صفات حافظ القرآن

القرآن الكريم هو أحد الكتب السماوية ويؤمن المسلمون أن هذا القرآن كلام الله المقدس، والمصدر الأول للتشريع الإسلامي والقرآن الكريم هو كلام الله المنزل على رسوله محمد بالوحي من خلال الملاك جبريل.

ويعتبر المسلمون دراسة القرآن وتعلمه وحفظ آياته من أهم العلوم الواجب تعلمها، ولذلك فقد خصصنا هذا المقال للحديث عن صفات حافظ القرآن.

صفات حافظ القرآن

لحافظ القرآن صفات عدة أهمها ما يلي:

أن يكون خلقه القرآن

  • ويجب أن يتأسى حافظ القرآن بالذي أنزل عليه القرآن، فيجعل كلامه وأفعاله وأخلاقه ناطقة بمبادئ القرآن.
    • فيتكلم بالقرآن ويعمل بأحكامه ومنه يستمد إيمانه، ويدعو الناس إليه، ينهل الحكمة من معينه ويرتوي بعلومه ويهتدي بهداه.

إيمانه ثابت يقيني

  • إذا زلت الشبهات بالناس فلا يجب لحافظ القرآن أن يزل، وإذا لعبت بالناس الشهوات فيجب على حافظ القرآن أن يرتقي بتقواه.
    • وإن تاهت الناس في سبل الضلال فيجب على حافظ القرآن أن يكون على هدى الله.

منهجه عملي نقدي

  • وقد أكثر القرآن الكريم من الدعوة إلى البناء المعرفي القائم على العلم والبراهين.
    • وحذّر من الظن والتخمين وأكثر من الأمثلة التي يعقلها العالمون، وأولى الناس الالتزام بهذا المنهج الرباني الرصين هم حملة كتابه الكريم.

أخلاقه فائقة في الحسن

  • لا يجب على حافظ القرآن أن يكون مثل حافظين التوراة، وإذا كان القرآن كتاب هدىً وتقوى وأخلاق حسنة وتزكية نفس.
    • ونور للبصيرة وشفاء لما في الصدور لذلك يجب عليه أن يقتبس من ذلك كله، لكي ترتقي أخلاقه ويسمو بها عملاً بما علم.

شاهد أيضا: صفات الأوابين

عمله وسلوكه رباني محكوم بالتقوى

  • فحافظ القرآن يجب أن يكون من المتقين في السر والعلن، ومشغول بإصلاح نفسه ويبعدها عن المعاصي والذنوب.
    • لا يجعل لسانه ينطق إلا الخير بعيداً عن كل ما يسخط الله عز وجل.
    • ولا يضيع حافظ القرآن وقته في اللعب واللهو يعصي هواه ويطيع مولاه، يبحث عن المراتب العليا من التقوى والإيمان والعلم.

نبوة بين جنبي حافظ القرآن

  •  وهذا ما جاء عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال: من جمع القرآن فقد حمل أمر عظيماً، لقد أُدرجت النبوة بين كتفيه غير أنه لا يوحى إليه.

اقرأ أيضا: ما صفات الفائزين بالأجر والثواب من الله

فضل حفظ القرآن

جاء في القرآن الكريم والسنة بعض النصوص التي استمد من خلالها العلماء فضل حفظ القرآن الكريم، وهي:

  • حافظ القرآن من أهل الله وخاصته: فهي من أهم وأبرز فضائل حفظ القرآن الكريم.
    • ويشير إلى ذلك ما رواه المنذري في الترغيب والترهيب عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن لله أهلين من الناس قالوا من هم يا رسول الله قال أهل القرآن هم أهل الله وخاصته).
  • القرآن يرفع حافظه: يرفع القرآن من يحفظه حتى يصل لمنزلة الملائكة الكرام.
    • حيث صح من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها أنها ذكرت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران).
  • رفعة القدر في الدنيا: يصبح حافظ القرآن رفيع القدر ويكون من أهل الإجلال والتقدير عند الناس، ويفرض احترامه على الناس لما يحمل في قلبه من القرآن.
  • حافظ القرآن مغبوط في الدنيا والآخرة: إن أهل الدنيا يغبطون حافظ القرآن على المكانة التي وصل إليها بحفظه كتاب الله.
    • حافظ القرآن له الأولوية في إمامة الناس في الصلاة وهو الأجدر بها.
  • يشفع القرآن لحافظه يوم القيامة: أن القرآن يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة حتى يخرجوا به من النار.
  • حافظ القرآن يرتقي في منازل الجنة: يرتقي حافظ القرآن في الجنة بمقدار حفظه، وكلما ازداد حفظه ازداد رفعة في درجات الجنة.
  • إكرام الله لوالدي حافظ القرآن: يكرم الله والديه ويرفع منزلتهما.

