كيف تكون محسناً

كيف تكون محسنًا، من أجمل ما يتحلى به المرء في حياته هو أن يكون ذو أخلاق حميدة، وأن يكون محسنا، فالإنسان المحسن يحبه الله ويحبه الناس وكل الخلق.

ويحظى برخاء الدنيا وراحة ونعيم الآخرة، كما أن الإحسان هو أعلى مراتب الإيمان التي ينال بها رضي الله عز وجل، وفي هذا المقال عبر موقع مقال maqall.net سنعرف معا كيف تكون محسنا.

كيف تكون محسنًا

مراقبة الله عز وجل

  • من أهم الأشياء التي تعين الإنسان على الإحسان هو استشعار مراقبة الله تعالى، واستشعار وجوده في كل شيء.
  • إذا استشعر المسلم وجود الله يدرك أن الله عز وجل رقيب عليه يراه، ويذكر نفسه دائما بذلك، فيكون أشد حرصا على تحري الصواب والصدق في جميع الأقوال والأفعال.
  • وكل هذه الأشياء تجعله أشد الناس اتقانا في عمله مع الله وعبادته لله، ويتميز بالإحسان والطيبة في معاملاته لأنه يستحضر قول الله عز وجل:
    • “وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا” الآية 52 سورة الأحزاب.

اقرأ أيضا: كيف تكون حسن الخلق مع الناس

تذكير النفس بيوم الحساب

  • من أكثر الأشياء التي تنبه الإنسان هو تذكره ليوم الحساب، حيث إنه خير دافع لفعل الخير، وهو أيضا خير رادع لفعل الشر، حيث يدرك الإنسان المسلم الذي يتذكر يوم الحساب أنه سيحاسب على كل صغيرة وكل كبيرة.
  • نتيجة لمحاسبة الإنسان لنفسه يصبح الإنسان أكثر اهتماما بالإحسان في كل شيء في حياته وكل شيء يحيط به من حوله.
  • من أهم الأمور التي ينصح بها في الوصول إلى مرحلة الإحسان هي تذكير الإنسان نفسه دائما ومحاسبتها، قال الله تعالى: “فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)” سورة الزلزلة.

استحضار الأمانة والمسؤولية في العمل

  • يعتقد بعض الناس أن الإحسان يقتصر على العبادات فقط، لكنه في حقيقة الأمر يدخل في كل شيء وليس العبادات فقط، بل من الإحسان أن يكون المرء أمينا في عمله، ينجز المسئوليات والمهام المكلف بها.
  • لا يوجد أحسن وأفضل من استشعار الأمانة والإحساس بها و بالمسئولية تجاه هذه الأمانة للوصول إلى الإحسان، ففي الغالب كثيرا ما نجد أن أكثر الأشخاص إحسانا هم الذين يتقون الله حق تقاته في عملهم وفيما يفعلون ويدركون قمة الأمانة، وأنه يجب تأديتها على أكمل وجه ممكن.

الإخلاص في العمل

  • يعد الإخلاص في العمل واحد من صمامات الأمان لكل عمل أيا كان سواء كان عملا دنيويا أو عملا دينيا من عبادة أو شعار ديني أو نية.
  • الإخلاص في العمل هو الوقود الذي يحرك أي عمل، فهو المسئول عن النتيجة التي يخرج عليها هذا العمل، فمن كان عمله مكتمل إخلاصه فهو قد أحسن فيه صنعا.
  • يجب على الإنسان الذي يبحث عن الإحسان والذي يسعى إليه أن يكون حريصا على الإخلاص في النية لله عز وجل، والبعد عن الرياء وأمراض القلوب سواء كان حقد أو حسد، وأن يجعله منهج يطبقه في حياته كلها.

اعتماد مبدأ التعاون

  • إن الإحسان يحمل فيه من الكمال وما يساعد على الكمال وتحقيقه والوصول إليه هو التعاون بين الناس، حيث أن لكل منا صفة معينة تميزه عن الآخر وغير موجودة في غيره.
  • اجتماع الناس والتعاون بينهم يجمع كل هذه الميزات المختلفة والمتنوعة، ويساعد ذلك في الحصول على عمل متقن كامل الأركان.
  • وللتعاون أهمية كبيرة في الوصول إلى الإحسان، حيث قال الله تعالى في سورة المائدة: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”.

