قصة الفتنة الكبرى

قصة الفتنة الكبرى الحدث الأشهر في التاريخ الإسلامي، وذلك لأن خلال هذه الفتنة امتلأ العالم الإسلامي في الشام والجزيرة العربية بالحروب والفتن.

الذي ميز هذا الحدث أيضاً أن هذه الفتنة كانت قائمة بين الصحابة أنفسهم، وليسوا أناس عاديين، فكان وقع هذه الفتنة صادم وشديد مقارنة بمحاربة المرتدين أو مانعين الزكاء في عهد أبي بكر الصديق، ومعنا سنعرف أكثر عن هذا الحدث التاريخي الفريد.

ما المقصود بالفتنة الكبرى؟

يجب علينا أن نوضح ما هو المقصود بمفهوم الفتنة الكبرى قبل أن نتطرق إلى ذكر أحداث قصة الفتنة الكبرى، وفيما يلي تفسير كافي ووافي للفتنة الكبرى:

  • الفتنة الكبرى هي تلك الفتنة التي أخبر عنها الرسول معلم الناس الخير محمد -صلى الله عليه وسلم- سيدنا حذيفة بن اليمان صاحبه وصاحب سرّه.
  • ذكر كذلك سيد الخلق أن لهذه الفتنة باب، والباب الخاص بها هو سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
    • لذا عندما سمع سيدنا عمر كلام الرسول، سأله هل الباب سيفتح إما سينكسر.
  • كنت إجابة سيدنا حذيفة أن الباب سيكسر.
    • وهذا يعني أن الفتنة الكبرى سوف تبدأ بقتل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
  • يمكننا تعريف الفتنة الكبرى على أنها هي الفاتحة التي بفضلها سوف يقع شرور عديدة بين المسلمين.
    • وإذا فتحت فلن يغلق بابها حتى قيام القيامة.

شاهد من هنا: قصة النبي شعيب للأطفال

قصة الفتنة الكبرى

تبدأ قصة الفتنة الكبرى من موت سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وتسلم سيدنا عثمان بن عفان الخلافة، وفيما يلي نعرف كيف تم اختيار سيدنا عثمان كخليفة للمسلمين بعد عمر بن الخطاب:

  • بعد موت سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أجمعت أمة المسلمين على أن يكون سيدنا عثمان بن عفان هو الخليفة القادم للمسلمين.
  • لذا بالفعل تسلم سيدنا عثمان الخلافة بناءً على شورى تمت بين ستة أشخاص كانوا من اختيار سيدنا عمر رضي الله عنه قبل موته، وهو لا يزال على فراش الموت.
  • لذا اتفق هؤلاء الأشخاص الستة على أن يختار عبد الرحمن بن عوف بعد المشاورة مع سيدنا علي بن أبى طالب.
    • وبالفعل وقع الاختيار على سيدنا عثمان بن عفان في نهاية المطاف.

الفتنة على عثمان بن عفان شرارة الفتنة

الخلافة الإسلامية بدأت بسيدنا أبو بكر الصديق حكم لعامين، ومن بعده جاء سيدنا عمر بن الخطاب الذي حكم لمدة عشر أعوام، ومن بعده جاء سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفيما يلي أصل الفتنة الكبرى:

  • كان سيدنا عثمان بلا شك رجل وعبد صالح، يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • يقال عن سيدنا عثمان أنه كان يصلي في الليل، وفي مرة بدأ في قراءة القرآن بالتحديد سورة البقرة.
    • واستمر في القراءة طوال الليل حتى تمكن من ختم القرآن كله، وذلك خلال ركعة واحدة فقط.
  • عرف عنه كذلك أن لم يكن يمر يوم واحد بدون أن ينظر إلى المصحح.
    • وكان من أكثر الناس حرصاً على صلة الرحم، وذلك بناءً على ما قالته عنه السيدة عائشة.
  • ظفر سيدنا عثمان بن عفان بخلافة المسلمين عن أحقية، حيث حكم قرابة الاثني عشر عام.
    • وكان في هذا الوقت يوجد صحابة آخرين مثل سيدنا علي بن أبي طالب.
  • بمرور الوقت على خلافة عثمان رضي الله، ظهر من بين الناس من كان يحقد ويحسد سيدنا عثمان.
    • لذا تحرك بعضاً منه لإثارة الفتن، والضغائن في قلوب الناس، ومن هنا بدأ تتبع أي خطأ لسيدنا عثمان.
  • ترك هؤلاء الناس فضائل سيدنا عثمان الكثيرة وصبوا تركيزهم على الأخطاء.
    • وإن لم تكن أخطائه كافية افتروا عليه ظلماً وبهتاناً.

اقرأ أيضًا: قصة عرش بلقيس والنبي سليمان

بداية الفتنة الكبرى

كانت بداية الفتنة الكبرى عند شخص خبيث يدعى عبد الله بن سبأ، ويقال إنه كان في السر يهودي، ولكنه في العلن كان يقول إنه مسلم، نشر هذا الشخص الفتنة بين المسلمين، وفيما يلي نعرف الأحداث:

