هل يجوز الزنا للضرورة

هل يجوز الزنا للضرورة؟ الزنا هو فعل يشترك فيه رجل وامرأة بغير زواج، وله عدة أحكام في الشريعة الإسلامية، كحكم الرجل المتزوج، أو الشاب، أو المرأة المتزوجة.

وغيرها من الأحكام الشرعية، وعلى الرغم من اختلاف الفقهاء في المسائل الشرعية المختلفة إلا أن اغلب اتفق في حدود وأحكام الزنا، في المذاهب الفقهية الأربعة.

الزنا في اليهودية والمسيحية

لقد حرم الله الزنا في كل الأديان السماوية، اليهودية والمسيحية والدين الإسلامي، ولكن اختلفت أحكامهم والأدلة في ثبوت الزنا.

  • في اليهودية: إذا زنى رجل بامرأة، فيقتل الزاني والزانية، وإذا أضجع رجل مع ذكر إضجاع المرأة فقد فعلا الاثنين رجسا ويقتلان.
    • وإذا زنى رجل بامرأة وآمها فتعتبر رزيلة، وحكم كلاهما الحرق بالنار حتى لا يكون بينهم رزيلة.
  • في المسيحية: وعقاب الزناة في هذه الحياة هو ما قررته شريعة موسى أي: القتل رجمًا، فذلك ما قرره المسيح في قوله لمن آمن به من بني إسرائيل ولمن لم يؤمن به “خاطب يسوع الجموع.
    • وتلاميذه قائلاً: على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون، فكل ما قالوا لكم أن تحفظوا فاحفظوه وافعلوه.
    • ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا؛ لأنهم يقولون ولا يفعلون، وهذا في إنجيل متى

على الرغم من اختلاف الأديان ولكن نجد انه اتفق الدين اليهودي مع الدين المسيحي في الأساس بإقامة حد القتل على الزاني والزانية.

شاهد أيضاً: حكم المداعبة في رمضان

حد الزنا في الإسلام

  • لقد فصل الإسلام في حدود الزنا وأحكامه، وفرق بين المتزوج والغير متزوج في الحكم.
    • ولكن جاء الأصل في أن الزنا من كبائر الذنوب وعظائم الأمور، لما فيه من مفاسد كبيره على الأسرة والأنساب.
    • قال تعالى (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا) سورة الإسراء الآية 32.

الحكم الشرعي في حق الزاني المتزوج

  • والمتزوج في الإسلام يشار إليها بالمحصن، والمحصن في اللغة تعني التحصين والاحتماء.
    • وحكم الزاني المحصن في الشريعة الإسلامية يختلف عن غير المحصن، وذلك لأنه لا عذر له في فعلة الزنا.
    • حيث أن زوجته توفر له ما يمنعه من الوقوع في هذه الكبيرة، لذلك اقر الإسلام أن الحكم الشرعي على الزاني المتزوج هي الرجم حتى الموت.
  • وحكم الرجم ثابت عند بعض الفقهاء فقد وقد ورد أن رجلا أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    • وهو جالس في المسجد، وأخبر الرجل النبي أنه زنا، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    • فعاد الكرة بإخبار النبي بأنه زنا، فأعرض عنه الرسول، صلى الله عليه وسلم، مرة ثانية، وكرر الرجل ذلك حتى أقر على نفسه بالزنا أربع مرات.
    • فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أبك جُنون؟ قال: لا، قال: فهل أحصنت؟ قال: نعم، فقال رسول الله صلَى اللهُ عليهِ وسلَم: اذهَبوا به فارجموه.

نص قرآني للزاني المحصن

  • وعلى الرغم من هذا الحكم لا انه لا يوجد نص قرأني يوضح أن عقوبة الزاني المحصن هي الرجم حتى الموت.
    • و اختلف الفقهاء في هذا الأمر ولكن ثبت في السنة النبوية الشريفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قام برجم الرجال الزناة مثل ماعز والغامدية وغيرهم من الرجال.
  • وقد نفى بعض العلماء أن يكون الرجم هو عقوبة الزاني المتزوج، وتأتي حجتهم بأن الرجم لم يأتي به نص في القرآن الكريم.
    • وأن الرجم الوارد في السنة النبوية الشريفة والذي قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم، نسخ بأية الجلد للزاني.
    • فقد جاءت الآية عامة دون تفرقة بين الزاني المحصن وغير المحصن.

