هل يجوز طلاق الحامل

وضع الله أكثر من رخصة لمنع وقوع الطلاق، لما فيه من مفاسد، وتهدم للأسرة خصوصاً، وللمجتمع عموماً، فالأسرة جزء من المجتمع فإن فسدت فسد المجتمع، لذلك جعل الله الطلاق هو أبغض الحلال.

وجعل له أكثر من عذر، وظرف، للعودة، واستقامة الحياة مرة أخرى، منعاً لتدمير الأطفال، واختلفت الآراء في وقوع الطلاق للحامل، وهل يقع؟ أما لا يجوز؟ لذلك في مقالنا هذا سنتحدث عن هل يجوز طلاق الحامل؟

حالات لا يقع فيها طلاق الحامل

  • الطلاق من الأمور السيئة التي تقع كثيراً في المجتمعات، وتؤدي إلى ضياع الكثير من الأسر.
  • وكذلك فساد المجتمع، وتشرد الأطفال في كثير من الأحيان، لذلك نجد أن الشرع قد أقر لنا أمور الطلاق.
  • ووضع لها الكثير من المعاذير، والظروف التي تحيط بها، فجعل تطليق المرأة ليس بالأمر السهل الهين.
  • وذلك حفاظاً على الأسرة المسلمة من الضياع، وفقدان الأطفال، أو حرمانهم من أحد والديهم.
  • لذلك أبطل الله يمين الطلاق، أو أجاز عدم وقوعه في بعض الحالات كالآتي:
    • الحائض.
    • النفساء (الفترة التي تلي فترة الولادة مباشرة وتمتد حتى أربعون يوماً).
    • الطاهر التي مُست، بمعنى أوضح (أي الزوجة التي ليست بحائض، أو نفساء لكنها تم جماع بينها وبين زوجها فلا يقع طلاقها حتى تحيض، ثم تطهر، وللزوج الحرية في تطلقيها أو الإمساك عليها).

شاهد أيضا: هل يجوز خروج المطلقة في العدة

هل يجوز طلاق الحامل؟

  • أما بالنسبة لما يقال على أن طلاق الزوجة الحامل لا يجوز فهو أمر ليس بالصحيح البتة.
  • حيث أن بعض العوام تحدث لديهم بلبلة في ذلك الأمر، فيظنون أن المرأة الحامل لا يجوز لها طلاق.
  • وفي الحقيقة لا أحد يعرف من أين جاء هذا الظن، ولا سند، ولا أصل لذلك.
  • فلم يأتي أهل العلم أو الفقهاء بما يستدل به على أن الحامل لا يقع عليها الطلاق.
  • ولكن هذا الأمر كان بالإجماع من العلماء والفقهاء عن أن طلاق الحامل يجوز، وهو ليس محل خلاف أبداً.
  • فالمرأة الحامل يقع طلاقها، وجاء لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال لابن عمر عندما قام بتطليق زوجته وهي حائض: (أن يمسكها أي لا يطلقها حتى تحيض أي تكمل حيضها ثم تطهر منه).
  • وقال له: (ثم ليطلقها طاهراً أو حاملاً) فرسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقر بوقوع طلاق الحامل.
  • وكذلك أقر بوقوع طلاق المرأة التي لم تمس، أي التي لم يجامعها زوجها.
  • حيث أن تطليق المرأة الحامل ليست فيه أي مشكلة، بل يعد سنة أي أن طلاقها سنة وليس بدعه.
  • على عكس الحالات الأخرى التي حددها رسول الله، وهما الحائض، والنفساء.
  • فإذا كانت المرأة في حالة الحيض، أو النفاس، فطلقت لا يقع طلاقها في ذلك الوقت.
  • ولكن وجب عليه أن ينتظرها حتى تطهر من نفاسها، أو من حيضها، فإذا رغب بعد ذلك في تطليقها فليقم.
  • وإن لم يرغب فليمسكها، أي يبقيها على ذمته.
  • ودلالته على ذلك موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما غضب من ابن عمر عندما طلق زوجته وهي حائض.
  • كذلك فإنه إذا كانت المرأة على طهارة أي ليست بحيض أو نفساء.
  • ولكن مسها، أي جامعها فعندها لا يقع طلاقه حتى تحيض ثم تطهر وذلك لقول الرسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثم ليطلقها قبل أن يمسها)، فتلك العدة التي أمر الله أن تطلق لها النساء.

القرآن الكريم أقر وقوع طلاق الحامل والطاهر دون مسيس

  • ثبت في قول الله تعالى سبحانه في كتابه الكريم: (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن)، سورة الطلاق١.
  • وهكذا أقر العلماء بتفسير ذلك أي بالطاهر من النساء من دون جماع.
  • وهذا معنى الآية الكريمة، فمعنى كلمة طلقهن لعدتهن، أي يقوم الزوج بتطليق زوجته وهي طاهر دون مساس بها.
    • أو حامل يظهر حملها، وهذا من السنة الشريفة، ومن الحالات التي أقر فيها الشرع تطليق الزوجة.
  • إذاً فالسنة هي تطليق الزوجة وهي حامل يظهر حملها أو وهي طاهرة دون مساس للزوج بها.
  • أما البدعة فهي في ثلاث مواضع إما أن تكون حائضاً، وإما أن تكون نفساء.
  • وإما ان تكون طاهراً قام الزوج بمساسها وأراد تطليقها بعد ما جامعها.

