رحلة الإمام الشافعي إلى بغداد

رحلة الإمام الشافعي إلى بغداد، إن الإمام الشافعي هو ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة وهو من أهم الناس ومن أهم ما أنجبت الأمة المسلمة من العلماء والفقهاء والأئمة.

فهو رجل ذو علم وفير وغزير وسافر إلى عدة أماكن مختلفة منها مصر وبغداد واليوم نعرض لكم معلومات أكثر عن رحلة الإمام الشافعي إلى بغداد.

رحلة الإمام الشافعي إلى بغداد

  • في العام 195 هجريا سافر الإمام الشافعي إلى بغداد وكان في عمر الخامسة والأربعين وعندما وصل إلى بغداد قام بزيارة قبر الإمام أبي حنيفة رحمه الله.
  • في أثناء زيارته وإقامته في بغداد قام بتأليف كتابين وسمي الكتاب الأول “الرسالة” وقام بتسمية الآخر “المبسوط” وكانت هذه الكتب فريدة من نوعها في أصول الفقه وتطرق فيها إلى أمور لم يتطرق لها أحد من قبل وقام بوصف التفاصيل الفقهية بشكل احترافي.
  • اشتهر هذان الكتابان وعرفوا باسم الكتب البغدادية وكان من روى هذه الكتب هو تلميذه النجيب الحسين بن محمد الصباح الزعفراني حيث جمعت هذه المجموعة والتي عددها قليل للغاية مجموعة مختلفة من الكتيبات الأخرى وعرفت حينها باسم “الأم” ويتم تداولها واستخدامها إلى يومنا الحالي.
  • قد عمل الإمام الشافعي في أثناء تواجده في بغداد على تطوير أول مذهب له حيث كان الإمام متأثرا بتعاليم الإمامين السابقين أبي حنيفة والإمام المالك وعرف عمله في بغداد باسم المذهب القديم للإمام الشافعي أو عرف بالمدرسة القديمة للشافعي.

اقرأ أيضا: صفات الإمام الشافعي

رحلة الإمام الشافعي الأولى لبغداد والمحنة التي واجهته

  • عندما نزل الإمام الشافعي باليمن ونجران كان يوجد بها حاكم ظالم، فكان الشافعي يأخذ بيديه وينصحه ويحاول قدر المستطاع أن يمنع ظلمه ويحد من ظلمه أن يصل إلى الناس.
  • نال الإمام الشافعي من ذلك الوالي الكثير من النقد وأخذ الوالي يدبر له المكائد عن طريق الدس والسعاية والوشاية وفي أثناء ذلك الزمان كان فيه الحكم العباسي وكان العباسيون يعادون أخصامهم العلويين وذلك لأنهم يدلون بمثل نسبهم ولهم من صلة رحم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • فعندما كانت دولة العباسيين قائمة على النسب فأولئك يمتون بمثله وبرحم أقرب ولذلك كانوا إذا رأوا دعوة علوية قاموا بالقضاء عليها وهي في أولها ويقومون بقتل من عليه شبهه أيضا وكانوا يرون أن قتل برئ تستقيم به الأمور أولى من ترك متهم من الممكن أن يفسد الأمن عليهم.
  • وجاء العباسيين إلى نجران من هذه الناحية وتم اتهام الشافعي بأنه مع العلوية فقام بإرسال رسالة إلى هارون الرشيد: “إن تسعة من العلوية تحركوا”.
  • قال الشافعي في كتابه: “إني أخاف أن يخرجوا وإن ها هنا رجلا من ولد شافع المطلبي لا أمر لي ولا نهي”، وقيل أن الشافعي قال: “يعمل بلسانه ما لا يقدر عليه المقاتل بسيفه”.
  • فأرسل الرشيد أن يتم حضور أولئك الأشخاص التسعة من العلوية ومعهم الشافعي وقيل أنه قام بقتل التسعة والناجي الوحيد منهم هو الشافعي وذلك لقوة حجته وشهادة القاضي محمد بن الحسن الشيباني.
  • أما قوة حجته فكانت عن قوله لهارون الرشيد عندما وجه له التهمة بين النطع وبين السيف فقال: “يا أمير المؤمنين ما تقول في رجلين أحدهما يراني أخاه والآخر يراني عبده أيهما أحب إلى؟”.
  • رد عليه الرشيد قائلا: “الذي يراك أخاه”، فقال الشافعي: “فذاك أنت يا أمير المؤمنين إنكم ولد العباس وهم ولد علي ونحن بنو المطلب فأنتم ولد العباس ترونا إخوتكم وهم يروننا عبيدهم”.
  • أما عن شهادة محمد بن الحسن الشيباني فذلك لأن الإمام الشافعي استأنس لما رآه في مجلس الرشيد عن الاتهام، فذكر بعد أن ساق ما ساق أن له حظا من العلم والفقه، وأن القاضي محمدا بن الحسن يعرف ذلك فسأل الرشيد محمدا فقال:
    • “له من العلم حظ كبير وليس الذي رفع عليه من شأنه”، قال: “فخذه إليك حتى انظر في أمره”. وبهذا فقد نجا.
  • عند قدوم الإمام الشافعي إلى بغداد في هذه المحنة في العام 184 هجريا وكان حينها في الرابعة والثلاثين من عمره وكانت هذه المحنة خيرا له حيث وجهته إلى العلم بدل من الولاية والقيام بتدبير شئون السلطان وذلك لأنه نزل عند محمد بن الحسن.
  • كان الإمام الشفعي يسمع عن محمد بن الحسن من قبل ويسمع باسمه وفقهه وأنه من حمل فقه العراقيين وقام بنشره وفي الأغلب التقى به من قبل.
  • قام الإمام الشافعي بتدريس فقه العراقيين فقام بقراءة كتب الإمام محمد وتلاها عليه وبذلك اجتمع له فقه الحجاز وفقه العراق واجتمع له الفقه الذي يغلب عليه النقل والفقه أيضا الذي يغلب عليه العقل وبذلك تخرج على كبار الفقهاء في زمانه وعصره.

