قصة الصحابي ثعلبة

قصة الصحابي ثعلبة، تعد القصتان المنسوبتان إلى الصحابيين الجليلين ثعلبة بن عبد الرحمن، وثعلبة بن حاطب موضع للكثير من الجدل والتساؤلات.

فما هي قصة الصحابي ثعلبة بن عبد الرحمن؟ وما هي قصة الصحابي ثعلبة بن حاطب؟ وما مدى صحة القصتين؟ هذا ما سوف نتناوله بشكل مفصل في هذا المقال عبر موقع maqall.net.

من هو ثعلبة بن عبد الرحمن؟

كان ثعلبة بن عبد الرحمن خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويعتبر من الصحابة الأجلاء رضوان الله عليهم.

قصة الصحابي ثعلبة بن عبد الرحمن

  • أرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- ثعلبة بن عبد الرحمن لقضاء حاجة له.
  • في طريقه مر على منزل أحد الرجال الأنصار، وكانت امرأته تغتسل، فقام ثعلبة بإطالة النظر إليها وهي تغتسل.
  • خاف ثعلبة بن عبد الرحمن أن يعرف رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- بفعلته، حيث يمكن أن ينزل الوحي عليه ويخبره جبريل بما فعل ثعلبة. 
  • اختفى ثعلبة قرابة أربعين يومًا، واختبأ في أحد الجبال بين مكة والمدينة.
  • فى يوم نزل جبريل -عليه السلام- على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- يخبره بأن هناك رجلاً من أمته بين هذه الجبال، يستعيذ بالله ويتوب إليه من ذنبه الكبير.
  • ففهم النبي -صلى الله عليه وسلم- أن ثعلبة هو المقصود.
  • فأمر عمر بن الخطاب وسلمان الفارسي أن يذهبا إلى ثعلبة بن عبد الرحمن ويحضرانه لمقابلة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
  • فعندما وصلا إلى هذه الجبال وجدوا هناك راعيًا من المدينة يسمى ذفافة، فقاموا بسؤاله عن ثعلبة.
    • فأجابهم ذفافة متسائلاً إذا كانوا يقصدون الشاب الفار من جهنم، حيث إنه كان يخرج من بين الجبال ليلاً وهو يصرخ باكيًا ومتمنيًا أن يكون قد قبض الله روحه قبل أن يفعل فعلته التي ستقذف به في جهنم.
  • فعرف عمر بن الخطاب إنه هو ثعلبة، فذهب إليه هو وسلمان.
  • لما رآهما ثعلبة أسرع نحوهما متسائلاً إذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد علم بفعلته.
  • فقال عمر بن الخطاب إنهما لا علم لهما بهذا الأمر، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أرسلهم إليه ليحضرانه.
    • فأخذاه لمقابلة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

قصة الصحابي ثعلبة بن عبد الرحمن

  • عندما دخل ثعلبة بن عبد الرحمن على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي، وعندما فرغ من صلاته، سأل ثعلبة عن سبب تغيبه.
    • فأجابه أن ذنبه العظيم هو ما غيبه عن خدمته الشريفة.
  • فأخبره الرسول -صلى الله عليه وسلم- بآية تمحو الذنوب والمعاصي ألا وهي “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”.
  • وأخبره الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- أن كلام الله -سبحانه وتعالى- أعظم من أي ذنب قد ارتكبه، وأمره بأن ينصرف إلى منزله.
  • مرت ثمانية أيام وثعلبة كما هو لم يتغير حاله، فذهب إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
  • وقام النبي بوضع رأس ثعلبة على حجره، لكن ثعلبة سرعان ما أزالها، معللاً ذلك بأن رأسه مليء بالذنوب، وأنه لا يريد سوى رضا الله عنه.
  • فنزل جبريل على النبي -صلى الله عليه وسلم- يخبره بأن الله -سبحانه وتعالى- قد غفر لثعلبة خطاياه ولو كانت ملء الأرض.
  • فأخبره النبي بذلك فصاح ثعلبة بن عبد الرحمن صيحة ثم مات بعد ذلك.
  • أثناء دفنه رأى الصحابة النبي وهو يمشي على أنامله، فسألوه عن السبب.
  • فرد النبي قائلا إنه لم يستطع أن يضع قدمه على الأرض من كثرة الملائكة التي نزلت من السماء.
    • لتشييع جثمان الصحابي ثعلبة بن عبد الرحمن.

