ما هي كفارة الحلف بالطلاق

ما هي كفارة الحلف بالطلاق، موقع maqall.net يقدمه لكم، حيث أنه من الأمور التي أهتم بها الإسلام والشرع في الحياة الخاصة بالأمور الزوجية، وأعطى لها الكثير من الاهتمام لما لها من تأثير على ديمومة الحياة الزوجية واستقرارها.

نبذة عامة عن الطلاق

  • لقد حث الإسلام الزوجين على أن يكونوا لباساً لبعضهم البعض، وأن يسود بينهم الود والرحمة.
  • وقد حذرهم من اللجوء إلى الطلاق والإقدام عليه من غير عذر، وسوف نذكر في هذا المقال ما هي كفارة الحلف بالطلاق.
  • الطلاق من الأمور التي شرعها الله تعالى لعباده، ولكن الطلاق عند الله عز وجل من أبغض الحلال عنده سبحانه وتعالى.
  • في بعض الأحيان إذا أستمر الزواج ما بين الرجل والمرأة سوف يحدث بسببه مفاسد كبيرة وعظيمة وقد يلحق بالأولاد من هذا الزواج ضرراً كبيراً منه.
  • لذلك شرع الله تعالى الطلاق من أجل انتهاء هذه المفسدة من أجل الصالح العام للزوج والزوجة والأولاد إذا وصلت العلاقة بين الرجل والمرأة لطريق مسدود لا يمكن حله.

ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: هل يقع الطلاق بدون حضور الزوجة؟

ما هو حكم الحلف بالطلاق ومتى تجب فيه الكفارة؟

  • دار الإفتاء المصرية رأت أن كفارة الطلاق المعلق تكون كفارة يمين إذا الشرط وقع الذي حلف عليه الزوج على زوجته.
  • ومثال على ذلك “الشخص الذي يقول لامرأته عليا الطلاق إذا فعلت هذا الشيء سوف تكوني “.
  • فإذا فعلت الزوجة هذا الشيء الذي نهاها عنها زوجها وحلف عليه بأنها إذا فعلته سوف تكون طالق، لا يكون طلاقاً، ويقع عليه كفارة يمين.
  • وعندما وجه للشيخ عثمان عويضة والذي يشغل منصب مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، سؤالاً “هل حلف الرجل على امرأته بلفظ عليا الطلاق إذا فعلت ذلك سوف تكوني طالق هل يعتبر طلاقاً”.
  • أجاب الشيخ حينها على السؤال، لا يقع طلاقاً، ولكنه يقع على الزوج كفارة يمين.
  • وقال الشيخ بأن هذا الطلاق لا يقع، لأن الزوج حمل هذا الطلاق بأن الزوجة إذا فعلت هذا الشيء سوف تكون طالق.
  • لذلك هذا الطلاق لا يقع حتى ولو فعلت الزوجة ما نهاها عنها زوجها، وذلك هو مذهب الإمامية وكذلك الظاهرية.

حكم الحلف بالطلاق وكفارته عند جمهور العلماء

يوجد خلاف بين العلماء في تحديد حكم الحلف بالطلاق ومتى تجب على الرجل كفارته:

  • ذهب العلماء الأربعة من المالكية والشافعية والحنفية والحنابلة إلى الرجل إذا علق يمين الطلاق.
    • فإنه يقع بشرط أن يتحقق الأمر الذي تعلق عليه هذا اليمين.
  • ولا فرق في هذه الحالة إذا كان اليمين بغرض فعل أمر ما أو عدم فعله.
    • أو كان لفعل أمر من الأمور الدينية أو كان مقرونا بأي شرط من الشروط.
  • فالأمر يقتصر فقط على نية الرجل أثناء الحلف إن كان قاصداً للطلاق أم كان في حالة غضب.
  • أما ابن حزم فيقول بأن الطلاق لا يكون طلاقا إلا بالطريقة التي حددها الشرع وهو إما باللفظ الصريح أو الضمني.
  • وغير ذلك مما يصدر من بعض الرجال من الحلف بالطلاق وتعليق ذلك على شرط.
    • أو وقت معين فهذا لا يعد طلاقا، ويلزم أن يخرج الرجل كفارة عن يمينه.
  • بالإضافة إلى ذلك فإن الإمام ابن تيمية يقول أن الحلف بالطلاق إن كان بغرض حمل المرأة على فعل أي أمر أو تركه فهذا يعد يمينا وليس طلاقا.
  • والحكم في ذلك هو عدم تطابق الزوجة ودفع الرجل لكفارة اليمين والتي سيأتي تفصيلها.
  • ونتطرق إلى رأي الإمام ابن القيم الذي يقول بأن التعليق اللفظي للطلاق لا يجب على الحالف كفارة ولا يصح الطلاق به.
  • أما التعليق الشرطي لليمين فإن الطلاق يقع بمجرد حدوث الشرط الذي علق الرجل عليه يمينه.

