ما هي أهمية الحياء وأثره في حياة الفرد والمجتمع

ما هي أهمية الحياء وأثره في حياة الفرد والمجتمع، الحياء شعبة من شعب الإيمان، فهو من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها كل فرد من أفراد المجتمع، فهو أساس الفضائل والآداب والسلوكيات الأخلاقية.

الحياء يحدد ملامح شخصية كل فرد ويدفعه للحفاظ على كرامته وعقيدته، كما يحجبه عن فعل أي سلوك قبيح، وفعل كل سلوك متحضر يأمر به الدين.

خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الحياء فهو رأس مكارم الأخلاق وأساس انضباط الفرد في نفسه وعلى مجتمعه، لذا سيكون موضوع مقالنا اليوم عن أهمية الحياء في حياة الفرد والمجتمع.

الحياء

الحياء هو عبارة عن حالة تعتري الإنسان الذي يظل على فطرته دون تشوه فيها، والذي يخشى أن يلوم عليه الآخرين في قولٍ أو فعلٍ.

الحياء خلقٌ يحفزك على فعل كل ما هو حسن والبعد عن كل ما هو قبيح، حيث يوجد داخل كل إنسان دافع فطري يدفعه لفعل هذا الحسن وتجنب ذاك القبيح.

شاهد أيضًا من هنا: أهمية الحياء في حياة الفرد والمجتمع

أهمية الحياء في حياة الفرد والمجتمع

سنتحدث فيما يلي عن أهمية الحياء في حياة الفرد والمجتمع، ولكن كلًا منهما على حدة.

أهمية الحياء في حياة الفرد

  • الحياء أساس كل الفضائل والانضباط الأخلاقي، فهو العمود الفقري للآداب العامة والسلوكيات ذات الطابع الراقي التي ينبغي أن يتحلى بها كل مسلم.
  • الحياء يجعل الدين دائمًا في أعين معتقديه عند فعل أي شيء مما يجعل الفرد يتسم بالانضباط وعدم الانحراف عن الطريق الصحيح.
  • الحياء يدفع صاحبه دائمًا إلى فعل الخيرات وتجنب المعاصي، حيث قال فيه رسولنا الكريم “الحياء خير كله” فهو يدفعك إلى السير في الطريق المستقيم.
  • لا يمكن لأي فرد يمتلك الحياء فعل سلوك منكر أو شاذ بل تجده يراقب الله في جميع أفعاله يحافظ على هيئته وكرامته وأخلاقه العالية بين أفراد المجتمع.
  • الحياء خلق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث كان إنسان ذو حياء في أقواله وأفعاله، فهو من أشد الناس حياءً، لذا قال عنه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه:
    • “كان النبي أشد حياءً من العذراء في خدرها، فإذا رأي شيئًا يكرهه عرفناه في وجهه”
  • الحياء رأس مكارم الأخلاق، وهو ما علمنا إياه رسولنا الكريم صوات الله وسلامه عليه.
  • وذلك أن الحياء هو مقياس مكارم الأخلاق، وذلك لما ورد في الحديث الشريف أن النبي قال:
    • “إن لكل دين خلقًا، وخلق الإسلام الحياء”
  • الحياء يمنع صاحبه من النفاق والعادات السيئة التي انتشرت في مجتمعنا الحالي.
  • فأخلاقه لا تسمح له بأن يكون ذو وجهين يفعل ما يفعل بينه وبين نفسه ويتحلى بالفضائل أمام النساء.
  • صاحب الحياء ينحاز دائمًا إلى العدل وعدم استباحة الظلم، لذا وضعه العلماء في وضع رأس مكارم الأخلاق.
  • من يتحلى بالحياء لا يظلم، لا يغدر، لا يخون، لا يسرق، لا ينافق، لا يخاف، لا يزني.
    • لا يفعل ما حرمه الله، يترقب الله في جميع أفعاله وأقواله.

أهمية الحياء وأثره في المجتمع

  • الحياء صفة من صفات الخالق البارئ عز وجل، وذلك وفقًا لما جاء في الحديث الشريف على لسان نبينا محمد أنه قال:
    • (إنَّ ربَّكم حَيِيٌّ كريمٌ، يستَحي مِن عبدِهِ إذا رفعَ يدَيهِ إليهِ بدعوَةٍ أن يرُدَّهُما صِفراً، ليسَ فيهما شيءٌ).
  • الحياء صفة من صفات الملائكة المكرمين، وذلك لما جاء في الحديث الشريف عن عائشة زوج النبي رضي الله عنها أنه قال:
    • “ألا أستحي من رجٍل تستحي منه الملائكة؟” وكان يقصد عثمان رضي الله عنه.
  • المجتمع الحالي في أشد الحاجة إلى وجود سمة الحياء في أفراده، لأنه حافز داخلي يدفعهم إلى فعل كل سلوك حسن فينا بينهم وتجنب كل سلوك قبيح وكف الأذى عن الآخرين.
  • التحلي بالحياء يؤدي إلى زيادة الحب والود بين أفراد المجتمع وخلق روح التواضع فيما بينهم مما يؤدي إلى إفشاء المشاركة والتعاون بينهم في جميع أمورهم.
  • عندما يرى إنسان فرد آخر يتحلى بالحياء وتعجبه أخلاقه وسلوكه يأخذه قدوة يقتدي به، مما يزيد الاحترام والتفاهم بين أفراد المجتمع الواحد.
  • الحياء من فعل المعاصي يجنبك فعل الذنوب والغرق بها والفوز بالدنيا والآخرة.
    • وعدم إفشاء الرذائل بين الناس وجعلها عادة للناس لا يشعرون بتأنيب ضميرهم أثناء ارتكابها.
  • يزداد الإيمان بزيادة الحياء، وينتشر التسامح والآخاء بين أفراد المجتمع وتزداد المحبة ويعم السلام ويسهل التعامل فيما بينهم.
  • المجتمع الذي يعمه الحياء، يشمل رعاية الله وحفظه، وذلك لأنه يقتدي بأوامره ويجتنب نواهيه.
    • لذا ينعم بفضل من الله وسترٍ على أكمل وجه.
  • بشيوع الحياء تنعدم الرذائل، مما يخلق مجتمع هادئ متحضر مسالم خالي من الانحراف والتعصب وارتكاب المعاصي والفواحش.
  • انتشار الحياء يجعل المجتمع متكاتف لا يتفكك بسهولة، يساند الأشخاص بعضهم البعض، يحمل المرء على فعل الخير والنفور من الشر.