مدى صحة قصة الصحابي ثعلبة بن عبد الرحمن

على الرغم من جمال هذه القصة، وما تحمله من الأمل في رحمة الله، ودعوتها إلى التوبة والاستغفار عند اقتراف الذنوب والمعاصي، إلا إنها مشكوك في صحتها لعدة أسباب، منها:

  • يرجع العلماء عدم صحة هذه القصة إلى الضعف الشديد في سندها، المسلسل بالرواة الضعفاء.
  • كما أن سورة الضحى المذكورة في هذه القصة نزلت في مكة، وأحداث القصة تدور في المدينة.
  • كما أقر العلماء بعدم وجود صحابي يدعى ذفافة أو دفافة.

بعد أن تحدثنا عن قصة الصحابي ثعلبة بن عبد الرحمن، هيا بنا نتعرف على قصة الصحابي ثعلبة بن حاطب.

من هو الصحابي ثعلبة بن حاطب؟

  • هو صحابي من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وترجع أصوله إلى بني أمية.
  • شارك ثعلبة بن حاطب فى غزوة بدر.
  • كما أنه مات في غزوة أحد عام 3 هجريًا.

قصة الصحابي ثعلبة بن حاطب

  • ذهب الصحابي ثعلبة بن حاطب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسأله أن يدعو -الله سبحانه وتعالى- أن يصلح من أحواله ويرزقه مالاً كثيرًا.
  • قام النبي -صلى الله عليه وسلم- برد طلب ثعلبة ثلاث مرات، لكنه أصر على طلبه، ووعد بأنه سيعطي الفقراء حقهم في هذا المال.
  • فدعا النبي -صلى الله عليه وسلم- له، فرزقه الله رزقًا كثيرًا.
  • بعد أن رزقه الله بهذا الرزق الوفير بدأ بالانشغال به عن عبادة الله.
  • بعث إليه الرسول الكريم بمن يأخذ منه زكاة المال، فرفض أن يدفعها؛ معللاً ذلك بأنها تعتبر جزية.
  • فنزلت فيه الآية الـ 75 من سورة التوبة، حيث يقول -سبحانه وتعالى-:
    • ” وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ”.
  • لما علم ثعلبة بن حاطب بأمر الآية التي نزلت فيه، ذهب بزكاة ماله إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ويعتصره الندم.
  • لكن النبي لم يقبل زكاة ماله، ثم مات بعدها النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
  • فذهب ثعلبة بعد ذلك بزكاة ماله إلى أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، فلم يقبلها منه.
  • بعد وفاة أبي بكر ذهب ثعلبة بزكاة ماله إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، لكنه لم يقبلها منه أيضًا.
  • ثم مات الصحابي ثعلبة بن حاطب فى عهد الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-.

مدى صحة قصة الصحابي ثعلبة بن حاطب

اشتهرت هذه القصة المنسوبة إلى ثعلبة بن حاطب، لكن العلماء والأئمة أقروا بعدم صحتها، وذلك للأسباب الآتية:

  • كان الصحابي الجليل ثعلبة بن حاطب من المشاركين في غزوة بدر.
    • واستشهد في غزوة أحد ومن شارك في غزوة بدر وعده الله بمنزلة كبيرة وعتق من النار.
  •  كما ذكر إبن كثير في كتابه البداية والنهاية.
    • أن ثعلبة بن حاطب من العشرة رجال المشاركين في بناء مسجد الضرار، فكيف له أن يكون من المنافقين؟
  • ضعف رواة هذه القصة مما يشكك في صحتها.
  • كما يقول العديد العلماء والمفسرون إن الآية ال75 من سورة التوبة.
    • والمنسوبة إلى ثعلبة بن حاطب، نزلت في المنافقين الذين امتنعوا عن أداء زكاة المال.
  • هذه القصة تتنافى مع وعد الله -سبحانه وتعالى- لعباده  التائبين النادمين على ذنوبهم، حيث وعدهم أن يقبل توبتهم وأن يغفر ذنوبهم. 
  • حيث ذكر الله -سبحانه وتعالى- ذلك في العديد من الآيات القرآنية، منها الآية الـ 53 من سورة الزمر{قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا}.
  • كذلك الآية الـ 25 من سورة الشورى {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات}.

في نهاية هذا المقال، والذي تحدثنا فيه عن الصحابيين الجليلين ثعلبة بن عبد الرحمن، وثعلبة بن حاطب والقصة المنسوبة إلى كل منهما.

 نرجو دوما أن نكون قد أفدناكم، وأجبنا عن الكثير من التساؤلات حول القصتين الشهيرتين.

مقالات ذات صلة