قصص عن الصبر

قصص عن الصبر توضح الفضل العظيم الذي يأخذه الشخص الصبور، وتوضح الجانب المشرق من الصبر، فبالرغم من أن الصبر يمكن أن يكون من الأمور الصعبة على البعض إلا أنه يكاد يكون من أفضل الصفات التي يمكن أن يتصف بها بني آدم.

فهو الذي يجعل الشخص قادر على التعامل مع السراء والضراء، وتقبل السيئ كما يتقبل الجيد، ومن خلال القصص سنعرف قيمة الصبر.

قصص عن الصبر

الصبر هو مفتاح الفرج كما يقال عنه، وهذا ليس بادعاء أو مبالغة، ومن خلال هذه القصة سوف نتأكد من هذه الحقيقة التي لا يوجد شك بها:

كان يا ما كان في يوم من الأيام كان يوجد شاب يقف في أحد أسواق المدينة المكتظة، وخلال ما كان الشاب يقف بدأ في الصراخ وقول: (أيها الناس، انظروا إلى قلبي كم يبدو عليه أنه جميل ومتناسق!) (أيها الناس ألست أمتلك أجمل قلب في العالم).

نظراً بعض الناس من الحشود إلى قلب الشاب، وبالفعل وجدوا أن قلبه جميل، ومتناسق.

يكاد يكون لا عيب فيه، وكانت النتيجة أنه لا يوجد شخص نظر إلى قلب الفتاة ولم يفتن بجماله.

بعد مرور بعض الوقت ظهر في نفس السوق رجل عجوز يخرج من إحدى الزوايا.

وقال هذا العجوز للشاب، (يا بني أنا اتحداك أني أمتلك قلباً، أجمل من قلبك بكثير).

كان الشاب واثق للغاية من نفسه، لهذا السبب قال للعجوز، وأنا أقبل التحدي، هيا أرينا قلبك.

وعندما كشف العجوز عن قلبه تبين أنه قديم للغاية ممزق، وملئ بالندب، وغير متناسق في كل مكان.

قال الشاب للرجل العجوز أين الجمال في قلبك، على ما يبدو أنه يفقد الكثير من أجزائه.

حينها ضحك الرجل العجوز وقال للشاب “يا بني هل ترى هذه الندوب والأجزاء الناقصة من قلبي.

والفوضى الموجودة فيها، كلها علامات تشير إلى تجارب خاضها في حياتي.

حيث كانت دائماً أعطي جزءاً من قلبي للشخص الذي أحبه.

وكذلك كنت أخذ جزءاً من قلوب الآخرين الذين أحبهم وأضيفها إلى قلبي، وكانت النتيجة هذا القلب الجميل.

لكن على ما يبدو من قلبك الكامل أنك لم تتبادل مع أي شخص المحبة من قبل.

أليس هذا صحيح يا بني، صدم الشاب من كلمات العجوز.

النهاية كانت أن الشاب اقتطع جزءاً من قلبه، وأعطاه إلى الرجل العجوز.

وفي المقابل حصل على جزء من قلبه.

شاهد أيضا: قصة الثعلب والديك

قصة عن صبر رسول الله صلى الله عليه وسلم

الصبر هو صفة المتقين، المؤمنين، الأقوياء، والرحماء، ولا يوجد شخص يجمع بين كل هذه الصفات وأكثر إلا معلم الناس الخير رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وفيما يلي نعرف قصته مع الصبر:

كان الصبر هو حليف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في كل وقت وأذان.

حيث كان الصبر هو منفذه ومخرجه من كل المصاعب والابتلاءات التي مر بها خلال حياته.

لقد طرد رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة بفعل الحاقدين عليه من الكافرين.

وبالفعل بفضلهم خرج من بلادهم التي أحبها وأحبته مجبراً، حزيناً، ومهموماً، ولكن بالرغم من هذه المشاعر ظل صابراً على الابتلاء.

صبر كذلك على أن يكون هذا البلاء العظيم مفروض على المقربين منه من أهله وأقرباؤه.

والمسلمين الذين كانوا معه، وبعضاً من أهل قبيلته، وصبر أيضاً على أن يكون الفرضين لهذا البلاء هم أنفسهم بعضاً من أهله، وأبناء قبيلته، وأقرباؤه.

جاء في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله قال: “علمتُ أنكِ خيرُ أرضِ اللهِ، وأحبُّ الأرضِ إلى اللهِ، ولوْلا أنَّ أهلَكِ أخرَجُوني مِنكِ ما خرجتُ”، كان يقصد مكة المكرمة.

صبر الرسول كذلك على الأذى الذي كان يلحق بها بدنياً، ونفسياً من المشركين.

وصبر على الادعاءات الكاذبة التي نشرت حوله، مثل أنه من الساحرة، أو من الكاهنة.

صبر كذلك على الجوع والفقر والحاجة، بالرغم من أنه أفضل خلق الله.

صبر الرسول صلى الله عليه وسلم على فقدانه أولاده وأحبائه خلال حياته مثل جميع أولاده الذكور.

وجميع أولاده الإناث إلا فاطمة، وعمه أبو طالب، وكذلك زوجته خديجة، وعمه حمزة.

صبر الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك على المنافقين.

وعلى كذبهم وسعيهم الدائم للتسبب في الأذى له.

