آيات قرآنية تتوعد الظالمين

آيات قرآنية تتوعد الظالمين وردت كثيرًا لتأكيد سوء عاقبة الظلم، والتحذير منه، حيث إن الشريعة الإسلامية لم تترك موضوعًا ولا قضية في  كافة نواحي الحياة إلا وقد أوضحتها بشكل تفصيلي.

واستدلت عليها من القرآن الكريم والسنة النبوية، وأبرزها قضية الظلم؛ لذا نعرض لكم الأدلة القرآنية التي اشتملت على الوعيد للظالمين في السطور التالية.

آيات قرآنية تتوعد الظالمين

يتسع مفهوم الظلم وتتعدد حالاته، شاملة لجميع المعاصي والسيئات، وأخذ حقوق الغير وسلبها، فالظلم هو الجور، وقد ورد ذكره في آيات قرآنية كثيرة، منها قوله تعالى:

  • (وَمَا كَانَ رَبّكَ مهْلِكَ الْقرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أمِّهَا رَسولًا يَتْلو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كنَّا مهْلِكِي الْقرَى إِلَّا وَأَهْلهَا ظَالِمونَ) سورة القصص: 59.
  • (أوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) سورة الروم: 9.
  • (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) سورة العنكبوت: 40.
  • (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ) سورة العنكبوت: 14.
  • (وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ) سورة النمل: 85.
  • (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) سورة البقرة: 54.
  • (وَظَلَّلْنَا عَلَيْكمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكم الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كلوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكمْ ۖ وَمَا ظَلَمونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) سورة البقرة: 57.
  • (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهنَّ فَأَمْسِكوهنَّ بِمَعْروفٍ أَوْ سَرِّحوهنَّ بِمَعْروفٍ ۚ وَلَا تمْسِكوهنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدوا ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَه ۚ) سورة البقرة: 231.
  • (مَثَل مَا ينفِقونَ فِي هَٰذِهِ الْحَيَاةِ الدّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَموا أَنفسَهمْ فَأَهْلَكَتْه ۚ وَمَا ظَلَمَهم اللَّه وَلَٰكِنْ أَنفسَهمْ يَظْلِمونَ) سورة آل عمران: 117.
  • (وَمَن يَتَعَدَّ حدودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَه ۚ) سورة الطلاق: 1.

أيات أخرى عن الظلم

  • (وَمَنْ أَظْلَم مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يذْكَرَ فِيهَا اسْمه وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهمْ أَن يَدْخلوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهمْ فِي الدّنْيَا خِزْي وَلَهمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَاب عَظِيم) سورة البقرة: 114.
  • أيضا (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ) سورة البقرة: 140.
  • (وَمَنْ أَظْلَم مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۗ إِنَّهُ لَا يفْلِح الظَّالِمونَ) سورة الأنعام: 21.
  • (وَمَنْ أَظْلَم مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يوحَ إِلَيْهِ شَيْء وَمَن قَالَ سَأنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّه) سورة الأنعام: 93.
  • (فَمَنْ أَظْلَم مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفونَ عَنْ آيَاتِنَا سوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانوا يَصْدِفونَ) سورة الأنعام: 157.
  • أيضا (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) سورة لقمان: 13.
  • (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ) سورة إبراهيم: 13.
  • (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) سورة إبراهيم: 42.
  • أيضا (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكمْ لَمَّا ظَلَموا وَجَاءَتْهمْ رسلهمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانوا لِيؤْمِنوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمجْرِمِينَ) سورة يونس: 13.
  • (وَعَنَتِ الْوجوه لِلْحَيِّ الْقَيّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظلْمًا) طه: 111.

اقرأ أيضا: سورة تريح القلب وتزيل الخوف

تعريف الظلم

الظلم هو الجور، ووضع شيء ما في غير موضعه إما بنقصان أو زيادة.

وهو أن يتصرف شخص في ملك شخص آخر أو يتجاوز حدّه، كما أن الظلم نقيض العدل.

وهو ارتكاب جرم أو سيئة، والصد عن الحق والتعدي عنه إلى الباطل.

وأخذ الحقوق وسلبها دون وجه حق.

يتضمن تعريف الظلم الفرق بينه وبين بعض الصفات الأخرى؛ ومنها الجور والغشم والهضم.

حيث إن الظلم أصله نقصان الحق ونقيضه الإنصاف، بينما الجور هو عدول عن الحق ونقيضه العدل.

كما يتشابه مصطلح الغشم مع الظلم، والغشم هو ظلم شديد، ويستخدم في وصف الولاة الظالمين.

ففيه دلالة على القهر والظلم والغلبة.

وأيضا ورد في قوله تعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهوَ مؤْمِن فَلَا يَخَاف ظلْمًا وَلَا هَضْمًا) مصطلح “الهضم”، والذي هو نقصان جزءٍ من الحق.

