هل يجوز لبس الملابس التي أصابها مني

هل يجوز لبس الملابس التي أصابها مني؟، فهو سؤال محير يسأله أشخاص لا يعلمون الكثير عن أحكام الطهارة في دينهم.

لذلك اخترنا هذا السؤال ليكون موضوع اليوم، لنتحدث عن حكم الدين في ذلك، مع آراء العلماء في هذا الموضوع.

ما هو المني؟

  • هو سائل له لون أبيض يشبه الحليب، ذو رائحة نفاذة مثل حبوب الطلع أو اللقاح، وهو ينزل عندما يصل المرء إلى إصابة شهوته.
  • وإصابة الشهوة لها عدة طرق محللة مثل مجامعة الزوجة، ومحرمة عافانا الله مثل مجامعة امرأة بدون عقد زواج.
  • أو مشاهدة الأفلام الإباحية، حتى ينزل الرجل سائله المنوي بدون مجامعة.
  • أو أن يقوم المرء بعمل العادة السرية، أو ما يعرف بملامسة نفسه حتى يأتي شهوته.

ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: هل يجوز غسل الملابس النجسة بالماء فقط؟

هل يجوز لبس الملابس التي أصابها مني؟

  • يحدث أحيانًا أن يضطر المرء لارتداء ملابسه الداخلية، التي جامع فيها زوجته مرة أخرى.
  • لكنه يتساءل هل يجوز له أن يرتديها مرة أخرى دون تطهيرها؟
  • ومصل هذا السؤال أجاب عنه أحد علماء الأزهر، بأنه يجوز بالفعل ارتداء الملابس التي أصابها المني، لكن يجب أولًا غسل الموضع الذي به مني.
  • وفي حالة كان المني جاف على الملابس، يمكن للمرء أن يفركه، ولا يحتاج لغسله.
  • وفرك الملابس من المني استند فيه لما ورد عن السيدة عائشة زوجة الرسول عليه الصلاة والسلام عندما قالت: “كنت أفرك المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يذهب فيصلي فيه”

حكم نجاسة الملابس التي لحق بها المني

سأل أحد الرجال شيخ أزهري قائلًا له: “هل الملابس التي كنت ارتديها أثناء مجامعة زوجتي نجسة؟ أم يمكنني الصلاة بها؟” وكان جواب الشيخ عليه كالآتي:

  • أنه يمكن له الصلاة في هذه الملابس أن كان الرجل متأكدًا من عدم إصابتها بالمني، أما إن لحق بها بعض المني فيجب عليه استبدالها بأخرى نظيفة.
  • على أن يقوم بتطهير هذه الملابس بغسل الموضع الذي نزل عليه المني، قبل أن يصلي بها مرة أخرى.

رأي الإمام مالك في الثوب الذي لحقه المني

  • أفتى الإمام مالك صاحب المذهب المالكي، بأنه لا يجوز ارتداء الملابس التي لحق بها المني، ولا يجوز الصلاة بها دون غسلها.
  • حيث رأى الإمام أن المني يعد من المنجسات، والذي يجب الغسل منه حتى تصح الصلاة للمسلم.
  • من هنا كانت إجابة هل يجوز لبس الملابس التي أصابها مني؟ من وجهة نظر الإمام مالك أنه لا يجوز ارتدائها مرة أخرى أو الصلاة فيها دون غسلها.
  • وقد استند الإمام مالك في رأيه هذا إلى ما ورد عن السيدة عائشة التي قالت: “كان الرسول عليه الصلاة والسلام يغسل المني ثم يخرج إلى الصلاة في ذلك الثوب، وأنا أنظر إلى أثر الغسل فيه”.
  • رأي الإمام أبو حنيفة النعمان في الثوب الذي لحقه مني.
  • أما الإمام أبو حنيفة فقد اتفق مع الإمام مالك في إجابة هل يجوز لبس الملابس التي أصابها مني؟ بعدم جواز ارتداء تلك الملابس دون تطهيرها من المني.
  • لكن اختلف أبو حنيفة عن الإمام مالك بعدم ضرورية غسل الثوب كله.
    • بل اكتفي الإمام أبو حنيفة بفرك موضع المني عندما يجف على الثوب فقط.
  • وقد استند في قوله هذا على ما ورد عن السيدة عائشة من أنها كانت تفرك ثوب الرسول الذي لحق به المني وجف عليه، ثم يرتديه ليذهب للصلاة.