قصة عن صبر النبي أيوب عليه السلام

أفضل الأشخاص الذين عاشوا على مر الزمان ويمكن أن نستخلص من قصة حياتهم أفضل العبر والمواعظ عن الصبر هم الأنبياء والرسل، وبالأخص سيدنا أيوب، الذي يمتلك نوع من الصبر مسمى على اسمه، صبر أيوب، وقصته فيما يلي:

عاش نبي الله أيوب عليه السلام حياة بائسة بكل ما تحمله الكلمة من معاني، حيث اجتمع عليه المرض، وكذلك الفقر، والحاجة.

لكنه لم ينس أن هذا البلاء من الله سبحانه وتعالى طوال الثمانية عشر عاماً.

كذلك صبر سيدنا أيوب على بعد الناس عنه، حيث لم يتبق بجانبه إلا شخصين مقربين منه كانوا يزورونه بين الفينة والأخرى.

أحد المرات قال أحدهما للآخر: “تعلم يا فلان، والله على ما يبدو أن أيوب قد أذنب ذنبًا ما أذنبه أحدٌ من البشر أو العالمين من قبله.

ولن يذنبه أحد من بعده، فقال له الصاحب الآخر: وما هذا الذنب؟

كان رد الشخص أنه قال: منذ ثمانية عشرةَ سنة لم يرحمه الله، ولم يرأف به.

لذا دعنا نكتشف ما به، لذا عندما ذهاب الرجلين إلى أيوب سأله عن ذنبه.

قال أيوب أنه لا يدري ما يقوله هذين الرجلين، ولكن ما يراه أنه الله تعالى يعلم أنه بينما وكان يمر على الرجلين يتنازعان وكانوا يذكران الله.

لذا عندما رجع إلى البيت كره أنهم لم يذكروا الله إلا في الحق.

بمرور الوقت ومع الصبر على البلاء تحسنت حالة سيدنا أيوب، وفك الله كربه، وأزال من عليه البلاء هو وعائلته.

وكان سيدنا أيوب -عليه السلام- خير مثال على العبد الصابر الشاكر، والعابد، بل أصبح مثال يضرب به المثل في كل زمان ومكان.

اقرأ أيضا: قصة أصحاب الكهف للأطفال

أهمية الصبر في الإسلام قصة صبر مطرف

تعتبر هذه القصة خير مثال على الصبر، وهي قصة رجل يدعى مطرف، وهي من القصص التراثية التي تستحق الذكر من الأثر لتوضيح اهمية الصبر في الإسلام، وفيما يلي نذكرها لكم:

يقال إن كان هناك رجل يدعى مطرف، وكان له ولد يدعى عبد الله.

بعد فترة توفِّي عبد الله بن مطرف.

لذا خرج مطرف والد عبد الله مدهناً، وهذا يعني أنه خرج في ثياب جيدة، وكان متزينًا متطيبا.

فما كان من الناس إلا أن قالوا له: “يموت عبد الله وتخرج في مثل هذه متزيناً ومدهنًا؟

كان رد مطرف والد عبد الله: (الله سبحانه وتعالى وعدني خصالًا.

حيث تكون كل خصلة منها أحب إلى من هذه الدنيا كلها.

حيث قال الله تعالى: “الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ”.

استكمل مطرف قوله والله لو أنّ الدنيا وكل ما فيها كان لي.

وبعد ذلك أخذه الله مني، ووعدني عليها فقط شربة ماء غدًا، ما كنت رأيت لتلك الشربة أهلًا.

إذن كيف الحال مع الصلوات والهدى والرحمة؟

عبرة من قصص عن الصبر

الصبر من الخصال الصعبة على البشر في كل وقت ومكان، الصبر على البلاء، الصبر على الحاجة، الصبر على التعب والمرض، الصبر على الفراق، كل هذه الأمثلة من الصبر تمتلك صعوبة خاصة بها، وفيما يلي نعرف العبرة من الصبر:

يجب على بنى آدم أن يعلموا أن الحياة ليست وردية.

حتى وأن كانت كذلك في بعض الوقت، حيث يمكن أن ننعم ببعض الأيام، أو الشهور.

أو السنين الجيدة، ولكن لابد أن يأتي بعد ذلك أيام صعبة لابد الصبر عليه.

لكن العكس صحيح أيضاً فإن بعد الأيام الصعبة أو الشهور أو السنين يأتي الخير نتاج الصبر.

يفضل أن يتذكر المسلمين والمؤمنين دائماً أن الصبر والرضى بقضاء الله وأقداره سيكون جزاء الله له عظيم، حيث لابد أن يرضيه الله بجميل قدره.

وعد الله الصابرين في كتابه العزيز العديد من الوعود الحسنة، حيث قال: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ).

ذكر كذلك جزاء الصابرين في السنة النبوية الشريفة حيث روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “إنَّ عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ، وإنَّ اللهَ تعالى إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمن رضيَ فله الرِّضَى، ومن سخِط فله السُّخطُ”.

شاهد من هنا: قصة النبي هارون للأطفال

قصص عن الصبر توضح أهميته في القرآن الكريم والإسلام، يعتبر الصبر من الخصال الهامة التي يفضل أن يتحلى بها المسلمين في كل زمان، ومكان، وذلك لأنها سوف تساعد الشخص على التأقلم مع تقلبات الحياة.

مقالات ذات صلة