متى أسلم عمر بن الخطاب؟

متى أسلم عمر بن الخطاب، من الأسئلة التي كثر البحث عنها على محركات البحث الإلكترونية، وفي هذا الموضوع سوف نتعرف على وقت إسلام عمر بن الخطاب – رضي الله عنه –، وعلى حاله قبل الإسلام، وكيف أسلم.

متى أسلم عمر بن الخطاب؟

قبل أن نذكر وقت إسلام عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – علينا أولًا التعرف على هذا الصحابي الجليل.

من هو عمر بن الخطاب؟

عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – من صحابة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وهو من أعظم الشخصيات الاسلامية على الإطلاق.

ويعد اسمه بالكامل عمر بن الخطاب بن فيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي.

عمر بن الخطاب كان ثاني الخلفاء الراشدين، وقد تمتعت الدولة الإسلامية بعهده بالازدهار.

وتمكن بحزمه، وحكمته، ورحمته، واتسامه بالعدل والهيبة أن يقوم بتأسيس الامبراطورية الاسلامية العظيمة.

كما استطاع قهر أشد قوى في هذا الزمان وهم الروم والفرس.

وكان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يتميز بالجرأة في الحق، وبالغيرة على الدين الإسلامي، وبالإيمان العميق، وبالتجرد، والشفافية والوضوح.

كما كان يُعرف بالعقل، وبالحكمة، وبحسن الرأي، ولذلك وافقه الله في القرآن الكريم في العديد من المواقف المختلفة.

ومن أمثلة ذلك، عندما قاتل للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ” لو أخذنا من مقام إبراهيم مصلى”.

فنزلت الآية الكريمة التي تقول: بسم الله الرحمن الرحيم ” وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى” صدق الله العظيم.

وعندما قال لرسول الله عليه الصلاة والسلام أن نساءه يدخل عليهم البر والفاجر، فاقترح عليهم الحجاب.

فنزلت الآية الكريمة في القرآن الكريم، بسم الله الرحمن الرحيم ” وإذا سألتموهن متاعًا فاسألوهن من وراء حجاب” صدق الله العظيم.

شاهد أيضًا: سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مختصرة

عمر بن الخطاب قبل الإسلام

ولد هذا الصحابي الجليل بمكة المكرمة، ونشأ وتربى بكنف قبيلة بني عدي، وكان تتسم حياته في الطفولة بالفقر والعوز.

وبسبب قسوة الحياة وشدتها كان يعمل في رعية الإبل، وكان لذلك الأثر الكبير في شخصيته.

حيث ساعده ذلك على مواجهة المصاعب ومقاومتها بشكل جيد.

بالإضافة لتحمله المسؤولية بشكل أكبر، وابتعاده عن حب الترفيه والراحة.

وقد روي عنه عندما كان يصف شدة العيشة التي كان يعيشها بمرحلة الطفولة عندما قال:

لقد رأيتني وأخية لنا، وإنا لنرعى على أبوينا ناضحًا لهما، فنغدوا فتعطينا آمنا يمينيها من الهبيد.

والهبيد هو حبوب الحنظل يتم تصنيعه بإحدى الطرق التي تجعله مناسبًا للأكل.

ثم تلقي علينا نقبة – النقبة هي قطعة من الثياب – فإذا طلعت الشمس ألقيت النقبة على أختي.

وخرجت اتبعها عريانًا ثم نعود إليها وقد صنعت لنا لفيتة من ذلك الهبيد فنعتاش فيها خصبة”.

وفي مرحلة شبابه كان هذا الصحابي الجليل يعيش في مكة مثل باقي شباب قريش، وكان دينه هو الدين الوثني.

وكان يفعل أفعالهم كشرب الخمور، فهذا الفعل كان من الأفعال المتأصلة بقلوب العرب في ذلك التوقيت، وكان يشرب الخمر بشكل مبالغ فيه.

حيث روي عنه أنه قال: ” وإني كنت لأشرب الناس لها في الجاهلية “.

وفي هذا الوقت أيضا تحول من راعي للإبل إلى تاجر كبير، وتمكن من جمع الثروات الضخمة.

حيث روي عنه أنه أخبر عياش بن أبي ربيعة عندما كان يريد أن يرجع لمكة بعد الهجرة.

وقال: ” والله إنك لتعلم أني من أكثر قريش مالا، فلك نصف مالي ولا تذهب معهما” وكان يقصد بذلك أبو جهل والحارث بن هشام.

مكانة الفاروق في قريش

وبالجدير ذكره أن عمر بن الخطاب كان يمتلك مكانة جليلة عند القريشيين في العصر الجاهلي.

حيث كانوا يبعثوه في الأمور الخاصة بالسفارة، فكان يعمل سفير خاص بالقبائل التي تقوم قريش بمحاربتها.

وذلك لما يتمتع به من قوة الشخصية، ورجاحة العقل، ولما كان تتمتع به عائلته وخصوصًا أبيه وجده من مكانة عالية بين القريشيين.

وعندما دعا نبي الله محمد – عليه الصلاة والسلام – للتوحيد كان الفاروق عمر من أشد المواجهين له ولدعوته وكان يقاومها بكل شدة.

