هل يجوز للمرأة عدم الزواج؟

هل يجوز للمرأة عدم الزواج؟ الزواج سنة من سنن الحياة، كما أنه سنة من سنن الأنبياء حيث يحث عليه الإسلام. وينهى عن التبتل فيه وتركه، لأنه به يتم توطيد العلاقات وبناء المجتمع والأسر المسلمة.

إلا إنه يوجد بعض السيدات اللواتي لا يرغبن في الزواج ويريدن العيش بدونه مدى الحياة، سواء كان المانع زهدًا فيه أو مانع شخصي آخر.

لذا سيكون موضوعنا اليوم عن هل يجوز للمرأة عدم الزواج؟

ما هو الزواج؟

الزواج في الشرع عبارة عن عقد يتم بين الرجل والمرأة يجعل لكلًا منهما الحق الاستمتاع بالآخر بهدف التناسل والاستئناس وتكوين أسرة مسلمة مترابطة.

كما يطلق على الزواج  اسم “النكاح” وأيضًا اسم “الوطء” وهو عبارة عن صلة قوية تجمع بين الرجل وزوجته بحيث يجمعهما علاقة الحب والمودة والرحمة والتفاهم.

فيه تكون المرأة سكن لزوجها وكاتمة أسراره وحافظة لشرفة وأمواله ومصاحبته في خلواته.

ذلك الأمر الذي يجعلها قادرين على مواجهة صعوبات الحياة سويًا وبناء أسرة سليمة صحية.

يعتبر الزواج أكبر وسيلة أمنة ومطمئنة للإنجاب والحفاظ على البشرية من الانقراض علاوة على أنه أنسب طريقة لحفظ الأنساب.

الزواج هو الخطوة الأولى لبناء المجتمعات السوية التي تنجب أبناء تعرف واجباتها وما لها وما عليها فإذا صلحت هذه الأسرة صلح المجتمع بأكمله.

شاهد أيضا: هل يجوز الزواج بين شخصين فقط؟

أحكام الزواج

يوجد للزواج خمسة أحكام يختلف جميعها باختلاف حال المتزوج فلكل حكم شروطه وواجباته وهذا ما سنذكره لكم فيما يلي:

أولاً: الزواج الواجب

يجب على المرء الزواج إذا كان بالغ عاقل قادرًا على الزواج.

ولا يستطيع أن يعف نفسه عن الوقوع في الحرام وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:

“يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحفظ للفرج، ومن لم يستطع فعلية بالصوم فإنه له وجاء”.

لذا أكد النبي في هذه الحالة على وجوب الزواج حتى يقي المرء نفسه من الوقوع فيما حرمه الله.

ثانيًا: الزواج المستحب

يكون الزواج مستحب وليس واجبًا في حال كان المرء قادرًا على التحكم في نفسه.

ولا يقع فيما حرمه الله فمن كان حاله هكذا كان الزواج له مستحبًا.

إلا إنه من باب أولى أن يتزوج لكي تكتمل عبادته ولما يشتمل عليه الزواج من فوائد عدة.

وذلك لقول ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال:

(لو لم يبقِ من أجلي إلا عشرة أيام وأعلم أني أموت في آخرها لتزوجت مخافة الفتنة).

وعن عمر رضي الله عنه أنه قال لأبي الزوائد: ما يمنعك عن النكاح إلا عجز أو فجور.

وعن الإمام أحمد بن حنبل أنه قال: ليست العزبة من أمر الإسلام في شيء.

ثالثًا: الزواج المباح

يكون النكاح مباح في أمرين في حال زواج الكبير وزواج العنين أي الذي لا ينتصب.

وقد قال البعض أنه في هذا الحال يكون الزواج مكروهًا.

والسبب في كونه مكروهًا أنه يمنع الزوجة حق من حقوقها والغرض الأصلي من الزواج وعدم إعفافها.

ولكن تنتهي هذه الكراهية في حال كانت الزوجة على علم بذلك وموافقة عليه فهنا ينتقل الحكم من الكراهية إلى الإباحة.

لان من أسباب الزواج الأخرى المودة والرحمة والألفة والمعاشرة بالمعروف.

وكفالة الزوجة من مأكل ومشرب وملبس ومسكن ولم يكن الوطء هو الغرض الأساسي والوحيد.

اقرأ أيضا: فوائد الزواج من أرملة

رابعًا: الزواج المحرم

يحرم على المسلم الزواج إذا كان في بلد غير مسلم وبينه وبين غير المسلمين حرب.

