معنى المروءة في الإسلام

معنى المروءة في الإسلام نعرف المزيد عنها في مقال اليوم على موقع maqall.net، حيث ظهرت أقوال متنوعة في تعريف المروءة على مر الزمان، ولكن يبقى التعبير الإسلامي عن المروءة هو الأفضل.

حيث قال الماوردي: “المروءة مراعاة الأحوال إلى أن تكون على أفضلها، حتى لا يظهر منها قبيحٌ عن قصد، ولا يتوجّه إليها ذمٌّ باستحقاق”.

معنى المروءة في الإسلام

المروءة في الإسلام تعريفها ثابت لا يتغير وهو تحري الخير ومراعاة الحال والبعد عن القبيح، وتعني المروءة الأخلاقية الشجاعة والشهامة والأخلاق الحميدة التي يتحلى بها المسلم في تعامله مع الذات والآخرين وفي تقديمه للخدمة لله تعالى. وتُعتبر المروءة جزءًا أساسيًا من السلوك الإسلامي الصالح.

تتضمن معاني المروءة في الإسلام:

  • الشهامة والشجاعة: يحث الإسلام على التصدي للظلم والمعاصي بشجاعة وتحمل المسؤولية في دفاع الحق والعدالة، وعدم الخوف من التضحية من أجل إقامة الحق وصون المبادئ الإسلامية.
  • الأخلاق الحميدة: تشمل المروءة في الإسلام تقديم الخير والعطاء والتضحية دون أن ينتظر المسلم مقابلًا أو مكافأة، بل لأجل رضا الله وتحقيق الخير في المجتمع.
  • الوفاء بالعهود والوعود: يعتبر الوفاء بالعهود والوعود والاحترام للعهود التي يقيمها المسلم من الصفات المهمة في المروءة، حيث يجب على المسلم أن يكون موثوقاً وصادقاً في كلمته وعهوده.
  • التواضع والاعتدال: تعزز المروءة في الإسلام السلوك المتواضع والمتزن، حيث يجب على المسلم أن يتصرف بود وتواضع مع الآخرين وأن يمتنع عن الغرور والتكبر.
  • التفاني في خدمة الآخرين: يشجع الإسلام على التفاني في خدمة الآخرين ومساعدتهم في الحاجات والمصاعب، دون النظر إلى الجنسية أو العرق أو الدين، بل من أجل الخير والرحمة والإحسان.

درجات المروءة

درجات المروءة ثلاثة، وهي كما يلي:

مروءة المرء مع ذاته

  • يضطر المرء إلى أن يكره نفسه على فعل ما هو حسن وجميل وترك كل ما فيه بشاعة وقبح.
    • وذلك حتى تصبح هذه هي الخلقة الثابت والمعلن عنه في العلنية، ومن المروءة عدم فعل ما يكره أن يعرفه الناس في الجهر سراً.

مروءة المرء مع من حوله

  • يعتمد هذا النوع على استخدام المرء للخلق الطيب والحياء، والقيم الجميلة التي من شأنها أن تحسن علاقته بهم.
    • ويحرص على ألا يبدي لهم ما يكره أن يراه هو في غيره من الناس.

المروءة مع الله تعالى

  •  يعتمد هذا النوع من المروءة على استشعار مراقبة الله لك كعبد.
    • والتيقن من أنه يراقبك ويشاهدك، والحرص على إصلاح عيوب النفس قدر المستطاع.

شاهد أيضا: الفرق بين العفو والصفح

حقوق المروءة

يتعجب البعض من أن المروءة كخلق لها حقوقٌ، ولكن هذا صحيح فالمروءة خلق عظيم وعلى من يتحلى به أن يتمتع ببعض الصفات الأخرى، وفيما يلي بيانها:

  • تعفف العبد عن اقتراف كل ما هو حرام.
  • تحري العدل في الحكم على الآخرين.
  • البعد عن الظلم بجميع أشكاله وصوره.
  • ترك الطمع في كل ما لا يستحق.
  • تجنب مساندة الأقوياء ليتغلبوا على الضعفاء.
  • ألّا يفضّل أي فعل سخيف أو تافه على معاليه.
  • تجنب فعل الأفعال التي تشين أو تسوء لاسمه وسمعته.

شروط المروءة

حتى نتمكن من تحقيق المروءة في نفس العبد يجب أن تكون شروطها متوفرة، ومنها:

العفة

  • يشمل هذا الشرط القدرة على ترك كل ما حرمه الله سبحانه وتعالى، بجانب أنه يشمل العفّة عن المآثم.

النزاهة

  • يقصد بها النزاهة عن رغبات الدنيا الفانية والزائلة، بالإضافة إلى النزاهة عن المواقف التي يوجد بها ريبة وشكوك وكذلك شبهات.

