ماهي الديانة الدرزية؟

ماهي الديانة الدرزية؟ الديانة الدرزية هي تلك الديانة الغريبة التي يقال عنها إنها فرع من فروع الدين الإسلامي، وتدين بمذهب التوحيد، ويطلق المعتنقين للدرزية على أنفسهم أهل التوحيد أو الموحدون، ويرجع أصل الديانة الدرزية للدولة الفاطمية.

لكننا لا نملك الكثير من المعلومات عن ذلك؛ نظراً لتكتم المعتنقين للديانة الدرزية على أي تفاصيل عن ديانتهم كما نصت تعاليمهم، ولكننا سنحاول جاهدين في ذلك المقال أن نصل إلى ما هي الديانة الدرزية.

تعريف الديانة الدرزية

هي ديانة نشأت عن مذهب الإسماعيلية، وهي ديانة عربية تعتمد على مذهب التوحيد.

والذي يعتمد على التعاليم الباطنية، وترجع أصوله إلى القرن العاشر بالدولة الفاطمية.

ونشأة الدروز كانت من غرب آسيا، ويطلق الدروز على أنفسهم مسمى الموحدون أو أهل التوحيد.

وقد اختاروا نبي الله شعيب، وهو في الحقيقة نبي عربي، ويعتبرونه المؤسس الروحي في مذهب التوحيد.

بل النبي الرئيسي أيضاً، وعلى ذلك فهم ينكرون على سيدنا محمد أنه خاتم الأنبياء، ولكن يعترفون بوجوده.

تابع أيضا: من هم أصحاب الأيكة

مؤسس الديانة الدرزية

استقينا من بعض الدراسات والأبحاث أن الطائفة الدرزية نشأت في عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي.

وكان ذلك عام 1020 ميلاديا-ً 411 هجرياً، بواسطة محمد ابن إسماعيل الدرزي.

ولكن هناك اختلاف على مؤسس الطائفة الدرزية، فهناك من يرى أنه محمد ابن إسماعيل الدرزي، وآخرون يرون أنه حمزة ابن علي ابن محمد الزوزاني.

والجدير بالذكر أن ذلك هو الشخص الذي وضع لهم كتبهم الدينية التي يسيرون عليها.

وأن محمد بن إسماعيل، وحمزة ابن على، حدث بينهما خلاف وشقاق، فهاجر محمد بن إسماعيل إلى الشام واشتهرت الطائفة باسمه.

وذلك على أساس نهاية أسمه بكلمة الدرزي.

لكن هناك من ينكرون تلك النسبة إليه، ويعتمدون في ذلك على أن كتبهم المقدسة لا تتحدث بذلك النسب.

والجدير بالذكر أن المقتنى بهاء الدين من الأشخاص الذين ساهموا في تأسيس المذهب الدرزي.

وقد أقفل باب الاجتهاد والدعوة من بعده.

قصة نشأة الدرزية

كما ذكرنا يطلق الدروز على أنفسهم لفظ الموحدون وذلك نسبة إلى توحيد الله.

وكذلك يطلق عليهم بني معروف، ويقال أن ذلك الاسم يخص قبيلة عربية آمنت بالدرزية في بدايتها.

أما تسمية الدروز أو الديانة الدرزية بذلك الاسم، فيرجع إلى شخص يدعى محمد بن إسماعيل الدرزي.

والذي كان يعد واعظاً وقتها، يدعو للدعوى التوحيدية.

ولكن رغم ذلك فإن كثيراً من الدروز يعدون محمد بن إسماعيل الدرزي زنديق.

وقبل أن يقوم الدروز بالإعلان عن أنفسهم كانوا يتكتمون السرية في نشر معتقداتهم.

بالإضافة إلى أنهم كانوا يعقدون اجتماعات مغلقة، ويطلق عليها اسم جلسات الحكمة.

شقاق الدرزي وحمزة ابن علي ابن أحمد

وفي أثناء انتشار الدرزية وبداياتها حدث شقاق بين محمد بن إسماعيل الدرزي، وشخص آخر يدعى حمزة ابن علي ابن أحمد.

وذلك لأن الدرزي كان يعتقد أن الله يتجسد في البشر، وأنه تجسد من قبل في سيدنا علي، وأحفاده.

وكذلك تجسد في الحاكم بأمر الله، والذي كان خليفة ذلك الوقت.

وكذلك تجسد في شخص سمى نفسه بإسم سيف الإيمان، وكل ذلك زاد من غضب حمزة بن علي بن أحمد.

وجعله يصدر رسالة يحرض فيها على نشر الإيمان الحقيقي بالسيف.