لأنه بزواجه يعرض ذريته للخطر ويهدد زواجه ومما يجعلهم أيضًا تحت سيطرة الكفار.

خامسًا: الزواج المكروه

إذا خاف الزوج ظلم زوجته بعدم قدرته على إعطاء حقوقها الشرعية.

أو إذا كان الزواج عائقًا أمامه عن العبادة المستحبة وغيرها كمن لا يوجد له شهوة.

هل يجوز للمرأة عدم الزواج؟

المشروع في الدين الإسلامي بالنسبة للرجل والمرأة هو الزواج لما فيه من الكثير من الفوائد.

التي تعود على الأمة والتي منها تحصين الفرج وعفة النفس وغض البصر وحفظ الأنساب وزيادة النسل.

يقول الله تعالى في كتابه العزيز “وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله” سورة النور.

كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بالزواج وينهى عن التبتل وذلك في قوله:

“تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة”.

فقد حث الشرع كلا الجنسين على الإسراع في الزواج وعدم اختلاق الأعذار إذا كان لا يوجد ما يمنع أو يعيق إتمام هذا الزواج.

لذا تكون الإجابة عن سؤال هل يجوز للمرأة عدم الزواج؟

فإجابته نعم إذا كان يوجد لديها عذر يمنعها عن هذا الزواج وخاص بها ولا تريد أن تخبر به أحد.

وإن لم يوجد لديها أية أعذار فلا يجب عليها رفض الزواج وعدم الرغبة به.

لزهدها مثلًا أو لأمور فكرية لديها لأن الأصل في الحياة هو الزواج.

حكم إجبار المرأة على الزواج في حال رفضها له

الأصل في الزواج هو القبول والرضا فهو أهم شرط من شروط الزواج.

وهذا يعني أنه لابد أن تتم الموافقة من كلا الطرفين على هذا الزواج، وألا يتم إجبار أحدهما عليه.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم “لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن”.

فسأل الصحابة كيف يكون إذن البكر يا رسول الله قال: “أن تسكت” وفي حديث آخر قال: “إذنها صمتها”.

فإذا رفضت المرأة الزواج فلا يحق لوليها أو أي شخص آخر أن يجبرها على هذا الزواج.

لأنها تعلم أكثر بنفسها وبأسباب رفضها وقد يكون هذا الأمر لا علم به عند أهلها.

لذا يجب على أهلها نصحها دون إجبارها إذا جاء لها الكفء بأنها يفضل أن تقبل به.

لكي تحصن نفسها ويكون فيه ستر لها وتحصل منه على الأولاد الذين هما بناة المجتمع.

ولكن يجب أن تعرف الفتيات أن الواجب عليها شرعًا الزواج إذا جاءها من ترضى دينه وخلقة لكي تعف نفسها وتحميها من الفتنة واختلاق الكلام عليها.

حكم رفض الزواج خوفًا من الطلاق

هناك بعض النساء ترفض فكرة الزواج بسبب المشاكل الشائعة في المجتمع وكثرة الطلاق الواقع فيه وما يترتب عليه من مخاطر وآلام نفسيه وجسدية.

ومن هنا يأتي رفضهم لفكرة الزواج، ولكن هذا الأمر ليس مقياس للرفض.

فكما يوجد الكثير من حالات الطلاق والمشاكل الأسرية يوجد الكثير أيضًا من الأسر السعيدة المستقرة.

يجب النظر إلى الإيجابيات التي يمنحها الزواج دون السلبيات والدقة في اختيار الشريك.

وألا تفكر طوال الوقت في الطلاق وأن زوجها سوف يضربها ويطلقها لأن ليس كل زواج نهايته طلاق.

اخترنا لك أيضا: هل عدم الزواج حرام؟

إلى هنا ينتهي هذا المقال الذي تحدثنا فيه عن هل يجوز للمرأة عدم الزواج؟ كما تحدثنا عن ما هو الزواج؟ وأحكام الزواج الخمسة، وحكم إجبار المرأة على الزواج في حال رفضها له.

وتحدثنا أيضًا عن حكم رفض المرأة الزواج خوفًا من الطلاق، آملين أن نكون قد أجبنا لكم على جميع استفساراتكم بخصوص هذا الأمر وأن ينال مقالنا على إعجابكم.

مقالات ذات صلة