هل صلاة الاستخارة جهرًا أم سرًا؟

هل صلاة الاستخارة جهرًا أم سرًا؟ موقع مقال maqall.net يقدم لكم هل صلاة الاستخارة جهرًا أم سرًا؟، إذا تحيَّر المسلم في الاختيار بين أمرين لا يحسم فيهما، فإنه يناجي الله تعالى بالاستخارة، فيصلي صلاة الاستخارة كما تُسمىٰ شرعًا، ويدعو الله، ويسأله أن يهديه ليقوم باختيار القرار الأفضل بالنسبة له.

هل صلاة الاستخارة جهرًا أم سرًا؟

هل صلاة الاستخارة جهرًا أم سرًا؟ تعتبر المبادئ الأساسية لصلاة الليل الجهر، باستثناء ما ورد في صلاة الراتبة (كراتبة المغرب والعشاء).

أما عن صلاة النهار الأصل فيها أن تكون سرية، إلا ما ورد في الجهر، مثل صلاة الجمعة وصلاة الكسوف، وصلاة كلا من عيد  الفطر والأضحى وعلى هذا الأساس، فإن صلاة الاستخارة جهر في الليل، وصلاة النهار، فهي سر، والله وحده يعلم.

كما أدعوك للتعرف على: دعاء الاستخارة في المنام

حكم صلاة الاستخارة

أتفق العلماء على أن صلاة الاستخارة “سُنَّة”، وكان دليل مشروعية صلاتها في حديث رواه البخاري عن جابر -رضي الله عنه- (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ).

دعاء صلاة الاستخارة

بعد الإجابة على هل صلاة الاستخارة جهرًا أم سرًا؟ نجد فيما يخص دعاء  الاستخارة عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ: إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ:

  • (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ..
  • اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ..
  • اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ. (وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ) َفِي رواية أُخرى ( ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (1166)

كيفية صلاة الاستخارة

  • تتوضأ كـوضوئك للفروض.
  • النية، وجوب النية لصلاة الاستخارة قبل أدائها.
  • الصلاة ركعتين، والسُّنة أن تقرأ بأول ركعة بعد الفاتحة سورة (الكَافِرون)، وفي ثاني ركعة بعد الفاتحة بسورة (الإخلاص).
  • والتسليم في آخر الصلاة.
  • بعد ما تُسَّلِم في الصلاة تتضرع إلى الله وتستحضر عظمته وقوته.
  • بأول الدعاء تشكر الله وتحمده بالدعاء، وبعدها تُصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم-، والأفضل الصلاة بالصيغة الإبراهيمية التي تُقال بالتشهد.
  • «اللّهُمَّ صَلّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبراهيم وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحمَّدٍ وعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كمَا بَارَكْتَ عَلَى إبْرَاهيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ في العالمينَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ » أو بأي صيغة تحفظها.
  • ثم تقرأ دعاء الاستخارة: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ… إلى آخره.
  • وإذا وصلت عند قول: (اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ..) هنا تذكر الشيء المراد له
  • مثال: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ ((سفري إلى بلد كذا أو شراء سيارة كذا أو الزواج من بنت فلان ابن فلان أو أي أمور أخرى)) ثم تكمل الدعاء وتقول: خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ.
  • تكررها مرة بصيغة الخير ومرة بصيغة الشر كما في الدعاء: وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي… إلى آخره.
  • ثم تقوم بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما فعلت أول مرة الصلاة الإبراهيمية التي تقال بالتشهد.
  • وعند هذه النقطة تكون انتهت صلاة الاستخارة، وعليك أن تودع أمرك لله عز وجل، واستمر بالسعي في طلبك ولا تعتمد في اختيارك على الأحلام أو الضيق الذي يصيبك، واستمر بالسعى في أمرك إلى آخر ماتصل إليه.

أشياء يجب مراعاتها والاهتمام بها بصلاة الاستخارة

  • بغض النظر عن حجم الأمر، من المُحبب التعود على الاستخارة.
  • تأكد من أن الله سبحانه وتعالى يجلب لك المنافع، وسيوفقك بأمرك، وفكر فيه بصدق وفهم معناه العظيم عندما تتوسل إليه.
  • لا تصح صلاة الاستخارة بعد الفريضة، بل يلزم ركعتين لها.
  • إذا كنت ترغب في طلب الاستخارة بعد صلاة الضحى أو سنة راتبة وغيرهما من النوافل، فهذا مسموح به بشرط أن تنوي طلب الاستخارة قبل دخول الصلاة، ولكن إذا كنت لم تنوِ الاستخارة وشرعت بها فلا تجوز.
  • إذا كان هناك ما يمنعك من الصلاة (مثل حيض المرأة)، فيرجى الانتظار حتى يزول المانع، وإذا كان الشيء الذي تريد الصلاة من أجله سيفوت وضروريًا، فيرجى قراءة الدعاء بدون صلاة.
  • إذا كنت لا تتذكر دعاء الاستخارة، فالرجاء قراءتها من الورق أو الهاتف، فالأفضل لك حفظه.
  • يجوز قول دعاء الاستخارة بعد الانتهاء والتسليم أو قبل التشهد.
  • إذا استخرت، فافعل ما تريد واستمر في ذلك، لا تنتظر الرؤية في الحلم أو ما شابه.
  • إذا لم تكن متأكدًا من الأخير لك، يمكنك إعادة الاستخارة.
  • لا تقم بإضافة أخرى للدعاء، ولا تنزع منه شيئًا، يجب التوقف عند نطاق النص.
  • لا تنس أن تستشير الصالح والعادل وتجمع بين الاستخارة والنصائح.

ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: دعاء الاستخارة للزواج من شخص معين

صلاة الاستخارة لعدة أمور

  • الأولى والأفضل استخارة لكل أمر، فإذا جمعها فلا بأس.
  • لا يجوز أن الاستخارة فيما حرم الله.
  • لا تستخير باستخدام القرآن أو المسبحة، بل على العكس فإن العبادة بالصلاة والدعاء.

مشروعية صلاة الاستخارة وأهميتها

يلجأ المسلمون إلى الاستخارة للصلاة، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.

قال في حديث عن جابر بن عبد الله: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا، كما يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ)، وعن طريق أداء المسلم لهذه الصلاة العظيمة فهو يتقرب لربه ويتوكل عليه بكل أموره، وتأتي كتعويض من الله له على كل ما يؤلمه بحياته.

أما أهمية صلاة الاستخارة فثمة ثلاث نقاط

  • رفض تعلق النفس بغير الله -عز وجل- والرجوع إليه، والثقة به، وإسناد الأمر إليه، مما يقوي دين الله التوحيد في القلب.
  • الأخذ بالأسباب يتبعها يلازمها الله لعبده المسلم في اختياره، ومن يؤمن بالله في مشاكله يُعطىٰ ما يحتاج إليه ولن يرُّده عز وجل.
  • تحقيق السلام ويقين قلب العبد ورضاه بـمشيئة الله ومصيره، وبالتالي زوال إلى الهموم والأحزان التي قد تحدث بسبب اختياره.

ولا تتردد في زيارة مقالنا عن: كيفية صلاة الاستخارة وعدد ركعاتها

الاستخارة ونتائجها

يعرف المُستخير لله أن أثر الاستخارة بعلامات القبول أوعدمه، ووضح العلماء بعض علامات القبول مثل انشراح الصدر، أي أن القلب يميل إلى أحد الأمرين دون هوىٰ نفسه، وكل علامات الرفض ستجعل الروح تنحرف عن الأمر الآخر.

ولا يستطيع القلب أن يحافظ على التمسك بها أما ما يفعله المسلمون بعد الاستخارة، فإن آراء العلماء متباينة ومتداخلة في هذا الشأن، حيث لم يرد حديث في بيان العلامات بعد صلاة الاستخارة، وبعض أقوال العلماء في هذا الشأن يجب على العبد أن يُقدِم على أمره ولا ينتظر حدوث الأشياء.

بعد صلاة الاستخارة، فإن الشروط الثلاثة التي لا يستطيع المسلم التخلص منها هي:

  • إن الرغبة الذاتية في الأمر، وحرية تحريره من التردد والارتباك، حيث له الحق في التصرف والمضي قدمًا، يثبت أن الله تعالى هو المختار للشخص القيام بذلك.
  • انصراف نفسك عن الأمر، حتى لا تريده على الإطلاق، وهنا تسمح له بعدم المضي قدمًا في هذا الأمر.
  • إذا لا يزال في حيرة من أمره ومتردد، وإن كان يرجح أن يستفيد منه في قلبه، وهو خير عند الله فله أن يفعل ذلك.
  • اختيار الله له حسن، أو يجب أن يكرر الاستخارة عدة مرات، وإذا لم يفيده أي من هذين السؤالين، أو كان مفتوحًا له، فإنه يتشاور مع من يثق به، فالله اختص له ما هو حسن.
  • الاطلاع إلى ما يحبه ويميل إليه، فإن أراد أحد هذين الأمرين قبل الاستخارة لا يفعل، لأن السعي وراء الهوى غالبًا ما يكون مذمومًا، ومقاومة هوىٰ النفس أمر جيد، فعليه أن يفعل عكس ما يرغبه قبل الاستخارة.

كانت هذه نبذة عن هل صلاة الاستخارة جهرًا أم سرًا؟ حيث يمكنكم التعرف على طريقة صلاة الاستخارة  وطريقة أدائها وما هي شروط صحتها.

مقالات ذات صلة