قصة سيدنا لوط مع الملائكة

قصة سيدنا لوط مع الملائكة من أكثر القصص التي يجب أن نعتبر بها، لما كان فيها من عذاب شديد لقوم لوط، الذين قاموا بفعل فاحشة كبيرة؛ لم يقم بها أحد من قبل، ويهتم موقعنا maqall.net، بعرض قصص القرآن الكريم التي بها الكثير من العظات لبني البشر.

قصة سيدنا لوط مع الملائكة

سيدنا لوط هو ابن هاران، وعندما توفي والده رباه جده آزر، وفي كنف عمه سيدنا إبراهيم، وتبدأ قصة سيدنا لوط كما هو آتي:

  • عندما ألقى أهل بابل بسيدنا إبراهيم في النار وخرج منها دون أن يمسه سوء، كان لوط هو من آمن به.
  • خرج سيدنا إبراهيم ولوط للهجرة، ثم أمره سيدنا إبراهيم أن يذهب إلى قرية تسمى (سدوم).
  • كانت تلك المدينة كبيرة، انتشر بها فعل الفواحش والموبقات، وسميت في القرآن الكريم باسم (المؤتفكة).

شاهد أيضا: قصة قوم لوط

الفواحش التي قام بها أهل سدوم

انتشر الفساد في قرية سدوم، حتى أنهم ملوا منها، وابتدعوا فاحشة جديدة، فكانوا يقومون بالكثير من المنكرات هي:

  • إتيان الرجال من دون النساء، ويعد هذا خارج عن الطبيعة؛ والفطرة التي خلقنا الله عليها، ولم يسبق أن قام قوم بفعل تلك الفاحشة.
  • كانت المدينة تقع على طريق سفر، فكانوا يقومون بنهب وسرقة الناس وقطع الطرق.
  • كانوا يقومون بالكثير من المنكرات في مجالسهم التي يجتمعون فيها.
  • يقول الله تعالى في كتابه العزيز(ولوطًا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين، أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر).
  • بدأ سيدنا لوط في دعوة هؤلاء القوم عن الكف عن فعل تلك الفواحش.
  • رفض أهل سدوم الاستجابة لدعوة سيدنا لوط، حتى أنهم فكروا في طرده من المدينة.
  • كما أنهم أعتبروه هو المذنب؛ لأنه لا يجاريهم في فعل الفواحش، فلقد أصبحت المفاهيم الخلقية لديهم منقلبة، وأصبح الطهر والنقاء جريمة في حق من يتصف به.
  • دعا سيدنا لوط الله سبحانه وتعالى أن ينصره على قومه الكافرين.

زيارة الملائكة منزل لوط عليه السلام

عندما دعا لوط بالنصرة على قومه الظالمين، فما كان ألا أن أرسل الله الملائكة حتى ينصروه عليهم، وجرت الأحداث كما يلي:

  • عندما أنزل الله الملائكة لنصرة لوط، مروا أولًا على سيدنا إبراهيم، وأخبروه بما سيحل بهؤلاء القوم، كما بشروه بأن سيكون من نسله الأنبياء فبشروه بإسحاق وحفيده يعقوب عليهما السلام.
  • قال لهم إبراهيم متسائلًا هل سيهلكون قرية بها مؤمنون؛ فأن بها لوطًا، فقالوا لا، فإن الله سينجي لوطا وأهله المؤمنين من هذا العذاب الأليم.
  • يقول المولى عز وجل (ولما جاءت رسلنا إلى إبراهيم بالبشرى، قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين، قال إن فيها لوطًا، قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين).