كما يمكنك التعرف على: طرق بسيطة لتبيض الملابس البيضاء والمحافظة عليها من الاصفرار

أيهما أفضل غسل الثوب أم فركه؟

  • لا تنس عزيزي القارئ أن السيدة عائشة عندما كانت تفرك ثوب الرسول من المني، كانت تفعل ذلك لقلة الماء وقتها.
  • وأنه صلى الله عليه وسلم عندما كان يرتدي نفس الثوب ليذهب للصلاة.
    • لم يكن وقتها لديهم رفاهية امتلاك أكثر من ثوب مثل عصرنا الحالي.
  • لكننا اليوم أصبحت المياه متوفرة في كل منزل، إذا زيادة في اليقين لابد من عدم ارتداء الثوب الذي لحقه المني.
  • خاصة وأننا أصبحنا الآن نمتلك كثير من الثياب، وبعيدًا عن جواز الصلاة بهذا الثوب الذي لحقه المني.
    • فأظن أن الشخص أصبح يمتلك كثير من البدائل.
  • ولديه إمكانية تغيير ملابسه التي أصابها المني، بأخرى نظيفة طاهرة فيصلي بها وهو مطمئن لصحة صلاته.

آراء العلماء في نجاسة المني

  • اجمع جمهور الفقهاء على أن المني ليس نجس بل هو طاهر، وإنما رأي العلماء فركه أو غسله، لما ورد في السنة من هذا الشأن.
  • في أن السيدة عائشة كانت تفرك ثوب الرسول عليه الصلاة والسلام، فإن كان الثوب غير طاهر، كان الرسول امتنع عن الصلاة فيه أليس كذلك؟
  • أما الإمام مالك وأبو حنيفة فهما من القلة التي رأت أن المني نجس.
    • ولابد من غسل الثوب الذي لحقه المني، كما يتوجب على المرء الغسل من الجنابة.
  • وقد اتفق مع الإمام مالك وأبو حنيفة بعض الفقهاء مثل الثوري، والأوزاعي، في أن المني من المنجسات.

أدلة العلماء في نجاسة المني

  • استدل العلماء على نجاسة الثوب الذي لحقه المني، في أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يقوم بغسل الثوب إن كان المني لم يجف من عليه.
  • وأنه كان يفرك المني في حال كان جاف على الثوب وبعدها يذهب للصلاة، فلو كان المني طاهر، ما كان الرسول غسله أو فركه من الثوب والله أعلم.
  • ومن أدلة العلماء أيضًا لنجاسة المني، أنه يخرج من نفس مجرى البول، والذي بدوره إن لحق الثوب يتوجب تطهيره قبل الصلاة فيه.
  • هذا حال البول ويمكننا قياس حكم البول على المني، لأن كل ما يخرج من مجرى البول لابد وأن يكون مبطل للطهارة والله أعلم.
  • لكن هناك رأي مضاد للسابق في أن المني إن كان نجس ما كان الرسول عليه الصلاة والسلام ذهب بنفس الثوب للصلاة بعد الفرك أو الغسل.

كما يمكنك التعرف على: أنواع النجاسات وكيفية التطهر منها

في نهاية رحلتنا مع موقع مقال دوت كوم maqall.net، بالنسبة لهل يجوز لبس الملابس التي أصابها مني؟

لا يجوز ارتدائها إلا بعد غسل موضع المني في الثوب، لكن يفضل تبديل الثوب بآخر نظيف، قطعًا للشك ولتأكيد الطهارة بإذن الله.

مقالات ذات صلة