قيام الليل في رمضان

قيام الليل في رمضان من العبادات العظيمة، فبها تكتمل حلاوة الإيمان والتضرع إلى الله في شهر رمضان الكريم حيث مضاعفة الله للأجر والثواب، ومن خلال هذا المقال عبر موقع مقال maqall.net نذكر لكم كم الفوائد العظيمة لقيام الليل في رمضان.

كيفية صلاة قيام الليل في رمضان

صلاة قيام الليل في رمضان، وهي ما تسمى بصلاة التراويح، والتراويح جمع ترويحة، وسميت بذلك الاسم لأن المصلين كانوا يستريحون بين كل تسليمتين، كما قال الحافظ ابن حجر:

  • تصلى صلاة قيام الليل في رمضان مثنى مثنى، أي ركعتَين ثم ركعتَين.
  • وذكر أن كل نافلة تصلى بعد صلاة العشاء تسمى قيام ليل، إلا أن جرى العرف بين الناس على تسميتها بصلاة التراويح وتصلى في رمضان.
  • من السنة أن تؤدى جماعة في المسجد، وقد ثبت العلماء سنية صلاة التراويح، حيث استدلوا على ذلك بما ذكر في السنة وإجماع أهل العلم.
  • فقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (عليكم بقيامِ الليلِ؛ فإنَّه دَأْبُ الصالحينَ قبلَكم، وهو قرْبةٌ إلى ربِّكم، ومَكْفَرةٌ للسِّيِّئاتِ، ومَنْهاةٌ عن الإثمِ).
  • وقد نقل هذا الإجماع عن عدد من العلماء، منهم الإمام ابن حجر، والنووي وابن عبد البر، وذلك خير دليل على سنية قيام الليل في حق الأمة الإسلامية.

كما أدعوك للتعرف على: فضل قيام الليل بسورة البقرة

عدد ركعات صلاة قيام الليل في رمضان

لا تتحدد صلاة قيام الليل في رمضان، بعدد معين من الركعات:

  • فقد جاءت الآية من عند الله -تعالى- بصيغة مطلقة بقوله (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سجَّدًا وَقِيَامًا)، ولم يذكر عدد الركعات.
  • فلا يجوز تعيين عدد معين من الركعات لها، مع ذلك ورد عن السيّدة عائشة -رضي الله عنها- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-
    • (ما كان يزيد عن إحدى عشرة ركعة فهو محمول على الغالب من صلاته).
  • وورد عنها أيضًا أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يصلي عدد آخر من الركعات غير الإحدى عشرة ركعة.
    • لقوله (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يوتِرُ مِن ذلكَ بخَمْسٍ).
  • حيث يرى جمهور الفقهاء من الشافعية، والحنابلة، والحنفية، أن عدد ركعات صلاة التراويح 20 ركعة.
  • فقد استدلوا على ذلك من خلال عمل عُمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حين جمع الناس على 20 ركعة.
  • أما جمهور المالكية فيروا أن الأمر أوسع من ذلك، فيجوز أيضًا صلاة التراويح 20 ركعة، أو 26 ركعة.
    • حيث استدلوا على ذلك بفِعل عمر بن الخطاب، وفِعل عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنهما.

أفضل أوقات قيام الليل في رمضان

تجوز صلاة قيام الليل في رمضان في أي وقت من أوقاته، سواء كان في أول الليل أو أوسطه، أو آخره، وذلك لقول أنس -رضي الله عنه-:

(ما كنَّا نشاءُ أن نرى رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في اللَّيلِ مصلِّيًا إلاَّ رأيناهُ ولاَ نشاءُ أن نراهُ نائمًا إلاَّ رأيناه):

  • ولكن هناك وقت يعتبر من أفضل الأوقات فيكون في الثُّلث الأخير من الليل.
    • لأنّ الله -عزّ وجلّ- قال في الحديث القدسي أنه ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل.
  • وينادي على عباده، كي يستجيب لهم دعواتهم، ويغفر لهم ذنوبهم، يستشعر العبد عظمة الله -تعالى-، والتعرض لنفحاته.
    • ويكون أقرب إلى إجابة دعائه بفضل الله.

