حكم بلع البلغم في الصيام

حكم بلع البلغم في الصيام، هو واحد من الأحكام الفقهية الهامة التي تتبادر إلى أذهان الصائمين، خاصة أولئك الذين يعانون من وجود بلغم في حلقهم بكثرة أثناء صيامهم، وهو ما سنوضحه لكم فيما يلي عبر موقع مقال maqall.net.

أسباب كثرة البلغم في الصيام

  • من أهم أسباب وجود البلغم والتي تدفع الشخص إلى التساؤل حول حكم بلع البلغم في الصيام هو النشاط البدني الزائد خلال النهار.
    • ذلك لأن معدلات تنفس الشخص ترتفع وتصبح أكثر سرعة خلال أوقات النشاط والعمل.
    • فتقوم الرئتان بتبادل كميات كبيرة من الأكسجين.
  • كما أن التنفس السريع يشير إلى قيام الشخص بعملية الشهيق والزفير بطريقة زائدة عن عادته، وبالتالي يتكون البلغم نتيجة لجفاف الفم.
  • وكذلك فإن البلغم يكثر عند الأشخاص الرياضيين خاصة من يمارسون رياضة الجري خلال نهار رمضان.
    • ذلك بسبب ميل الصائم أثناء الجري للتنفس من فمه، الأمر الذي يؤدي إلى دخول هواء بارد وجاف إلى الرئتين مباشرة دون تنقية.
    • وبالتالي تتكون كميات من البلغم بشكل ملحوظ وسريع لدى هؤلاء الأشخاص.
  • بالإضافة إلى الإرهاق البدني، يمكن أن يتسبب الالتهاب القصبي المزمن وتجمع سوائل زائدة في الرئتين في تكوين البلغم خلال الصيام.
  • أيضا يعد التدخين واستنشاق الشخص الهواء الملوث لفترة طويلة من أهم مسببات البلغم.

اقرأ أيضا: حكم الإفطار في رمضان

حكم بلع البلغم في الصيام

بعد التوقف على بعض أسباب البلغم عند الصائمين، سوف نذكر لكم تفصيلاً حكم بلع البلغم في الصيام وذلك كالآتي:

  • لا يوجد خلاف أن البلغم لا يفطر مطلقا إذا لم يتجاوز منطقة الحلق، أو إذا لم يقم الإنسان ببلع أي جزء منه.
  • أما إن تجاوز البلغم الحلق فوصل خارجه، فإن ذلك يعد مسألة خلاف بين الفقهاء.
  • كما أنه قد قام جماعة من العلماء بالتفريق بين بلع كمية صغيرة من البلغم وبين بلغم كمية كبيرة منه.
  • كذلك من الأمور التي يجب أخذها في الاعتبار عند البحث عن حكم بلع البلغم في الصيام.
    • هي إذا ما كان الشخص متعمداً لفعل ذلك أم غير متعمد.
  • وإننا فيما يلي سوف نقوم بتفصيل تلك المسائل الفقهية بسهولة ويسر، لكي يتسنى لكل الباحثين فهمها والعمل بها والله الموفق.

حكم بلع البلغم في الصيام عند جمهور الفقهاء

  • أكد جمهور الفقهاء أن حكم بلع البلغم في الصيام يتوقف على نية الصائم في ذلك الفعل.
    • فإنهم يرون أن بلع البلغم من دون تعمد أو قصد لا يفطر الصائم ولا يفسد الصوم.
    • وبذلك قال المالكية والحنفية وغيرهم من العلماء الكبار، وأيضا يتم العمل بذلك الرأي في الدار المصرية للإفتاء.
  • ويرى بعض العلماء أن الصائم إن تعمد بلع البلغم وهو صائم، فإنه يعد بذلك مفطرا.
    • وعليه كفارة ذلك وإعادة صوم اليوم الذي أفطره فيما بعد.
    • كذلك إذا قام الصائم بإخراج البلغم من جوفه ثم قام بابتلاعه، فإن ذلك يفسد صومه ويجعله مفطرا.
  • أما المالكية فيرون أن بلع الصائم للبلغم يعامل معاملة بلعه لريقه فهو لا يفسد صومه مطلقا.
    • لكن يجب الإشارة إلى إمكانية تقييد ما يراه المالكية لأولئك الذين ابتلاهم الله بذلك البلغم بكثرة، ولا يجب عليهم قضاء صيامهم لأنه يعد صحيحًا.
  • ويقول الدكتور علي جمعة المفتي السابق لجمهورية مصر العربية أن بلع البلغم يفطر الصائم في حالة واحدة لا غير.
    • تلك الحالة هي تعمد الصائم إخراج النخامية أو البلغم ثم القيام ببلعها متعمداً، فهو في تلك الحالة يعد مفطرا.
  • ذلك هو حكم بلع البلغم من الناحية الدينية، ولكن ينبغي الإشارة إلى أنه صحياً لا ينبغي التساهل في بلع البلغم.
    • ذلك لأن البلغم والمخاط وما على شاكلتهما، ما هو إلا أذى ينبغي على الإنسان تجنب بلعه.
    • للحفاظ على صحته من الأذى.