حكمة الله في طلاق الحامل والطاهر دون مسيس

  • وضع الله تلك القواعد والشروط للمحافظة على الحياة الزوجية، والمحافظة على الأسرة، وحفظ الأطفال كما ذكرنا من الضياع.
  • حيث أن الشرع أراد عدم وقوع الطلاق، والرغبة في استمرار الحياة والنجاح.
    • لما في ذلك من نفعً كبير وخير كثير للصالح العام.
    • لذلك جعل الله طريق الطلاق ضيق الحدود.
  • وبالتالي جاء على الحائض أو النفساء أو الطاهر التي مست أنه لا يجوز وقوع الطلاق معها.
  • فلربما يقع الأحسن، وربما يتحسن الحال، ويرجع الوئام مرة أخرى، فجعل الله الطلاق في حالتين:
    • إما أن تكون حاملاً.
    • وإما أن تكون طاهراً لم تمس.
    • لأن في تلك الحالتين لا يوجد ما يمنع الجماع معها.
  • بمعنى أوضح، تكون الزوجة صالحة للجماع إن كانت طاهرة فيرغب في جماعها.
  • وإن كانت حاملاً فهي أيضاً طاهرة رغب في جماعها، وفي حال جامعها أصبحت طاهراً قد مست ولذلك لا يقع طلاقها.
  • وهنا تأتي حكمة الله، فمعنى ربما تتحسن الأحوال أو يحدث الوئام المقصود بها أن يشتهي الزوج زوجته حال طهرها.
  • فهي في تلك الحالة تكون مرغوبة في الجماع، أما في الحمل فتحركه غريزة الأبوة بأن يرى ما هو منه.
    • أو يرغب في تربية طفله، وأن يشاهده وهو يكبر أمامه.
  • فلربما عندما يراه يرق قلبه ولا يرغب في هدم الأسرة وتستقيم الحياة.
  • وكل ذلك هو من حكمة الله ورحمته بنا سبحانه وتعالى، فجعل الطلاق في هاتين الحالتين.

للتعرف على المزيد: هل يجوز رجوع الزوجين بعد الخلع؟

تأخير الله لوقوع الطلاق لاستقامة الحياة

  • أما حكمة الله من عدم وقوع الطلاق في حالة الحيض أو النفاس، أو في حاله الطهر عند المسيس.
    • لأنها تكون في حالة عدم طهارة، وقد يشتاق إليها لعدة أيام عند حيضها أو نفاسها.
  • فعندما تطهر تصبح متاحة له، ويرغب فيها فيجامعها، فلا يقع طلاقها.
  • وتبقى كذلك لا يقع طلاقها حتى تحيض ومن ثم وهي حائضة لا يقع طلاقها كذلك، إلى أن تطهر.
    • وعندها تحدث الكرة مرة أخرى فلربما يشتاق إليها فيجامعها، وهكذا.
  • وإن لم يجامعها، وطلقها وهي طاهرة دون مساس فعندها يقع الطلاق.
  • وفي الحقيقة فإن هذا في باطنه رحمة كبيرة من الله، لدرء المفاسد، وتأخير الطلاق، حتى لا تتفكك الأسرة
  • ويكون الأطفال هم من يدفعون الضريبة، وفي الواقع فإن ليس الأطفال فقط هم من يدفعون الضريبة.
  • لكن المرأة والرجل كذلك، فلربما يتأخر الرجل عن الزواج، أو تتأخر المرأة عن الزواج فيحرم كلاهما الاستقرار.
  • لذلك شرع الملك جل وعلا أكثر من سبب لاستقامة الحياة الزوجية.
    • وتقليل الطلاق، وبقاء النكاح، فتبقى الزوجة في كنف زوجها إلى ما شاء الله وينعم الأولاد بالاستقرار، ودفء أبويهما.
  • فكان الحيض والنفاس والمسيس عند الطهر هم حالات أو أسباب عدم وقوع الطلاق.
  • أما الحامل فيجوز طلاقها برأي جميع العلماء والفقهاء.

نرشح لك أيضا: هل يجوز للمرأة المتوفي زوجها مشاهدة التلفاز؟

وفي ختام مقالنا الذي تناولنا فيه حكم هل يجوز طلاق الحامل، وكذلك تطرقنا إلى حالات عدم وقوع الطلاق كما وضحنا.

بالإضافة إلى حكمة الله في ذلك، فنرجو أن نكون قد قدمنا لكم محتوى مفيد وهادف، ونتمنى منكم نشر المقال على وسائل التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.

مقالات ذات صلة