هل يجوز تربية الكلاب في المنزل؟

هل يجوز تربية الكلاب في المنزل من الناحية الدينية أم لا، وهل يوجد ما يمنع ذلك حتى وإن كانت بغرض الحراسة وسوف يتم وضعها في حديقة المنزل أو الشرفة الخاصة به.

وإذا كان ذلك متاح فما هي الشروط التي يجب أن تتوفر لعمل ذلك، كل هذه الأسئلة وأكثر تطرح علينا بخصوص اقتناء الكلاب، وسوف يتم توضيح كل هذه الإجابات إليكم للفصل في ذلك الأمر.

هل يجوز تربية الكلاب في المنزل؟

مصدر التشريع لدينا هو دار الإفتاء المصرية، والتي نرجع لها في كل الأحكام التي فيها خلافات مثل اقتناء الكلاب في البيت، ورد دار الإفتاء جاء كما يلي:

  • شيوخ دار الإفتاء قالوا إن يجوز أن يربي الشخص كلب في بيته، سواء كان هناك سبب لذلك أو لا ما عدا في بعض الحالات التي تجعل تربيتها لا تجوز شرعاً.
  • الحالات التي نهى الأزهر عنها في تربية الكلاب كانت من أجل استخدامها لرهبة الغير من الأصحاب والجيران، أو استعمالها مظهر خارجي للتكبر على الآخرين.
  • تباينت أراء أصحاب المذاهب بخصوص ذلك الأمر، حيث قال علماء الحنفية والحنابلة أن الكلب طاهر، لكن ملامسة اللعاب الخاص به أو دموع عينيه يعد نجاسة.
  • رأي علماء المالكية أن الكلب طاهر بكل ما فيه حتى لعابه ودموعه، والمخاط الذي ينزل من فمه.
    • الشيء الوحيد الذي كان بينهم وبين بعض اختلاف به هو شعره، حيث قال البعض أنه طاهر والآخر قال غير ذلك.
  • جاء في حديث شريف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أمسك كلبًا فإنه ينقص كل يوم من عمله قيراط، إلا كلب حرث أو ماشية»، وفي رواية أخرى: «إلا كلب غنم أو حرث أو صيد».
  • استند بعض العلماء إلى الحديث السابق ذكره وقالوا أن تربية الكلاب يجب أن تقتصر على تلك الأغراض فقط.
    • لكن البعض الأخر رأى أنه يجوز الزيادة على هذه الأسباب طالما يوجد حاجة لفعل ذلك.

شاهد أيضاً: ما حكم الماء المتطاير من تطهير بقعة نجسة؟

هل يجوز تربية الكلاب في المنزل عند المالكية؟

تشابه رد المالكية على حكم اقتناء الكلاب مع ما أصدرته دار الإفتاء، لأن المصدر لدار الفتوى هو ذلك المذهب وما يراه علماء ذلك المذهب بخصوص ذلك الأمر هو التالي:

  • شيوخ المذهب المالكي يروا أن الكلب من الحيوانات التي ليس بها أي نجاسة، ولا تسببها في البيت عند تربيتها.
  • الكلاب في مذهب المالكية يمكن لمسها باليد أو البشرة، دون أن يحتاج الشخص إلى الاغتسال أو تنظيف المكان الذي لامس الكلب.
  • لعاب الكلب أيضاً في ذلك المذهب لا يفقدك الوضوء، ولا تحتاج بعده إلى تطهير نفسك.
  • النجاسة في الكلاب تقتصر على الإناء الذي يأكل به، أو يشرب به.
    • حيث لا يجوز استعماله إلا بعدما يتم تنظيفه وغسله جيداً سبع مرات، واحدة منهم يجب أن تكون بالتراب.
  • الكلاب وجودها لا يمنع الملائكة من دخول المنزل.
    • حيث أن هناك الكثير من الملائكة التي تلازم الإنسان بداية من ميلاده وحتى وفاته في كل وقت.

التعامل مع الكلاب داخل المنزل

إذا اتخذت قرار شراء أو تربية كلب في منزلك، هناك عدد من الأمور عليك أن تلتزم بها مثل ما يلي:

  • لا تحكم على المكان بالنجاسة لمجرد وجود كلب فيه خاصة إذا لم تكن متأكد من ذلك.
  • يراعى ملامسة كل الأجزاء الجافة في الكلب بقدر الإمكان لأنها هي التي ليس عليها خلاف.
    • كما أن ملامسة الجاف للجاف تعد طهارة.
  • لا تحتاج إلى الوضوء مرة ثانية لمجرد لمس الكلب لأنه لا ينقض الوضوء.
  • نهاية الأمر أن الشخص يستطيع أن يحتفظ بكل في منزله، وذلك ليس ضغط الضوابط الشرعية.
    • خاصة إذا كانت هناك ضرورة تستلزم ذلك مثل أن يساعد شخص فقد حاسة البصر، أو لديه مشكلة في قدميه ولا يستطيع المشي، أو طفل من متلازمة داون.
  • إذا كنت تريد تفادي الخلافات الخاصة بالفتوى بخصوص تربية الكلاب عليك وضع الكلب في حديقة منزلك.
  • أما إذا لم يكن بإمكانك ذلك فعليك اتخاذ مكان مخصص للصلاة، وغلقه جيداً حتى لا يدخل الكلب به.