حكم بلع الريق خلال الصيام

  • يوجد أقوال من المركز الأزهري العالمي تؤكد أن فقهاء الدين اجتمعوا على أن الصائم إن ابتلع ريقه خلال الصوم فهو لا يفطر على الإطلاق.
    • وذلك سواء كان الصائم يبلع ريقه متعمدا أو من دون تعمد، ذلك لأنه من الأشياء الملازمة للإنسان.
  • وبذلك قال الدكتور مجدي عاشور ورأيه في ذلك يرجع إلى أن الريق هو أحد الأشياء التي لا تفسد الصوم لصعوبة الاحتراز منها.
  • أما عن القيء خلال نهار رمضان فإن حكمه مثل حكم بلع البلغم في الصيام ويجري عليه ما جرى على النخامة.

وتوضيحا لذلك نقول إن الذريعة في ذلك هو تعمد الشخص.

  • فإن كان القيء خارجاً عن إرادة الإنسان فلا شيء على الصائم وعليه أن يتم صومه.
  • أما إن استقاء الإنسان بإرادته فإنه بذلك يكون قد أفطر وعليه أن يقضي صوم ذلك اليوم مرة أخرى.
    • والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم “من ذرعه القيء فليس عليه قضاء ومن استقاء فليقض”.

كما يمكنكم التعرف على: حكم من أفطر في رمضان عمدًا

 أقوال الفقهاء الأربعة في بلع البلغم في الصيام

اختلف الفقهاء في بلع البلغم الذي يختلط بالمخاط الخارج من المسالك التنفسية على أقوال عدة، نذكرها كما يلي:

  • يرى فقهاء المذهب الشافعي أن خروج البلغم أثناء سعال الصائم وقام بابتلاعه فلا يفطر الصائم لذلك، شريطة ألا يكون قد وصل إلى ظاهر فمه.
    • أما إن وصل البلغم إلى ظاهر فم الصائم وقام ببلعه فإنه يكون بذلك قد أفسد صومه.
  • أما عن مذهب الحنفية والمالكية وكذلك الحنابلة فهم يقولون أن البلغم لا يفطر الصائم مطلقا، إلا إذا كان كثيراً كثرة ملحوظة.
  • كذلك إذا كان البلغم يخرج بكثرة يستطيع معها الإنسان أن يتجنب ابتلاعه، فإنه يعد مفطرا إذا بلع تلك الكمية من البلغم.
  • وتوجد نصوص للمذهب المالكي تقول بأن البلغم حتى إن وصل إلى طرف لسان الصائم نتيجة للسعال أو التنحنح أو غيرها من الأسباب فهو لا يفطر.
  • بالإضافة إلى ذلك فإنه ورد في مذهب الحنابلة رأيا يقول بمعاملة البلغم الكثير معاملة القيء.
    • فيكون عندهم بلع البلغم حرام ويفكر الصائم إذا بلعه متعمدا لأنه يشبه القيء.

وسواس بلع الريق والبلغم في الصيام وعلاجه

  • ينتشر بين الناس نوع من الوسواس وهو الخوف من ابتلاع الريق والبلغم وهم ينوون الصيام.
  • فتراهم يتشددون في محاولة إخراج الريق الزائد من الفم، وكذلك البلغم وبقايا الطعام العالقة بين أسنانهم.
  • وما يدعوهم إلى ذلك القلق المفرط هو قول أحد العلماء بأن وصول الريق إلى خارج الشفتين ونزول البلغم إلى الحلق يمكن أن يفسدا الصوم.
  • لكن يجب على من يكون لديه تلك الوساوس أن يتخلص منها وأن يتبع أساليب العلاج.
  • كذلك يجب على الشخص ألا يترك نفسه للشيطان وألاعيبه فهو لا يريد سوى أن يلبس على الناس دينهم.
  • ويجب أيضا أن يكون الإنسان متيقنا يقينا تاما من دخول أي شيء إلى جوفه، فإن العبادة لا تفسد بالشك.
  • فإن بعض العلماء يقولون بأن الإنسان إذا ابتلع بقايا الأكل في أسنانه من دون تعمد، فإن ذلك لا يبطل صومه وليس عليه حرج.
    • وكذلك هو نفس الأمر عند ابتلاع البلغم من دون قصد خلال نهار رمضان، أو خلال صوم أي يوم من أيام النافلة.

هل البلغم مادة طاهرة أم نجسة؟

  • ذهب العلماء في ذلك على أقوال يفرقون فيها بين البلغم الخارج من المعدة.
    • والبلغم الذي ينزل إلى الحلق من الرأس أو الرئتين.
  • فقد اجتمع جمهور الفقهاء على طهارة البلغم النازل من رأس الشخص، وكذلك الخارج من الصدر أو من أعلى الحلق.
    • أما النخامة التي تصعد من المعدة فهي محل خلاف بين العلماء من حيث طهارتها أو نجاستها.
  • فنجد الشافعية وأبا يوسف من علماء الحنفية يقولون بعدم طهارة ذلك البلغم الخارج من الصدر أو الحلق.
  • كما أن المالكية والحنابلة وغير أبي يوسف من الحنفية بأن البلغم طاهر مطلقا سواء كان خارجاً من المعدة أو نازلا من الرأس.
    • وحجتهم في ذلك أنها مادة تصنع داخل جسد الإنسان، وكذلك أنه قد ثبتت رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أزال النخامة وهو في صلاته.

كما يمكنكم الاطلاع على: حكم إفطار الحامل في رمضان وكفارته

أخيرًا وليس آخرًا نكون قد استوفينا حكم بلع البلغم في الصيام بالتفصيل كما ورد عن أئمة الفقه الإسلامي، والواجب على الإنسان أن يحترز ويتجنب كل ما فيه شبهة والله نسأل أن يتقبل منا ومنكم صالح العمل.

مقالات ذات صلة