وسائل نقل الماء قديما

وسائل نقل الماء قديما، تعد وسائل نقل الماء قديما من أهم الأعمال التي سعي لتيسيرها جميع الناس وقتها، يرجع هذا لأهمية الماء في حياة جميع الأحياء من بشر وحيوانات وزراعة وغيره، لذا تنوعت طرق الحصول على الماء كما تنوعت طرق نقله.

المِياه

  • تعتبر المياه من أهم أسباب استمرار حياة أي كائن حي باختلاف نوعه، ولولا جعلها الله في الأرض لما كانت هناك حياة في كوكب الأرض، حيث يوجد مخزون ضخم في كوكب الأرض من المياه.
  • ٧٠٪ من حجم كوكب الأرض مياه، لكن ليست كل هذه المياه تصلح للاستهلاك البشري أو الحيواني، فحوالي ٩٠٪ من هذه المياه مالحة غير صالح لهذا الاستهلاك.
  • حيث تصلح فقط المياه العذبة من ينابيع وانهار وآبار للاستهلاك البشري بالأخص للشرب وهذه تشكل نسبة ٠.٣٪ من حجم المياه بكوكب الأرض.

المياه عبر التاريخ

  • لذا اهتم الإنسان قديما ومنذ بداية التاريخ العيش والتمركز حيث مصادر المياه، والتمركز على الانصهار، فنجد الحضارات القديمة مثل الحضارة الفرعونية قد نشأت وامتدت حول نهر النيل في مصر، وحضارة بلاد الرافدين نشأت حول نهر دجلة والفرات.
  • يجهل معظم الناس نسب الماء في كوكب الأرض حيث يعتقدون أن المياه تشكل ثلاثة أرباع الكوكب، ويظنون أن جميعها قابل للشرب، من هذا المنطلق يجب توعية الناس بأهمية الحفاظ على الماء وعدم إهداره أو تلويثه.
  • فتلوث المياه يعني أن تدخل عناصر غريبة إلى المياه، فتتغير الخصائص الفيزيائية والكيميائية والطبيعية للمياه، فالماء هو سائل لا رائحة ولا طعم ولا لون له.

الحصول على الماء

  • حفر الآبار فلكي يعيش مجتمع ويستقر كان يجب عليه توفير حاجته من الماء أولا، وكان يعني تطور نظام المياه تطور نظام المدينة، فكانت أول طريقة مبتكرة للحصول على المياه هي حفر الآبار الضحلة.
  • مع الوقت ازدادت الحاجة للماء فتم حفر آبار بعمق أكثر، فقد حفر سكان حوض النهر مثل اندوس آبار من الطوب ذلك في عام ٢٥٠٠ قبل الميلاد، وقد حفرت الصين آبار مياه يصل عمقها إلى خمسمئة متر.
  • بناء الأنفاق وقنوات المياه كانت تبني قديما اتفاق منحدرة للحصول على المياه الجوفية الموجودة في التلال، ويعتقد بعض المؤرخين أنها نشأت في بلاد فارس القديمة وكان هذا قبل سبعمائة عام قبل الميلاد.
  • يقوم نظام الأنفاق والقنوات اعتمادا على الجاذبية الأرضية حيث يمر الماء خلال هذه الأنفاق والقنوات المفتوحة نزولا إلى المدن، لذا انتشرت على نطاق واسع في المنطقة.
  • حتى أن بعضها لازال موجودا في بعض المناطق بالعاصمة الإيرانية طهران وقد ظلت تستخدمها بكامل إمداداتها من مياه حتى عام ١٩٣٣ ميلاديا.

توجيه إمدادات الماء

  • نتيجة تطور المجتمعات الحضرية تم السعي في محاولات لتوجيه إمدادات المياه للحصول عليها من مصادر بعيدة، وقد بنيت قنوات مائية في الفترة ما بين ٣١٢ قبل الميلاد إلى ٤٥٥ ميلاديا في أنحاء إمبراطورية روما، وكانت هذه أبرز أنظمة نقل الماء قديما.
  • وكان تصميم قنوات المياه بشكل يمتد من مناطق بعيدة بالبحيرات والأنهار، وكانت القناة الرومانية القديمة تشتمل على سلسلة قنوات فوق الأرض وتحتها، أطول هذه القنوات أكوا مارسيا التي بنيت عام ١٤٤ قبل الميلاد وكان طولها ٩٢ كم تقريبا.
  • وقد كانت كل القنوات المجمعة الموجودة في روما تأخذ شكل أنفاق مغطاة وخنادق، وكلها مدعومة بأروقة تتكون من مستوي أو أكثر من الأقواس والجرانيت الضخم.

