حق الله عز وجل وحق رسوله

إن الإسلام هو الإيمان بالله عز وجل وهو العقيدة الراسخة في البشرية ككل منذ خلق الله عز وجل سيدنا آدم وحواء وبعث الخلق إلى يومنا هذا، فالإيمان بما أنزل الله من رسله وأنبياءه هي من أبسط واجباتنا كمسلمين وإتباع التعاليم الإسلامية الحنيفة التي أقرها ديننا وقرأننا، فتابعونا معنا التفاصيل عبر مقال حق الله عز وجل وحق رسوله.

حق الله عز وجل وحق رسوله

  • إن الإسلام يهتم بجميع جوانب الحياة البشرية والتي على رأسها حقوق الإنسان على آخيه الإنسان، والأهم من ذلك حقوق الإنسان على ربه ورسوله.
  • فينبغي علينا كمسلمين ومسلمات معرفة حق الله علينا والاستعانة على حمده وشكره وتطبيق المصالح الدينية والدنيوية، فالدين الإسلامي ينص على البعد عن المنكرات واتباع أوامر الله سبحانه وتعالى، فهذا ما يريده الله من عباد.
  • أن نصدق رسالته ونؤمن به ونتبعه في جميع أمور حياتنا، وذلك للفوز بالأخرة وعدم الانغماس في الدنيا التي تلهينا عن الله وعن اتباع تعاليم دينه.
  • وقد حثنا النبي على معرفة حقوق الله ونبيه وذلك لما جاء عن معاذ بن جبل حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه (كنتُ ردفَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على حمارٍ يقال له عفيرٌ، فقال: يا معاذُ، هل تدري حقَّ اللهِ على عبادِه، وما حقُّ العبادِ على اللهِ. قلت: اللهُ ورسولهُ أعلمُ، قال:
    • فإنَّ حقَّ اللهِ على عباده أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئًا، وحقُّ العبادِ على اللهِ أن لا يعذبَ من لا يشرك به شيئًا. فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أفلا أبشر به الناسَ؟ قال: لا تبشِّرهم فيتَّكلوا).
  • يوضح النبي في هذا الحديث الشريف أن من أتبع دين محمد عليه الصلاة والسلام وتفهم معنى الإسلام جيداً والعمل به في القول والفعل.
  • من خلال هذا الحديث لقد أوضح النبي عليه الصلاة والسلام أن حقوق الله على عباده تتمثل في:
  • الإيمان والتصديق بأن الله هو الواحد الأحد الذي لا شريك له، وهو الذي خلق الجبال والبحار والأنهار والسماء والأرض وكل ما يعيش مع الإنسان على كوكب الأرض، فهو من صنع الله والذي يوضح في قوله تعالى: (قُل إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لِلَّـهِ رَبِّ العالَمينَ، لا شَريكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرتُ وَأَنا أَوَّلُ المُسلِمينَ).
  • فهم تعاليم الإسلام والبعد عن ما حرمه الله وإتباع أوامره.
  • التضرع إلى الله بالعبادات من: صلاة وذكاة والحج والصيام، وذلك لتقبل عبادة المسلمين المؤمنين والفوز بالجزاء العظيم.
  • ذكر الله في كل حين في آناء الليل وأطراف النهار وفي الخير والشر، وذلك لقول العلي العظيم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا* وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الأحزاب:41-42].
  • نسلم ونؤمن بما جاء النبي من رسالة ونصدقه وذلك وفقاً لقول الله سبحانه وتعالى (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [التغابن:8].
  • عدم الجزع من القدر والنصيب فالله يسجل خط سير العبد منذ ولادته حتى وفاته، فكل شيء مكتوب بقدر ثابت لا يتغير إلا بالدعاء.
  • ينبغي على كل المسلمين والمسلمات حب الله ورسوله حق عبادته، والاقتداء بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم في القول والفعل، فذلك له كثير الأجر والثواب العظيم عند الله سبحانه وتعالى.
  • من أساسيات الإسلام احترام الكبير والعطف على الصغير لذلك كان من الهام والضروري احترام نبينا وقدوتنا الكريم، وتوفير اسمه وتعظيم فعله، فمن الواجب احترام وتطبيق ما أمرنا به الرسول الكريم كما في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ) [الأنفال].
  • ضرورة حب النبي وزوجاته وبناته والاقتداء بهم من أعمال وأفعال وأقوال عند التعامل مع الآخرين داخل المجتمع.
  • الاهتمام بزيارة مسجد النبي عند زيارة بيت الله الحرام سواء في الحج أو العمرة.
  • ضرورة اتخاذ الحكم من مواقف النبي عليه الصلاة والسلام والرضا بحكمه في هذه المواقف وتطبيقها بنفس راضية وذلك لقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) [النساء 59].

