قصة الإسراء والمعراج بالتفصيل

قصة الإسراء والمعراج بالتفصيل، موقع مقال maqall.net ينشره لكم، حيث إنها ليلة المعجزة حين اتصلت السماء بالأرض وكما يقال أنه في ذاك اليوم المبارك توقف الزمان وطوى المكان، وكانت تلك الليلة من آيات الله الكبرى، ومعجزة اختص بها المولى عز وجل نبيه المصطفى عليه الصلاة وأتم السلام، وإن دلت تلك المعجزة على شيء فإنما تدل على المنزلة العليا التي حباها الله لنبيه الكريم محمد دون غيره من الأنبياء والمرسلين.

تاريخ حدوث معجزة الإسراء والمعراج

  • اختلف المشايخ والعلماء الأجلاء في تأريخ هذه المعجزة؛ إذ لا يوجد نصًا صريحًا يعيد هذه المعجزة إلى يوم ثابت ومؤكد.
    • فنظر إليها البعض على أنها وافقت يوم الجمعة، أما اللفيف الآخر من العلماء رأوا أنها وقعت في يوم الإثنين، كما اختلفوا أيضًا حول تاريخ حدوثها.
  • إلا أن البعض يذهب إلى حدوث تلك المعجزة في السابع والعشرين من شهر رجب المحرم في العام الذي يسبق عام الهجرة.
    • أي ما يعادل العام ستمائة وعشرين ميلاديًا، وتبدأ الليلة من مغرب هذا اليوم حتى فجر اليوم التالي.
    • وتعد قصة الإسراء والمعراج من أعظم المعجزات التي ورد ذكرها في القرآن الكريم.
  • يتجه الفقهاء إلى تحليل قصة الإسراء والمعراج وتقسيمها إلى ثلاث محطات، أولاهم كانت الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وثانيهم المعراج إلى السماء، وآخرهم الوصول إلى سدرة المنتهى.

ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: قصة الإسراء والمعراج مكتوبة مختصرة

قصة الإسراء والمعراج بالتفصيل

أولًا: قصة الإسراء في ضوء سورة الإسراء

  • في التاريخ سالف الذكر طاف الرسول المصطفى محمد صلي الله عليه وسلم وحده بالليل حول الكعبة ثم توجه إلى بيته كي ينام.
  • وعند انتصاف الليلة نزل إليه الروح الأمين جبريل عليه السلام فأوقظه ليخبره أن المولى عز وجل يدعوه للسماء.
  • فاستقل المصطفى ركبه البراق -وهو حيوان ليس حمارًا وليس بغلًا- الذي سرعان ما تحرك إلى المسجد الأقصى أي “بيت المقدس” من المسجد الحرام أي “مكة المكرمة”.
    • وكان في استقباله الملائكة يحفونه من كل مكان، ويعد صعود المصطفى إلى السماء صلى بالأنبياء جميعهم، وهذا يعد دليلًا قاطعًا على كونه خاتم الأنبياء والمرسلين أجمعين.
  • إذ قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة الإسراء متحدثًا عن معجزة الإسراء والمعراج:
    • {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكنَا حَوْلَهُ ۝1}

ثانيًا قصة المعراج في ضوء سورة النجم:

  • قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة النجم متحدثًا عن معجزة معراج المصطفى عليه الصلاة والسلام:
    • “وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى۝13عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى 14 ۝عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ۝15إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ۝16.
    • مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى۝17 لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى 18 ۝”.
  • وسدرة المنتهى يذكرها المفسرون أنها شجرة عظيمة موقعها الجنة في السماء السابعة وتمتد جذورها في السماء السادسة ولها من الجمال والروعة.
    • ما لم يتمكن إنسان من شرحه ووصفه، وقيل إنها سميت المنتهى لأن ما دونها لا يعلمه الملائكة إذ يقف علمهم عندها.
    • قيل عن جمهور الفقهاء أن النبي صلى الله عليه وسلم حين بدأ رحلة صعوده إلى السماء قابل عدد من الأنبياء والمرسلين، فرأى في بداية رحلته آدم عليه السلام، ثم يحيى وعيسى، ثم يوسف وإدريس وهارون، ثم موسى، ثم إبراهيم عليه السلام.

موقف السامعين لقصة الإسراء والمعراج

  • قيل إنه بعد عودة الرسول صلى الله عليه وسلم من رحلته كان موضع نومه لم يزال دافئًا.
    • ومن هذا المنطلق يبدو للسامع أن الله سبحانه وتعالى كان قد أوقف الزمان كي تتم الرحلة.
  • وبعدما أفاق النبي صلى الله عليه وسلم صبيحة اليوم التالي قص على أهل مكة تفاصيل رحلته.
    • وكالعادة كان الصديق أبو بكر أول من آمن بما قاله صديقه المصطفى.
    • في حين أن هناك الكثير ممن كذبوا واستخفوا بحديث النبي.

