ما حكم النذر

يتساءل الكثيرون حول ما تعريف النذر؟ ما حكم النذر؟ وهو ما سوف نقوم بتوضيحه لك عزيزي القارئ في هذا المقال.

ما مواضع ذكر النذر في القرآن الكريم؟

يعتبر المعنى الأساسي الذي يتمحور عليه لفظ النذر في كتاب الله عز وجل هو التنبيه والترهيب بواسطة الأقوال والأعمال التي بسببها قد يغضب الله.

  • فقد تم ذكر كلمة النذر بكل أنواعها في كتاب الله عز وجل حوالي ١٣١مرة.
    • وهذا على شكلين الاسم والفعل، والأكثر من ناحية الاسم.
  • أما بالنسبة لكلمة نذير، فقد تم ذكرها في القرآن الكريم أكثر من ٣٠ مرة.
    • مثل قوله تعالى: (فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ).
  • أما قد تواجد لفظ التبشير مع لفظ الإنذار حوالي ١٦ مكان في القرآن الكريم.
    • وذلك مثل قوله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا).

شاهد أيضا: تعريف كفارة النذر وأنواعه

دلالات كلمة النذر في كتاب الله

مع العلم أنه تم ذكر دلالات كلمة النذر في كتاب الله، حيث تواجدت في حوالي ٥ معاني بيانها كالآتي:

  • أول دلالة وهي التنبيه والتحذير والذي تم بعث فيه الرسل؛ كي ينبه الناس ويحذرهم.
    • وذلك مثل قوله تعالى: (أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ).
    • فكما ذكرت ُ في النقطة السابقة أن الرسل قاموا بتحذير الناس من مخاطر الابتعاد عن أمر الله.
  • ثاني دلالة وهي أن المسلم قد فرض على نفسه التزامات لم يفرضها الله عليه.
    • وذلك في قوله تعالى: (وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ).
    • فهذه معناها أن المسلمون فرضوا على أنفسهم من أحكامٍ.
    • فهذا المعنى لم يتم ذكره في القرآن الكريم إلا في ثلاثة أماكن في القرآن الكريم.
  • ثالث دلالة أنها جاءت بمعنى الرسل، وذلك كما في قوله تعالى: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ).
    • فالنذر هنا تعني الرسل، فهذا المعنى تواجدت في العديد من الأماكن في القرآن الكريم.
  • رابع دلالة أنها جاءت بمعنى الإخبار، وذلك كما في قوله تعالى: (هذا نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الأولى).
    • فالنذر هنا تعني أن يتم عرض ما مضى عن الأمم السابقة.
  • أيضًا جاءت بمعنى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك في قوله تعالى: (وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ).
    • فـ النذر هنا تعني محمد عليه الصلاة والسلام، وهذا المعنى صدق عليه الكثير من المفسرين.

ما هو حكم النذر؟

إن حكم النذر يتنوع على حسب وقوعه من الشخص الناذر، وهذا يتضح على النحو الآتي:

  • حيث بعدما يتم وقوع النذر من الناذر؛ يجب أن يتم الوفاء بالنذر.
    • وذلك إذا كان هذا النذر صحيح، ومكتمل جميع أركانه.
  • ذلك لأن الشخص الناذر قد قام بإلزام نفسه بهذا النذر.
    • وذلك قبل أن يقع هذا النذر من الشخص الناذر.
    • فدليلًا على هذا الكلام قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن نَذَرَ أنْ يُطِيعَ اللَّهَ فليطعه، ومَن نَذَرَ أنْ يَعْصِيَهُ فلا يَعْصِهِ).
  • بالنسبة للفقهاء فقد اختلفوا في إجازة الإقدام على النذر.
    • ولقد تم توضيح اختلاف الفقهاء في هذا الأمر.
  • فعلى حسب مذهب الحنفيّة: لقد قال مذهب الحنفيّة أن النذر عبارة عن قربة مشروعةٌ.
    • وهذه إذا كانت صحيحة بها كل شروطها.
  • حيث قال مذهب الحنفية أن النذر عبارة عن قربةٌ.
    • وذلك لأنّه عبارة عن نوع من القُرب والعبادات أيضًا التي يتقرب بها المسلم من الله عز وجل.
    • كما أنهم قالوا أن النذر هنا مشروع.
    • وذلك لتوافر النصوص التي تأمر بوجوب أن يتم الإيفاء بها.