كما يمكنكم التعرف على: شيوخ الإمام الشافعي

الرحلة الثانية للإمام الشافعي إلى بغداد

  • سافر الشافعي إلى بغداد للمرة الثانية في العام 195 هجريا وقد قدم وله طريقة في الفقه لم يسبق لأحد من قبل المجيء بها وجاء وهو لا ينظر إلى الفروع ويفصل أحكامها والمسائل الجزئية كان يفتي فيها فقط، بل جاء حاملا قواعد كلية وأصَّل أصولها وضبط فيها العديد من المسائل الجزئية.
  • جاء إذن بالفقه علما كليا ليس فروعا جزئية وقواعد عامة لا فتاوى وقضايا خاصة ورأت فيه بغداد ذلك فانهال عليه العلماء والكثير من المتفقهون وطلبه المتحدثون وأهل الرأي جميعا.
  • أخذ الشافعي ينشر في العراق تلك الطريقة الجديدة التي ألفها واتخذها نهجا وكان يجادل على أساسها ويقوم بنقد مسائل العلم على أصولها ويقوم بتأليف الكتب ونشر الرسائل وكان يتخرج عليه رجال الفقه.
  • مكث الإمام الشافعي في هذه المقدمة حوالي سنتين ومن ثم عاد إليها في العام 198 هجريا وقام أشهر فقط فيها ثم بعد ذلك عزم على السفر إلى مصر فرحل إليها ووصل في العام 199 هجريا.
  • أما السبب في تقصيره في الإقامة في بغداد في هذه المرة الأخيرة ومع إنها كانت عش العلماء أن صار له تلاميذ ومريدون وانتشر العلم في ربوعها ولم يكن لمصر في ذلك الوقت حينها مكانة علمية كبيرة مثل مكانة بغداد أو حتى تقاربها.
  • في العام 198 هجريا كانت الخلافة لعبد الله المأمون وفي عهد المأمون كان هناك أمر سائد لا يستهوي الشافعي وهو أن المأمون كان من الفلاسفة المتكلمين فأدنى إليه المعتزلة وجعل منهم كتابه وحجابه وجلساته والمقربين منه الأدنين في العلم وأهله.
  • كان الإمام الشافعي يشعر بالنفور وينفر من المعتزلة ومناهجهم في البحث ويقوم بفرض عقوبة على من يخوض مثل خوضهم ويتحدث في العقائد على طريقتهم وما كان لمثل الشافعي أن يرضى بالمقام معهم ولا تحت ظل الخليفة الذي مكن لهم.
  • روى أن المأمون عرض على الشافعي أن يوليه منصب القضاء ولكن الشافعي اعتذر وقام برفض هذا المنصب.
  • قدم الشافعي مصر في العام 199 هجريا وقد ومات فيها في العام 204 هجري.

كما يمكنكم الاطلاع على: أين ولد الإمام الشافعي

وبهذا نكون قد عرضنا لكم عبر موقع مقال mqall.org كل ما يخص الإمام الشافعي ورحلته إلى بغداد سواء كانت رحلته الأولى إليها أو الثانية وما حدث في هاتان الرحلتان وكيف انقضوا ومتى عاد منهما إلى أن مات رحمة الله عليه.

مقالات ذات صلة