حكم الاحتفال بمعجزة ليلة الإسراء والمعراج

  • لم يحتفل بها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، كما أنه لم يأمر أتباعه بالاحتفال بها.
  • يجوز الاحتفال بها ويبدو الاحتفال أمرًا مستحبًا وذلك فرحًا واستبشارًا برسول الله محمد عليه الصلاة والسلام.
    • إذ أن المولى عز وجل كان قد كافئ نبيه المصطفى بتلك المعجزة بعد أن نال من الأذى ما نال.

ولا تتردد في زيارة مقالنا عن: ليلة الإسراء والمعراج بالتفصيل

الدروس المستفادة من قصة الإسراء والمعراج

أولًا

  • لطف الله سبحانه وتعالى بنبيه محمد عليه الصلاة والسلام وتخفيف معاناته التي لاقاها في سبيل نشر الدين الإسلامي، ويظهر ذلك في قول الله سبحانه وتعالي في كتابه العزيز في سورة النساء:
    • “ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيماً 70 “.
  • حث العالمين على التفاؤل والثقة بنصر الله عز وجل.
  • التأكيد على نبوة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
  • إثبات أن محمد عليه الصلاة والسلام هو خاتم المرسلين وأنه هو من ذكره الله تعالى في قوله في سورة الصف:

“وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (6)”.

ثانيًا

  • الإيمان بأن قدرة الله وعظمته وسعت كل شيء، وفاقت حدود البشر ومنطقهم.
  • اليقين بوحدانية الله سبحانه وتعالى.
  • التيمن بدعاء المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام حين قال:
    • اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين.
    • وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي.
    • أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك.
    • أو يحل على سخطك، لك العُتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك”.

ثالثًا

  • إثبات وحدانية الله عز وجل وأن كافة الأديان عند نزولها من الملأ الأعلى لم تكن تدعو بعبادة من سوى الله عز وجل.
  • رفع منزلة المسجد الأقصى ومكانته في نفوس المسلمين أجمعين.
  • التأكيد على أهمية الصلاة، إذ أنها عبادة فرضها الله تعالى على عباده أثناء تواجد النبي عليه الصلاة والسلام في السماء.
    • وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على أن الصلاة هي التي تقرب ما بين العبد وربه، وفيها يكون المصلي أقرب إلى الله عز وجل.
    • وقيل في هذا الشأن أن النبي المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم كان قد سجد بين يدي الله حال صعوده إلي سدرة المنتهى.
    • كما صلى بالأنبياء جميعًا في هذا اليوم المبارك في ذات المكان.
    • كما قيل أيضًا أن جبريل عليه السلام جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم صباح اليوم التالي.
    • ليخبره بكيفية أداء الصلاة والأوقات التي شرعها الله سبحانه وتعالى.

رابعًا

  • التسليم بقضاء الله والثقة في قوله تعالى في كتابه العزيز في سورة الشرح:
    • فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)
    • وكذلك قوله تعالى في سورة الطلاق:
    • سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7)
  • كما التيقن من كون الابتلاء ومواجهة الصعوبات والمشكلات الحياتية واحدة من سنن الحياة، إذ كان الأنبياء جميعًا قد تعرضوا لمثل هذه الصعوبات والمشاق.
    • كذلك أشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة.
    • وأتم التسليم كان من أولئك الذين اختبرهم الله وابتلاهم إما بفقد عزيز أو بتعنت المشركين وإيذائهم لهم.
    • تأكيد وترسيخ ثقة المؤمن بوجود الله سبحانه وتعالى بصحبته مهما اختلف الزمان والمكان.

كما يمكنك التعرف على: موقف المشركين من الإسراء والمعراج

وإلى هنا نكون قد تناولنا قصة الإسراء والمعراج بالتفصيل، وما حدث في هذه الليلة من معجزات إلهية اختص الله بها نبيه محمد عليه الصلاة والسلام واصطفاه على سائر خلقه أجمعين، وتحدثنا عن حكم الاحتفال بهذه الليلة المباركة.

وفرض الصلاة على المسلمين في تلك الليلة، بالإضافة إلى الدروس المستفادة من قصة الإسراء والمعراج ولا تزال هناك العديد والعديد من الأسرار التي لا يعلمها إلا المولى عز وجل عن تلك الليلة المباركة.

مقالات ذات صلة