فضل سورة المجادلة

فضل سورة المجادلة كبير جدًا، وسوف نتناوله من ضمن موضوعنا اليوم، تقع سورة المجادلة داخل الجزء الثامن والعشرون.

وهي من السور المدنية التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم داخل المدينة المنورة، حيث نزلت خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها، لذا سوف نتناول سورة المجادلة بالتفصيل داخل مقالنا اليوم.

فضل سورة المجادلة

فضل سورة المجادلة على المسلم كبير، حيث تتناول الأحكام الشرعية إلى جانب بعض الآداب، كما وردت نصوص في فضلها مثل:

  • ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم “مَن قرأ سورة المجادلة كتِب من حزب الله يوم القيامة”.
  • قال الرسول في فضل سورة المجادلة” من قرأها قضى الله له أَلف حاجة أَدناها أَن يعتقه من النَّار.
    • ونزلت عليه أَلْف ملك يستغفرون له باللَّيل، ويكتبون له الحسنات.
    • وله بكلّ آية قرأها مثلُ ثواب مَنْ يطلب قُوتَه من الحلال”.
  • تتضمن سورة المجادلة بعض من الأحكام الشريعة والتي يمكن أن نتلقاها من خلال قراءة السورة.

سبب نزول سورة المجادلة

بعد أن فرغنا من إيضاح فضل سورة المجادلة، سوف نتناول سبب نزول هذه السورة.

حيث نزلت سورة المجادلة  في خولة بنت ثعلبة حين جاءت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم تشتكي له من زوجها حين نفر منها بعد مدة طالت من زواجهما.

وهذا ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها قالت عائشة: تبارك الذي وسع سمعه كل شيء.

إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة، ويخفى علي بعضه وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهي تقول: يا رسول الله، أبلى شبابي، ونثرت له بطني.

حتى إذا كبر سني وانقطع ولدي ظاهر مني، اللهم إني أشكو إليك.

قالت: فما برحت حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآيات: “قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله.

اقرأ أيضًا: فضل سورة المزمل

مرادفات وردت في سورة المجادلة

إلى جانب فضل سورة المجادلة، فقد وردت الكثير من المفردات في هذه السورة، والتي سنقوم بشرحها من خلال الفقرة الآتية:

  • تجادلك؛ تطلق كلمة المجادلة في العموم على التحاور.
    • بينما وردت داخل سورة المجادلة بمعنى نقص أو تحكي.
  • تحاوركما؛ يطلق مصطلح التحاور على التشارك بين طرفين في الحديث أو أكثر.
    • أما الضمير الواقع في آخر الكلمة فيشير للرسول صلى الله عليه وسلم وخولة بنت ثعلبة رضي الله عنها.
  • يظاهرون: يطلق لفظ الظهار، على تحريم الرجل لزوجته وذلك بقوله أنت علي كظهر أمي.
    • أو ما يعادل هذا القول، وفي هذا الجانب لا بد أن نذكر أن إظهار الرجل يقع بينما ظهار المرأة لا يقع ولا يعتد به.
  • منكر: المنكر هو الأمر الذي لا يقبله الشرع ولا العقل.
  • الزور: الزور خلاف الحقيقة أو الكذب.
  • يتماسا: المقصود بالمساس هو الاستماع أي أن يستمع كل طرف بالأخر، وهذا القول كناية.
  • يكيدوا: أي يعادون وبدأوا العداوة.
  • كتبوا: المقصورة بالكتب هو الضمار أو الهلاك الذي وقع بهم.
  • أحاط الله: أي عدة وعمله وأحاط به.
  • حسبهم جهنم: أي مصيرهم هو الهلاك والعذاب وهي جهنم وبئس المصير.
  • يصلونها: أي سعرت لهم، والضمير في الكلمة عائد على المنافقين.
  • تفسحوا في المجالس: المقصود بقول تفسحوا، أي أن يبتعدوا عن بعضهم البعض.
  • انشزوا: تأتي هذه الكلمة على معنيين، المعنى الأول وهو القيام لعبادة الله، والمعنى الآخر هو الانصراف من بعد قضاء عبادة الله.
  • ءأشفقتم: المقصود بهذا اللفظ هو الخوف.
  • تولوا قومًا: أي اتخذوا قومًا.
  • لن تغني: أي لن تدفع أو تمنع عنهم.

تفسير بعض الآيات من سورة المجادلة

  • تتضمن الآية الأولى من سورة المجادلة سبب نزول السورة.
    • وهو ما ورد من قول السيدة عائشة عن خولة بن ثعلبة حيث جاء للرسول صلي الله عليه وسلم تشتكي زوجا اوس بن الصامت.
    • وذلك لتعرف حكم الإسلام في قولة له أنت علي كظهر أمي.
    • وهي من العادات التي سادت قريش قديمًا.
      • “قَدْ سَمِعَ اللَّه قَوْلَ الَّتِي تجَادِلكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّه يَسْمَع تَحَاورَكمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيع بَصِيرٌ”.
  • “الَّذِينَ يظَاهِرونَ مِنْكمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هنَّ أمَّهَاتِهِمْ إِنْ أمَّهَاتهمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهمْ وَإِنَّهمْ لَيَقولونَ منْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفوّ غَفورٌ”.
    • نجد هذه الآية شامله بعض العادات السيئة التي كانت تمارس قبل دخول الإسلام.
    • وهي الظهار وقول الرجل لامرأته أنت علي كظهر أمي.
    • حيث كانت سائدة قديمًا، إلاّ أن نهى عنها الإسلام تمامًا داخل سورة المجادلة وبين كفارتها.
  • “وَالَّذِينَ يظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ “.
    • كما أوضحت هذه الآية كفارة الظهار في الإسلام ووضحت كفارته داخل الآيات التالية.
    •  فإذا وقع المسلم في دائرة الظهار تجب عليه الكفارة قبل الرجوع والتمتع لزوجته من جديد.
    • وأما عن قيمة الكفارة فقد حدد الإسلام ثلاث طرق يمكنك الأخذ بها تنحدر من الأصعب إلى الأسهل.
    • في المرتبة الأولى عتق رقبة مؤمن، فمن لم يجد فيمكن الصيام لمدة شهرين متتالين، فمن لم يجد فإطعام ستين مسكين.

شاهد أيضًا: فضل سورة الفتح

شرح بعض آيات سورة المجادلة

  • “إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ”، المقصود بمن حادوا الله ورسوله هم اليهود والنصارى.
    • فقد كتب عليهم أن مصيرهم جهنم وبئس المصير، والمقصود بالآيات أي العلامات والدلالات التي جاءت إليهم لتهديهم ولكن كفروا بها.
  • “يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ “، قدرة الله تعالي محيطه بكل شيء ، فهو يعلم خائنة الأعين وما تكن الصدور.
  • “أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ “.
    • نهي الله عزو جل عن التناجي بالعدوان والشر، وحث المؤمنين على طاعته والتناجي بالبر.
    • والمقصود بالذين نهوا عن النجوى، هم المنافقون، والذين يضمرون الإيمان وفي باطنهم يخالفون أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم.

شاهد من هنا: أقصر سورة في القرآن

فضل سورة المجادلة كبير حيث تضمن عدد كبير من الأحكام الشرعية والآداب الإسلامية التي نادى بها الرسول صلى الله عليه وسلم، وإلى هنا نكون قد وصلنا لختام فقراتنا.

مقالات ذات صلة