الصيانة

  • يقصد بهذا الشرط أن يكون الشخص لديه اكتفاء بما لديه من حاجات، وتجنب النظر إلى ما يملكه الآخرين وتحمل المنن.

اقرأ أيضا: تعريف الخوف والرجاء

المروءة في السنة النبوية الشريفة

ذكرت صفة المروءة في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة المنقولة عن الرسول الكريم ومعلم الناس الخير محمد صلى الله عليه وسلم، وفيما يلي نعرض بعضاً من هذه الأحاديث:

  • ((قيل: يا رسول الله، من أكرم الناس؟ قال: أتقاهم لله. قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: يوسف نبي الله، بن نبي الله، بن خليل الله. قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: فعن معادن العرب تسألوني؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا)).
  • شرح النووي وقال فيه: (معناه أنَّ أصحاب المروءات، ومكارم الأخلاق في الجاهلية، إذا أسلموا وفقهوا فهم خيار الناس)
  • حديث عائشة أمِّ المؤمنين في بدء الوحي، والذي فيه قول خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلَّا واللَّه ما يخزيك اللَّه أبدًا، إنَّك لتصل الرَّحم، وتحمل الكلَّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضَّيف، وتعين على نوائب الحقِّ…)).
  • ((عن أبي ذرٍّ رضي اللَّه عنه قال: سألت النَّبي صلى اللَّه عليه وسلم: أيُّ العمل أفضل؟ قال: إيمان باللَّه، وجهاد في سبيله. قلت: فأيَّ الرِّقاب أفضل؟ قال: أعلاها ثمنًا، وأنفسها عند أهلها: قلت: فإن لم أفعل؟ قال: تعين صانعًا، أو تصنع لأخرق. قال: فإن لم أفعل؟ قال: تدع النَّاس من الشَّرِّ، فإنَّها صدقة تصدَّق بها على نفسك)).
  • عن أبي هريرة رضي اللّه عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: ((السَّاعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل اللَّه وأحسبه قال: وكالقائم لا يفتر، وكالصَّائم لا يفطر)).
  • عن سهل رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: ((أنا وكافل اليتيم في الجنَّة هكذا، وأشار بالسَّبَّابة والوسطى، وفرَّج بينهما شيئًا)).

خوارم المروءة

خوارم المروءة يقصد بها مجموعة الأفعال التي تصدر من المرء وتسقط من عليه التحلي بصفة المروءة، ومنها ما يلي:

  • تناول الطعام خلال السير في الأسواق.
  • كشف ما اعتاد الناس على تغطيته من البدن.
  • تعمد كشف الرأس في بلد يعرف أن كشفها يعتبر خفة أو سوء أدب.
  • قضاء الحاجة على الطرق.
  • مدّ أقدامه عند الناس.
  • مخاطبة زوجته بطريقة لا تليق.
  • احتراف المرء لمهنةٍ تحرمها الشريعة الإسلامية الحنيفة.
  • احتراف مهنةٍ دنيئةٍ في العرف من شأنها أن تسقط المروءة عن صاحبها حتى وأن كنت المهنة نفسها مباحة شرعاً.

تنويه: حال كانت المهنة التي يتبعها الشخص ليست حرام شرعاً، وكانت تليق به ومعروف بها بمعنى أنها مهنة أجداده ويتوقف عليها حصوله على قوت يومه وعائلته فهي لن تسقط المروءة.

بل الالتزام بها هو الأصح، بالأخص إذا كانت مهنة مباحة ويحتاج إليها الناس.

شاهد من هنا: من صفات المسلم

المروءة شرطٌ في قبول الشهادة

من شروط أداء الشهادة في الإسلام الاتصاف بالمروءة، حيث يُشترط في الشخص الذي سيشهد في حق أن يكون متجنبًا لكبائر الذنوب ولا يصر على الصغائر، كترك الأفعال القبيحة التي تذم الإنسان حتى وإن لم يتم تصيفها من المحرمات.

أقوال السَّلف في المروءة

تتعدد أقول السلف في المروءة، ومن هذه الأقوال ما يلي:

  • قال الماوردي عن المروءة: “المروءة مراعاة الأحوال إلى أن تكون على أفضلها، حتى لا يظهر منها قبيحٌ عن قصد، ولا يتوجّه إليها ذمٌّ باستحقاق”.
  • أيضا قال عنها ابن عرفة: “المروءة هي فعل ما تركه من مباح يوجب الذمّ عرفًا، وعلى ترك ما فعله من مباحٍ يوجب ذمّه عرفًا”.
  • قال عنها المقري: مشاعر نفسية، الاهتمام بها يدفع الإنسان إلى التخلق بالأخلاق الحسنة والحميدة وجميل العادات.