كما أدعوك للتعرف على: الصفات الواجبة في حق الله

حق الله على عباده المؤمنين

لقد خلق الله الإنسان في أحسن صورة وجعل له منهجاً يتبعه في كل أمور حياته ينهى عن المنكر ويأمر بالمعروف كما ذكر له تعاليم إسلامية عن النبي بالمواقف والأقوال لعدم الاختلاط بين الحق والباطل لذلك وجب عليك كمؤمن أن تراعي حقوق الله وهي:

الإيمان بعقيدة الله

الإيمان بأن الله واحد ليس له ولداً ولا زوجاً، وليس له مثيل ولا شبيه، فهو الرحمن الرحيم الرازق المعين، هو علام العيوب، الذي يتصف بالكمال في الأفعال والأقوال والكمال له وحده عز وجل، والذي يقول للشيء كن فيكون، والإيمان بالله له أسس ثابته مثل:

  • الإيمان بأن الله موجود في حياتنا يرانا ولا نراه.
  • الإيمان بأنه العليم الحكيم الخالق الرازق لعباده.
  • التصديق باسمه وصفاته التي ذكرها في كتابه وسنة نبيه.

التوحيد بالله وحده

هو قول لا إله إلا الله بقناعة ومصداقية، فهي ذكر ينفي وجود معبود غير الله عز وجل ويثبت وجوده وحده، وبما جاء على لسان العلماء بعد تفسير ما ذكر في كتاب الله وسنة نبيه وجد أن التوحيد له ثلاثة أنواع هي:

  • التوحيد بأن الله واحد أحد، هو الوحيد المسؤول عن خلق الكائن الحي، وتقسيم له رزقه.
  • التوحيد والقناعة بأن الله هو رب العالمين ولا يوجد إله غيره، وينفرد بصورة كاملة بالعبودية.

نصرة الله تعالى

  • لعدم اللبس في هذا الموضوع فالله هو الناصر ولا حاجة له بنصر الإنسان ولكن يقصد به نصرة الله ودينه أمام المشركين والمضللين لعقيدة الله الفرض الصمد، ونشر الدعوة وتطبيق التعاليم الإسلامية.
  • حتى أن تطلب ذلك الحرب فالجهاد في سبيل الله والمكافحة من أجل نصرة دين الله، وذلك لقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ).

عبادة الله العلي العظيم

فعبادة الله بمفهومها العام هي الإيمان بالله وتوحيده واجتناب نواهيه واتباع أوامره، وتطبيق الشريعة الإسلامية، وحب الله وتعظيمه والتضرع له وتذليله من أساسيات العبادة، أهل العلم قسموا العبادة إلى نوعين هما:

  • العبادة الشرعية: وهي تتضمن المؤمنين الذي طبقوا دين الله وتعاليمه الشرعية.
  • العبادة الكونية: والتي تتضمن العالم والكون ككل لعبادة الله، جميع الكائنات حية من نبات وإنسان وحيوان، فهي تخاطب جميع جوانب الحياة.
  • والعبادة تتمثل وتظهر بوضوح من خلال أربعة من الأمور الهامة وهم:
    • قول اللسان وذلك من خلال نشر دعوة الله وإخبار الجمع بها.
    • قول القلب وذلك بقناعة العبد بما أخبرنا الله من صفات وأسماء وصفات توضح تعظيمه وتثبت وجوده.
    • فعل القلب وذلك بالخوف من عقاب الله وحب لقائه على خير وعمل صالح، والإخلاص في أداء ما أمر به.
    • فعل الجوارح وذلك من خلال القيام بالأعمال الصالحة، من صوم وصلاة وإحسان للفقراء.

التعجيل في التوبة من الذنب والرجوع لله

الإنسان لا يعلم الغيب، فهو لا يعلم في أي ساعة يموت ولا متي يمرض، أو يفقر، أو يغنى، لذلك لابد من التوبة النصوحة في أقرب وقت، والرجوع إلى طريق الله والتكفير بكل السبل الممكنة عن ذنوبنا، وجاءت التوبة في القرآن الكريم بمفهومها العام فهي دالة على:

  • الحال الذي يقصد ترك الذنب والبعد عنه.
  • العلم من حيث معرفة عواقب ارتكاب الذنوب ومعصية الخالق.
  • الفعل بترك الذنوب والاتجاه إلى بساطة الوفاء وعمل الأعمال الصالحة.

كما يمكنكم الاطلاع على: ما هو حق الله على العباد

حق الرسول إلى المسلمين

إن الله عز وجل لنشر دعوته حث الناس على الإيمان به وأرسل لكل أمة نبي ورسول جاهد في نشر الدين الإسلامي لأمته إلى أن جاء خاتم المرسلين، فينبغي على المسلمين أن يعوا حق رسولهم الكريم تنفيذاً لنا أمر به الله سبحانه وتعالى وهذه الحقوق هي:

  • الإيمان بالرسول وأتباعه.
  • محبته وتعظيمه واحترامه.
  • محبة أهل الرسول والاقتداء به واتباع الصحابة.
  • الدفاع عن رسالة النبي ونشرها للغير.
  • الصلاة على النبي.

اقرأ أيضا: شرح حديث: ثلاثة حق على الله عونهم

وبذلك نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي هو بعنوان حق الله عز وجل وحق رسوله، وهو واحد من أهم الموضوعات في الشريعة الإسلامية، التي ينبغي على كل مسلم أن يكون على علم بها، ويستوعبها ويطبقها في مجرى حياته.

مقالات ذات صلة