حكم من يكثر الحلف بالطلاق

  • من يتأمل في التشريعات الربانية المحمدية سوف يجد أن جميعها يحافظ على استقرار ذلك الميثاق الغليظ الذي ربط بين رجل وامرأة تحت عرش الزواج.
  • فتجد الشرع مرة يحث الرجل على حسن معاشرة زوجته فإنه إن لم يحب منها خلقا سوف يجد فيها خلقا آخر يحبه.
    • حيث أنه لا يوجد بشري يصل إلى درجة الكمال.
  • كذلك أمر المرأة بأن تتحمل أعباء الحياة الزوجية مع زوجها وأن تكون له معينة على ظروف المعيشة القاسية.
  • كما أوجد حلولا للمشاكل التي قد تواجه تلك الحياة والتي إذا استعان بها الأزواج لملئت بيوتهم رحمة وسكينة.
  • ومن أهم الحلول التي طرحها الشرع الحنيف أمام الزوجين هو التدرج في اتخاذ القرارات وعدم التسرع والعجلة.
  • بالإضافة إلى اللجوء إلى حكم من أهل الزوج وحكم من أهل الزوجة للفصل بينهما والله سبحانه يوفق من ينوي الإصلاح ويسعى إلى إنهاء الخلافات.
  • أما أولئك الرجال الذين يكثرون الحلف على زوجاتهم بالطلاق إجبارا لهن أن يفعلن أموراً لا يردن فعلها فإنهم بذلك يتعدون على حدود المودة والرحمة.
  • ويمكننا القول إن من يتعدى من الرجال على تلك الحدود الإلهية متعمداً مستهينا.
    • فإنه لا شك ظالم لنفسه وزوجته، لأن حدود الله لا يتعداها إلا الظالمون.

ولا تتردد في زيارة مقالنا عن: أحكام الطلاق الرجعي في الإسلام

رأي الشيخ ابن عثيمين في الحلف الطلاق وما هي كفارته

  • ورد عن الشيخ ابن عثيمين أنه قد وصف الرجال الذين يقومون بالحلف بالطلاق ويكثرون من ذلك بأنهم سفهاء لا عقل لهم.
  • ذلك لأن الرجل يلجأ إلى الحلف بالطلاق في حالة ضعفه عن حل المشكلات بطريقة أخرى.
    • فهو بذلك يستخدم الطلاق كوسيلة ضغط على المرأة وذلك من ضعفه وسفاهته.
  • بالإضافة إلى ذلك فإنهم يخالفون ما حثنا عليه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال “من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت”.
  • كذلك فإن النبي صلى الله عليه اعتبر أن من يطلق زوجته ثلاث مرات في آن واحد من المتلاعبين بشرع الله عز وجل.
    • الأمر الذي يوضح خطورة الطلاق في الإسلام.
  • أما عن جواب ابن عثيمين عما هي كفارة الحلف بالطلاق فإنه يفرق بين الغرض من اليمين فإن كان غير قاصد للطلاق.
    • فإنه يجب عليه إخراج كفارة عن يمينه إذا حنث فيه.
  • أما إذا كان قاصداً للطلاق فإنه ليس عليه كفارة والزوجة تطلق في حال تحقق الشرط المعلق عليه اليمين.

ما هي كفارة الحلف بالطلاق؟

فيما يلي نوضح ما هي كفارة الحلف بالطلاق بالتفصيل:

  • في حالة وجوب كفارة يمين الطلاق على الرجل فإنه يلزمه تقديم الطعام إلى ١٠مساكين.
  • لكن يجب التنبيه أن ذلك الطعام والشراب الواجب على الحالف تقديمه للفقراء ينبغي أن يكون من أوسط الطعام الذي يقدمه الرجل لأهل بيته.
  • كذلك فإنه يمكن أن يستبدل الرجل الإطعام بشراء ثياب لنفس عدد المساكين.
    • وتكون الثياب ساترة للعورة بحيث يتمكن الشخص من الصلاة وهو يرتدي تلك الثياب.
  • فإذا لم يستطع تحمل نفقة الإطعام أو الكسوة فعليه أن يلجأ إلى الصيام لمدة ٣أيام.
  • والدليل على ذلك ما جاء في قوله تعالى “لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ «سورة المائدة –الآية

صيغ الحلف بالطلاق

الحلف بالطلاق صيغتان تجب في أحدهما الكفارة طبقا لما ثبت عن بعض الفقهاء، والأخرى لا يجب معها كفارة.

1- التعليق اللفظي

  • التعليق اللفظي للطلاق هو اللفظ الذي لا يقصد معه الرجل أن يطلق زوجته.
    • وإنما هو يهدف إلى إلزام نفسه أو زوجته بفعل أمر ما أو تركه.
  • على سبيل المثال أن يقول الرجل لزوجته إذا ذهبت إلى منزل فلان فإنك طالق.
  • هنا لا يقصد الرجل أن يطلق زوجته في العموم إنما هو يقصد منعها أو تخويفها من الذهاب إلى ذلك المنزل.
  • وقد ورد أن الحلف بالطلاق بقصد التخويف لا يقع ولا يصح معه الطلاق.
    • ويلزم أن يخرج الرجل كفارة عن يمينه في هذه الحالة عند من يقول بذلك من العلماء.

2- التعليق الشرطي

  • أما عن التعليق الشرطي لليمين فإنه يكون بتعليق طلاق الرجل لزوجته على حدوث شرط معين في المستقبل.
  • ويتمثل ذلك في أن يقول الرجل لامرأته إذا رجع فلان من سفره فإنك ستكونين طالق.
  • في هذه الحالة قام الرجل بتعليق طلاق زوجته على شرط مستقبلي، فإن تحقق ذلك الشرط تكون المرأة بذلك طالقا منه.
  • ولا يجب في هذه الحالة على الحلف كفارة ذلك لأن يمينه يجيز الطلاق بشرط تحقق الأمر الذي تعلق عليه.

اقرأ من هنا عن: كفارة يمين الطلاق دار الإفتاء المصرية عند الغضب

في الختام فإن ما هي كفارة الحلف بالطلاق من المسائل الفقهية التي أحدثت جدلاً واسعاً بين الفقهاء ذلك لأنه أمر جد خطير ولا يجب الاستعانة به فإن أمور الزواج والطلاق من الأمور التي ينبغي على الإنسان أن يتحلى معهما بالصبر والحكمة.

مقالات ذات صلة