معنى المروءة لغةً

لفظة “المروءة” في اللغة تعبر عن الشهامة والشجاعة والكرم والأخلاق الحميدة. وتشير إلى النزاهة والأمانة في التعامل مع الآخرين والوفاء بالعهود والوعود. في اللغة العربية، يُستخدم مصطلح المروءة لوصف السلوك الشريف والأخلاق النبيلة، ويشمل ذلك التصرف بشجاعة وكرم وعدالة في جميع الأمور.

وتترجم المروءة في اللغة إلى الثقة والكرامة والشرف، وهي قيم مهمة تُعزز الاحترام والتقدير بين الأفراد في المجتمع. يعتبر مردودها الإيجابي والسلوك المتمثل فيها جزءًا أساسيًا من بناء الشخصية القوية والمواقف النبيلة.

بشكل عام، تعبر كلمة “المروءة” في اللغة العربية عن النزاهة والشهامة والشجاعة والكرم، وتُعتبر قيمة أخلاقية هامة في الثقافة العربية والإسلامية.

معنى المروءة اصطلاحًا

اصطلاحاً، يُفهم المروءة بمعنى الأخلاق النبيلة والسلوك الشريف الذي يتميز به الشخص في تعامله مع الآخرين وفي مواقف الحياة المختلفة. وتشمل المروءة الصفات مثل الشجاعة، والشهامة، والأمانة، والعدالة، والكرم، والإخلاص، والصدق، والوفاء بالعهود والوعود، والتضحية من أجل الحق والخير.

تُعتبر المروءة قيمة أخلاقية عالية القدر وتعد إحدى الأسس الأساسية لبناء المجتمعات القوية والمستقرة. وتتجلى المروءة في سلوكيات الفرد وتصرفاته في الحياة اليومية، حيث يكون مسؤولاً ونزيهاً في تعامله مع الآخرين، ويتحلى بالشهامة والكرم والعطاء.

حديث عن المروءة

قيل يا نبي الله من أكرم الناس؟ قال أتقاهم لله، قالوا ليس عن هذا نسألك، قال: يوسف نبي الله، بن نبي الله، بن خليل الله قالوا ليس عن هذا نسألك، قال: فعن معادن العرب تسألوني؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا.

شعر عن المروءة

في عالمٍ يترنح بين الظلم والظلمات، وبين الخيانة والأحقاد الباردة.

ينبعث من بين الصخور الصلبة، رجلٌ يمشي بكرامة واعتزاز.

في عينيه نور الشمس والأمل، وفي قلبه عزيمة الجبال الشاهقة.

لا ينحني للظالم ولا يسير على درب الغشاش، إنه الرجل الذي يمتلك مروءةً جميلة وساحرة.

يعطي دون أن ينتظر المقابل، ويحب دون أن يحاسب الآخرين على أخطائهم.

يمضي في طريق الحق والنور، ويضع بصمته في عالمٍ ينتظر الأبطال.

فلنرفع أكف الدعاء لهؤلاء الأبطال، الذين يسلكون درب المروءة والشموخ.

فهم شموعٌ في الظلام، وأملٌ في بحر الفساد والفجيعة.

أسئلة شائعة حول المروءة في الإسلام

ما هي أهمية المروءة في الإسلام؟

المروءة تعد من القيم الأساسية في الإسلام، حيث تحث الشريعة الإسلامية على التصرف بالشجاعة والنزاهة والكرم والعدالة والإخلاص في جميع المواقف.

ما هي الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسلم المروء؟

يجب على المسلم أن يكون شجاعًا في الدفاع عن الحق والعدالة، ونزيهًا في التعامل مع الآخرين، وكريمًا في التعاطف والمساعدة، وصادقًا في الكلام والأفعال، وملتزمًا بوفاء العهود والوعود.

هل يجب على المسلم أن يكون مروءًا فقط في مواجهة التحديات الكبيرة؟

لا، المروءة في الإسلام تشمل جميع جوانب الحياة، سواء في التعامل اليومي مع الآخرين أو في مواجهة التحديات الكبيرة، وحتى في الأمور الصغيرة مثل الصدق والعدل في الكلمة والعمل.

هل يُعتبر التضحية من أجل الحق جزءًا من المروءة في الإسلام؟

نعم، التضحية من أجل الحق والعدالة تعتبر جزءًا أساسيًا من المروءة في الإسلام، حيث يحث المسلم على الوقوف بثبات في وجه الظلم والظروف الصعبة، وتحقيق الخير والعدل والسلام في المجتمع.

مقالات ذات صلة