كما يمكنكم الاطلاع على: فضل قيام الليل بسورة البقرة في استجابة الدعاء

أعمال مستحب أداؤها في صلاة قيام الليل في رمضان

هناك بعض الأعمال المستحبة أن يفعلها المسلم لقيام الليل في رمضان إذا أراد القيام، ومنها أن ينوي المسلم قيام الليل عند نومه، وذلك لحديث النبيّ صلى الله عليه وسلم:

(من أتى فراشَهُ وَهوَ ينوي أن يقومَ فيصلِّيَ منَ اللَّيلِ فغلبتْهُ عينُهُ حتَّى يصبحَ كتبَ لَهُ ما نوى وَكانَ نومُهُ صدقةً عليْهِ من ربِّهِ).

أولا

  • يستحب أن ينام المسلم على طهارة، حيث الوضوء قبل النوم، وأيضًا ينام مبكرًا بعد العشاء، لكي يستطيع القيام نشيطاً.
  • من السنة أن يقوم المسلم في صلاته، ولكن مع قدرته عليها، ويستحب أن يطول في الركوع والسجود أكثر من طول القيام.
  • يستفتح المسلم صلاته بركعتين خفيفتين، فعن أبو هريرة عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال:
    • (إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلاتَهُ برَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ).
  • أن يسلم المصلي بعد كل ركعتَين، ويأخذ قليل من الراحة بعد كل أربع ركعات.
  • اتفق الفقهاء على مشروعية أخذ قليل من الوقت راحة بعد كل أربع ركعات لورودها عن السلف الصالح.
    • وذهب جمهور الحنفية إلى استغلال هذا الوقت بالسكوت، أو قراءة القرآن، أو ذكر الله تعالى، أو حتى صلاة فردية.

ثانيا

  • أما جمهور الحنابلة فذهبوا إلى جواز ترك الاستراحة بين الترويحتين، ولا يسن لها أدعية معينة، لعدم ورود ذلك.
  • يجوز أن يخصص المسلم لنفسه عدد معين من الركعات على حسب مقدرته، فإن نام عنها فقد سن له أن يقضيها صلاة شفع في النهار.
  • يسن له أيضًا أن تكون صلاة القيام في البيت، ويوقظ أهله ليصلي بهم، ويكون قيامه على حسب مدى نشاطه.
  • يجوز له الجهر أو الإسرار عند قراءة القرآن فيهما، ويسن له إذا قرأ آيات الرحمة أن يسأل الله -تعالى- فيها رحمته.
    • وإذا قرأ آيات التسبيح سبح، وإذا مرّ بآيات العذاب استعاذ بالله منه.
  • يطيل المسلم في صلاة قيام الليل في رمضان على قدر استطاعته، في التطويل يشمل كل أركان الصلاة من الركوع، والسجود، والذِّكر، وغيرها.
  • وقد ثبت عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت (أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ).
  • يستحب القيام في جماعة المسجد، ولكن تجوز أيضًا صلاتها في البيت منفرداً أو جماعة مع أهل البيت مثلًا.
  • إن كان المصلي يصلي وحده فيجوز له التطويل أو التخفيف بحسب مقدرته.
    • وإن كان يصلي في جماعة فيُستحَبّ في هذه الحالة التخفيف على المصلين.

