقاء الصحابة وبذلك تمكنت الدعوة وثبتت فيما بعد واستمرت على ذلك النهج في جميع المراحل التي مرت بها الدعوة.

فقه التخطيط والتنظيم

وهو مبدأ سار عليه رسول الله في مراحل الدعوة جميعها وفي كل ما كان يقوم به فقد بدأ بدعوة المقربين ثم الأقربين.

فقه الاستشارة

فمن صفات القائد أنه لا يفرض رأيه وإنما يستشير من حوله من أهل الخبرة والمعرفة بما يحقق الغاية والهدف وقد عمل النبي بذلك في جميع مراحل الدعوة ومواقفه.

مقر الدعوة السرية

  • كانت بداية الدعوة سرًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في منزل السيدة خديجة رضي الله عنها، ثم أصبحت بعد ذلك إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم نتيجة لتزايد عدد الذين دخلوا في الإسلام، حيث كان هذا المكان مقر اجتماعهم، وفيه يتدارسون أحكام الدين الإسلام.
  • وقد وقع الاختيار على دار الأرقم لأنه تابع لقبيلة بني مخزوم التي حملت لواء المعارك المضادة لبني هاشم.

تعريفٌ بالدعوة السريّة

  • الدعوة السرية للرسول صلى الله عليه وسلم تشير إلى الفترة الأولى من بعثته النبوية، حيث كان يدعو الناس سرًا إلى الإسلام قبل أن يبدأ بالدعوة العلنية.
  • في هذه المرحلة، كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتوجه إلى أقرب الناس إليه من الأقارب والأصدقاء ويدعوهم لقبول الإسلام والتخلي عن عبادة الأصنام والانتقال إلى عبادة الله الواحد.
  • وقد كانت هذه الدعوة تتم بطريقة هادئة ومرهونة بالتعبير عن الحق والدعوة إلى الرشد والاعتزاز بقيم العدل والرحمة والإيثار.
  • وكانت الدعوة السرية للرسول صلى الله عليه وسلم تمتد لفترة من الزمن قبل أن يأمره الله بالبدء في الدعوة العلنية، التي بدأت بإعلان رسالته النبوية للعالم.
  • هذه الفترة السرية كانت تمهيدًا لمرحلة الدعوة العلنية التي شهدتها الدعوة الإسلامية في الفترة اللاحقة.

الحكمة من سريّة الدعوة

تكمن الحكمة من سرية الدعوة في عدة جوانب تهدف إلى تحقيق أهداف دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ونشر رسالته بشكل فعّال، ومن هذه الجوانب:

  • الإعداد الروحي: كانت فترة الدعوة السرية تُعَد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الأوائل لمواجهة التحديات والصعوبات التي قد تواجههم في الدعوة العلنية فيما بعد. كما أنها تعزز الثقة والتصميم على الدفاع عن الإسلام ونشر رسالته.
  • تجنب الاضطرابات والمواجهات: كانت الدعوة العلنية في ذلك الوقت قد تعرض النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه للمضايقات والمطاردات من قبل القريش والأعداء، لذا كانت الدعوة السرية وسيلة لتجنب التصعيد والمواجهات العنيفة في المرحلة الأولى.
  • تأسيس الجماعة الإسلامية: خلال الفترة السرية، تم تنظيم وتأسيس الجماعة الإسلامية وبناء العلاقات بين أصحاب الدعوة، مما ساعد في تعزيز الروابط الاجتماعية والتضامن بين المسلمين.
  • تأكيد الصدق والإخلاص: كانت الدعوة السرية تمثل اختبارًا للصدق والإخلاص للذين يستجيبون لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كانوا يقبلون الإسلام ويتبنونه في ظل الظروف الصعبة وبدون أي مصلحة دنيوية ملموسة.
  • التركيز على التعليم والتأسيس: كانت الدعوة السرية تمنح الفرصة للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه للتركيز على تعليم الإسلام وتأسيس القيم والمبادئ الأساسية للدين في نفوس المؤمنين بطريقة هادئة ومنظمة.

خصائص الدعوة السريّة

تتميز الدعوة السرية بعدة خصائص تميزها عن الدعوة العلنية، وهذه الخصائص تشكل جزءًا أساسيًا من استراتيجية النبي محمد صلى الله عليه وسلم في نشر رسالته وبناء المجتمع الإسلامي الأول. إليك بعض هذه الخصائص:

