هل يجوز الاحتفال بالمولد النبوي؟

هل يجوز الاحتفال بالمولد النبوي؟ وما هو حكم مراسم الاحتفال بهذا اليوم؟ حب الرسول صلى الله عليه وسلم له مكانه خاصة عند المسلمين فإذا كان بيننا المصطفى اليوم لوهبنا أرواحنا جميعًا فِداه، والاحتفال بيوم مولده من حب المسلمين له، لكن ما حكم الدين في هذا الاحتفال.

هل يجوز الاحتفال بالمولد النبوي؟

يتساءل العديد من المسلمين عن هل يجوز الاحتفال بالمولد النبوي ومن أول من احتفل به:

  • أكثر من احب النبي صلى الله عليه وسلم وتفننوا في حبهم له هم الصحابة.
    • وعلى الرغم من شدة حبهم له وهو حي أو بعد مماته لم يُذكر أنهم قد احتفلوا بيوم مولده قط.
  • النبي محمد عليه أفضل الصلوات والسلام لم يحتفل به أيضًا ولم يطلب من أحد الاحتفال به قبل أو بعد وفاته.
  • وأستشهادًا بقوله سبحانه وتعالى: “قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم”، (آل عمران:31).
  • أول من احتفل بالمولد النبوي هم الفاطميون، في بداية العصر الفاطمي لكن يُذكر أن أفعالهم.
    • كانت غير صحيحة ومشكوك فيها دائمًا حتى أن بعض العلماء أخرجوهم من الملة.
  • هل يجوز الاحتفال بالمولد النبوي؟ لا، لا يجوز الاحتفال به فهو بدعة.
  • حيث أنه من يقوم بفعل في الدين لم يكن سنن الرسول ولا الصحابة فهو يعد تكذيب.
    • لقوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم) (سورة المائدة:3).
  • وقد يكون الاحتفال بهذا اليوم تشبه بالنصارى، وذلك لأنهم يقومون بشعائر احتفالية بذكرى يوم ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام (المسيح ابن مريم).
  • هذا الفعل نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم واستشهادًا.
    • بذلك في حديث شريف حيث قال: (من تشبه بقوم فهو منهم) أخرجه أحمد 2/50، وأبو داود 4/314.

شاهد أيضًا: ذكرى المولد النبوي الشريف

ما هو احتفال المولد النبوي؟

احتفال المولد النبوي هو احتفال بذكرى ميلاد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في ربيع الأول من الشهر الهجري ويتمثل الاحتفال عند البعض في:

  • تعليق الزينة في أرجاء الشوارع والبيوت والمحلات.
  • عمل بعض أنواع الحلوى تسمى (حلاوة المولد).
    • وهي غير منتشرة إلا في هذا الوقت من الاحتفال.
  • تزين دمية على شكل عروس وتسمى (عروس المولد).
  • تشغيل بعض الأناشيد والأغاني الدينية في الشوارع.
  • تقوم بعض قنوات التلفزيون بعرض الأفلام الدينية في هذا اليوم.
  • البعض الآخر يقوم بالاحتفال به عن طريق الاعتكاف بالمسجد أو المنزل وقراءة القرآن والصلاة وقد يصوم البعض للاحتفال أعتقاًد منهم بأن الأجر مضاعف.
  • قد يقوم البعض بعمل حلقات ذكر بالمنزل أو المسجد.
  • البعض قد يستعين بالنبي صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم ليستجيب لهم ما يتمنون وهذا وعلى الرغم من أنه حبًا لنبي الله إلا أنه قد يعد شرك بالله والله أعلم.
  • استشهادًا بالحديث الشريف (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده، فقولوا عبد الله ورسوله).
    • أي لا يمكن الزيادة في مدح الرسول ودعائه بدلًا من الله عز وجل.

