هل يجوز للرجل تغسيل زوجته
هل يجوز للرجل تغسيل زوجته، الحقيقة الوحيدة التي لا جدال عليها هي الموت، وبعد وفاة الشخص يجب إكرامه، وستره بتغسيله، وتكفينه لتشييعه إلى مثواه الأخير.
وذلك ما أتفق عليه جميع العلماء، لكن ما اختلفوا فيه هو ماهية الأشخاص الذين يقومون بغسل المتوفي؛ وفي هذا المقال سنتعرف على جواز غسل الرجل لزوجته بعد وفاتها من عدمه.
هل يجوز للرجل تغسيل زوجته
- الأصل في الغسل أن يقوم الرجل بغسل الرجل، المرأة تغسلها المرأة وذلك لأن النظر إلى العورة منهي عنه لقوله تعالى:
) قل للمؤمنين أن يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم) (النور ٣٠)
- بمعني أوضح، لا يجوز أن يغسل الزوج زوجته؛ طالما تواجدت نساء تقوم بذلك.
- ولكن في حالة عدم تواجد نساء تقوم بذلك؛ فيجوز للزوج تغسيل زوجته، فسيدنا علي غسل السيدة فاطمة رضي الله عنها.
- وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها في هذا الشأن: ( لو استقبلت من أمري ما استدبرت، ما غسل رسول الله إلا نساؤه.)
- وأيضاً قام أبا بكر رضي الله عنه بترك وصيته، أن تقوم زوجته بتغسيله، وبالفعل بعد وفاته قامت هي وولده بتغسيله.
- من ناحية أخرى، نجد أن الفقهاء اختلفوا في ذلك الأمر، فمنهم من أجاز ذلك، ومنهم من لم يجيزه.
- وأيضاً نجد ابن قدامة يقول في تغسيل الرجل لزوجته وأمته، وتغسيل المرأة لزوجها:
(وليس لغير من ذكرنا من الرجال غسل أحد من النساء، ولا أحد من النساء غسل غير من ذكرنا من الرجال)
- بمعنى أوضح يقصد هنا جواز تغسيل الزوج لزوجته والزوجة لزوجها.
- وبالمثل روي عن الدارمي وابن ماجه وأحمد، أن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت:
(رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من جنازة بالبقيع وأنا أجد صداعاً في رأسي، وأقول: وارأساه.
فقال: بل أنا وارأساه، ما ضرك لو مت قبلي وغسلتك وكفنتك ثم صليت عليك ودفنتك! ).
- وفي نفس السياق أيضًا نجد من أجازوا تغسيل الرجل لزوجته ومنهم الإمام النووي في (روضة الطالبين) فذكر الآتي:
(الأصل أن يغسل الرجال الرجال، والنساء النساء، وأولى الرجال بالرجل أولاهم الصلاة عليه والنساء أولى بغسل المرأة بكل حال.
ليس للرجل غسل المرأة إلا لأحد أسباب ثلاثة: أولها: الزوجية، الثاني: المحرمة، الثالث: ملك اليمين).
- وفي نفس الوقت، أكدت دار الإفتاء أنه يجوز للزوجة المتوفاة أن يتم تغسيلها من جانب زوجها حتى لو تواجدت نساء.
- ولم تغفل دار الإفتاء عن ذكر الغسل في وقت الوباء؛ كوباء كورونا الذي نعيشه حالياً.
فأباحت دار الإفتاء للرجل بديل الغسل؛ ألا وهو التيمم خوفاً من انتقال العدوى.
اقرأ أيضا: لماذا يغسل الميت ولا يغسل الشهيد؟
المذاهب التي أجازت غسل الرجل لزوجته
- جاء عند جمهور العلماء من الحنابلة، والشافعية، والمالكية، وإسحاق، وعطاء؛ جواز تغسيل الرجل لزوجته.
- فتقول المالكية (يغسل الرجل زوجته حتى مع وجود النساء، ويقدم الزوج عندهم في تغسيل زوجته.
وتقدم الزوجة في تغسيل زوجها وإن أوصى كل واحد منهما بخلاف ذلك).
وكذلك جاء عند المالكية في (المدونة)
(قال: وسألته عن الرجل يغسل امرأته في الحضر وعنده نساءً يغسلنها؟ فقال: نعم).
بالإضافة إلى ذلك جاء في “حاشية علي الشرح الكبير” عن الإمام الدسوقي المالكي.
)وقدم على العصبة الزوجان: أي الحي منهما في تغسيل الميت منهما ولو اوصى بخلافه).
- وإذا انتقلنا إلى مذهب الشافعية فقد أقروا بجواز تغسيل الزوج زوجته بدون شرط حتي وإن كان هناك نساء.
إذ أن الشافعية يرون أن شرعية زواجهم وحقوق النكاح والمودة والرحمة لا تنتهي بالموت.
والدليل على ذلك أن الزوج يرث زوجته بعد موتها والزوجة ترث زوجها بعد موته.
- وعلاوة على ذلك فقد ورد في (الأم)عند الشافعية ما يلي(تغسل المرأة زوجها ويغسل الرجل إمراته).
وورد في (أسنى المطالب)عن زكريا الأنصاري: (للرجل غسل زوجته ولو كتابية وإن تزوج أختها أو أربعاً سواها.
لأن حقوق النكاح لا تنقطع بالموت، بدليل التوارث).
- وبالمثل مذهب الحنابلة، فقد ورد في (مسائل الإمام أحمد)، ” أبي داود السنجستاني”.
( سمعت أحمد بن محمد بن حنبل، سُئل عن الرجل يغسل إمراته؟ قال: بلى، ما اختلفوا فيه.
لا بأس به، والمرأة تغسل زوجها أيضًا).
قد يهمك: كيفية غسل الميت المرأة أو الرجل أو الطفل
المذاهب التي لم تجيز تغسيل الرجل لزوجته
- على عكس بقية المذاهب؛ نجد أن مذهب الحنفية لم يجيز تغسيل الرجل لزوجته.
- فالحنفية ترى أن موت الزوجة يماثل الطلقة البائنة بالنسبة للزوج؛ وعلى هذا فلا يجوز له تغسيلها.
- بمعنى أوضح، فالحنفية ترى أن المتوفاة أصبحت أجنبية عن زوجها فلا يحل له الخلوة بها، أو النظر إليها كالزوجة المطلقة.
شاهد أيضا: طريقة غسل الميت الصحيحة وتكفينه
وفى الختام بعد أن تحدثنا عن جواز تغسيل الرجل لزوجته من عدمه، وأيضاً المذاهب التي أجازت تغسيل الزوج لزوجته.
وأيضاً المذاهب التي لم تجيز تغسيل الزوج لزوجته، فنرجو أن نكون قد قدمنا لكم محتوى هادف مفيد.
ونتمنى منكم نشر المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.