كيف كانت أخلاق الرسول

كيف كانت أخلاق الرسول؟، أمرنا الله عز وجل أن نتخذ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة نحتذي بها في حياتنا، مما يجعل الكثير من الناس يبحثون عن أخلاقه الكريمة لنتعلمها ونعلمها لأبنائنا.

ومن ثم سوف نتناول في هذا المقال عبر موقع مقال maqall.net الكثير من تلك الصفات الحميدة.

كيف كانت أخلاق الرسول

  • كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قرآن يمشي على الأرض، وقد شهد على أخلاقه الكريمة كفار قريش أنفسهم.
  • كما قد مدحه الله تعالى في كتابه العزيز فقال {وإنك لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} وكان كفار قريش يطلقون عليه لقب الصادق الأمين.
  • لذا أول أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم التي سوف نتحدث عنها هي صفة الصدق.
  • فكان صدقه صلى الله عليه وسلم معروفاً لأعدائه قبل أحبابه، فقد ذكر في كتب الأثر أن أبا جهل قد ذكر للوليد بن مغيرة أن محمد صادقا في دعوته.
  • وعندما تعجب الوليد من حديث أبا جهل، أخبره بأن كان صلي الله عليه وسلم يطلق عليه وهو صبي صغير الصادق الأمين، فكيف يكون خلاف ذلك بعدما أتم رشده
  • وعندما سأله الوليد عن سبب امتناعه عن اتباع دعوته، قال له أبا جهل أنه يخشى أن يتحدث نساء قريش بأن أبا جهل قد اتبع صبي يتيم من بني أبي طالب.
  • وهذه الواقعة هي خير مثال على صدق الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، حتى أن الكفار كانوا يشهدون له بذلك.

كما يمكنك التعرف على: صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الأخلاقية

خلق الكرم

  • ومن أخلاق النبي أيضاً، خلق الكرم والجود، فكان عليه السلام كثير العطاء للآخرين ليؤلف قلوبهم إلى الإسلام.
  • وخير دليل على ذلك فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع صفوان بن أمية رضي الله عنه، فيقول إنه صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة، كان كثير العطايا، وقد ورد ذلك في الحديث المأثورة.
  • وَأَعْطَى رَسول اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَئذٍ صَفْوَانَ بنَ أُمَيَّةَ مِئَةً مِنَ النَّعَمِ، ثمَّ مِئَةً، ثُمَّ مِئَةً.
  • قالَ ابنُ شِهَابٍ: حدَّثَني سَعِيدُ بن المُسَيِّبِ، أنَّ صَفْوَانَ قالَ: وَاللهِ لقَدْ أَعْطَانِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما أَعْطَانِي، وإنَّه لأَبْغَضُ النَّاسِ إلَيَّ، فَما بَرِحَ يُعْطِينِي حتَّى إنَّه لأَحَبُّ النَّاسِ إلَيَّ”.
  • وبالفعل بعد تلك الواقعة قد دخل صفوان بن أمية إلى الإسلام بفضل تلك الصفة العظيمة.

صفة العدل

  • وقد اتصف رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بالعدل، وخير دليل على ذلك موقفه الشهير مع الصحابي سواد بن غزية.
  • وذلك عندما كان يساوي الصف يوم بدر، وعندما خرج سواد عن الصف، فوكزه النبي في بطنه، فقال له سواد قد أوجعتني يا رسول الله فأقدني.
  • وبالفعل رفع صلى الله عليه وسلم قميصه وقال له أستقد فأخذ سواد يقلب في بطنه ويقبلها.
  • فسأله صلى الله عليه وسلم، “ما حملكَ على هذا يا سوادُ”؟ قال يا رسولَ اللهِ حضَر ما ترى فأردتُ أن يكون آخرُ العهدِ بك أن يمَسَّ جلدي جلدَك فدعا له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بخيرٍ وقال له: “استوِ يا سوادُ”.
  • وهكذا كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يطبق العدل على نفسه أولا قبل الآخرين.

خلق الرحمة

  • كان يتصف الحبيب صلى الله عليه وسلم بالرحمة مع كافة الخلق، ويظهر ذلك عندما ترك دعوته المستجابة ليوم القيامة، بعكس ما فعل جميع الأنبياء والمرسلين.
  • بينما جعل دعوته شفاعة لكافة المسلمين يوم القيامة، عند الله عز وجل قائلا أمتي، أمتي
  • وكما روي عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-وهو يروي أحداث يوم القيامة وكيف يبكي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-ليتشفع بأمته فيقول الله: “يا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إلى مُحَمَّدٍ، فَقُلْ: إنَّا سَنُرْضِيكَ في أُمَّتِكَ، ولا نَسُوءُكَ”،[٧] صلى الله عليه وسلم.