اختلاف حكم الاحتفال بالمولد النبوي

يختلف حكم الاحتفال بالمولد النبوي بين السُنة والصوفية منذ القِدم،  فما السبب وراء ذلك:

  • حيث يقول ابن باز العالم السعودي السلفي أن الاحتفال بالمولد النبوي ما هو إلا بدعة.
  • وذلك لأن لا الرسول ولا الصحابة ولا التابعين القدماء مثل الأئمة الأربعة (أبي حنيفة والشافعي وابن حنبل والمالكي) ولا الحديثين مثل البخاري وصحيح مسلم احتفلوا به.
  • ويرى أن الله سبحانه وتعالى مًن على المسلمين بعيدين في السنة للاحتفال وهما الفطر والأضحى.
  • وعلى النقيض الآخر فإن الصوفية أكثر من اهتموا بهذا الاحتفال بل ويحتفلون بموالد أولياء الله الصالحين.
    • حيث يقومون بحلقات ذكر وقول أناشيد.
  • حيث يقومون بالبكاء الشديد والحزن في وقت الحزن والفرح الشديد في موالد الميلاد، وهذه هي طرقهم للوصول لحالة من صفاء الذهن الروحاني.

شاهد أيضًا: حكم الاحتفال بالمولد النبوي

رأي بعض مفسري الأزهر

بعض شيوخ الأزهر لم يجدوا أي خطأ في فكرة الاحتفال بالمولد النبوي، على الرغم من أنهم من أهل السنه:

  • حيث قال البعض أن الاحتفال بالمولد النبوي ما هو إلا حبًا للرسول ويجوز طالما لم تقوم مراسم الاحتفال على ما يغضب الله حتى لو لم يكن الاحتفال فريضة.
  • ولأن مراسم الاحتفال تقوم على مدح النبي وقراءة القرآن وذكر الله.
    • وهنا يُطلقون على الاحتفال اسم البدعة الحسنة كما قال العسقلاني.
  • ويرى عالم آخر أنها بدعة حسنة ومن يقوم بها له الثواب والأجر من الله.
  • رأي البعض الآخر أن الرسول احتفل بيوم مولده عن طريق صوم يوم الاثنين حيث تم سؤاله عن سبب صومه لهذا اليوم، قال أنه يوم ميلاده.
  • فرجح البعض أنه بهذا يمكن الاحتفال بالمولد النبوي وكلً على طريقته طالما لا نقوم بما يخالف الدين.

مناقشة أهل العلم مع من يحللون هذه البدعة

تناقش بعض أهل العلم مع من يقولون أن الاحتفال بالمولد النبوي ليس بدعة ويجوز الاحتفال به:

  • حيث قالوا بأنه تعظيمًا وحبًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
    • وهنا جاء رد أهل العلم بأن إظهار حبك لرسول الله يكون عن طريق السير على نهجه وتعاليمه والقرب من الله عز وجل.
  • كما اتخذوا أيضًا هذا الاحتفال حجة بسبب فعل الكثير من البلدان هذا الفعل.
    • وكان رد أهل العلم بأنه حتى لو كان العالم أجمع على أن هذا الفعل ليس ببدعة فالثبات على ما قام به رسول الله.
  • وما أمرنا به رسولنا الكريم ليس فيه أن نحتفل بيوم مولده.
    • وإذا كان هذا الأمر صحيحًا لكان الصحابة والتابعين احتفلوا به.
  • قالوا إن الاحتفال به ما هو إلا إحياءًا لذكرى ميلاده، رد أهل العلم بإن ذكرى المصطفى في حياتنا دائمًا وفي عقلنا.
  • حيث أن في الصلاة والآذان وكل ما يمكن فعله تماشيًا مع تعاليم الرسول ما هو إلا إحياءًا لذكراه يوميًا.
  • قولهم بأنها بدعة حسنة لأنها تساعد على ذكر الله والرسول.
    • كان رد أهل العلم بأن ليس هناك ما يسمى بدعة حسنة.
    • فجاء قول رسولنا الكريم أن كل بدعة ضلالة، ولم يقل بعض البدع ضلالة.
  • يقول البعض أن الاحتفال جيد وذلك لأنها تجعل الناس يقوم بقراءة السيرة الذاتية للرسول صلى الله عليه وسلم.
  • جاء رد العلماء بأن السيرة الذاتية يمكن قراءتها بأي وقت وأي يوم، أي غير مقتصر قراءتها في هذا اليوم فقط وهذا يندرج تحت بند البدع.

شاهد أيضًا: أشعار عن المولد النبوي الشريف

وأخيرًا، تم معرفة هل يجوز الاحتفال بالمولد النبوي أم لا، ومعرفة أول من احتفل به وما حكم الاحتفال به، واختلاف رأي المفسرين والشيوخ في الاحتفال بهذا اليوم، ورأي أهل العلم وردهم على من يحللون هذه البدعة.

مقالات ذات صلة