 التحكم في تدفق الماء

  • كانت أولى مهام وواجبات حكام الأقاليم في مصر وبلاد ما بين النهرين هي حفر وإصلاح قنوات المياه، فقد كان ذلك مسعي رئيسي لدى الفراعنة في مصر القديمة.
  • وبالفعل حققت مصر وبلاد ما بين النهرين نجاح في التحكم في طرق تدفق ونقل الماء، ولازالت حتى يومنا هذا بعض أطلال أعمال الري مما قبل التاريخ.

وسائل نقل الماء قديما

  • يعيدنا الحديث عن نقل الماء إلى مراحل تاريخية، فقد تطورت أشكاله بشكل كبير حتى أنه أصبح من أهم الوسائل العالمية للنقل، التي لها نسبة مساهمة في التجارة العالمية.
  • فقد كان على الإنسان قديما العيش بجوار مصادر المياه حولها لضمان العيش واستمرار الحياة، ذلك لصعوبة نقل المياه بعيدا عن مجراها، وتطورت مع الوقت وسائل وأدوات نقل المياه لمسافات بعيدة، فوقي ذلك الإنسان تعرضه لخطر الفيضانات والجفاف.
  • حاول الإنسان أن يحقق فائدة من مياه الأمطار العذب، فعمل على تخزينها من خلال تجمعات المياه الهائلة وحفر الآبار، وكان الإنسان حريص على التنقيب عن المياه الجوفية والبحث الدؤوب عنها للاستفادة منها والاستقرار حولها.
  • وعندما تنفذ يعاودون التنقيب عن غيرها، وقد كانوا خبيرا في معرفة أماكن تواجد الماء، ولديهم القدرة في تحديد مكان الآبار بدقة لحفرها، على الرغم من انعدام أجهزة التنقيب عن المياه.

أدوات نقل الماء قديماً

  • وقد سعى الإنسان إلى الحصول على المياه العذبة التي تصلح الي الشرب بيسر، لذا قام بابتكار واستعمال الوعاء المربوط بحبل لاستخراج المياه الجوفية من الآبار، وابتكار الرافعة البسيطة واستخدامها لسحب الأوعية ذات الوزن الثقيل من الآبار العميقة.
  • حفر الإنسان الخنادق الرفيعة والمتعرجة والطويلة، عندما دعته الضرورة لري المزروعات في المواسم الخالية من المطر كالصيف، فكانت تمتد هذه الخنادق من الينابيع والأنهار إلى المناطق الزراعية.
  • ويكون الوصول إليها واستخدامها سهل لمرور الماء خلالها ويُصب في آبار أو بحيرات قد تم حفرها يدويا، ومن ثم مع التطور قام الإنسان ببناء السدود ونقل المياه وحجزها واستخدامها فيما يحتاج من ري زرع وشرب.

أشهر أدوات نقل الماء قديماً

  • القربة كانت تصنع القربة من جلد الماعز، حيث يستخدم الجلد كاملا دون الرأس بعد تنظيفه جيدا، ويتم استخدام مكان الرأس كباب لها، يتم تعقيمها وصب الماء فيه وعند امتلائها يربط بإحكام.
  • ويتم استخدام اليدين والقدمين كمكان يتم حمل القربة منه، ويتم تعليقها بقطعة خشبية بعد ربطها بحبل ليكون حملها سهلا، وتتميز قربة الماء بقدرتها على حفظ الماء المحفوظ داخلها باردا، ويرجع ذلك لمقاومة الجلد بدرجات الحرارة العالية.
  • زير الماء وهو وعاء فخاري، يتفنن الصناع في صناعة فيسمح بترشيح كمية قليلة جدا من المياه خارجه بهدف تبريد المياه، ومن العادات أن يتم وضعه في أحد أطراف المنزل ويتم تعبئة الماء فيه، ويكون بمثابة المستودع الذي يحفظ حاجة المنزل من الماء.
  • يتم حفظ الماء في الزير لمدة يومين، ويتم تغطية سطحه بقطعة خشبية وإلحاق كوب من الألمونيوم فوقه ليتم غرف الماء منه واستخدامه.
  • الدلو يستخدم الدلو لإخراج المياه من الآبار، وهو عبارة عن أداة تتم صناعتها من الجلد السميك وصنع يد لها وربطها بحبل.

