فضل سورة الليل

فضل سورة الليل، موقع مقال maqall.net يقدم لكم هذا الموضوع، حيث أنه لما كان الليل يمثل جزءًا كبيرًا من اليوم فبالتالي لا يمكن إغفاله أو تناسي ضرورة الانتباه إلى عدم إهماله.

حيث اختص الله عز وجل ساعات الليل بالراحة والهدوء والسكون بعد تعب النهار وضوضائه الشديدة؛ لذلك جاءت سورة الليل في القرآن الكريم للتأكيد على أهمية هذا الوقت وضرورة استغلاله في عبادة الله عز وجل، وسوف نتعرف اليوم على فضل سورة الليل.

سورة الليل

  • هذه السورة مكية، مكان نزولها كان في مكة المكرمة، وعدد آياتها يبلغ 21 آية.
  • توجد ضمن سور الربع السادس من الجزء الثلاثين من أجزاء القرآن الكريم، وتحتل الترتيب رقم 92 في ترتيب سور القرآن.
  • تم تصنيف سورة الليل ضمن سور المفصَّل، وعدد آياتها يبلغ واحد وعشرون آية.
  • إلى جانب كونها إحدى السور التي لم يتم ذكر اسم الجلالة بها، وقد كان نزول سورة الليل على الرسول صلى الله عليه وسلم عقب سورة الأعلى مباشرة وقبل سورة الفجر.
  • بداية السورة جاءت بأسلوب القسم وذلك في قوله عز وجل “واللَّيلِ إِذَا يَغشَىٰ” كما معظم سور جزء عم التي تبدأ بأسلوب القسم مثل سور الغاشية والطارق والضحى وغيرهم.

ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: فضل سورة الصافات في الرقية

سبب تسمية السورة بسورة الليل

كما ذكرنا سابقًا فإن سورة الليل بدأت بقوله تعالى “وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ”، ومن هنا جاءت التسمية.

حيث أقسم الله عز وجل بأحد الظواهر الطبيعية في هذا الكون وهو الليل، فهو وقت الراحة والسكينة والنوم لجميع الكائنات والتي منها الإنسان.

وذلك من أجل الإرشاد إلى أهمية الليل بالنسبة للإنسان بعد سعيه طوال النهار وما يناله فيه من جهد وتعب سينعكس أثره عليه في الدنيا والآخرة.

أسباب نزول سورة الليل

هناك مجموعة من الروايات الواردة في أسباب نزول سورة الليل، ومن أهمها التالي:

  • جاء في أغلب الروايات وبإجماع العلماء أن سبب نزول هذه السورة هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
  • وذلك بسبب إنفاقه الغير مسبوق على المسلمين، وإعتاقه للرقاب المسلمة من ماله الخاص نصرة للإسلام والمسلمين.
  • ومن ذلك أن أبا بكرٍ رغب في شراء الصحابي بلال بن رباح  وكان عبدًا للمشرك أمية بن خلف فأراد شراؤه ببردة وعشرة أوقية كاملة من الذهب.
  • فأنزل الله تعالى الآيات من مقدمة سورة الليل حتى قوله تعالى “إنَّ سَعيَكُم لشَتَّىٰ”.
  • وفي ذكر السعي هنا إشارة لسعي كل من أبي بكر وأمية بن خلف وشتان بين الفعليْن.
  • وجاء في رواية أخرى أن سبب نزول هذه السورة كان بسبب معاتبة والد أبي بكر الصديق لابنه أبي بكر بسبب حرصه على عتق رقاب المسلمين وإنفاقه الكثير من الأموال في سبيل ذلك.
    • حيث قال والد أبي بكر: “يا بني، إن كنت تبتاع من يمنع ظهرك”، فرد عليه أبو بكر قائلًا: “لا أرغب في من يمنع ظهري”، يعني أن الهدف من إعتاق رقاب العبيد هو نصرة الإسلام والمسلمين.
    • فأنزل الله عز وجل: “وسَيُجنَّبُها الأتقَىٰ، الَّذِي يُؤتي مَالَه يتَزكَىٰ، وَمَا لأَحدٍ عندَهُ مِن نعمةٍ تُجزىٰ، إلا ابتغَاءِ وَجه رَبِّه الأعلىٰ، ولسَوفَ يرضَىٰ”.

فضل سورة الليل

لم يرد أي نص قرآني أو حديث نبوي يفيد بفضل سورة الليل عن غيرها من السور الموجودة في القرآن، ولكن العاقل المتدبر لآيات السورة يمكنه أن يستنتج بعض الأمور، التي من أهمها التالي:

  • التفرقة الواضحة للمسلمين بين التكليف والاختيار في دين الإسلام.
  • إظهار مصير كل من المؤمنين والكفار بصورة واضحة من أهم الأمور التي جاءت في ذكر فضل سورة الليل.
    • وأن أمر الإنسان بيده فإن شاء آمن ونجا وإن شاء كفر وهلك، فهو مُيسَّر لا مُسيَّر ولا مخيَّر.