البعد عن الغش والخداع

  • إن من يهتم بأمر الإحسان والذي ينتبه إليه وينتبه إلى ما يزيده ولا يعارضه، لا يجد له عدوا يؤذيه أكثر من الغش والخداع، حيث إن هذان الشيئان لا يتواجدا في أمر ما حتى يفسق ويفسد، حيث إن الإحسان هو الإتقان وذلك على عكس الغش.
  • الغش هو التظاهر بإتقان الشيء وهو في الغالب ما يتضمن وقوع الضرر، فمن كان حريصا على الإحسان والإتقان والابتعاد عن الغش في تعاملاته في الحياة أو في العمل مع أشخاص يستخدمون الغش في حياتهم، فإنه يفر منهم.
  • نشعر بالضيق منهم والنفور من سلوكياتهم وفورا نستحضر في ذهننا القيم التي تنص على الإحسان والإتقان والأمانة التي نسعى إلى تطبيقها في حياتنا.

كما يمكنكم التعرف على: ما معنى الإحسان

صور الإحسان

الإحسان في العبادات

  • إن الإحسان في العبادة هو من أكثر الأفعال الجميلة، وهو أعلى مراتب الإيمان، وذلك لأن فيه استحضارا كبيرا لقدرة الله عز وجل، واطلاعه على كل كبيرة وصغيرة في أعمالنا ومراقبته لنا.
  • الإحسان في العبادة يقتضي تأديتها على الوجه الذي أمرنا الله به وأمرنا بالقيام به، فالإحسان يقتضي الانتظام على الصلوات والإحسان في الصلاة يقتضي الخشوع.
  • والإحسان في الصيام يقتضي الامتناع عن الأكل والشرب والشهوات أيضا، وتجنب التلفظ بالألفاظ البذيئة المؤذية.
  • فكل هذه الأمور تؤكد على ضرورة الإحسان والإحسان في العبادات والطاعات في الغالب يجمع بين الكثير من صور الإحسان.

الإحسان في القول

  • تدعو الشريعة الإسلامية إلى إتقان العمل والإحسان فيه، سواء كان هذا العمل له علاقة بالعبادة أو له علاقة بالأعمال الدنيوية، وأكد على ذلك قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”.
  • ومن الأفعال التي تندرج تحت بند الإحسان بالابتعاد عن كل فعل يؤذي الآخرين، سواء كان قيادة السيارة بسرعة كبيرة، أو الاصطفاف والوقوف في مكان يعيق المارة في الشارع، أو تجاوز الدور في الأسواق، وغيرها من السلوكيات التي تؤذي الغير.

الإحسان في المعاملة مع الناس

  • يعد الإحسان من الأمور التي لها أوجه عديدة وأشكال متنوعة، ومن ضمن هذه الأشكال الإحسان إلى الوالدين والبر في معاملتهم وصلة الرحم والسؤال على الأقارب.
  • الرفق واللين مع الناس بمختلف مستوى القرابة منهم والإحسان له مرتبة كبيرة ومكانة عظيمة في الإسلام، ويترتب عليه ثواب كبير وعظيم.
  • وثواب الإحسان كبير لما له من أثر عظيم على نفوس الناس، وما يتضمنه من تهذيب لنفس المسلم وتطبيعه على الأخلاق الحميدة الطيبة والتواضع والكرم.
  • يكاد يكون الإحسان من أكثر صور الإيمان، حيث يشمل كل المعاملات الإنسانية مهما اختلفت صورتها أو شكلها، بصرف النظر عن القرب بين الناس والصلة بينهم.

الإحسان بتحقيق منفعة الغير

  • يعتبر تحقيق المنافع للغير من أجمل الصور في إحسان المرء، وذلك من الممكن أن يكون عن طريق القوة الجسدية من خلال معاقبة الظالم على ظلمه واسترجاع حقوق المستضعفين.
  • من الممكن أن يكون إزالة الأذى عن الطريق أو من خلال استخدام ما أتاه الله من مال ليسد به حاجة المحرومين، وإخراج الصدقات للفقراء والمساكين ومن ذو عسرة ومن لا يقدر على مساعدة الآخرين بالبدن أو المال فعليه مساعدة أخيه وذلك بالإحسان إليه.
  • ويعتبر العلم من أجمل وأعظم الطرق التي يقدم بها الإنسان المنفعة لغيره، فالعلم يجعل المرء عبدا مدركا ويتقرب الى الله تعالى ببصيرة ودراية.
  • من ينعم الله عليه بالعلم يجب عليه أن ينفع به غيره، ويقع عليه مسؤولية تعليم غيره وإنقاذه من الجهل وإرشاده الى طريق الحق والنور والهداية والإحسان في تقديم النصح له.

كما يمكنكم الاطلاع على: ما هي أخلاق المسلم

بهذا نكون عرضنا لكم الإجابة على سؤال كيف تكون محسنا وأوجه الإحسان وأشكاله وصوره، وما يجب على الإنسان المسلم أن يفعله ليكون محسنا تقيا، ويحصل على رضا الله في حياته.

مقالات ذات صلة