كيفية توزيع العقيقة

كيفية توزيع العقيقة، يبحث العديد ممن رزقوا بمولود جديد عن كل ما ذكر في الدين الإسلامي يخص العقيقة، بداية من معناها، وحكمتها، وشروطها، وكيفية توزيعها.

وهنا حدث الخلاف بين الفقهاء، اتفقوا على تماثلها مع الأضحية، لكن الخلاف على طريقة التوزيع، لذلك سنعرض كل الآراء بالتفصيل التي تخص ذلك.

كيفية توزيع العقيقة

طريقة توزيع العقيقة كانت هي مصدر الخلاف بين علماء الدين، فعلي من ستوزع؟ وما هو المقدار الموزع منها؟ وما هي طريقة توزيعها، الإجابة على ذلك في التالي:

  • رأي المذهب المالكي، ضرورة دمج الصدقة والأكل والإطعام سوياً، فلا يفضل أن نقوم بإحداهما دون الأخر أو الالتزام بقدر معين.
    • قال عز وجل، (فكُلوا منهَا وأطْعِمُوا البائسَ الفقير) ذلك لأهمية أكل المضحي منها، وإطعام الفقير، والصدقة بحصة منها.
  • اتجه المذهب الحنفي والحنبلي، إلى إنه من المستحب أن تقسم العقيقة لثلاث أجزاء ثلث للتصدق به، وثلث يهدي للأهل والمعارف، وثلث لصاحبها للأكل، دلل المذهبان على صحة رأيهم بقول الله تعالي، (فكُلوا منهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ).
  • كان الرأي الثالث للشافعية، الذين رأوا في تفسير الآية الكريمة، (فكُلوا منهَا وأطْعِمُوا البائسَ الفقير)، دليل كافي أن الله يريد تقسيم العقيقة لنصفين، نصف لصاحبها ونصف أخر كصدقة للمحتاج الفقير، ولو أراد الله غير ذلك لذكره في آياته.
  • أتفق المذاهب الثلاثة الحنابلة والمالكي وعلماء من الحنفية، إنه من المستحب أن تطبخ العقيقة كاملة ويخرج لحم مطبوخاً، بالجزء المتصدق به، فمكروه خروجه لحم نيء.
  • كان الرأي الثاني للحنفية، إن كلا الحالتين مطبوخ أو نيء يجوز فعله للثلاث أجزاء.

شاهد أيضًا: هل يجوز ذبح العقيقة بعد سنوات

ما هي العقيقة ومتى يتم عملها؟ وما هي فوائدها؟

ترتبط العقيقة في مفهوم المجتمعات الشرقية، بالرغبة في الشكر والذكاة لمجيء المولود الجديد فما معناها، ومتي يتم عملها، سنتناول ذلك تالياً:

  • معني كلمة العقيقة لغوياً، ما يذبح للمولود، الذبيحة، والمراد بالعقيقة هو شعر المولود عند ولادته، وقيل عند الحلاقة في اليوم السابع من ولادته، يتم عمل العقيقة له.
  • سميت بالعقيقة، لأنه قيل إنه يتم شق حلق الذبيحة، والعق فالأصل هو الشق.
  • والمراد فعلياً من عمل العقيقة، هو شكر الله تعالي على نعمه الكثيرة منها الرزق بمولود.
  • يفرق بين العقيقة والوليمة، بأن الأولى الذبيحة التي تعمل للمولود بعد ولادته بأسبوع والثانية ما تقدم في الأعراس من ذبائح وولائم، وكلاهما كان يتم عمله في الدين الإسلامي.
  • العقيقة سنة مؤكدة، وعرفت في العصر الجاهلي مع العرب، وقيل إنه يذبح للفتاة شاة فقط، ولكن الذكر يذبح لها شاتان.
  • من الأحاديث الشريفة التي يستدل بها لتأكيد سنة العقائق، قالت أم كرز سألت الرسول عليه الصلاة والسلام، (عن الغلام شاتان، وعن الأنثى واحدة، لا يضركم ذكراناً أم إناثاً).
  • قالت سمرة بن جندب في حديث أخر لرسول الله صلي الله عليه وسلم، (كلُّ غلامٍ رَهينةٌ بعقيقتِهِ تُذبَحُ عنهُ يومَ سابعِهِ ويُحلَقُ ويُسَمَّى).
  • قال سلمان بن عامر الضبي، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام، (مع الغلام عقيقة فأهريقوا عنه دماً، وأميطوا عنه الأذى).
  • أما عن فوائد عمل العقيقة، فهي هدية لله عز وجل لشكره عن نعمته وهي الرزق بالأولاد.
  • يرمز للعقيقة بأنها كالفدية، مثلما حدث في قصة نبي الله إسماعيل وكبش الفداء، فتقوم بفداية الطفل، وقيل إن كل مولود يتم فك رهنه بعد العقيقة ويشفع لوالديه بذلك.