  • السرية والتأني: كانت الدعوة السرية تتميز بالسرية وعدم الظهور العلني، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله ويبين الحقائق الإسلامية بطريقة هادئة وسرية، وكان يتجنب الإعلان العلني عن دعوته.
  • الانتقاء الدقيق: كانت الدعوة السرية تشهد انتقاءً دقيقًا للأشخاص المستجيبين للرسالة، حيث كان يتم توجيه الدعوة للأفراد الذين يظهرون إيمانًا واستعدادًا لقبول الإسلام.
  • البناء الروحي والفكري: كانت الدعوة السرية تركز بشكل خاص على بناء القيم والمبادئ الإسلامية في نفوس المؤمنين، وتعزيز التواصل الروحي مع الله والاستعداد لتحمل المسؤولية والتزام الدين.
  • التواصل الشخصي: كانت الدعوة السرية تعتمد بشكل كبير على التواصل الشخصي والعلاقات الثقافية، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يبني علاقات وثيقة مع الأفراد ويعلمهم الدين والأخلاق الإسلامية بشكل مباشر.
  • الاستراتيجية الهادئة: كانت الدعوة السرية تستخدم استراتيجية هادئة وسلسة في نشر الإسلام، حيث كان يتم تجنب الصراعات والمواجهات العلنية، وتركز بدلاً من ذلك على بناء العلاقات الإيجابية والتواصل البناء مع الآخرين.
  • الصبر والثبات: كانت الدعوة السرية تتطلب صبرًا كبيرًا وثباتًا على الحق، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يتعرضون للمضايقات والاضطهادات بسبب دعوتهم، ولكنهم استمروا في سبيل الله بثقة وإيمان.

السابقون للإسلام في المرحلة السريّة

في المرحلة السرية من دعوة الإسلام، قبل الإعلان العلني بمكة، كان هناك عدد من الأشخاص الذين تأثروا برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأسلموا في هذه المرحلة. من بين السابقين للإسلام في المرحلة السرية:

  • خديجة بنت خويلد: كانت زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأول من آمن برسالته ودعمه في بداية نشر الإسلام. كانت خديجة تتمتع بالعديد من الفضائل من بينها الحكمة والشجاعة والإيمان، وكانت داعمة قوية للنبي صلى الله عليه وسلم في مسيرته الدعوية.
  • علي بن أبي طالب: كان ابن عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكان من السابقين للإسلام في المرحلة السرية. عرف بشجاعته وإيمانه القوي، وكان من الأشخاص الذين كانوا قريبين من النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا يدعمونه في دعوته.
  • زيد بن حارثة: كان من الأشخاص الذين قبلوا الإسلام في المرحلة السرية، وكان من العبيد لأبي جهل، ولكنه قبل الإسلام وأسلم مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

عثمان بن عفان: كان من السابقين للإسلام في المرحلة السرية، وكان أحد الصحابة البارزين الذين دعموا النبي صلى الله عليه وسلم في بداية دعوته.

وسائل الدعوة الإسلامية

الحكمة والموعظة الحسنة

استخدام الحكمة والعقلانية في توجيه الرسالة الإسلامية، وتقديم النصائح والمواعظ بطريقة محببة ومقنعة.

الدعوة الفرديّة

إجراء المحادثات الشخصية مع الأفراد وتبادل الآراء والمعلومات حول الإسلام والإيمان.

الدعوة الجماعية

تنظيم الأنشطة والفعاليات الجماعية مثل المحاضرات والمجالس الدينية لنشر الرسالة الإسلامية بشكل جماعي.

الوعظ والتذكير

إلقاء الخطب والمواعظ في المساجد والمناسبات الدينية لتذكير الناس بأهمية الإيمان والعمل الصالح.

القصص والأمثال

استخدام القصص والأمثال الدينية لتوضيح المفاهيم الإسلامية وتوجيه الناس نحو السلوك الصالح.

إرسال الرسل

إرسال الدعاة والمبشرين إلى الأماكن التي لم تصلها الرسالة الإسلامية بعد لنشر الدين وتوجيه الناس إلى الإيمان.

كتابة الرسائل للملوك

كتابة الرسائل والمخطوطات الدينية وتوجيهها إلى الحكام والملوك لدعوتهم إلى الإسلام وتوجيههم نحو العدل والإحسان.

إنفاق المال

استخدام الأموال في دعوة الناس إلى الإسلام من خلال بناء المساجد وتوفير المواد الدعوية ودعم الأنشطة الدينية.

أسئلة شائعة حول الدعوة في السر

سؤال: ما هو مفهوم الدعوة في السر؟

جواب: الدعوة في السر هي نشر الرسالة الإسلامية والدعوة إلى الإيمان بالله بطرق محدودة وغير علنية، عادةً من خلال المحادثات الخاصة والتعامل المباشر مع الأفراد.

سؤال: ما هي أهمية الدعوة في السر؟

جواب: الدعوة في السر تسمح بتوجيه الرسالة الإسلامية بطريقة مباشرة وفعّالة إلى الأفراد دون إثارة الجدل العام أو المقاومة الشديدة. كما تسمح للداعية ببناء علاقات قوية مع الأفراد وفهم احتياجاتهم ومخاوفهم بشكل أفضل.

سؤال: ما هي أفضل الطرق للدعوة في السر؟

جواب: بعض الطرق الفعّالة للدعوة في السر تشمل إجراء محادثات خاصة مع الأصدقاء والعائلة، وتوفير المواد الدعوية المناسبة للأفراد المهتمين، وتقديم الدروس الدينية الصغيرة في المنازل أو الأماكن الخاصة.

سؤال: هل يجب أن تكون الدعوة في السر؟

جواب: لا، ليست جميع الدعوة تحتاج إلى أن تكون في السر، وفي بعض الحالات يمكن أن تكون الدعوة العلنية أكثر فعالية، ولكن في بعض الأوقات والأماكن يمكن أن تكون الدعوة في السر أكثر مناسبة وفعالية.

مقالات ذات صلة