أنواع الظلم

ينقسم الظلم إلى عدة أنواع تتفرع منها صور عديدة، لكن جميعها محرمة في الدين الإسلامي، وقد ذكر الفقهاء الآيات الدالة على تحريمها، وأنواع الظلم هي:

  • ظلم العبد لنفسه: يشير إلى الإساءة المترتبة على أي قول أو فعل سيء يتجاوز حدود الشريعة الإسلامية، فيعود بالضرر على فاعله.
    • ولظلم النفس العديد من الصور منها: الشرك بالله -سبحانه وتعالى-.
    • والتعدي على حدود الله، والإعراض عن ذكر الله، والكذب على الله، والصد عن المساجد.
  • ظلم العبد لغيره: له الكثير من الصور التي لا يمكن عدّها.
  • ويعبر هذا النوع من الظلم عن إيذاء الغير، وسلب الحقوق والأموال، وغير ذلك.

فمن الأمثلة على هذا النوع: القتل، أكل مال اليتيم، الغش وعدم الأمانة، ونقصان المكيال.

وظلم الزوجة، وقذف المحصنات والتحدث عن أعراض الغير، وظلم الجار، وتأخير رد الدّين.

عواقب الظلم

بيّنت آيات قرآنية تتوعد الظالمين والأحاديث النبوية العواقب التي تعود على الظالم في دنياه وآخرته.

ومن عواقب الظلم المستنبطة منها الآتي:

  • الظلم سبب لوقوع البلاء.
  • دعوة المظلوم على الظالم مستجابة وليس بينها وبين الله حجاب.
  • عدم فلاح الظالم أبدًا، وطرده من رحمة الله تعالى.
  • تصبح حياة الظالم خالية من البركة في المال والأولاد.
  • فقدان محبة الله تعالى، ويسقط الظالم من نظر الخلائق.
  • يصرف الظالم عن الهداية، ويحرم من الشفاعة.

شاهد أيضا: فضل سورة الشرح للزواج

مسببات وقوع الظلم

تتعدد الأسباب المؤدية إلى ارتكاب الشخص للظلم، سواء أكان ظلمًا لنفسه أو لغيره، وهي:

  • اتباع وساوس الشيطان: توعد الشيطان بأنه سيضلّ العباد، ويوقع بينهم بالظلم.
    • ومفاسد الأخلاق المؤدية إلى انتشار البغض والكره.
    • والذي يكون سببًا في تشتت المجتمع وفساده.
  • اتباع الهوى: إن الهوى يوصل الشخص إلى طريق الضلال.
    • فيكون سببًا في ارتكاب الظلم، لذا أمر الله سبحانه وتعالى بمخالفة الهوى وعدم اتباعه.
  • النفس الأمّارة بالسوء: فهي من أعداء الإنسان التي تجرّه نحو المهالك إذا لم يكن قادرًا على كبح جماحها.

أحاديث في النهي عن الظلم

ورد ذكر الظلم في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، فمن الأحاديث ما نصّ على لفظ الظلم، ومنها ما ضرب مثالًا له، ونعرض لكم بعضًا منها في الآتي:

  • يروي أبو ذر الغفاري –رضي الله عنه- قول النبي –صلى الله عليه وسلم.
    • “عنِ اللهِ تبارَك وتعالى قال: (يا عبادي إنِّي حرَّمْت الظّلمَ على نفسي.
      • وجعَلْته بيْنَكم محرَّمًا فلا تظالَموا يا عبادي إنَّكم تخطِئونَ باللَّيلِ والنَّهارِ وأنا الَّذي أغفِرُ الذّنوبَ ولا أبالي).
    • فذكَره بطولِه وقال في آخرِه.
    • وكان أبو إدريسَ إذا حدَّث بهذا الحديثِ جَثَا على ركبتَيْهِ”، صحيح ابن حبان.
  • عن جابر بن عبدالله –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم.
    • قال: “اتَّقوا الظّلْمَ، فإنَّ الظّلْمَ ظلمات يَومَ القِيامَةِ، واتَّقوا الشّحَّ.
      • فإنَّ الشّحَّ أهْلَكَ مَن كانَ قَبْلَكمْ، حَمَلَهمْ علَى أنْ سَفَكوا دِماءَهمْ واسْتَحَلّوا مَحارِمَهمْ” (صحيح).
  • “قالَ اللَّهُ تَعالَى: ثَلاثَةٌ أنا خَصْمُهُمْ يَومَ القِيامَةِ، رَجل أعْطَى بي ثمَّ غَدَرَ.
    • ورجلٌ باعَ حرًّا فأكَلَ ثَمَنَه، ورَجل اسْتَأْجَرَ أجِيرًا فاسْتَوْفَى منه ولَمْ يعْطِهِ أجْرَه”، (صحيح).

شاهد من هنا: تفسير: سلام قولا من رب رحيم

بهذا توضح آيات قرآنية تتوعد الظالمين أن الحق سوف يظهر عاجلًا أم آجلًا، وسينتصر المظلوم ويرد إليه حقّه، فالظلم إثم كبير يجب الابتعاد عنه لأنه يُعرّض مرتكبه للعقاب والبلاء.

مقالات ذات صلة