اقرأ أيضا: أين موقع قوم لوط

ضيوف لوط من الملائكة

دخل الرسل إلى المدينة في صورة بشر، وكانوا شديدي الوسامة والجمال، وجرت الأحداث كما هو آتي:

  • عند دخولهم المدينة رأتهم ابنة من بنات سيدنا لوط عليه السلام، فذهبت إلى والدها لتخبره بشأنهم حتى يحميهم خوفًا عليهم من أهل القرية.
  • ذهب لوط إليهم وهو مسرعًا وكان مستاء؛ فهو لا يستطيع أن يرد الضيوف، وفي ذات الوقت يخشى عليهم من القوم الكافرين.
  • حذرهم سيدنا لوط من أهل القرية حتى لا يدخلوها، ولكنهم لم يستمعوا له، ودخلوها حتى وصلوا إلى بيته.
  • كانت زوجة لوط من الكافرين، وذهبت إلى قومها لتخبرهم بأمر الضيوف، وتحدثت عن شدة جمالهم وحسنهم.
  • جاء أهل القرية ووقفوا أمام بيت لوط يطلبوا منه إخراج الضيوف لهم من بيته.
  • خرج لوط وأغلق الباب على ضيوفه، وبدأ في دعوتهم للرجوع عن تلك الفواحش، وأن يتزوجوا من النساء التي أحلها الله لهم.
  • وطلب أن ينصره أي شخص رشيد عاقل، ولكن لا جدوى من الحديث معهم.
  • رفض أهل القرية الاستجابة له وأصروا على فجورهم في طلبهم.
  • تحسر سيدنا لوط، ودخل إلى بيته لا يعلم ماذا يفعل، وكيف يحمي ضيوفه، فوجدهم هادئين، فأخبرهم بما يرده القوم، وأنه يرغب في حمايتهم.
  • حاول أهل القرية دخول البيت عنوة، ولكن خرج لهم سيدنا جبريل، وأعمى أبصارهم بضربه منه.

نجاة لوط وأهل بيته

رجع أهل لوط إلى بيوتهم وهم يتلمسون الجدران فهم لا يرون شيئًا، وقالوا أن هذا سحرًا من لوط أنزله عليهم، ولا يعرفون ما ينتظرهم من عذاب فكان ما يلي:

  • أمر الله سبحانه وتعالى سيدنا لوط أن يخرج هو وأهله من المنزل في الليل، وألا ينظروا خلفهم مهما حدث، أو مهما سمعوا من ضجيج.
  • بالفعل خرج لوط و معه ابنتيه، وزوجته.
  • يقول الله تعالى (فأسر بأهلك بقطع من الليل، ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك، إنه مصيبها ما أصابهم، إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب).

هلاك قوم لوط

في الصباح بعد أن خرج لوط وابنتاه في أمان، وحدث الآتي:

  • فرد جبريل جناحه تحت القرية ورفعها إلى أعلى السماء، حتى إن الملائكة في السماء سمعت صيحاتهم.
  • أمطرت عليهم السماء حجارة معلمة بعلامات معينة لكل فرد منهم، وكانت تلك الحجارة لا تشبه الحجارة الموجودة على الأرض.
  • بصيحة واحدة أفنوا جميعًا ودمرت القرية بمن عليها، ثم قلبها رأسًا على عقب وأعادها إلى الأرض.
  • يذكر أنه أصبح مكان القرية بحيرة قوم لوط، ويقال أنها سميت  بالبحر الميت؛ حيث لا تعيش أي كائنات حية في هذا المكان.
  • بالنسبة لزوجة سيدنا لوط، فقد نالها العذاب هي الأخرى، فعندما سمعت صياح وصراخ أهلها نظرت وراءها، فأصابها العذاب.

الدروس المستفادة من قصة سيدنا لوط

قصة سيدنا لوط مع الملائكة بها عبرة وعظة لكل مؤمن يخشى من غضب الله، لنتعلم منها ما يلي:

  • البعد عن الأماكن التي تنتشر فيها المعاصي.
  • إكرام الضيوف وحسن معاملتهم.
  • الإصرار على الدعوة الطيبة، ونشر الخير والصلاح في المجتمع مهما كانت الصعاب.
  • الإيمان بالله سبحانه وتعالى وملائكته ورسله، والثواب والعقاب.

شاهد من هنا: بماذا أهلك الله قوم لوط 

 قصة سيدنا لوط مع الملائكة عبرة وعظة كبيرة لكل من يقوم بمعصية، فالله سبحانه وتعالى يمنح المؤمن الكثير من الفرص للتوبة والرجوع عن الخطيئة، وعندما يصر العبد عليها فلا محالة من نفاذ أمر الله بالعذاب والعقاب سواء في الدنيا أو الأخرة.

مقالات ذات صلة