معنى الذوق العام

انتشر مفهوم الذوق العام في أغلب المجتمعات العربية بشكل كبير، لدرجة أن بعض الدول العربية مثل المملكة العربية السعودية والأردن وضعت قوانين خاص تحت مسمى الذوق العام.

ويعتبر الذوق العام من ضمن الأخلاق الحسنة، فيظهر على من يتصف بصاحب الذوق الطيبة وحسن الأخلاق ورقي تعامله مع الناس ومراعاة مشاعر الآخرين في ظروفهم المختلفة.

ما معنى الذوق العام

مدح الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ووصفه بتمتعه بالأخلاق الكريمة والذوق العام فقال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: 4] وكذلك مدح صلى الله عليه وسلّم أصحاب الخلق العظيم في قوله:

(إنَّ من أحبِّكم إليَّ وأقربِكم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنُكم أخلاقًا، وإنَّ أبغضَكم إليَّ وأبعدُكم مني يومَ القيامةِ الثَّرْثَارُونَ والمُتَشَدِّقُونَ والمُتَفَيْهِقونَ، قالوا: يا رسولَ اللهِ ما المتفيهقون؟ قال: المتكبِّرونَ) [حسن]، وهناك بعض مظاهر الذوق العام يجب على المسلم الالتزام بها.

اقرأ أيضا: الذوق العام فى الكتاب والسنة

مظاهر الذوق العام

  • يجب الاستئذان قبل دخول المنزل وعلينا الانتظار حتى يسمح من في المنزل بالموافقة بالدخول قال تعالى في كتابه العزيز﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون﴾.
  • وأيضاً إفشاء السلام على كل من مر علية من المسلمين وهذا من آدب الذوق العام.
  • المصافحة باليد فهي توثق الروابط بين الناس وتقويتها.
  • التبسم في وجهه من حولك ووقد جعل صلى الله عليه وسلّم ذلك من الصدقات، فقال: (تبسُّمُك في وجهِ أخيك صدقةٌ)
  • خفض الصوت أثناء الكلام وتجنب الصراخ، لأنه ليس من الذوق الصوت العالي بدون أي سبب أو مبرر.
  • تجنب النظر بصفه مستمرة على أوجهه الناس بدون سبب وكذلك تجنب طرح أسئلة عن تفاصيل حياتهم الشخصية احتراما لخصوصياتهم.
  • النظافة العامة حيث لا يجب رمى القمامة على الطرقات.
  • تقدير والاشتراك في الظروف الخاصة كحالات العزاء وتوفير الراحة للمرضى ومساعدة كبار السن فيجب مراعاة ظروف هؤلاء الأشخاص والوقوف بجانبهم.
  • عند أخذ موعد مع أحد لزيارته لا تأخذ معك أحد زائد مثل صديق أو قريب وهذا دون علم صاحب المنزل.
  • الانتباه بنظافة وشكل ثيابك والطريقة التي تتناول بها طعامك.
  • تقدير مشاعر الآخرين سواء كان في أوقات الحزن أو أوقات الفرح.
  • لا تتفاخر بنجاح قد قمت به أمام أحد لم يستطيع الوصول إلى هذه النجاح سواء كان في مجال العمل أو الدراسة ولا تتعالى بامتلاكك المال أو أشياء لا يستطع الشخص الآخر امتلاكها.
    • قال تعالى (وقولوا للناس حسناً).
  • كذلك في الحديث الشريف (الكلمة الطيبة صدقة)، فالكلمة الطيبة قد ترفع من شأن شخص وتقوي من إرادته وعزيمته وهناك شخص يمكن أن تحطم من عزيمته بسبب تجريحه بالكلمة السيئة.

كيفية اكتساب الذوق العام

  • قراءه وتدبير القرآن الكريم حيث نتعلم الكثير من الآداب التي تعتمد عليه في صلاح حياتنا.
  • التأمل ودراسة السنة النبوية فرسول الله عليه الصلاة والسلام هو من نقتدي به كصورة عملية بأحاديثه النبوية وسيرته العطرة.
  • التعلم والاقتداء بسيرة الصحابة رضوان الله عليهم.
  • التمسك بالعادات والتقاليد ففيها تحمل الكثير من المعايير والصفات الحميدة التي تخدم الذوق العام.
  • قراءة الكتب والمرجعيات والاستفادة بكل ما هو يخص آداب الذوق العام.
  • متابعه وسائل الإعلام الهادف.

