ما هو صحيح البخاري

ما هو صحيح البخاري، يعد محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي البخاري، واشتهر باسم الإمام البخاري نسبة إلى بخاري، الذي ولد فيها عام 194 هجريًا، وتوفي البخاري سنة 256 هجريًا، ومن أعظم مؤلفاته كتاب (صحيح البخاري)، ويعتبر كتبه من أفضل وأصح كتب الحديث النبوي.

ما هو صحيح البخاري؟

  • أول من ألف كتابًا خاصًا للحديث الصحيح هو الإمام البخاري، وقد أسمى البخاري كتابه (الجامع الصحيح من حديث رسول الله – عليه الصلاة والسلام – وسننه وأيامه).
  • أهتم الإمام البخاري بكتابه الصحيح وكتبه بدقة شديدة، وحرص وعناية، فيقول البخاري عن كتابه الصحيح: “جمعت كتابي الجامع الصحيح من ستمئة ألف حديث عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، ومكثت في تأليفه ست عشرة سنة، وادخرته حجة فيما بيني وبين الله تعالى”.
  • يعتبر كتاب صحيح البخاري من أعلى الكتب الستة في السنة نقلًا عن النبي عليه الصلاة والسلام، فيقول الإمام البخاري: “لم أضع في كتابي الصحيح إلا ما صح عن النبي – صلى الله عليه وسلم-، ولم استوعب جميع الحديث الصحيح “.
  • كان البخاري أكبر المحدثين سنًا؛ ولذلك تمكن لقاء المحدثين الكبار والأخذ منهم، فهو يروي الأحاديث عن مجموعة من أئمة الحديث لم يروي أصحاب الكتب السنة الستة عنهم، إلا واحد منهم.
  • كان شرط البخاري الأعلى والأوثق في قبول الحديث من شرط الإمام مسلم، واتفق جمهور العلماء على تقديم صحيح الإمام البخاري على صحيح الإمام مسلم، واجتمع العلماء على صحة كل ما أورده البخاري في صحيحه، ونقل اتفاقهم ابن الصلاح، وقبلته الأمة وتلقاه الجيل بعد الجيل.

كما يمكنك التعرف على: الفرق بين صحيح البخاري وصحيح مسلم

أسباب تأليف الإمام البخاري لصحيحه

  • الحاجة الماسة لوجود كتاب مستقل ينفرد بالحديث الصحيح؛ لتميز أقوال الصحابة وفتاوي الفقهاء التابعين عن الحديث النبوي.
  • أحد الرجال طلب من البخاري تصنيف كتاب مختصر في سنة النبي -عليه الصلاة والسلام-؛ لأنه لاحظ في مجلس إسحاق بن راهويه شيخ البخاري، أن البخاري قوي في حفظ ومعرفة علوم الحديث، وكذلك اطلاعه على العلل في الأحاديث، وأسانيدها.
  • رأى الإمام البخاري رؤيا لنفسه وهو يبعد الذباب عن النبي – صلى الله عليه وسلم-، بمروحه في يده، وقيل في تفسير هذه الرؤيا: أنك تبعد الأكاذيب عن سنة النبي عليه الصلاة والسلام، فبدأ الإمام البخاري تأليف كتابه الصحيح مستخدمًا ما يملك من معرفة واسعة لعلوم الحديث، وأحوال الرواة.
  • تنقل البخاري كثيرًا بين البلدان جامعًا للحديث ويتمتع بهبة الله له، وهي قوته في الحفظ، وبدأ يؤلف كتابه بتأني.
  • اتبع الإمام البخاري في جمعه للحديث منهجًا علميًا؛ فوضع المنهج العام لتأليف كتابه، وهو في بيت الله الحرام وأتم تأليفه وتبيضه في بخاري بلد الإمام البخاري.
  • جمع الإمام البخاري تراجم كتابه الصحيح بين قبر النبي – عليه الصلاة والسلام-بالروضة الشريفة ومنبره وكان قبل وضع لأي حديث في كتابه يغتسل ويصلي ركعتين؛ استخارة لله تعالى.
  • أعاد البخاري النظر عدة مرات في كتابه، وفي كل مرة يعيد تهذيبه، وتنقيحه، ثم يعرض الكتاب على جماعة من كبار شيوخه فيستحسنوه، ويشهدوا له بالصحة لما فيه إلا في أربعة أحاديث يقول عن هذه الأحاديث الأربعة الإمام العقيلي: رأي البخاري فيها هو الأصح.