أشكال النقل المائيّ

  • النقل النهريّ وهو من أبسط أنواع النقل المائي حيث قام الإنسان باستخدام الممرات المائية في نقل أغراضه وأدواته، وكان هذا في طرق النقل الداخلية وعند توسع الإنسان وتعامله مع الدول المحيطة احتاج طرق خارجية لنقل بضائعهم بين الدول.
  • فقام الإنسان باستخدام الأنهار الغزيرة السائرة في مناطق سهلية، استخدام الفراعنة لنهر النيل لنقل البضائع بين الجنوب والشمال، وتعتبر الأنهار التي تسير في منطقة منحدرة غير صالحة للملاحة.
  • لذا تتنافس الدول في السيطرة على الأنهار الكبيرة الأكثر صلاحية للتجارة، وأضاف الإنسان حفر بعض القنوات الكبيرة التي ساعدته على تطوير التجارة عالميا، مثل قناة السويس التي تربط قارة أفريقيا وقارة أوروبا.

ما لا تعرفه عن النقل المائيّ

  • النقل البحريّ قد قامت التجارة العالمية بالاعتماد على الطرق البرية في نقل بضائعهم بين القارات اعتمادا كاملا، فلم تكن جميع الشعوب علي علم بالبحار إنما اقتصر هذا العلم على الشعوب التي عملت في التجارة البحرية.
  • فكان للجزيرة العربية حظ وافر من مكانة عالمية عبر العصور، وذلك بسيطرتها على الطرق البرية الواصلة بين قارات العالم القديم.
  • وعندما اندلعت حركات الكشف الجغرافي، قام الأوروبيون باكتشاف طرق بحرية تصل بين قارات العالم القديم، وبدأت هذه المرحلة الجديدة على مستوى العالم من مراحل التجارة البحرية.
  • يفضل التجار نقل بضائعهم بحريا للمسافات البعيدة وخاصة إذا كانت حملاتهم ضخمة، يرجع ذلك لرخص النقل البحري مقارنة بأنواع النقل الأخرى، بسبب كبر حجم الحمولات البحرية.

معلومات عن النقل المائيّ

  • يأخذ النقل البحري المرتبة الأولى عالميا في نقل النفط ومشتقاته من المناطق الإنتاجية إلى المناطق المستهلكة، لذا صممت ناقلات نفط ضخمة لهذا الهدف.
  • لم تقتصر أهمية المضائق البحرية على كونها طرق عالمية للتجارة بين الدول على مستوى العالم، وجني الأرباح التجارية، إنما برزت أهميتها العسكرية وتصادمت لأجلها الدول الكبرى.
  • فعمدت الدول لحماية المصالح التجارية باستخدام قوة عسكرية، فلا تقل قيمة القوة العسكرية عن أهمية المصالح التجارية، وقد وصل الأمر لنشوب حروب كثيرة، للتسابق في السيطرة على المضائق المائية والمنافذ البحرية.

طرق المحافظة على المياه من التلوّث

ينبغي نشر الوعي لجميع الناس حول ضخامة أهمية الماء، مع توضيح طرق ووسائل حماية الماء ومن هذه الوسائل الآتي:

  • توجد العديد من المصانع التي تقوم بالتخلص من نفاياتها السائلة والصابون برميها في المياه سواء كانت مياه البحر أو الأنهار.
  • فيجب على تلك المصانع إيجاد البدائل عن ذلك لحماية مياه البحار والأنهار من هذا التلوث، ويجب عدم الترخيص لبناء المصانع إن لم يوجد بها وسائل للحفاظ على الماء.
  • علي الرغم من الصراعات العظمي على النفط واستغلاله، ألا أنه يحدث من الحين للأخر تسربات نفطية من ناقلات النفط تؤدي إلي موت ثروات بحرية كاملة، سواء كان ذلك في مياه المحيطات أو البحار.