وينكر فيها معتقدات محمد بن إسماعيل الدرزية، ولكن في عام 1016 ميلادياً.

تجرأ محمد بن إسماعيل الدرزي وقام بنشر معتقداته، هو وأتباعه صراحة.

وكذلك دعوة الناس للدخول في الدرزية واعتناق معتقداتها.

وكان لذلك أكبر الأثر في التسبب بالشغب في القاهرة، ضد هذه الحركة، وكل أتباعها، وأنصارها.

وكذلك لم يسلم حمزة بن علي بن أحمد.

ولذلك تم وقف تلك الحركة التوحيدية لمدة عام كامل، بل وطرد كل أنصارها، والدروز عموماً.

والجدير بالذكر أنه تم إعدام محمد بن إسماعيل الدرزي عام 2018 ميلادياً بواسطة الحاكم بأمر الله.

شاهد أيضا: بحث عن سفر راعوث في الديانة المسيحية

أماكن تواجد الدروز

يبلغ تعدادهم الكلى حول العالم حوالي 800,000 إلى 2 مليون تقريباً.

وينتشرون في سوريا، وجبال لبنان، وإسرائيل، وفنزويلا، والأردن والولايات المتحدة وكندا واستراليا، و كولومبيا.

وتختلف لغاتهم على حسب مناطقهم التي يعيشون فيها، فمنهم من يتحدث بالعربية.

وهم من يتواجدون في البلاد العربية كالشام، وسوريا، ولبنان، والأردن.

وهناك من يتحدثون الإنجليزية وهم الذين يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وفنزويلا، واستراليا.

ومنهم من يتحدثون الإسبانية، وهؤلاء الذين يعيشون في فنزويلا، وكولومبيا.

ومنهم من يتحدثون العبرية وهم الذين يقطنون إسرائيل فكلاً على حسب بلده.

معتقدات الدروز

رسائل الحكمة وهي الأساس في ديانة الدروز

  • ويرونها معتقدهم، وأساس إيمانهم.
  • ويتأسس مذهبهم استناداً إلى أكثر من عنصر في ديانات أخرى كالإسماعيلية في الإسلام وهي شيعية.
  • وكذلك الغنوصية، والأفلاطونية والمسيحية، والزرادشتية، والبوذية والهندوسية.
  • بالإضافة إلى معتقدات أخرى وفلسفات مختلفة، وعلى ذلك ظهر لديهم ما باللاهوت.
  • وهو الذي عرف عنه التكتم والتفسير الباطني للكتب، التي تختص بالدين كذلك إعمال مبدا العقل والصدق بدلاً من القلب.

ثاني أهم معتقد عند الدروز

  • لا يوجد عند الدروز ما يسمى بانتقال الروح إلى خالقها، فهم لا يؤمنون بذلك مثل المسلمين.
    • ولكن يعتقدون بأن الروح تنتقل من الجسم إلى جسد آخر.
    • وهو ما يعرف عندهم بالتناسخ وذلك هو الاعتقاد الأساسي في الديانة الدرزية.
  • يؤمن الدروز بأن هناك سبعة أنبياء تواجدوا على مر الزمان.
    • وهم سيدنا محمد من نسل إسماعيل وسيدنا عيسى ابن السيدة مريم وسيدنا آدم ونوح وموسى وإبراهيم.
  • كذلك من ضمن معتقداتهم ما يسمى بقسم ولي الزمان.
    • وهو قسم يلتزم به الشخص الدرزي؛ لكي يكون درزياً إلى الأبد مثل الميثاق والعهد.
  • عرف عن معتقدات الدروز التزامهم السرية والكتمان التام.
    • وذلك نتيجة اضطهادهم من الأنظمة الإسلامية، ولكن رغم ذلك إلا إنهم تميزوا بالتماسك الثقافي والاجتماعي والسياسي.
  • وتفرقوا ما بين جبال لبنان وفلسطين وسوريا وعاشوا حياتهم داخل نظام مغلق.
  • يوجد عند الدروز ما يسمى بتقسيم لأنواع الأشخاص داخل الطائفة.
    • فيرون أن الدروز ينقسمون إلى نوعان نوع روحاني، ونوع جسمان
  • والمقصود هنا بالشخص الروحاني هو الشخص القابض على دينه المتمسك بطقوس الدرزية، والمتنعم بالروحانيات.
    • ومنهم يخرج رؤساء الطائفة وعقلاءها وعلمائها.
  • وبالنسبة للنوع الثاني فنجد أن المقصود بالشخص الجسماني هو الشخص الغارق في ملذات الدنيا.
    • البعيد عن الروحانيات، ويطلق عليهم كذلك الجهال.
  • وليس ذلك فحسب، لكن لا يسمح لهؤلاء الجهال بحضور أماكن العبادة، أو الاستماع إلى الكتب المقدسة الدرزية.
    • إلا في حالة واحدة، وهي في حالة العيد، وهو عيد وحيد يسمى عيد الأضحى.
    • ويعد من أهم العطلات بالنسبة لهم، ويطلق الدروز على الأماكن الخاصة بالعبادة مسمي الخلوات.
  • وفي العموم تختلف طقوسهم وشعائرهم عن طقوس المسلمين.