كما يمكنكم التعرف على: إذاعة مدرسية عن الذوق العام مميزة

لائحة الذوق العام

سنعرض لكم بعض اللوائح التي أدرجت تحت مسمى الذوق العام التي وضعتها للمملكة العربية السعودية والتي كانت ضمن قوانين البلد:

  • يفرض لوائح وقوانين الذوق العام على كل شخص يتردد على هذه الأماكن.
  • يفرض على كل شخص يتواجد في الأماكن العامة أن يحترم التقاليد والعادات والثقافات الرائجة فالمجتمع.
  • يمنع منع باتاً الظهور في الأماكن العامة بملابس غير محتشم.
  • ممنوع لبس أي نوع من أنواع الملابس يوجد عليها أشكال أو صور أو عبارات تسئ للذوق العام.
  • منع كتابة أو رسم أي شيء على جدران الأماكن العامة أو على وسائل المواصلات العامة.
  • لا يسمح أثناء تواجده في الأماكن العامة قول أو فعل شيء فيه إيذاء للناس المتواجدة معه ولا يحاول أخافتهم أو إضرارهم بأي طريقة من الطرق بل يساعد في منع أي خطر يمكن أن يحدث لأي أحد متواجد معه في نفس المكان.
  • كما أن من مخالفات الذوق العام تشغيل الموسيقى بصوت عالي فالأماكن العامة أو التجمع لإقامة الحفلات في الأماكن الغير مخصصة لذلك.
  • عدم رمي أعقاب السجائر والنفايات من خلال نوافذ السيارات على الشارع ولا إلقائها المارة نفاياتهم فالطريق.
  • ممنوع الجلوس في الأماكن المخصصة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
  • تقوم وزارة الداخلية بفرض العقوبات المالية على كل من يكسر هذه اللوائح وقام بفعل شيء مخالف لما ذكر.

مخالفات الذوق العام

كما ذكرنا سابقاً أن الكتابة والرسم على الجدران تمنع منعاً باتاً هذا أن لم يأخذ هذا الشخص التصريح من الجهات المعنية بذلك، أو من قام بارتداء ملابس غير محتشمة أو صدر منه قول أو فعل غير لائق.

الجدير بالذكر أن عقوبة كل من أرتكب أحد هذه المخالفات غرامه ما يقرب من 5 آلاف ريال سعودي بالإضافة إلى زيادة العقوبة على من كرر هذه المخالفات في نفس العام.

آثار المحافظة على الذوق العام

  • كسب محبه ورضا الله سبحانه وتعالى.
  • كسب محبه الناس واتصافك بأنك صاحب الذوق المميز.
  • ترابط المجتمع وتماسكه وانتشار المحبة بين أبنائه.
  • تقدم المجتمع ورقيه وازدهاره في جميع تخصصات الحياة المختلفة.

كما يمكنكم الاطلاع على: كلام عن قلة الذوق والاحترام

مفهوم الذوق لغة واصطلاحًا

الذوق في اللغةً

الذوق لغةً يُشير إلى القدرة على التمييز بين الجميل والقبيح، وبين الصحيح والخاطئ، والتصرف بما يليق ويحافظ على اللياقة والأدب.

الذوق في الاصطلاح

في السياق الاصطلاحي، الذوق يُعرف عادةً على أنه القدرة على التقدير الجمالي والفني، وفهم ما هو ملائم ومقبول من الناحية الثقافية والاجتماعية. يشير مفهوم الذوق في هذا السياق إلى القدرة على التمييز بين المظاهر الجمالية المرغوبة وغير المرغوبة، والتصرف بانسجام مع القيم الجمالية والأخلاقية المعترف بها في المجتمع.

مفهوم صاحب الذوق السليم

  • صاحب الذوق السليم هو الشخص الذي يتمتع بقدرة على التمييز بين الجميل والقبيح، وبين الصحيح والخاطئ، ويظهر تصرفاته واختياراته بانسجام مع هذه القيم الجمالية والأخلاقية.
  • يتسم صاحب الذوق السليم بالقدرة على التقدير الفني والثقافي، وفهم ما هو ملائم ومقبول من الناحية الثقافية والاجتماعية.
  • يكون صاحب الذوق السليم قادرًا على اتخاذ القرارات الصحيحة والملائمة في مختلف المواقف، ويظهر تصرفاته وتفكيره الناجح في التفاعل مع الآخرين وفي المجتمع بشكل عام.

الذوق السليم في الإسلام

في الإسلام، يُعتبر الذوق السليم من الصفات المحمودة التي يجب أن يسعى المسلم لتحقيقها. يتضمن مفهوم الذوق السليم في الإسلام عدة جوانب، منها:

  • القدرة على التمييز بين الحلال والحرام: ينبغي لصاحب الذوق السليم أن يكون قادرًا على التمييز بين ما هو مشروع ومقبول شرعًا وما هو محرم ومرفوض، وأن يلتزم بالأخلاق الإسلامية في جميع تصرفاته.
  • الحفاظ على الأخلاق الحميدة والسلوك الصالح: ينبغي لصاحب الذوق السليم أن يكون متمسكًا بالأخلاق الحميدة مثل الصدق، والصبر، والعفة، والأمانة، والتسامح، وغيرها من القيم النبيلة التي دعا إليها الإسلام.
  • التقدير الجمالي والفني: يحث الإسلام على التقدير الجمالي والفني، ويعتبر الجمال من الخصائص التي يحبها الله، لذا ينبغي للمسلم أن يكون قادرًا على التمييز بين الجمال والقبح في الفنون والآداب والمظاهر الطبيعية.
  • الاعتدال والوسطية في التصرفات: يحث الإسلام على الاعتدال والوسطية في جميع الأمور، وينبغي لصاحب الذوق السليم أن يتجنب التطرف في الدين أو في الحياة اليومية، وأن يسعى للتوازن والاعتدال في جميع تصرفاته.