كما يمكنك الاطلاع على: موضوع تعبير عن أخلاق الرسول بالعناصر والأفكار

خلق الحلم والصبر

  • لا شك أن مهمة الدعوة إلى الله عز وجل من أصعب وأشق المهام التي يوكلها الله تعالى لأحد من عباده.
  • وهي بالطبع تحتاج إلى حلم وصبر كبير، وكان صلى الله عليه وسلم حليما صبوراً، وخير مثال على حلمه، الحديث الشريف.
  • جاء الطُّفَيْلُ بنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: إنَّ دَوْسًا قد عصَتْ وأبَتْ، فادْعُ اللهَ عليهم، فاستقْبَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القِبلةَ، ورفَعَ يَدَيْه، فقال النَّاسُ: هلَكوا، فقال: اللَّهمَّ اهْدِ دَوْسًا وائْتِ بهم، اللَّهمَّ اهْدِ دَوْسًا وائْتِ بهم”[10] عليه الصلاة والسلام.

خلق العفو

  • وكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أشد الناس عفوا وأكثرهم مع مقدرته في أخذ حقه، كما أنه أيضاً كان حليما مع أعدائه كما ورد إلينا في اليهودية التي أرادت قتله.
  • فإنَّه ورد يهود خيبر ذات مرَّة، فقدمت له امرأة شاةً مشويةً، فأكل منها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-مع بضعٍ من أصحابه، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    • “ارفعوا أيديَكُم فإنَّها أخبرتني أنَّها مسمومةٌ”، ولما سألها النبي عن فعلها ذلك فقالت له إن كنت نبيًّا فسيعصمك الله، وإن لم تكن كذلك فنستريح منك، فعفا عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-ولم يعاقبها.
  • وأما عن عفوه في موقفا آخر، فقد ورد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قد خرج في غزوةٍ مع أصحابه ثم أدركتهم القيلولة وهم عائدون في وادٍ ذي شجرٍ كثيف، فتفرقوا يستظلون بالشجر، فاستظلَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-تحت سمرة فعلّق سيفه بها، ثم دعا صحابته فإذا بأعرابيّ يجلس، فقال عليه الصلاة والسلام:
    • “إنَّ هذا اخترَط سيفي وأنا نائمٌ فاستيقَظْتُ وهو في يدِه فقال لي: مَن يمنَعُك منِّي؟ فقُلْتُ له: اللهُ، قال: مَن يمنَعُك منِّي؟ قُلْتُ: اللهُ، فشام السَّيفَ وجلَس فهو هذا جالسٌ ثمَّ لمْ يُعاقِبْه”

أخلاقه الكريمة في الكلام

  • وقد أوصى عليه الصلاة والسلام في كثير من الأحاديث باتباع آداب الحديث فكان عليه السلام، إذا تحدث أوجز دون إسهاب.
  • كان أيضاً كلامه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ واضحا وألفاظه فصيحة.
  • كان يكرر كلامه ثلاث مرات حتى يحفظ عنه الجالسون.
  • لا يرفض طعاماً مقدما إليه، ولا يذمه أبدا.
  • وكان صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يبدأ وينهي حديثه بذكر الله تعالى.

أخلاقه مع زوجاته وأبنائه

  • كان صلى الله عليه وسلم يعامل زوجاته خير معاملة، بل كان كثيرا ما يوصي الأزواج بحسن معاملة زوجاتهم، وكان صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قدوة لهم في ذلك.
  • وقد ورد في ذلك عن عائشة -رضي الله عنها-حين سُئلَت: “ما كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَعْمَلُ في بَيتِه؟ قالتْ: كان بَشَرًا مِنَ البَشَرِ؛ يَفْلِي ثَوْبَهُ ويَحْلُبُ شَاتَهُ”
  • وكان أيضاً صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يحسن الاستماع إلى زوجاته، وكان يعطي الحب والاهتمام لكل واحدة منهن وكأنها الوحيدة.
  • وأما عن أبنائه، فكان صلى الله عليه وسلم شديد الحب لهم، فقد حزن حزنا شديدا على وفاة ابنه إبراهيم.
  • وأيضا كان رقيقا مع جميع بناته، فيذكر أنه عندما أخذ زوج ابنته زينب أسيرا، وعندما رأى الحزن في عينها، قال.
  • إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها”،[29] فكان له ذلك وأطلقوا سراحه.

اقرأ أيضا: تعبير عن الرسول وأخلاقه

وبذلك نكون قد أجبنا على سؤال كيف كانت أخلاق الرسول؟ ونكون أيضاً قد ذكرنا بعض من أخلاقه الكريمة التي لا تعد ولا تحصى.

ونرجو أن نكون قد وفقنا في هذا المقال، وصلَّى اللهُ على محمد وعلى آلة وصحبه وسلَّمَ.

مقالات ذات صلة