ما هي المعايير التي يجب توافرها عند ذبح العقيقة

هناك عدة شروط ينبغي توافرها وقت ذبح العقيقة، من أهمها ما يلي:

  • النية، لتصبح عقيقة يجب أن ينوي ذلك وقت الذبح، فيبدأ بالنية ثم تسمية الله عز وجل، ثم يقول اللهم لك وإليك عقيقة (-) ويذكر اسم المولود.
  • من الأفضل والمحبب أن يحلق رأس الطفل في يومه السابع، وأن يخرج مثل وزنه مقدار من الفضة، وقيل في الشافعية إنه يستحب أن يحلق شعره قبل عملية الذبح.
  • يجب أن تكون العقيقة من مال من يقوم بالعقيقة، ولا يستحب أن تكون من مال المولود إذا كان لديه ورث.
  • يجوز الاشتراك في ثمن العقيقة أو الأضحية، وذلك إذا أراد مجموعة من الأشخاص عملها لأبنائهم، بشرط ألا يزيد العدد عن سبع أفراد، وأن يذبح بقرة أو أبل، ذلك طبقاً للمذهب الشافعي، ويجوز أن ينوي بعضهم كونها عقيقة والبعض الآخر كونها أضحية.
  • أختلف الحنابلة والحنفية، ورفضوا إجازة عمل العقيقة أو الأضحية بالاشتراك.
  • لا يفضل أن يوضع دم من العقيقة على رأس المولود، فذلك مكروه وكان يتم في العصر الجاهلي، ولكن لا مانع من وضع شيء بسيط من الزعفران على راسه.
  • سلامة وصحة العقيقة وخلوها من الأمراض والعيوب، فلا تكون مصابة بالعمي أو عوراء العينان، أو بها عضو مقطوع، أو عيب كبير وواضح، فهي قربان لله عز وجل.
  • يجب أن تكون الذبيحة أو العقيقة من الإبل، أو الضأن، أو البقر، أو الغنم، ولا يجوز أن تكون من الفراخ، أو الأرانب، فيشترط أن تكون كاملة.

شاهد أيضًا: هل يجوز الأكل من العقيقة؟

ما هو الوقت المناسب لعمل العقيقة

هناك عدة أوقات اتفق عليها بعض المذاهب، وأختلف البعض الآخر لعمل العقيقة، لمعرفة كل الآراء مرفقة فالآتي:

  • المذهب الحنبلي والشافعي يرون إجازة توقيت عمل العقيقة بعد الولادة مباشرة.
  • المذهب الحنفي والمالكي، مشروع عملها بعد ولادته بسبع أيام، ولا تجوز قبل السابع.
  • الوقت المستحب لأداء العقيقة باتفاق كامل المذاهب، مقتبل النهار، وسابع يوم للمولود.
  • لحساب اليوم السابع للمولود ينظر لتوقيت ولادته، قبل غروب الشمس يضم يوم الولادة من ضمن الأيام السبع، ولكن إذا ولد في الليل لا يتم حساب اليوم، ويحسب من ثاني يوم.
  • ينتهي توقيت العقيقة، عند المالكية بانتهاء سابع يوم له، ولا تجوز بعد ذلك.
    • الحنابلة تجوز في يومه السابع، إذا انتهي تمد ليومه الرابع عشر، ثم الحادي والعشرون.
    • الشافعية يرون إجازتها قبل سن البلوغ، فإذا بلغ يقوم بها هو ولا يجوز أن يقوم غيره بالعقيقة.

عمر العقيقة الملائم لصحة الذبح

يجب أن تبلغ الذبيحة السن المسموح به شرعاً للذبح، حتى يصح ذبحه، وتصبح عقيقة، وسن العقائق المناسب هو كالاتي:

  • البقر، إذا كانت العقيقة بقرة، فيجب أن تكون طبقاً للشافعية والحنابلة والحنفية أكملت سنتين وفى طريقها للثالثة.
    • لكن المالكية يرون بلوغها للثلاث وتدخل في الرابعة.
  • الإبل، يجب أن تكون في عمرها السادس رجوعاً للمذهب الشافعي والمالكي.
    • لكن الحنبلي والحنفي يرون أن سن الخامسة مناسب لذبحها.
  • الماعز، يري كلا من الحنابلة والحنفية وجوب إتمام عمرها السنة.
    • أما الشافعي يري ضرورة أن تذبح عند السنتين من عمرها.
    • في المالكي يرون إنها في بداية دخول عامها الثاني.
  • الضأن، يكتفي الحنابلة والحنفيين بإكمالها الست شهور من عمرها للذبح، والشافعي يرون ضرورة إتمامها السنة.
    • كذلك المالكية يكتفون ببلوغها سنة طبقاً للتقويم القمري.

شاهد أيضًا: هل يجوز ذبح أنثى الخروف في العقيقة؟

الهدف من عمل عقيقة المولود

لعمل العقيقة الكثير من الأهداف والحكم، بعضها يعود على الفرد ومولوده، وبعضها يعود على الفقير، لتوضيح كلاهما مرفق التالي:

  • يعم الخير، والرحمة، والمودة، بين الجميع عن طريق الصدقة التي يتم توزيعها من خلال لحم العقيقة.
  • صدقة العقيقة بنية الحفظ وحماية المولود، فتحميه من كل ما قد يحيطه من شر.
  • الفرحة بالمولود، وإبلاغ الجميع بقدومه، حمد الله وشكره كثيراً على نعمته في الرزق بالخلف الصالح.
  • تخليد سنة النبي عليه الصلاة والسلام بعمل العقيقة، فالتصدق بالعقيقة ولحمها أفضل من التصدق بالمال.
  • تعلم التواضع وعدم التفاخر، فلا يحبذ أن يتم عمل العقيقة كالوليمة.
    • فذلك مكروه والفائدة من عملها أن توزع على الفقراء وإطعامهم.

كيفية توزيع العقيقة تناولنا كل ما يجب معرفته عن العقيقة، طريقة توزيعها بآراء علماء الدين المختلفة، فسرنا معناها، كما وضحنا متى يتم عملها، وشروطها.

والسن المناسب لذبحها، والحكمة من عمل العقيقة فهي لشكر الله على نعمه الكثيرة، وبنية حفظ المولود وحمايته، وبصدقتها وإطعامها للفقير تعم الرحمة والسعادة بين الجميع.

مقالات ذات صلة