تابع أيضًا من هنا: أنواع الحياء في الإسلام

أنواع الحياء

ينقسم الحياء إلى ثلاثة أقسام:

حياء من الله

  • يتمثل الحياء من الله في اتباع أوامره واجتناب نواهيه، وذلك لما جاء في الحديث الشريف عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

“استحيوا من الله حق الحياء، قيل يا رسول الله كيف نستحي من الله حق الحياء؟

قال: من حفِظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وترك زينة الحياة الدنيا، وذكر الموت والبلى، فقد استحيا من الله حق الحياء”.

  • وما ورد أيضًا في فضل الحياء أن أبو الحسن الماوردي رأي النبي صلى الله عليه وسلم في منامه ذات ليلة.
    • فقال له أوصني يا نبي الله، قال: استحي من الله حق الحياء، قلت: كيف ذلك يا نبي الله؟
    • قال: كنت أنظر إلى وجه الصبي فأرى فيه الحياء، أما اليوم فلا أرى ذلك في وجهه.

حياء من الناس

  • يتمثل الحياء من الناس في كف الأذى عنهم، والبعد عن المجاهرة بفعل المعاصي بينهم.
    • فالحياء خلق جميل يشيع الخير والعفاف بين البشر.
  • الحياء من الناس أكبر دليل على المروءة الإنسانية، فالشخص الذي يستحي أن يؤذي الآخرين سواء بيده أو بلسانه.
    • لا يتلفظ إلا بما هو حسن، ولا يفعل إلا ما هو جيد فهو شخص مكتمل الإيمان.
  • يقول حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: لا خير فيمن لا يستحي من الناس.
  • يتمثل الحياء من الناس أيضًا في حفظ ماء الوجه لهم، وترك ما يغضبهم، وعدم اغتيابهم.
    • أو النم عليهم، والأهم من ذلك هو ستر عوراته عنهم من أن تنكشف فيطلع عليها الناس.
  • قال أحد الحكماء قديمًا في الحياء “من كساه الحياء ثوبه، لم يرَ الناس عيبه”.
  • ومن أشكال الحياء من الناس أيضًا هو أن يطهر المرء فمه من معيب الألفاظ والفحش.
    • وألا يجعل ذكر العورات شيئًا عاديًا في حديثه، حيث يعد ذكر هذه الألفاظ هو سوء أدب وانعدام حياء.
  • الحياء في الحديث أثناء المجالس والتحدث مع الناس، حيث يوجد بعض الأشخاص لا يستحيون.
    • وتعلى أصواتهم في المجالس وتملأ أفئدتهم بالضجر طوال الحديث ولا يحترمون المجلس.
  • من الحياء التأدب مع الصغير واحترام الكبير والسماع لآراء الآخرين، لا يرفع صوته ولا يتضجر من حديثهم.

حياء من النفس

  • يتمثل الحياء من النفس بالعفة وصيانة النفس أثناء الخلوات وتهذيبها من فعل المعاصي وحسن السريرة.
    • حيث يجد الشخص الحياء من نفسه كما لو كان شخص آخر يستحي منه.
    • يقول أحد الحكماء “من عمل في السر عملًا يستحي منه في العلن فليس لنفسه عنده قدر”
  • حيث توجد نفس أمارة بالسوء وهو النوع الثاني من أنواع النفس والتي تأمر صاحبها بارتكاب الفواحش.
    • وذلك كما قال تعالى في سورة يوسف على لسان زوج عزيز مصر:

“وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفورٌ رحيم”

  • مجاهدة النفس وردعها إذا مالت إلى فعل السلوكيات غير الأخلاقية.

وإزالة هذه الأفكار السوداوية منها وجعلها تتجنب كل ما هو حرام حتى تكون نفس مطمئنة.

اقرأ أيضًا من هنا: قصص عن الحياء في الإسلام

إلى هنا ينتهي هذا المقال الذي تحدثنا فيه عن ما هي أهمية الحياء وأثره في حياة الفرد والمجتمع.

كما تحدثنا عن أنواع الحياء وأقسامه من حيث الحياء من الله والحياء من الناس والحياء من النفس.

ونتمنى أن يتحلى كل شخص بهذه الصفة الحسنة والتي تعد رأس مكارم الأخلاق حيث إذا وجدت في شخص يضمن وجود جميع الصفات الحسنة به.

بالحياء يعم السلام الداخلي في النفوس والسلام العام في المجتمع، تعم البهجة.

يسود التعاون، تنعدم الرذائل من المجتمع، ينتج عنه مجتمع راقي محتفظ بعقيدته مسالم خالي من العنف والشغب.

مقالات ذات صلة