شاهد أيضاً: ما حكم الماء المتطاير من تطهير بقعة نجسة؟

بعض مفاسد الزنا

  • قد يترتب على الزنا، العديد من المفاسد لما له من أثار يمكنها تدمير المجتمعات والشعوب.
    • فعند انتشار الزنا في المجتمع فيجلب معه الأمراض التي لم نكن نعلمها من قبل.
    • وفي هذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لم تظهر الفاحشة في قوم قط، حتى يلعنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • وهذا هو ما نراه ألان بين مجتمعاتنا مع انتشار الزنا والفساد بشكل كبير في الأرض، فنجد أوبئة وأمراض، لم تعهدها من قبل.
    • ولم يراها أسلافنا كقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، “فما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى”.
    • كما نجد انتشار مرض الإيدز الذي لا علاج له وشائع بين الزناة، والهربس وغيرهم.

الحكم الشرعي في الزاني الغير متزوج

  • وعن حكم الزاني الغير محصن جاءت الآية القرآنية واضحة في سورة النور وقال تعالى (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ).
    • وعند جمهور العلماء فإن الحد المقام على الزاني الغير محصن هو الجلد مائة جلدة مع التغريب لمدة عام كامل عن داره ووطنه.
  • وأما عن حجة التغريب عن أهله ووطنه لمدة عام فقد احتج العلماء بما ورد في الصحيحين.
    • من رواية الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني.
    • في الأعرابيين اللذين أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن ابني كان عسيفا، على هذا فزنى بامرأته.
    • فافتديت ابني منه بمائة شاه ووليدة، فسألت أهل العلم، فاخبروني أن على ابني جلد مائة وتغريب عام، وان على امرأة هذا الرجم.
  • (قال صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده، لاقضين بينكما بكتاب الله، الوليدة والغنم رد عليك، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام، واغد يا أنيس، لرجل مني اسلم، إلى أمرآة هذا، فان اعترفت فارجمها).
    • وفي هذا الحديث دلالة على تغريب الزاني لمدة عام عن أهله وارض هان كان غير متزوج.
  • واجمع جمهور العلماء أن ما ورد في الآية من قول (وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ) لا تعني الضرب المبرح.
    • وإنما تعني انه إذا ثبت عليه الزنا وذهب إلى السلطان أو القاضي فيجب أن ينفذ حدود الله ولا يعفو عنه وهذا ما اجمع عليه، عطاء، وسعيد بن أبي عروبة.

شاهد أيضاً: حكم الاحتلام أثناء الصيام

هل يجوز الزنا للضرورة؟

  • توجد قاعدة أصولية تقول أن الضرورات تبيح المحظورات وهي مأخوذة من النص القرآني في سورة الأنعام الآية 119.
    • الذي يقول الله تعالى فيها (إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ)، والاضطرار هو الحاجة الشديدة، والمحظور هو النهي عنه.
    • ومعنى القاعدة أن الممنوع شرعًا يباح عند الضرورة، وهناك بعض الأمثلة التي وضعها الفقهاء لهذه الضرورات مثل:
  • إباحة كلمة الكفر للمكره عليها بقتل أو تعذيب شديد.
  • إساغة اللقمة بالخمر لمن غص، ولم يجد غيرها.
  • إباحة أكل الميتة عند المخمصة، أي المجاعة.
  • أن يباح للمرأة أو الرجل الكشف عن عورته أمام الطبيب للضرورة.
  • وهنا نجد أن الشهوة أو الرغبة الجنسية عند الرجال أو النساء على حد سواء، ليست من الضرورات التي يمكن فعلها.
    • فإن الضرورة هي لشيء يمكن أن يؤدي بصاحبه إلى الهلاك.
    • وربما يقول البعض أنني افعل هذا بسبب غلاء الزواج، وظروف الحياة، وغيرها من المبررات.
    • ولكن بالدليل القاطع أن الزنا للرجال أو النساء ليس من الضروريات التي يمكن أن تؤدي إلى الهلاك.

شاهد أيضاً: حكم خروج المذي في رمضان

وبهذا نكون قد تعرفنا على هل يجوز الزنا للضرورة، وتناولنا قضية الزنا في الأديان السماوية وأحكامها، وكذلك حدود الزنا للمحصن وغيره.

مقالات ذات صلة