نصائح للمحافظة على الماء

  • فيجب صناعة ناقلات النفط بشكل دقيق وجيد، وتنويع وسائل كثيرة لمنع وصول النفط للمياه بأي شكل وتحت أي ظرف، حيث تعد عملية تنظيف المياه والقضاء على البقع النفطية أمر غاية في الصعوبة.
  • قد تتسرب المبيدات الحشرية السامة من التربة إلى خزانات المياه الجوفية بالأرض، فتسبب تلوث الماء، لذا ينبغي منع هذا التسرب وحماية التربة منها.
  • توجد كائنات حية دقيقة تلوث الماء عند وصولها له، فيجب وقاية خزانات المياه الرئيسية التي تقوم بضح المياه إلى المنازل للشرب منها، لتظل صالحة للاستخدام البشري.
  • كما يمكن إعادة تدوير المياه التي تم استخدامها ليتم استخدامها مرة أخري في ري المزروعات.

أهمية المحافظة على الماء

  • لا خلاف أن الماء هو أساس وجود الإنسان وجميع المخلوقات الحية، وأساس الحياة كلها، فلا يمكن العيش بدونه ولا يمكن الاستغناء عنه، فلا بقاء للإنسان على قيد الحياة دون ماء صالح للشرب والري.
  • وقد قال تعالي (وجعلنا من الماء كل شيء حي) فيكون من الواجب الديني الحفاظ على الماء وعدم إهداره، وليس الدين الإسلامي فقط الذي عزز قيمة الماء وأوجب الحفاظ عليه بل جميع الأديان السماوية.
  • حيث للماء دور في كل مجالات الحياة بلا استثناء، فلا صناعة ولا تجارة ولا زراعة ولا أي مجالات حياتية بدونه.

طرق المحافظة على الماء

يعتبر الحفاظ على الماء واجب ويجب عليه اتباع جميع وسائل وطرق الحفاظ عليه وتجنب هدره أو تلويثه ومن هذه الطرق الآتي:

  • يمكن استخدام وسائل وأدوات تقوم بتوفير المياه، فقد ساعدت التكنولوجية في ابتكار قطع كثيرة يمكن من خلال تثبيتها في الأجهزة تقليل استخدام الماء.
  • يجب عند الاستحمام أن يستخدم الشخص كمية المياه التي تكفيه ويجب أن يستخدم الدش وألا يقوم بملء حوض الاستحمام بالمياه، كذلك عند الحلاقة والوضوء لا ييج أن يسرف الشخص في الماء، ويجب ألا يفتح الصنبور على آخره.
  • يجب التأكد من حنفيات المنزل بشكل مستمر ودوري بأنها لا تسرب أو تهدر ماء، والتأكد أن سيفون الحمام لا يسرب أي مياه، وألا يتم سحبه دون الحاجة له.
  • ويجب مراعاة استخدام جلاية الصحون عندما تكون مليئة بالصحون والأواني، تجنبا لإهدار الماء على كمية صحون قليلة، كذلك عدم وضع الماء لفك الأطعمة المجمدة، إنما يجب أن تترك حتى تذوب وحدها.

كيفية ترشيد استهلاك الماء

  • يجب نقع الملابس قبل غسلها لتيسير عملية الغسيل وإزالة البقع الصعبة، حيث تعمل المساحيق على إذابة الأوساخ بما يسهل غسلها بعد ذلك.
  • ويجب على المزارعين أن يستخدموا طرق الري بالتنقيط وأفضل وقت للري قبل غروب الشمس لكيلا تتبخر المياه سريعا وتتجدد حاجة الزرع إلى الري، كما يجب على الأشخاص استخدام الرشاشات بدلا من الخرطوم في ري المزروعات.
  • كما يجب ألا ترش المياه في الشارع إلا إن كانت غير صالحة للشرب، وينبغي أن يتم غسل السيارات باستخدام وعاء لا استخدام الخرطوم كي لا تهدر كمية كبيرة من الماء.
  • يجب على جميع الأفراد أن يقوموا بإبلاغ الجهات المختصة فور رؤيتهم تسريب ماء في أي شارع، كي يتم إصلاح المشكلة والحفاظ على الماء.
  • يجب عند الزراعة انتقاء أنواع نباتات وأشجار لا تحتاج كميات ماء كبيرة لريها، ويجب تجنب أنواع الحشائش المستهلكة للماء بكميات كبيرة.

في نهاية رحلتنا مع وسائل نقل الماء قديما، نؤكد على أنه قد بلغت أهمية نقل المياه قديما وحديثا مبلغ حياة الإنسان نفسها، فما لإنسان أو كائن حي أن يحي دون ماء، فقديما استقر الإنسان حيث يوجد الماء حتى ابتكر طرق لنقل الماء مسافات بعيدة واستقر حيث استطاع ايصال الماء.

مقالات ذات صلة