ثمرات الذوق السليم

ثمرات الذوق السليم تتجلى في العديد من الجوانب الإيجابية في حياة الفرد والمجتمع، ومن أبرز تلك الثمرات:

  • السلامة الروحية والنفسية: يشعر صاحب الذوق السليم بالراحة والسكينة الداخلية، حيث يعيش وفقًا للقيم الأخلاقية النبيلة، مما يؤدي إلى تحقيق التوازن النفسي والروحي.
  • العلاقات الإيجابية: يسهم الذوق السليم في بناء علاقات صحية وإيجابية مع الآخرين، حيث يتمتع صاحب الذوق السليم بالقدرة على التعامل بلطف واحترام مع الآخرين وفقًا للقيم الأخلاقية.
  • التأثير الإيجابي على المجتمع: يسهم الذوق السليم في تحسين البيئة الاجتماعية والثقافية، حيث يؤدي التزام الأفراد بالقيم الأخلاقية إلى خلق مجتمع أكثر تفاهمًا وتعاونًا.
  • التميز في الأداء والإنتاج: يتسم صاحب الذوق السليم بالقدرة على تحقيق الإبداع والتميز في مجالات مختلفة من حياته، سواء في العمل أو الفن أو الثقافة.
  • الإسهام في بناء مستقبل أفضل: يعمل الذوق السليم على تشجيع الأفراد على المساهمة في بناء مجتمع أفضل وأكثر تقدمًا، من خلال تعزيز القيم الإيجابية ومحاربة الظلم والفساد.

اسباب ضعف الذوق العام في المجتمع

هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى ضعف الذوق العام في المجتمع، منها:

  • التأثيرات الثقافية السلبية: قد يكون هناك تأثيرات سلبية من وسائل الإعلام والتكنولوجيا والمحتوى الرقمي التي تروج للقيم السطحية وتقلل من قيم الجمال والفن.
  • انخفاض مستوى التعليم: قد يؤدي انخفاض مستوى التعليم إلى قلة الوعي الثقافي والجمالي لدى الأفراد، مما يجعلهم أقل قدرة على فهم وتقدير الفن والثقافة.
  • الضغوط الاجتماعية: يمكن أن تؤثر الضغوط الاجتماعية، مثل الرغبة في الانتماء إلى مجموعة معينة أو مواكبة الاتجاهات السائدة، في تقليل قدرة الأفراد على التمييز بين الجيد والسيء.
  • قلة الوقت والاهتمام: قد يكون لقلة الوقت والاهتمام بالأمور الثقافية والفنية دور في ضعف الذوق العام، حيث يمكن أن يتجاهل الأفراد التعرض للفنون والثقافات المختلفة بسبب انشغالهم بالحياة اليومية.
  • نقص التوجيه والتثقيف: قد يكون هناك نقص في التوجيه والتثقيف الثقافي والفني، حيث قد لا يتم تعزيز قيم الذوق العام بشكل كافٍ في المناهج التعليمية أو من خلال الأنشطة الثقافية في المجتمع.
  • التغيرات الاجتماعية والاقتصادية: قد تؤدي التحولات الاجتماعية والاقتصادية، مثل العولمة والتكنولوجيا، إلى تغييرات في هيكل المجتمع وأنماط الحياة، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى تقليل الاهتمام بالقيم الجمالية والثقافية.

أسئلة شائعة حول معنى الذوق العام

س1: ما هو معنى الذوق العام؟

ج1: الذوق العام هو القدرة على التمييز بين الجميل والقبيح، وبين الصحيح والخاطئ، وعلى اتباع المعايير الثقافية والاجتماعية المقبولة في التصرفات والاختيارات.

س2: ما هي الصفات التي يتمتع بها صاحب الذوق العام؟

ج2: صاحب الذوق العام يتمتع بصفات مثل الحس الفني والثقافي، والقدرة على التمييز واتباع المعايير الأخلاقية، والاعتدال في التصرفات والمواقف.

س3: ما هي أهمية الذوق العام في الحياة اليومية؟

ج3: الذوق العام يسهم في بناء علاقات إيجابية مع الآخرين، وفي تحقيق التوازن النفسي والروحي، وفي تعزيز القيم الثقافية والاجتماعية في المجتمع.

س4: كيف يمكن تطوير الذوق العام؟

ج4: يمكن تطوير الذوق العام من خلال التعلم والتفاعل مع الفنون والثقافات المختلفة، ومن خلال الاهتمام بقضايا الأخلاق والمسؤولية الاجتماعية، ومن خلال التمرن على اتخاذ القرارات الصائبة والملائمة في مختلف المواقف.

س5: هل الذوق العام قابل للتطبيق في جميع المجالات؟

ج5: نعم، الذوق العام قابل للتطبيق في جميع المجالات، سواء في الفن والثقافة أو في الأخلاق والتصرفات اليومية، ويساعد على تحقيق التوازن والتفاهم في المجتمع.

مقالات ذات صلة