هل يعد الدروز مسلمين؟

هناك الكثير من الأقاويل في هذا الشأن.

وظهرت الكثير من التساؤلات عن هل الدرزية دين مستقل؟ أو طائفة من الطوائف الإسلامية؟

وفي الحقيقة ذلك الأمر مثير للجدل للغاية.

حيث يوجد رأي ينسب الديانة الدرزية إلى الإسلام.

وذلك اعتماداً على رأيهم على أن مذهب التوحيد أحد المذاهب الإسلامية والدرزية تقوم على التوحيد ومتفرعة من الإسماعيلية.

أما بالنسبة للرأي الآخر، فيقول الباحثين أن الدرزية تعد ديانة إبراهيمية باطنية توحيدية لا تمت للإسلام بصلة.

بل ومنشقة عن الإسلام ومستقلة عنه.

وذلك الرأي يرفضه تماماً مشايخ الدرزية.

بل ويعتبرون أنفسهم مسلمين على الرغم من رفض كثير من الدروز وعدم اعترافهم بأنهم مسلمون.

وكذلك فهم لا يتم النظر إليهم باعتبارهم مسلمين.

هل تتبع الدرزية الشعائر الإسلامية؟

الدروز لا يعدون مسلمين بالمعنى المعروف لكلمه مسلم، على الرغم من نطقهم للشهادتين.

وكذلك قيامهم بالصيام، والحج إلى مكة، وأداء الخمسة صلوات.

لكن هناك بعض العلماء والباحثين الذين يرون أن الدروز ينطقون الشهادتين كنوع من أنواع الوقاية لأنفسهم من الاضطهاد.

وذلك للمحافظة على أنفسهم ودينهم وسرية معتقداتهم.

اضطهاد الدروز

نظراً لرؤية كثير من العلماء أن الدروز هم مرتدين عن الإسلام وليسوا بمسلمين فتم اضطهادهم في كثير من الأحيان.

وبالتالي؛ ظهرت الكثير من الفتاوى التي تكفر الدروز، وتعدهم من المرتدين.

ومن ضمن الاضطهادات التي تعرض لها الدروز هو الاضطهاد من جانب الخليفة الفاطمي السابع الملقب بالظاهر لإعزاز دين الله.

الذي شن حملة شاملة على كل المجتمعات الدرزية في الشام، وشمال سوريا خصوصاً، وأنطاكية وحلب وذلك لإبادتهم.

مواقعهم المقدسة للعبادة

كما ذكرنا يطلق على دور العبادة بالنسبة للدروز أسم الخلوات.

ولهم عدة أماكن للعبادة في الأماكن التي يقطنونها مثل:

خلوات البياضة في لبنان، وهو أهم مكان، والمركز الرئيسي كذلك، ويضم خلوات للعبادة لكل الأسر اللبنانية، والسورية، والأردنية والفلسطينية والدرزية.

كذلك يعد مكان دفن نبي الله شعيب مزاراً دينياً، والذي يعد شخصية محورية وأساسية في الديانة الدرزية.

وأيضاً ويعد من أماكنهم شديدة القدسية، ويقع بالقرب من إسرائيل.

اخترنا لك أيضا: معلومات نادرة عن الديانة اليهودية

في نهاية مقالنا الذي تحدثنا فيه عن الديانة الدرزية وتناولنا فيه قصة نشأة الدرزية، وكذلك هل الدرزية تتبع الدين الإسلامي، وهل هي تتبع الشعائر الإسلامية.

وكذلك تناولنا اضطهاد الدرزيين، وأماكن تواجدهم، وأعدادهم، وأماكنهم المقدسة بالإضافة إلى معتقدات الدروز، فنرجو أن نكون قد قدمنا لكم محتوى مفيد وهادف، ونتمنى منكم نشر المقال على وسائل التواصل الاجتماعي؛ لتعم الفائدة.

مقالات ذات صلة