ما هو حق الطريق

ما هو حق الطريق، هذا السؤال يدور في ذهن الكثير من الناس؛ لأننا نعلم جيدًا أن الإسلام اهتم جيدًا بالقيم والأخلاق السامية حتى يزرعها في قلوب المسلمين.

فوضح لنا الدين أن لكل شيء في هذه الدنيا له حق علينا، فالطريق له آدابه وحقوقه، فدعونا من خلال موقعنا maqall.net نتعرف أكثر عن هذه الحقوق، وما الواجب فعله تجاه الطريق.

حق الطريق في الإسلام

  • إن شرعنا الحنيف لم يتركنا هملًا في هذه الدنيا، بل علمنا أننا كمسلمين لابد أن نتحلى بأسمى الأخلاق وأجل الصفات.
  • ولذلك شرع لنا الكثير من الأخلاق والآداب تجاه الآخرين، فإذا قام المسلم بتحقيقها فبذلك ضمن حياة مليئة بالسعادة وطيب العيش في الدنيا والآخرة
  • ومن أهم الأمور التي حرص الإسلام على تعليمها هو حق الطريق، حيث أن الطريق الذي نسير عليه مشيًا بالأقدام أو سيرًا بالسيارات له آداب وحقوق.
  • والنبي صلى الله عليه وسلم علم الصحابة والأمة جميعها أن للطريق حقوق لابد أن نلتزم بها، وجمع هذه الحقوق في قوله صلى الله عليه وسلم:
    • “قالوا: يا رسول الله ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه.
    • قالوا: وما حقه؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر”

اقرأ أيضا: الإسلام دين السلام

حقوق وواجبات الطريق

تجدر الإشارة إلى أن الطريق له حقوق وواجبات لابد علينا كمسلمين أن نفعلها حتى نقتدي برسولنا العظيم، فـ ما هو حق الطريق، وهذا ما نجيب عليه في السطور القادمة:

أولًا: غض النظر

  • الله سبحانه وتعالى وهب لنا الكثير من النعم ومنها النظر، والتمتع بنعمة النظر يجب أن تكون في التأمل والنظر فيما حلله الله لنا.
  • فغض النظر معناه في الشرع هو عدم النظر إلى المحرمات وعورات البشر، ولا يقتصر غض النظر على الرجال فقط بل النساء أيضًا مأمورين بذلك.
  • فقال الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
    • وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾[النور:31:30].

ثانيًا: كف الأذى

  • أيضا من الحقوق المتعلقة بحق الطريق هو إزالة الأذى عنه، فنعلم جيدًا أن الطريق من المرافق العامة فكلنا مشتركون فيه.
  • فشرعنا دعانا للاهتمام والمحافظة على الطريق، بل جعل كف الأذى شعبة من شعب الإيمان، والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم:
    • “الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ”.
  • والمقصود بكف الأذى أي إزالة أي شيء ممكن أن يؤذي المارة في الطريق سواء من الأحجار أو القاذورات أو غير ذلك.
  • والنبي عليه الصلوات والسلام وضح لنا بحديث شريف بأجر من يزيل الأذى عن الطريق فقال: “بيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي بطَرِيقٍ وجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ علَى الطَّرِيقِ فأخَّرَهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ له فَغَفَرَ له”.

ثالثًا: رد السلام

  • إذا سألت عن ما هو حق الطريق، فرد السلام يعد حق من حقوق الطريق، بل هو حق أيضا على المسلم لأخيه.
  • ولأهمية رد السلام هناك الكثير من الأحاديث النبوية التي تبين أن إلقاء السلام من الأمور التي تؤلف القلوب والمحبة بين المسلمين.
  • فقال صلى الله عليه وسلم: “خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ علَى أخِيهِ: رَدُّ السَّلامِ، وتَشْمِيتُ العاطِسِ، وإجابَةُ الدَّعْوَةِ، وعِيادَةُ المَرِيضِ، واتِّباعُ الجَنائِزِ”.
  • أيضا الله تعالى ذكر في القرآن أن التحية وردها بمثلها أو بأحسن منها، يحصل المسلم على الثواب والأجر العظيم، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.
    • فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا﴾[النساء:86].

كما أدعوك للتعرف على: إفشاء السلام في الإسلام

رابعًا: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

  • أيضا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أجل الأعمال التي يجب علينا كمسلمين أن نأخذها بعين الاعتبار ولا نتهاون في ذلك.
  • فالطريق من حقوقه إننا إذا وجدنا شيء يخالف ما أمر الله فلابد من إنكار المنكر، والأمر بالمعروف بلين ولطف وحسن الخلق مع الآخرين.
  • فقال الله تعالى في كتابه المبين: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [آل عمران:110].

ما هو أثر الإيجابي للالتزام بحقوق الطريق

لا شك أننا عندما نلتزم بحقوق وآداب الطريق، سوف نحصل على الكثير من الإيجابيات التي تؤثر بشكل كبير على حياتنا ومنها الآتي:

  • الالتزام بحقوق الطريق يعد دليل قوي على طاعتنا لله ولرسوله.
  • أيضا عندما نحرص على حق الطريق تشيع المحبة والألفة والمودة بين الناس.
  • كما أننا عندما نعطي حق الطريق، فسوف نعيش في أمان وسلامة وحفظ أموالنا وأولادنا وأعراضنا.
  • كذلك الالتزام بحق الطريق يجعل المجتمع متقدمًا وأكثر رقيًا وحضارة.

كما يمكنكم الاطلاع على: موضوع تعبير عن آداب الطريق وحقوقه بالعناصر

وإلى هنا نكون قد أجبنا عن سؤال ما هو حق الطريق، ووضحنا أن القرآن والسنة قد اهتموا بشكل كبير جدًا بحق الطريق، وهذا كان واضحًا في الكثير من النصوص.

مقالات ذات صلة