ما هي الشريعة

ما هي الشريعة من الأسئلة التي يثار حولها جدل كبير بين عامة الناس وخاصتهم، وبين المحبين لشرع الله والكارهين له، وبين الداعين إلى تطبيقها والرافضين تطبيق شرع الله، وقد يكون سبب هذا الجدل الغير مفهوم، غموض المعنى.

ما هي الشريعة

بعض الأشخاص لم يستطيعوا أن يحددوا المقصود العلمي للشريعة وقد يكون ذلك بسبب تعدد معانيها، لذلك سوف نتعرف فيما يلي على ما هي الشريعة لغةً واصطلاحًا:

تعريف الشريعة في اللغة

  • يعود أصل الشريعة إلى الفعل الثلاثي شرع، وهو الشيء الذي يمتلك امتداد مثل مورد الماء الذي يأتيه الناس للشرب.
  • يشترط عند العرب حتى تكون الماء شريعة أن تكون جارية ولا تنقطع.
  • يقصد بالشريعة في اللغة الطريق المستقيم، وبذلك فإن الشريعة هي مورد الماء، والشرع هو الطريق إليها.
  • قال ابن الأعرابي: شرع أي بين وأظهر ووضح.
  • قال القرطبي والطبري وابن كثير: الشريعة في اللغة هي الطريق الأعظم ومن وضح أمرًا أو سنه وبينه فقد شرعه.

شاهد أيضا: أقسام الشريعة الإسلامية

تعريف الشريعة اصطلاحًا

  • عدد من العلماء يرون أن لفظ الشريعة خاص بالدين الإسلامي فقط.
  • وقالوا في تعريف الشريعة أنها ما سنه الله عز وجل لعبادة في جوانب مختلفة من الدين مثل العبادات والأخلاق والمعاملات وغيرها مما يحقق السعادة في الدنيا والآخرة.
  • البعض الأخر من العلماء قالوا أن الشريعة تطلق على قوانين وأحكام الديانات الأخرى كلها، سواء كانت من عند الله تعالى أو من عند غيره.
  • وقالوا في تعريف الشريعة أنها مجموعة من التشريعات المكتوبة والمحكية التي توضح طريقة العبادة، مع الممارسة الفعلية لهذه التشريعات من قبل من أسند إليه أمر تبليغها أو من صاحبها، وذلك مثل الديانات السماوية.
  • بالرجوع إلى بعض المصنفات وجد أن الشريعة يقصد بها العديد من المقاصد على سبيل المثال القواعد الاعتقادية بشكل عام أو الأحكام الفقهية التي جاء بها الرسل، أو التي جاء بها سيدنا محمد وكانت خاتمة الرسالات، أو النظام الكوني الذي أوجده الله.
  • بناءً على ما سبق ذكره فإن الشريعة هي: القواعد والأحكام التي شرعها الله عز وجل لتنظيم حياة البشر وعلاقاتهم المتنوعة المنبثقة من العقيدة الإسلامية.

اقرأ أيضا: مقاصد الشريعة الإسلامية

مصادر الشريعة الإسلامية

مصادر الشريعة الإسلامية تتمثل فيما يلي:

القرآن الكريم

  • هو ما نزله الله عز وجل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
  • يجد فيه الإنسان كل ما يحتاج إلى فهمه من أمور الدين مثل أحكام الحلال الحرام والمعتقدات الدينية والمواعظ والحكم.
  • قال الله تعالى: “قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم“.
  • يعد القرآن الكريم هو المصدر الأعظم والأول من مصادر التشريع على الإطلاق.

 السنة النبوية

  • هي ما روي عن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام من الأفعال والأقوال والصفات الخلقية.
  • ترتبط السنة بالقرآن الكريم وذلك لأنها وسيلة توضح مضامين القرآن وآياته.
  • الإمام الشافعي جعل السنة النبوية في نفس درجة القرآن الكريم وذلك لكونا معًا المدر الأول والأهم للتشريع.

الإجماع

  • يقصد بذلك إجماع علماء الدين والأمة الإسلامية على حكم شرعي، مستندين بذلك على ما تم ذكره في القرآن الكريم وما جاء في السنة النبوية.

القياس

  • هي لغة التقدير، وتعني في الشرع، رد العلماء واقعة معينة غير منصوص عليها بواقعة أخرى شبيه لها في كل من الحكم والعلة.

خصائص الشريعة الإسلامية

من أهم وأبرز خصائص الشريعة الإسلامية ما يلي:

  • شريعة تخاطب القلب والعقل معًا.
  • شريعة ربانية ليست من إنتاج البشر بل منزلة من الله تعالى صاحب السلطان.
  • شريعة معصومة وذلك لأنها منزلة من الله تعالى وهي محمية من أي تغيير أو تبديل.
  • شريعة عالمية تخاطب جميع البشر باختلاف جنسهم ولغتهم وأماكنهم وكل هدفها أن يعبد الناس الله تعالى.
  • شريعة شاملة ويقصد بذلك أنها شملت جوانب الحياة الخاصة بالإنسان.
  • شريعة مبنية على اليسر وتهدف إلى مراعاة الناس وتحقيق سعادتهم.

مصطلح الشريعة في القرآن الكريم

استعمالات القرآن لمصطلح الشريعة كانت متنوعة ويقصد بها العديد من المعاني، كما أن العلماء استخدموا لفظ الشريعة  باستخدامات كثيرة على حسب ما جاء في القرآن كما يلي:

  • التوحيد، حيث قال الله تعالى: “شرع لكم من الدين ما وصى به نوحًا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب” فقد كان التوحيد عقيدة الأنبياء جميعهم.
  • الأحكام والفروع التي تندرج تحت التوحيد، حيث قال الله تعالى: “لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجًا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعًا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون” فالله تعالى جعل لكل أمة أحكام تختلف عن الأخرى، ولكن مازال أساس العقيدة واحد وهو التوحيد.
  • الوحي، أي التوحيد بأصول وفروع القرآن والسنة، حيث قال الله تعالى: “ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون“.

شاهد من هنا: موقف الشريعة الإسلامية من اتفاقية سيداو

بعد أن تم التعرف على ما هي الشريعة عبر maqall.net يجدر الإشارة إلى أن الشريعة الإسلامية تتفق مع باقي الشرائع السماوية في أنها جميعًا مصدرها واحد ومنزلة من عند الله عز وجل وهدفها واحد وهو تحقيق الدعوة إلى عبادة الله وحده.

مقالات ذات صلة