مفهوم شمولية الإسلام

مفهوم شمولية الإسلام يبحث عنه الكثيرون، وذلك لأن هذا المفهوم يتردد صداه بين علماء الفقه والشريعة، كما أن كل دارس لهذه العلوم يقابله هذا المفهوم.

ولكنه لا يعرف ما معناه بالتحديد؛ لذا يلجأ إلى محركات البحث للتعرف على المعنى بشكل مبسط ولمعرفة المزيد من التفاصيل عنه، وهذا ما سنتعرف عليه على موقع maqall.net.

مفهوم شمولية الإسلام

لأن الكثيرين يهتمون بهذا المفهوم ويرغبون في معرفة معناه بشكل مبسط، فإن العلماء قاموا بتوضيحه كما يلي:

  • إن كلمة الشمولية من الناحية اللغوية تشتق من الفعل الثلاثي شمل، وهو لفظ يشير إلى كل شيء في الكون، فهو يعني الاحتواء والتضمين.
  • عندما نقول شمل الشيء بذلك نقصد تضمنه وعمه، أما بالنسبة لهذه الكلمة في الإسلام فهي تشير إلى احتواء رسالة الدين الإسلامي على كل شيء يدخل ضمن اهتمامات الإنسان القديم والمعاصر.
  • فقد جاء الإسلام وهو متضمن تعاليم كثيرة تفيد العباد في كل الأزمان ولم يقتصر على زمن واحد فقط.
  • يشترط على المسلم أن يفهم هذه الشمولية وأن يستوعب كل ما جاءت به الشريعة من تعاليم شاملة كل زمان ومكان، وأن يفهم أيضًا كل مقاصد الشريعة ومفرداتها الشاملة.
  • يمكننا تعريف هذا المفهوم بأنه النظام ذو المنهج المحدد والمتكامل الذي جاء من الله تعالى ويهتم بكافة الشؤون الحياتية بمختلف مجالاتها.
  • وهو المنهج المختص بتنظيم حياة الإنسان بدءًا من تكوينه وهو جنين وصولًا إلى الطفولة من ثم المراهقة والشباب والشيخوخة، فقد كفل الدين الإنسان في كافة هذه المراحل ورعاه منذ ولادته إلى وفاته.
  • كما أن هذا المنهج له دور مهم في تنظيم حياة العباد العقائدية من الناحية الدينية والتي تتمثل في علاقة العبد بالله عز وجل.
  • يمكننا أن نطلق هذا المفهوم على القرآن الكريم، حيث إنه جاء فيه كل ما يحتاجه الإنسان المسلم في حياته اليومية والعملية.
  • حيث إن هذا الكتاب يضع بين أيدينا كافة القواعد الأساسية التي يجب أن نسير عليها في حياتنا، وهو يحتوي على مرجعيات ومعايير لها علاقة وثيقة بحياة الإنسان في الدنيا، ويتطرق إلى أدق التفاصيل في الحياة.

اقرأ أيضا: معنى الإسلام لغة واصطلاحًا

مظاهر شمولية الإسلام

نجد أن أثر الشمولية يظهر في عدة مظاهر رئيسية والتي تتمثل في الآتي:

  • شمول الزمان: هذا هو المظهر الأول لشمولية الإسلام، ويكشف لنا الله تعالى في القرآن الكريم أن الدين الحق والصحيح عنده هو الدين الإسلامي.
  • نستدل على ذلك بأن جميع الأنبياء القدامى كانت رسالتهم موحدة مع الإسلام على الرغم من اختلاف الوقت الذي جاؤوا فيه.
  • شمول المكان: هو المظهر الثاني، ونجد أن الله تعالى بعث رسوله الكريم – صلى الله عليه وسلم – وهو حامل لرسالة معينة ينشرها في كافة أنحاء الأرض دون استثناء.
  • ولم يقتصر نشر هذه الرسالة على منطقة جغرافية واحدة وهي مكة المكرمة التي كانت نقطة انطلاق الدين الإسلامي إلى بلاد العالم المختلفة فيما بعد.
  • شمولها لكل إنسان: تعتبر الشريعة الإسلامية مخصصة لكل إنسان على وجه الأرض فهي شريعة عالمية، وقد جاءت للشعوب كافة ولم تقتصر على قوم معينين ولا جنس أو عرق معين.
  • لذلك نجد أن الدين الإسلامي عادل في معاملة كافة الأجناس دون التمييز بينهم، لأن الرسالة في الأساس لم تفرق بين الناس وبعضهم سوى بالتقوى.
  • شمول المنهج: هذا آخر مظهر من مظاهر شمولية الدين الإسلامي، ونستدل من هذا المظهر أن الإسلام جاء شامل لكل أمور الحياة ولم يقتصر على إنسان أو اتجاه معين فقط.
  • بل كان يمزج بين أمور الدين والتكاليف والتشريعات المختلفة حتى تتناسب مع الحياة العامة، بالتالي نظم الحياة العقائدية.
  • كما أنه نظم العلاقات بين الأفراد، وقد شمل أيضًا الأمور السياسية والاقتصادية على حد سواء.

شاهد أيضا: ومن الناس من يشتري: ما هو لهو الحديث؟

صور الشمولية في الإسلام

في إطار بحث المسلم عن مفهوم شمولية الإسلام يجب عليه أن يعرف الصور العديدة التي برزت بها الشمولية في الدين الإسلامي، والتي تتمثل في النقاط التالية:

  • النظر في الوجود كله: ينظر الدين الإسلامي في العالم كله بدءًا من نشأته وكيفية حركته وكل تفاصيله وتطوراته وتغييراته على مر الزمان.
    • كما أنه ينظر إلى تنسيق وتدبير الله تعالى للكون وينظر إلى إبداعه في خلقه، ونجد كل ذلك متجسد في آيات القرآن الكريم التي تشهد على الإبداع الفائق في خلق الكون.
  • الحديث عن العبودية وحقيقتها: ينظر الإسلام إلى العبودية من كل جوانبها، فهو ينظر إلى الكون والإنسان والحياة، حيث إننا نجد أنه قد بين نشأتها وكل ما يتعلق بها وعلاقتها بالله سبحانه وتعالى.
    • كما أنه ربط بين كل الحقائق المتعلقة بالعبودية بما يناسب فطرة الإنسان، ويتعامل مع بديهة الإنسان وكينونته بكل سهولة ويسر.
  • أسلوب مخاطبة القرآن: يعتبر أسلوب مخاطبة القرآن لنا من صور الشمولية في الإسلام، حيث إن هذا الكتاب يخاطب عقولنا وقلوبنا من جميع الجوانب.
    • فيوجهنا بذلك إلى الطريق الصحيح، ونتمكن من السير على هذا الطريق إذا ما استجبنا إلى أمور العقيدة وكل ما يتعلق بها من الحياة أو الموت، والدنيا والآخرة، وغيرها.

شاهد من هنا: أشهر كتب التاريخ الإسلامي

مفهوم شمولية الإسلام يعني أن الدين الإسلامي جاء شاملًا لكل زمان ومكان، وأنه لا يحتاج لشخص آخر ليثبت ما جاء فيه؛ وذلك لأنه كامل ولا عيب ولا نقص فيه.

وقد جاء كاملًا ليوضح لنا كافة مجالات الحياة بشكل متوسع أكثر، وبالتالي يزيد قربنا من الله تعالى بعدما نعرف قدرته وعظمته في خلق دين بهذا الكمال.

مقالات ذات صلة