  • عندما شعر سيدنا معاوية بن أبي سفيان أن هناك بذور فتنة تقوم في الدولة الإسلامية أرسل إلى سيدنا عثمان بن عفان.
    • وقال له أن هناك شخص يحاول أن ينشر الفتن ويوقع بينك وبين الناس.
  • كان رد سيدنا عثمان رضي الله عنه، أن يجب أن يتجنبه، ولا يفعل به أو له شيء.
  • زادت الفتنة بعدها، وكثرت الأقاويل.
    • أصبح يوجد أكثر من شخص يثير الضغينة والكراهية بين الصحابة وبين عثمان.
  • قال سيدنا عثمان وهو في الثمانين من عمره.
    • وكان على المنبر ما يلي (يا أيها الناس إن كنتم تجدون في أنفسكم على أي شيء فإني أتوب إلى الله تعالى في ساعتي هذه ثم استعبر وبكى).
  • بعد قول سيدنا عثمان هدأت الفتنة لبعض الوقت، ولم تلبس إلا عبد الله بن سبأ أشعلها.
    • حيث جمع قرابة الستمائة شخص، وأظهروا طلبهم في خلع سيدنا عثمان عن الخلافة.
  • عندما سأل سيدنا عثمان عن أسبابهم، لم يقول إلا أمور تافهة.
    • لكن بالرغم من ذلك رفض سيدنا عثمان قتلهم، وهدأ من روعهم، وبالفعل هدأت الفتنة مرة أخرى.
  • لكنها اشتعلت من جديد عندما زور عبد الله بن سبأ خطاب من المفترض أنه بقلم سيدنا عثمان يأمر فيه أمير بمصر بقتل الأشخاص المعترضين على خلافته.
    • لكن سيدنا عثمان أنكر الخطاب، ولكن لم يصدقه أحد منهم.

وفاة عثمان بن عفان

الفتنة الكبرى كبرت أكثر عندما تحول الأمر إلى محاصرة بيت سيدنا عثمان لمدة شهر وهو لا يزال خليفة للمسلمين، وفيما يلي نعرف ماذا حدث خلال هذه الفترة:

  • منع سيدنا عثمان من الذهاب إلى المسجد لأداء الصلاة، وكان محاصر خلال شهر رمضان.
    • ومنع عنه الطعام وكذلك الشراب، لدرجة أن زوجته كانت تهرب لهما قوت يومهما.
  • جاء الكثير من الصحابة الراغبين في الدفاع عن سيدنا عثمان بن عفان.
    • ولكن سيدنا عثمان رفض القتال حتى لا يسن سنة قتل المسلمين لبعضهم البعض خوفاً على المناصب والأمور السياسية.
  • انتهى أمر سيدنا عثمان في الدنيا عندما قاموا بحرق باب منزله.
    • وطعنوه رضي الله عنه عندما كان لا يوجد أحد غيره هو وزوجته، وبعض الخدم، وهو لا يزال يرفض قتلهم.
  • انتهى أمر سيدنا عثمان في الدنيا، لكن أمره في الآخرة لم ينته بعد.
    • وحقه جاء حيث لم يبق شخص من قتلة سيدنا عثمان إلا وكان ميت مقتولاً.

قصة الخلاف بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان

نستكمل أحداث الفتنة الكبرى من اثنين من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهما سيدنا معاوية، وكذلك سيدنا علي، وفيما يلي نعرف أصل الخلاف بينهما:

  • عندما علم سيدنا على بن أبي طالب بمقتل عثمان، تمنى الموت قبل أن يقتل عثمان بعشرين عاماً.
    • لكنه تولى خلافة أمر المسلمين.
  • كان لدى سيدنا الحسن رأي مهم في تولي أبيه الخلافة.
    • حيث قال له لا تأخذ الخلافة حتى يبايعك رجل من الأنصار، ومن الشام، من العرب حتى لا تنشب فتنة أخرى بين المسلمين.
  • تكمن المشكلة في أن سيدنا معاوية في الشام رفض مبايعة سيدنا علي حتى يتم أخذ بثأر سيدنا عثمان من القتلة.
    • بينما كان سيدنا علي يميل إلى أن يحدث استقرار في الدولة الإسلامية أولاً.
    • وبعد ذلك يأخذ بثأر سيدنا عثمان.
  • رفض سيدنا معاوية الأمر، وهنا وقع خلاف كبير بينهما، قامت على أثره المعارك والحروب التي دامت لأيام.
    • وخلال هذه الفترة استمر سيدنا معاوية أمير على الشام، واستمر سيدنا علي خليفة لجميع المسلمين، إلا مسلمي الشام.

نهاية الفتنة الكبرى

حقاً الفتنة الكبرى لن تنتهي حتى قيام الساعة، حيث على أثره تقسم المسلمين بين سنة وشيعة، ولكنها هدأت عندما تولى سيدنا الحسين الخلافة بعد أبيه علي بن أبي طالب، وفيما يلي نعرف كيف:

  • بعد فترة من الوقت مات سيدنا علي بن أبي طالب وتولى الحسين من بعده.
    • ولكن لأن سيدنا الحسين كان حكيم أرسل إلى سيدنا معاوية.
    • وقال له أنه سيتنازل عن الخلافة ليكون هو خليفة المسلمين.
  • ذلك حتى لا تحدث أي فتنة أو خلاف آخر بين المسلمين، وذلك لأن لديهم حاكم واحد.
    • وبالفعل ظل سيدنا معاوية خليفة على المسلمين لمدة عشرين عام تقريباً.
    • انقسمت فترة حكمه بين فترة عثمان وعلي.

شاهد أيضًا: قصة موسى مع السحرة

قصة الفتنة الكبرى توضح حقيقة أقرها الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي أن الفتنة والوقيعة بين المسلمين سوف تظل هي مصدر تهديدهم الأكبر.

وبالفعل فإن أحوال الخلافة الإسلامية لم تسوء إلى بعد هذه الفتنة التي كبرت واستمرت في التضخم مع الوقت، وحتى يومنا هذا.

مقالات ذات صلة