طرق ووسائل تسريع حفظ القرآن

من هذه الطرق:

  • الإخلاص: من أهم الوسائل المساعدة لأن الحافظ أمين على رسالة الوحي الخالدة التي نزلت على قلب رسول الله.
  • تصحيح النطق: يقرأ القرآن قبل حفظه على المشايخ المتقنين، ويتعلم منهم كيفية النطق الصحيح للآيات.
  • تحديد كمية الحفظ: لكل شخص قدرة معينة على الحفظ لا يستطيع الزيادة، لذلك فإن تحديد مقدار ثابت للحفظ يساعد على ديمومة الحفظ والصبر عليها.
  • اختيار المكان والزمان المناسبين: يجب تحديد مكان وتوقيت مناسب للحفظ وأفضل مكان للحفظ هو في المسجد.
  • الحفظ من مصحف خاص: له رسم واحد لأن العقل يهتم بالتفاصيل فإذا تغيرت المصاحف في رسمها يتشتت الحافظ.
  • المحافظة على ترابط السور والآيات.
  • الفهم من أسرع طرق الحفظ.
  • التفسير يساعد على الحفظ بشكل كبير.
  • التسميع والتسابق مع أهل القرآن: للتشجيع على الحفظ ولتحريك روح المنافسة فيهم.
  • اغتنام سنوات الحفظ: يجب السعي لتحفيظ الأولاد القرآن الكريم وهم صغار ليترسخ في ذهنهم.
  • الصلاة خلف إمام حافظ متقن.
  • المحافظة على الورد: ليترسخ القرآن في الذهن والقلب.

شاهد من هنا: بحث عن صفات عباد الرحمن

حديث عن حافظ القرآن

قال بشر بن الحارث أنه سمع عيسى بن يونس يقول: إذا ختم العبد القرآن؛ فيجب له أن يجعل القرآن ربيعًا لقلبه يعمر به ما خرب من قلبه، يتأدب بآداب القرآن، ويتخلق بأخلاق شربفة تبين به عن سائر الناس.

مزايا حافظ القرآن في الدنيا والآخرة

سوف نذكر منزلة حافظ القرآن في الدنيا والآخرة:

مزايا حافظ القرآن في الدنيا

  • يتم تقديمه على غير كإمام للصلاة.
    • حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلما ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه.
  • يتم تقديمه كأمير أو رأيس إذا أطاق المسئولية.

مزايا حافظ القرآن في الآخرة

  • مكانة حافظ القرآن عند آخر آية كان يقوم بحفظها، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها.
  • سوف يكون من الملائكة مرافقًا لهم بمنازلهم، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران.
  • سيلبس تاج الكرامة وحلته، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حلِّه، فيلبس تاج الكرامة ثم يقول: يا رب زِدْه ، فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارض عنه فيرضى عنه، فيقال له: اقرأ وارق وتزاد بكل آية حسنة.
  • القرآن يأتي شفيعًا له عند الله، حيث قال أبي أمامة الباهلي أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه،
    • اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة.

آداب حامل القرآن الكريم

  • النية الصافية لمرضاة الله: يجب على حامل القرآن أن يُعلِّمه بنية صافية، دون التركيز على المكاسب الدنيوية.
  • التحلي بأخلاق القرآن: ينبغي على حامل القرآن أن يتمتع بأخلاق تمثل قيم القرآن، وأن يكون قدوة للآخرين.
  • النصح والرفق: المعلم يجب أن يكون ناصحًا ومرشدًا للطلاب، معتنيًا بمصالحهم ومحبًا لهم كما يحب لنفسه.
  • التقوى والتواضع: يجب على حامل القرآن أن يتقي الله ويتجنب كل ما نهى الله عنه، وأن يظل متواضعًا في تعامله مع الآخرين.
  • التزام القيم والأخلاق: يجب على حامل القرآن أن يتبع القيم الإسلامية ويكون قدوة حسنة للمتعلمين.
  • أداء الواجب تجاه القرآن: يجب على حامل القرآن أن يعمل بجد لنشر العلم والقيم التي يحملها القرآن.
  • السلوك الحسن والعدل: ينبغي على معلم القرآن أن يكون قدوة في سلوكه ويعامل الطلاب بالعدل والاحترام.

أسئلة شائعة حول صفات حافظ القرآن

ما هي الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها حافظ القرآن؟

يجب أن يتحلى بالتقوى والورع، وأن يكون متواضعًا ومتفانيًا في تعلم وحفظ القرآن.

هل يجب على حافظ القرآن أن يكون متدينًا فقط؟

لا، يجب أن يكون حافظ القرآن شخصًا متوازنًا في جميع جوانب حياته، يعيش وفقًا لتعاليم القرآن في جميع جوانب حياته.

هل يجب أن يكون حافظ القرآن محفظًا فقط دون فهم معانيه؟

لا، ينبغي لحافظ القرآن أن يسعى لفهم معاني القرآن وتطبيقها في حياته اليومية.

ما هي الصفات الشخصية التي يجب أن يتحلى بها حافظ القرآن؟

يجب أن يكون حافظ القرآن صادق النية، متواضعًا، صبورًا، ومتعاونًا مع الآخرين، بالإضافة إلى أن يتحلى بالأخلاق الحميدة والأخلاق الإسلامية.

ما هي أهمية العدل والأمانة في حياة حافظ القرآن؟

العدل والأمانة من القيم الأساسية في الإسلام، وينبغي على حافظ القرآن أن يكون مثالًا في العدل والأمانة، وأن يكون موثوقًا به في جميع الأمور.

مقالات ذات صلة