ثانيا

  • إذ ورد عن الإمام أحمد أنه كان يؤم بالناس، ولكن لا يطيل عليهم، أما إن كانت الجماعة التي يصلي بهم موافقين بالتطويل فيجوز له أن يطيل بهم.
  • يحسن المسلم صوته بقراءة عندما يقرأ القرآن الكريم ويستحب الترتيل فيها لقوله -تعالى-: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً).
  • يستحب للإمام أن يتغنى بقراءة القرآن جهراً، لما له من تأثير أكبر في خشوع القلب، لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-:
    • (ما أذِنَ اللَّهُ لِشيءٍ ما أذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بالقُرْآنِ يَجْهَرُ بهِ).
  • يجب على المسلم تدبّر ما يقرؤه من الآيات الكريمة، ويبكي وإن لم يستطع البكاء ويتباكى في صلاته أي يحاول البكاء.
  • ذلك تأسيًا بفعل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إذ ورد عن الصحابة أنهم كانوا يسمعون من النبيّ.
    • وهو يقرأ صوتاً كأزيز المِرجل من شدة بكائه، ففي الحديث:
    • (رأَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يصلِّي وفي صدرِه أزيزٌ كأزيزِ المِرجَلِ مِن البكاءِ).
  • أن يكثر المسلم من الدعاء، سواء كان دعاؤه في الصلاة، أو خارجها، وبالأخص في وقت السحر لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (في اللَّيلِ ساعةٌ لا يوافِقُها رجلٌ مسلمٌ يسأَلُ اللهَ خيرًا مِن الدُّنيا والآخرةِ إلَّا أعطاه إيَّاه).
  • يكثر أيضًا المصلي من دعائه في السجود وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    • (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).

ما يُكرَه في صلاة قيام الليل في رمضان

من المكروه في صلاة قيام الليل هو قيام الليل كله، فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه عن صلاة الليل كله، وأمره بالقيام ثم بالنوم، وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها أنها لم ترى النبي صلى الله عليه وسلم يقوم الليل كله قط.

فضل قيام الليل في رمضان

يعتبر قيام الليل من أفضل مظاهر التقرب إلى الله تعالى، فعبادة الليل تكون أفضل عند الله من عبادة النهار، لأنها تؤدى في خفية عن أعين الناس:

  • لذلك فإنها تكون أقرب إلى الإخلاص، كما أن فيها مجاهدة عظيمة للنفس على ترك الفراش ومتعته.
    • كما قال -تعالى-: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا).
  • فقد عدها النبي من أفضل الصلوات بعد المكتوبة فقال: (أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ).
  • من قام رمضان لوجه الله -تعالى-، إيمًانًا واحتسابًا غفر الله له ذنوبه.
    • قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (من قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غفر لهُ ما تقدَّم من ذنبهِ).
  • من صلى قيام الليل في رمضان مع الإمام حتى يفرغ منها أثابه الله -تعالى- وكتب له أجر قيام الليل كاملاً.
    • كما قال -عليه الصلاة والسلام (إنَّ الرَّجلَ إذا صلَّى معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ حسبَ لَه قيامُ ليلةٍ).

اقرأ أيضا: هل يجوز صلاة قيام الليل بعد الوتر؟

أسئلة شائعة حول قيام الليل في رمضان

س: ما هو قيام الليل في شهر رمضان؟

ج: قيام الليل في شهر رمضان هو أداء الصلاة والعبادات خلال الليل، خاصةً بعد صلاة التراويح، ويعتبر من العبادات المستحبة التي يقترب بها المسلم من الله ويستغفره في هذا الشهر المبارك.

س: ما هي أهمية قيام الليل في شهر رمضان؟

ج: قيام الليل في شهر رمضان يعتبر وسيلة لزيادة الإيمان والتقوى، وتجديد العهد مع الله، كما أنه يساعد على تطهير النفس وتحقيق التغيير الإيجابي في الحياة الروحية.

س: هل يجب أداء قيام الليل في شهر رمضان؟

ج: قيام الليل في شهر رمضان ليس فرضًا ولكنه من الأعمال المستحبة، فهو يثاب عليه بالأجر العظيم، ويعتبر سنة مؤكدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

س: ما هي أوقات قيام الليل في رمضان؟

ج: يمكن أداء قيام الليل في أي وقت بعد صلاة التراويح، ولكن الأوقات المفضلة تكون في الثلث الأخير من الليل، قبل صلاة الفجر.

س: ما هي الأعمال التي يمكن القيام بها خلال قيام الليل في رمضان؟

ج: يمكن القيام بالصلاة وقراءة القرآن والذكر والاستغفار، والتضرع والدعاء إلى الله، والتفكر في آياته وفضائل هذا الشهر الكريم.

مقالات ذات صلة