حيث كان يقوم بتعذيب المقدمين على الإسلام من بني عدي واضطهادهم، حتى وإن كانوا من أشد الناس قربة له.

ومن أقرب الناس لعمر بن الخطاب والذين قد عُذبوا بسبب دخولهم الإسلام شقيقته ” فاطمة بنت الخطاب “.

وزوجها أيضًا الذي كان يدعى ” سعيد بن زيد – رضي الله عنه -.

وقيل أنه كان يقوم بتعذيب جارية بني المؤمل، وهم حي من بني عدي، حيث كان يقوم بضربها حتى ينتابه شعور الملل.

ثم يقول لها: ” إني أعتذر إليك، إني لم أتركك إلا ملالة.

واستمرت على حالتها هذه حتى أن أقدم أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – على شرائها، ثم قام بإعتاقها.

قد يهمك: كم كان عمر عمر بن الخطاب عندما اسلم

متى أسلم عمر بن الخطاب؟

أسلم عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وهو يبلغ من العمر 26 عام، وبعد الهجرة الأولى للحبشة.

والتي كانت بشهر رجب من السنة الخامسة من بعثة نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام.

قصة إسلام عمر بن الخطاب

تعدد الروايات حول إسلام عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -، ومن أبرزها أنه قد ذهب خلف رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم للمسجد.

وسمعه يقوم بقراءة سورة الحاقة، وتعجب لما سمعه، وقال لنفسه: ” والله إن هذا لهو الشعر الذي تكلم عنه القرشيين.

وإذا بالنبي عليه الصلاة والسلام يقوم بقراءة قول الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ” إنه لقول رسول كريم * وما هو بقول شاعرٍ قليلًا ما تؤمنون *.

ولا بقول كاهن قليلًا ما تذكرون * تنزيل من رب العالمين ” صدق الله العظيم.

وعندما انتهى الرسول صلى الله عليه وسلم من قراءة هذه الآية وقع الإسلام بقلب الفاروق عمر – رضي الله عنه -.

وقيل أيضا أنه أسلم بعد الذي حدث في بيت شقيقته فاطمة بنت الخطاب – رضي الله عنها -.

فروي أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن الفاروق خرج في يوم ما رافعًا سيفه، يريد قتل النبي محمد – عليه الصلاة والسلام -.

فقابله نعيم بن عبدالله النحام الذي قم أسلم في السر، وأراد أن يبعده عن نبي الله.

فقال له: ” أفلا أدلك على العجب يا عمر؟ إن أختك وختنك قد صبوا وتركا دينك الذي أنت عليه”.

فتوجه الفاروق إلى بيت شقيقته فاطمة وزوجها سعيد بن زيد – رضي الله عنهما – وكان بالداخل خباب بن الأرت يقوم بتعليمهما القرآن الكريم.

اقتراب عمر بن الخطاب من دخول الإسلام

فعندما شعروا بحس عمر قام خباب بالاختباء، ودخل الفاروق عليهما، وقال لها: ” ما هذه الهينمة ( أي الصوت الخفي ) التي سمعتها عندكم؟.

وكانوا يقرأون سورة طه فقالوا: ما عدا حديثًا تحدثناه بيننا، قال: فلعلكما قد صبوتما، قال له ختنة: أرأيت يا عمر إن كان الحق في غير دينك؟”.

وبعدها أخذ الفاروق يضرب ختنة ضربًا مبرحًا، فتوجهت إليه شقيقته لتدفعه عن زوجها، فضربها في وجهها حتى نزلت الدماء منه.

وقالت لعمر: ” يا عمر إن كان الحق في غير دينك، أتشهد أن لا إله إلا الله وتشهد أن محمدًا رسول الله؟”.

قال الفاروق: ” أعطوني هذا الكتاب الذي عندكم لأقرأه”، فقالت فاطمة: ” إنك رجس، ولا يمسه إلا المطهرون، فقم فاغتسل أو توضأ” فقام وفعل ذلك.

ثم أخذ القرآن الكريم ليقرأه من سورة طه، فقرأ من قوله تعالى: ” طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى”.

إلى قول الله تعالى: ” إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري”.

فقال الفاروق: “دلوني على محمد”، حتى سمعه الخباب وظهر إليه وقال: ” أبشر يا عمر.

فإني أرجو أن تكون دعوة نبي الله عليه الصلاة والسلام ليلة الخمس : اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمر بن هشام”.

ثم انطلق به خباب – رضي الله عنه – لدار الأرقم حيث مكان تواجد نبي الله عليه الصلاة والسلام، ليعلن أنه أسلم امامه.

وكان إسلام عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – نصرًا للدين الإسلامي وللمسلمين.

اخترنا لك: كيف توفى عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟

وفي نهاية الموضوع وبعد أن قمنا بالإجابة على سؤال المقال الذي يتمثل في ” متى أسلم عمر بن الخطاب؟ ” على موقع مقال Mqall.org.

وذكرنا أهم المعلومات عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وعن اسلامه وكيف اسلم.

عليكم فقط مشاركة هذا الموضوع في جميع وسائل التواصل الاجتماعي.

مقالات ذات صلة