هل يجوز تربية الكلاب في المنزل للحراسة؟

هذا الغرض يعد هو الهدف الأول من وراء اقتناء الكلاب في المنزل ويرى الفقهاء بخصوص ذلك الأمر ما يلي:

  • تربية الكلاب تتم نتيجة الحاجة لها، وأول هذه الأسباب هي القيام بالحراسة سواء كان ذلك من أجل الحفاظ على ماشية أو حيوانات يقتنيها الشخص في منزله، حتى يمنع عنها السرقة، أو أذى الحيوانات المتوحشة مثل الضبع والذئب.
  • قال أبو هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنِ اتَّخَذ كلبًا، إلا كلبَ ماشيةٍ أو صيدٍ أو زرعٍ، انتَقَص من أجرِه كلَّ يومٍ قِيراطٌ، قال الزُّهرِيُّ: فذُكِر لابنِ عُمَرَ قولُ أبي هُرَيرَةَ، فقال: يَرحَمُ اللهُ أبا هُرَيرَةَ، كان صاحبَ زرعٍ)،
  • هذا الحديث يشير إلى أنه يجوز حراسة الكلب للبيت، لكن إذا لم يستدعى الأمر ذلك فلا حاجة له.
  • كلاب الصيد التي يستخدمها الصيادين لا غنى عنها وتعامل معاملة كلاب الحراسة من الناحية الدينية.

شاهد أيضاً: ما حكم دخول الذكر في الدبر بالخطأ؟

أحكام دينية وشرعية أخرى متعلقة بالكلاب

بعد توضيح هل يجوز تربية الكلاب في المنزل نستكمل توضيح بعض الأحكام الأخرى التي تتعلق باقتناء الكلاب مثل ما يلي:

  • رطوبة الكلب تعد نجاسة، أما دموع عينيه لا تعد كذلك وذلك في مذهب الحنفية، أما المالكية يروا أن الكلب طاهر في عينه.
    • ودليل ذلك لديهم هو أصل الأشياء حيث أن الحيوان الذي لا يذبح يكون كل ما يخرج منه نجس.
  • يرى علماء الحنابلة والشافعية أن الشخص لا يمكنه أن يتاجر في الكلاب والقيام ببيعها إلى شخص أخر نهائياً.
    • واعتمدوا في ذلك على حديث ذكره عقبه بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه (نَهَى عَن ثمنِ الكَلبِ، ومَهْرِ البغيِّ، وحُلوانِ الكاهنِ).
  • فقهاء الحنفية والمالكية كان لهم رأي عكس ذلك حيث قالوا إنه من المباح بيع الكلاب.
    • ودليلهم على ذلك أن الكلاب في حد ذاتها تعد مثل الأموال من حيث الفائدة والحصول على منفعة منها في الواقع.
  • هناك بعض فقهاء المالكية قسموا الكلاب إلى قسمين، الأول مأذون فيه وهذا بيعه مباح.
    • أما الغير مأذون به لا يجب أن يتاجر فيه الشخص ويعطيه لشخص مقابل المال.
  • إناء الكلب يرى فقهاء الحنابلة والشافعية أنه من الضروري غسله إذا سئل به لعاب الكلب سبع مرات، والأولى منهم يستلزم أن تكون بالتراب.
  • فقهاء المالكية أكدوا عدد مرات تنظيف الإناء لكن قالوا إن لا حاجة إلى الترتيب مع الغسل.
  • أخيراً علماء الحنفية قالوا إنه يجب غسله عدد فردى من المرات ليكن ثلاث، أو خمسة، أو سبعة.

شاهد أيضاً: ما حكم سب الدين عند الغضب وما كفارته؟

قدمنا الإجابة الخاصة بسؤال هل يجوز تربية الكلاب في المنزل مع اختلاف المذاهب الدينية، والجدير بالذكر أن الكلب حيوان وفى له العديد من الفوائد حيث يقتنيه البعض من أجل حراسة المكان، أو استعماله في أغراض الصيد ولا غنى عنه في تلك الأغراض ويجوز اقتناءه طالما لا يسبب ضرر لأحد.

مقالات ذات صلة