اخترنا لك: هل يجوز الجمع بين الأضحية والعقيقة أو النذر دار الإفتاء تجيب؟

ما حكم النذر عند مذهب المالكية؟

  • أما بالنسبة لمذهب المالكية: ففي مذهب المالكية قالوا أن حكم النذر هنا يتنوع على حسب نوع النذر وهم كالتالي:
  • فالنذر المطلق هو عبارة عن أن الشخص المكلّف يلزم نفسه كربة، وذلك شكرًا لله.
    • على أنه حصل على نعمةٍ أو أن الله بَعَدَ عنه شر.
    • فهذا مثل الشخص الذي نجّاه الله سبحانه وتعالى من كربةٍ.
    • أو أن الله سبحانه وتعالى قد رزقه مالاً وفيًرا.
    • لذا هذا النوع من النذر حكمه الندب.
  • أيضا بخصوص النذر المعلّق؛ وهو أن يلزم الشخص المكلّف نفسه على قربة معينة.
    • ويقوم بتعليقها على حصول شيءٍ ما في المستقبل القريب.
    • فهذا النذر يكون متفرع إلى نوعين، وهما كالتالي:
    • هو أن يعلق الشخص الناذر نذره على أمر ما يكون ليس له دخل فيه، وذلك كأنه يقول: “إن شفى الله مريضي فعليّ كذا”.
    • فهذا النوع من النذر قد اختلف في الحكم عليه إلى فئتين وهما كالآتي:
    • أن الشخص الناذر لم يعتقد أن في نذره نفعٌ في تحقيق هذا الغرض منه، حيث قال البعض بالكراهة، والبعض الآخر قال أنه جائز.
    • كذلك أيضًا إذا اعتقد الشخص الناذر أن في هذا النذر الذي نذره نفعٌ كي ينال غرضه، فهذا النذر يعتبر حرام.
    • ذلك لأنه قد خالف قول النبي صلى الله عليه وسلم-: (لا تَنْذِرُوا، فإنَّ النَّذْرَ لا يُغْنِي مِنَ القَدَرِ شيئًا، وإنَّما يُسْتَخْرَجُ به مِنَ البَخِيلِ).
    • أما إذا علق الشخص الناذر نذره على أمرٍ ما أو شيء محدد من الأفعال التي يقوم بها.
    • فعلى سبيل المثال كأنه يقول: “إن فعلت كذا فعليّ كذا”، فهذا النذر يكون مكروه، كما أنه يجب على الشخص الناذر الوفاء به بعد أن يتم وقوعه.
  • أيضا بخصوص النذر المكروه، وهو أن الشخص المكلف يلزم نفسه على أن يقوم بفعل شيءٍ مكروه.
    • ذلك كأن يقول: “لله عليّ أن أصوم كُلّ يومٍ”، فهذا النذر أيضًا يكون مكروه؛ وذلك لأنه سوف يكون ثقيل على النفس.
    • لكن بالرغم من ذلك يجب أن يتم الوفاء به بعد أن يقع.
    • أيضًا إذا نذر الشخص شيءٍ لا يتمكن من فعله، فهذا النذر يكون مكروه.

ما هي أحكام النذر عند الشافعية والحنابلة؟

  • أما في مذهب الشافعية: قال الشافعية أن حكم النذر يتجزأ إلى جزئين، وهما كالآتي:
    • إن كان هذا النذر يكون نذر طاعة، فيعد قُربةٌ؛ حيث لأنه يعتبر مناجاة لله تعالى.
    • أما إذا كان النذر نذر للمخاصمة، فهو يعتبر مكروه؛ وذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهى عن ذلك.
    • حيث قال: (لا تَنْذِرُوا، فإنَّ النَّذْرَ لا يُغْنِي مِنَ القَدَرِ شيئًا، وإنَّما يُسْتَخْرَجُ به مِنَ البَخِيلِ).
  • أما بخصوص مذهب الحنابلة: قال مذهب الحنابلة على أن النذر هنا مكروه، حتى ولو كان فيه طاعة.
    • حيث النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن هذا فقال: (إنَّه لا يَأْتي بخَيْرٍ، وإنَّما يُسْتَخْرَجُ به مِنَ البَخِيلِ).
    • فـ الشخص الناذر بنذره لا يستطيع أن يغير ما يقع.
    • ولا يقدر أن يحدث شيء جديد، كما يجب عليه أن يوفي بنذره بعد أن يقع.

ما هي شروط الناذر؟

يوجد بعض الشروط التي يجب أن تتوافر في الشخص الناذر؛ كي يكون النذر صحيحًا وهم كالتالي:

  • أن يكون الشخص الناذر مسلم، لأن عندما يكون النذر من غير المسلم يعتبر باطل.
    • أما إذا أعلن إسلامه هذا الشخص، يعتبر نذره صحيحًا.
  • أن يكون الشخص الناذر مكلف، وذلك لأن النذر من الولد أو المجنون لا يكون صحيحًا.
  • أن يكون الفرد الناذر مختارًا، وذلك لأن النذر من المكره لا يكون صحيحًا.
  • كذلك أيضًا يجب أن يكون ناطقًا، وذلك لأن النذر بالإشارة لا يكون صحيحًا أيضًا.
    • إلا إن كانت تلك الإشارة مفهومة.
  • يجب أن يكون الفرد الناذر نافذًا للتصرف، وهذا يعني أن صلاحية الشخص المسلم.
    • لصدور هذا الفعل منه بصورة يعتد بها شرعًا.
  • ‏لذلك يعتبر النذر من الولد أو المجنون لا يكون صحيحًا.
    • وذلك لأن الولد والمجنون لا يكونا أهل التزام.

قد يهمك: حكم الربا في الإسلام والديانات الأخرى

إلى هنا نكون وصلنا لنهاية مقال ما حكم النذر، نتمنى أن ينال المقال على إعجابكم، وإذا أردتم معرفة أمر آخر تفضلوا بكتابته لنا في التعليقات.

مقالات ذات صلة