طريقة جمع الأحاديث في صحيح البخاري

  • كان الإمام البخاري يأخذ الحديث من العلماء الثقات فقط.
  • روى الحديث عن خمس طبقات من الرواية في كتابه الصحيح.
  • كثرة احتياط البخاري في جمعه للأحاديث النبوية بشدة.
  • كرر الإمام البخاري النظر ثلاث مرات في كتابه الصحيح ويعيد تصحيح ما ورد فيه في كل مرة.
  • انتقى البخاري صحيحه من 600 ألف حديث؛ فوصل جملة ما في صحيحه 7274 حديثًا من الأحاديث المسندة مع المكرر، و4000 حديث من غير المكرر.
  • اتبع البخاري أسلوب فريد في ترتيب صحيحه؛ فرتب صحيحه على كتب مختلفة.
  • يندرج تحت كل كتاب مجموعة من الأبواب، وبلغ عدد الكتب في صحيح 97 كتابًا.
  • بدأ البخاري صحيحه بكتاب بدء الوحي، ثم تبعه كتاب الإيمان، ثم كتاب العلم، ثم أورد كتب العبادات من وضوء، وغسل إلى غيرها من العبادات.
  • جمع الإمام البخاري في الكتب أحكام الشريعة سواء كانت عملية أو اعتقادية، ومنه كتاب تفسير القرآن، وفضائله، وكتاب الأدب، وكتاب الدعوات، وكتاب الرقاق ووضع كتابًا ذكر فيه أحاديث الأنبياء -عليهم السلام-، ثم كتاب المناقب.
  • خصص الإمام البخاري كتاب المغازي بذكر سيرة النبي محمد – عليه الصلاة والسلام-وغزواته، وكتاب للصحابة – رضي الله عنهم جميعًا-، أما أخر كتب في صحيحه كتاب الفتن وكتاب الأحكام وكتاب التمني وذكر كتاب أخبار الآحاد، وكتاب الاعتصام بالكتاب والسنة وختم البخاري صحيحه بكتاب التوحيد.

كما يمكنك الاطلاع على: أحاديث صحيح البخاري ومسلم

شروط الإمام البخاري في صحيحه

  • صحة الإسناد: أن يكون الحديث متصل الإسناد، يرويه ثقات عدول، وأن يسلم من الشذوذ؛ أي مخالفة الراوي الثقة لمن هو أوثق منه أو أن يخالف الأكثر عددًا أو أشد ضبطًا، وأن يخلو من العلة القادحة.
  • عدالة الرواة: أن يكون الراوي حفظه قوي، يرويه بإتقان، أن يلازم شيخه الذي يروي عنه كثير الرواية عن شيخه، فيخرج لهم في الأصول، ولكن من لا يلزم شيخه طويلًا أو قصر في الرواية عنه؛ فيروي عنه في المتابعات، والشواهد.
  • اللقاء والمعاصرة: أن يثبت اللقاء بين الراوي الثقة وشيخه ولو مرة واحدة؛ إذا كان يحدث عن شيخه بلفظ العنعنة، ولا يكتفي البخاري بمعاصرة الراوي لشيخه لاحتمال روايته عن شيخه بطريقة الإرسال؛ إن ثبت اللقاء بين الراوي وشيخه فلفظ العنعنة يحمل على السماع المباشر فتفصيل هذا الشرط أقوى من شرط الإمام مسلم والإمام ابن حنبل، فقد اكتفيا بالمعاصرة فقط دون اللقاء.
  • تراجم صحيح البخاري: يطلق على أسماء أبواب الكتب التي رتبها البخاري في صحيحه بمصطلح التراجم، ووضع مجموعة من الأحاديث في كل باب، واعتنى البخاري بهذه التراجم عناية شديدة في صحيحه.
  • وضع البخاري التراجم لمقاصد سامية؛ فأحيانًا يضعها ليشير إلى مسائل فقهية دقيقة ولبيان أصول الحديث أيضًا، ولعلله الخفية.
  • أودع الإمام البخاري في تراجم الأبواب التي في صحيحه فقهه، فيضع التراجم حسب فهمه للكتاب والسنة واستخرج الأحكام منهما، واستنبط البخاري فقه الحديث الذي يرويه، فربط تراجمه بين القرآن والحديث والفقه، ونوع البخاري تراجمه بين ما هو ظاهر ومطابق لما في الباب من الأحاديث بالدلالة، وبين ما هو تعبيرًا للمعنى الوارد في الحديث.

اقرأ أيضا: من هو البخاري؟

في نهاية رحلتنا عبر موقع مقال maqall.net حيث أثنى الكثير من العلماء على صحيح الإمام البخاري، يقول الإمام النووي في مدحه: “أجمع العلماء على أن صحيح البخاري ومسلم هما أصح الكتب بعد كتاب الله”، لما له من دقة في جمع الأحاديث، وشروطه المحددة للرواة فعده العلماء أصح كتاب أُلف في الحديث النبوي.

مقالات ذات صلة