ولا تتردد في زيارة مقالنا عن: فضل سورة الدخان للرزق

الأمور التي تناولتها سورة الليل

بعد أن تعرفنا على فضل سورة الليل، من المهم التعرف على أبرز المحاور التي تضمنتها سورة الليل، وهي كالآتي:

  • تناولت السورة ذكر المنهج الصحيح الذي يجب أن يسير عليه الإنسان طوال حياته.
    • وإذا ما فعل ذلك فإن حياته حينها سوف تكون مستقرة للغاية.
  • كما تحدثت السورة عن الفرق بين المؤمن والكافر، وعن الجزاء الذي سيناله المؤمنين يوم القيامة وجزاء الكافرين الذي سيجعلهم يندمون على أعمالهم أشد الندم.
    • إلى جانب التأكيد على عدم نفع هذا الندم يوم القيامة.
    • بالإضافة إلى تحذير الله تعالى للمشركين في مكة من العذاب الذي سوف ينالهم بسبب إنكارهم لرسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
  • إلى جانب أن سورة الليل تحدثت عن بديع خلق الله عز وجل في الإنسان.
    • وكيفية جعل هذا الخلق ذكرًا وأنثى، وعن كيفية وجود جميع الكائنات الحية على وجه الأرض.
  • يمكن اعتبار هذه السورة منهاج حياة لجميع المسلمين والمسلمات الذين يبغون رضا الله عز وجل في الآخرة قبل الدنيا.
  • كما أن هذه السورة تحرص على التأكيد على أن الإنسان له أن يسير في أي طريق من طرق الإيمان والصلاح والثواب في الآخرة أو طرق الضلال والهلاك في الآخرة.
  • إلى جانب تذكير المؤمن بأهمية الإيمان بالقضاء والقدر والرضا.
  • وجود تحذير شديد اللهجة من عاقبة كل مشرك، أو عاصٍ، أو كل من قام بالتكذيب برسل الله عز وجل وأنكر رسالاتهم.
  • حرصت السورة على دعوة جميع المسلمين إلى ضرورة أن يأخذوا بالأسباب طوال حياتهم.
  • تناولت السورة الحديث عن تعاقب الليل والنهار؛ وذلك من أجل حث البشر على استثمار الوقت بما يصلح.
    • فالنهار للسعي والعمل من أجل تحقيق الأهداف في الحياة، والليل للراحة والعبادة من أجل استمرار قدرة الإنسان على المواصلة.

فوائد سورة الليل

هناك العديد من الفوائد التي يمكن للإنسان أن يتعلمها من تدبر سورة الليل، ومن أهمها التالي:

  • التأكيد على قاعدة أن الجزاء دائمًا يكون من نفس جنس الأعمال.
    • فعلى المسلم أن يحسن أعماله في الدنيا حتى يجزيه الله كل الخير في الآخرة.
  • معرفة أن أفعال الناس، منها السيء ومنها الحسن، وعلى الداعية أن يدرك أن دوره يتوقف عند التذكير والدعوة فقط.
    • فلا يهلك نفسه من أجل أن يهتدي الناس، فالهداية تكون من الله تعالى وحده.
  • التأكيد على أنه من الأمور المهمة بالنسبة للمسلم أن يكون معطاءً، سواء كان عطاؤه بشكل مادي أو معنوي.
  • الانتباه إلى أن تيسير الله عز وجل لأمور عباده في الدنيا إنما هو جزاء من الله تعالى لهم على إحسانهم للآخرين.
    • وهو ما يدفع المسلم لأن يحسن بشكل أكبر؛ وذلك ليقينه بأن ثوابه في الآخرة سوف يكون أضعاف ما يناله في الدنيا.
  • ضرورة الانتباه إلى أن يكون إنفاق مال المسلم في وجوه الخير خالصًا لله عز وجل وحده.
    • مع ضرورة تحرِّي النوايا كل حين، حتى لا يقع المسلم في الرياء، فيفسد عمله.
  • إعطاء المال للفقراء والمحتاجين والحرص على إخراج الزكاة.
    • أولًا بأول وعدم التكاسل سبب في حلول البركة على المال وتطهيره، ونيل الأجر من الله عز وجل.

اقرأ من هنا عن: فضل سورة ق في القرآن الكريم

إلى هنا نكون قد أنهينا مقالنا اليوم الذي تكلمنا فيه بشيء من التفصيل عن فضل سورة الليل، إلى جانب معرفة أهم الفوائد التي يمكن استنباطها من تدبر سورة الليل، وأسباب نزول السورة.

مقالات ذات صلة